Skip to main content

Full text of "عبقرية اللغة العربية"

See other formats










تأليف 
مو 
و تور ین المكسّنة 7 
عضو حع اللكة الم الاجر 
عنم التائ امن مق 
عرو جمية مت اس لایة یبیل 
وی الب یی رای 


الکاشکی 


حبار الكستاب الغريي 


مچوروست - لس نات 


جع توت 
ارالکتاب الم 
سيروت 
اه - ۱۹/۱ مر 


#س لول 


مقدّمة : عبقرية اللغة العربية Vy ASR‏ 
الثقافة اللغوية والعقلية اللغوية كد Ose AS‏ 
المطالعة في كتب العلم وفي القاموس EE EEE‏ 1۲۳ 
المدارك القديمة في اللغة PONTE ee‏ 
من مدارك القاموس : یبا وكرام سوط اومان 9۷ 
- ألفاظ النكاح o DS‏ ود اده 
- صيغ فرادى طوال GS‏ ی [ ز[ [ [ 1 ا 5 
- آسماء الشعراء 9ب 0 
الألفاظ الفلكية سات ا ا VO‏ 
الجيم البدويّة ( وتقلبها في الألفاظ العربية ) A a.‏ 
مراحل القياس في تاريخ اللغة العربية ليا لعو وي 
كلمة عرب LEST‏ 1 1 کر هه 3 Ih A‏ 
تحدّرها وتطورها ثم استقرارها القومي TE‏ 
الأمثال معالم للحضارة aon oa‏ ال ا 
النجوم في شعر ابن المعتز ا ا لطر 


لام التعریف في القاموس الا سباني وملاحظات آخری ..... ۷۳ ۳۵ 
الغزل في الشعر العربي وما استحبه العرب من مظاهر 


الجمال فى المرأة SERE‏ ابا ا 
الغزل قلیل في الجاهلية Aa‏ 
- لا جديد في الغزل الأموي اميه ی 151 
- الجديد في الغزل العبّاسي ا 1 
- الرقة والكناية في الغزل العبّاسيّ ds‏ ا 
- التقليد فى الغزل والنسيب اتوم واو AA E‏ 
جانب العلم في دراسة الأدب والفلسفة .. ... ... . . OO‏ 
الترجمة أو نقل الكلام من لغة إلى لغة ی ره نوي ال 
الفهرس الهجائي VE AES‏ 


هذا الكتاب مجموع بحوث متصلة كانت في الأصل تخر 
e 2‏ العربية في ا 00 اجتماعات 


ولهذه الوت شزرو ما لت راعذ ی على ام 
مُعيّن : الله العربية من اللفظة الواحدة إلى المدرك العقلي في 
اللغة العربية نفیها ثم إلى نقل المدارك من اللغات الأجنبية إلى 
اللغة العربية ثم مقدرة اللغة العربية على القيام بجمیع وجوه التعبیر 
في جمیع ميادين الحياة ۰ 


اللغة العربية أقدمٌ اللغات التي ما زالت تتمتع بخصائصها من 
ألفاظ وتراکیب وصرف ونحو وأدب وم الاستطاعة في التعبير 
عن مدارك العلم المختلفة . لا شك في أن اللفه الوا واللغة 
العبريية واللغة الينسكريتية واللفة اللا ند پدا تدويثها كُلّها قبل 
اللغة العربية بقرونٍ كثيرة . ولا یزال في الحياة إلى الیوم لغة يونانية 


۷ 


ولغة عبرية ولغة سنسكريتية » ولكنّ هذه اللغات فقذت كثيراً من 
ألفاظها ومن قواعد الصرف والنحو فيها إلى حذ أصبحت عنده الیو 
غيرَ ما كانت عليه بالأمس . إن اليوناني اليومَ لا يتكلم لغة 
هُوميروس أو لغ أفلاطونَ وأرسطو . وإنَّ اللغة اللاتينية ما زالت حَيّة 
في عدد من العظات الدينية فقط . ولم یبن لها صله بالحياة . ولکن 
اللغة العربية الیوم لا تزال لغةّ القرآنٍ الكريم ولغة الشعر الجاهلي 
في صرنها ونحوها وتشابيهها واستعاراتها . ولا ریب في أن عدداً 
من آلفاظ اللغة العربية قد أصبحح غریبا وخر من الدَوّران على 
الالسن وعلی الاقلام . لا المدارك التي تُعبَرٌ عنها تلك الألفاظٌ قد 
حرج من نطاق الحياة الاجتماعية . ومثل ذلك نری في جمیع, 
لغات العالم بين عصر وعصر . 

اللغة العربية لغة مُضرّ أو عرب الشمال في نجد) هي - 
عند التساهل الکبیر - إحدى اللغات الأعرابية التي یقال لها خطأ : 
و اللغاتٌ الساميّة ,20 . إِنّها : بهذا النظر » أختٌ اللغات البابلييّة 
والكنعانية والارامية وابنة عم اللغة الحبشيّة . وإذا نحن نَظرنا في 
تمام القاموس العربي وفي كمال الصرف والنحوء وَجَبَ أن نع 
اللغة العربية ما ات الاعرابية خععاء ‏ لا آن يرى اهل 
الاختصاص في هذا الميدانٍ رأياً خر . 


» كان علماء اللغة يزعمون أن لغات البشر مقسومة ثلاثة أقسام : سامية وحامية ويافثية‎ )١( 
نسبة إلى أولاد نوح الثلاثة سام وحام ويافث . هذا مدرك خاطىء فلا يجوز أن ينشأ‎ 
ثلائة إخوة في بيت واحد ثم يتكلمون ثلاث لغات . والصواب أن نسمي نحن‎ 
» اللغات العربية والحميرية والعبرية والآرامية والبابلية وأخواتها « اللغات الأعرابية‎ 
. لأنها كلها نشات في شبه جزيرة العرب‎ 


۸ 


وا له تاد رمن کار له ای لمتكت یزان 

ان القاموس العریی الخاضر ليس قاموساً للألفاظ العربية 
علی اضر + ولکته اموس لهذه الالفاظ العريية علی الحْضر 
وللألفاظ التي انتقلت إلى اللغة العربية انتقالاً يسيراً هادئاً من تلك 
اللغات الأعرابية : من الجمیریةوالارامية والعبريّة ‏ إذا شنت - 
ومن غيرها حينما ظلّ الاحتكاك قوياً بين المتكلّمين بتلك اللغات . 
وان جانباً كبيراً مما يقال له « لغاتُ العرب أو غريب الألفاظ » يجب 
أن یرزجع إلى هذا الاحتکاك بين اللغة ای وأخواتها في الأدوار 
المختلفة من تاريخنا اللغوي . وعندي أن ایا دار مختلفة 
في الجذور الداخلة في القاموس العربي البوم يجب أن یرجم م إلى 
هذا الروافد التي صبت من الانهار الأعرابية في النهر العربي . ومثل 
ذلك يجب أن تکون حال « الأضداد » ( الكلمة الواحدة التي تجمع 
مین کل واحدٍ منها مُناقض, للاخر > مثل الجون ( بمعنى : 
الأبيض والاسود) وظنْ «بمعنی : تخیّل واعتقد ) والجلیل 
( بمعنى : العظیم والحقیر) . ولم یتح لي بعد مُتسمٌ من الوقت 
ارس هذه الألفاظ التي تجمع المدارك المختلفة أو المدارك 
المتناقضة معا . 

وكذلك أخذت اللغةٌ العربية من اللغات غير الأعرابية : من 
الفارسية واليونانية واللاتينية وتمثلّت الكلمات المأخوذة منها إلى حدّ 
ضاع عنده التفريقٌ بين اللفظ العربي واللفظ الأجنبي . إن لفظة 


(۱) اللغة الحميرية ( بكسر الحاء وسكون الميم ) لغة أهل اليمن قبل الإسلام . واللغة 
الحبشية أخت لها . 


درهم ( من اليونانية أو من الفارابية) وداد ر من اللاتينية ) وغیرهما 
قد دخلت في نسيج اللغة العربية وتصرفت تصرف اللفظ العربي 
الأصيل : دینار - دنانير - تدنر - مدنر الخ ۱ 

3 إن اللغة العربية أعطت اللغات الأجنبية ألفاظاً وآداباً 
وعلوماً كثيرة جداً . إن الکلمات العربية في اللغات الاسلامية : في 
الفارسيّة والتركية ولتت داماد زره والسعالية يبعت أن تكون أك 
من أن تخصی . وكذلك نجدٌ الکلمات العربية في الاسبانية 
والبرتغالية ثم في الألمنية والايطالية والانكليزية والفرنسية لیست 
قليلة أيضاً . 

والبحوث في هذا الكتاب من سَنْواتِ مختلفةٍ متقاربة أو 
متباعدة . إن أحدتٌ بُحوث هذا الكتاب يرجع إلى عام ۱۹۷۹ . 
ما أقدمُ البحوث فيه فمن عام 14١‏ . ولعل لهذا البحث القديم 
قيمة خاصة . في ذلك الحین » في عام ۰۱۹۳۱ كنت أنا في 
الخامسة والعشرين من العمر » وكنت أعلّم في المرحلة الابتدائية 
وفي المرحلة التكميلية . لأن المرحلة الثانوية > في مدارس 
المقاصدٍ الخيرية الاسلامية » لم تكن قد تمّت بعد . رافق دان 
ذلك الحين أن كان المستشرق عبد الرحمن نیکل() في بيروت 
فتداوَلّنا ألفاظ العْزّل - وخصوصاً فيما يتعلّق بالكنايات ( وهي آلفاظ 
عامَةَ تُظلَقُ على المحبوب لت اسمه الحقيقي أو لب إليه 
(۱) أ.ر. نیکل رولد ۱۸۸۵ وتوفي منذ بضع عشرة سنة) من بوهيمية 

( تشیکوسلوفاكية ) » اختار الجنسية الأميركية . كثير المعرفة باللغات یحسن 


استعمال عشرین منها على الأقل . اهتمامه الأول باللغات الرومانسية التي تشعبت 
من اللغة اللاتينية . من أنصار النظرية العربية في نشاة الاداب الاوروبية الحديثة . 


۱۰ 


والتذّل له ) . وکان من رأي المستشرق نیکل أن هذه الألفاظ قد 
انتقلت من الأدب العربي إلى الشعر البروفنسالي ( الفرنسي 
القدیم ) . فرغب إليّ في أن مْضي في البحث في هذه الالفاظ في 
الشعر العربي . 


بدأب قراءة عدد من مصادرٍ الشعر ومجاميعه ثم نشرث 
سلسلة مقالات في جريدة « الأحرار »۲۳ » في الأسابيع الأخيرة من 
عام ۱۹۳۱ والأسابيع الأولى من عام ۱٩۳۲‏ . ولا ريب في أن 
إعداد هذه المقالات بدأ منذ مطلع العام ۱۹۳۱ أو منذ أواخر العام 
۸۰ ان استعراض كتاب الأغانی وجمهرة أشعارٍ العرب 
وحماسة آبي تمّام ومختارات البارودي وه بالاضافة إلى عدد 
غير قلیل من دواوین الشعر لا یمکن أن تم في أيام قليلة . 

وکانت النتيجة ما توقعه المستشرق نیکل : أن هذه الکنایات 
في الشعر العربي قد انتقلت بمعانیها وبملابساتها إلى الشعر 
البروفنسالي . 


واتفق أن كان المستشرق نیکل يُعِدّ ديوانَ ابن قُْمانَ الرّجال 
الأندلسي للطبع ( بالحرف اللاتيني ) فكتب في مقدّمة ذلك الديوان 
هذه الكلمة التالیة() : 


(۱» الأحرار : جريدة يومية صدرت في بيروت عام ۱۹۲۲ . بدأت أكتب فيها منذ عام 
5 (وكنت لا أزال طالبا في جامعة بيروت الأميركية ) . تقلب عليها مالكون 
كثيرون منهم جبران التويني وخليل كسيب وسعيد صباغة . 

Aben Guzman, por A.R. NYKL. Madrid 1932. PP. XL )۲(‏ معدم عمق اع 
VII - XL ۰‏ . 


۱۱ 


Durante mi estancia en Beyrouth recomandé al joven 
poeta y profesor de literatura arabe en la Kulliyat al - Ma- 
qûãsid al - islãmiya, Omar Farûh, la investigacion de estos 
varios problemas, cuyo resultado dio a luz en una serie de 
articulos insertos en el periodico al-Ahrar. conocido ya en la 
época antiislamica, el uso de los nombres fingidos 6 
general en la poésia durante el périodo abbasi y es frecuenti- 


simo en Abû ۰ 

وفيما يلي هذا المقطع باللغة العربية : 
فى أثناء إقامتى فى بیروت اقترحتٌ على الشاعر الاب 
وأستاذ الأدب في كلية المقاصد الإسلامية أن يبحت في هذه 
المشاكل المختلفة . وقد ظهرت نتائح بحثه هذا في عدد من 
المقالات التي نشرث في جريدة « الأحرار ٠٠»‏ . لقد كانت تلك 
الکنایات معروفةً منذ عصر ما قبل الإسلام ثم استمرٌ استخدامها 
إلى العصر العبّاسي ١‏ وكثيراً ما نجذها أيضاً في شعر آبي نواس . 

9 ا‎  K# 

وبعد مدّة طويلةٍ أصدرٌ الدكتور أحمدٌ محمّد الحوفيّ كتابه 
« الغزل في العصر الجاهلي » ( ١495١‏ : تاريخ مقدّمته للكتاب ) - 
وهو كتاب جیّد - ولکنه مخالفٌ لعنوانه » فالدكتور الحوفي تناول 
الغزل والنسيب معاً . وكثيراً ما يأتي بشواهده على البجمال الجاهلي 


(۱) ظهرت هذه المقالات من ۵ / ۱۲ / ۱۹۳۱ إلى ۲۰ / 7 / ۱۹۳۲ . 


1١ 


من شعراء جاهلیین واسلامیین وعباسیین » ففي الصفحات ۸۷ إلى 
۳ نج شواهد على الجمال الجاهلي ) مأخوذاً من شعر المزار 
بن المنقذ العَدَويٌّ ( الجاهلي ) ومن شعرٍ عمربن أبي ربيعة 
والفرزدتي ( الأمویین ) وابن ذرید ( العبّاسي ) . ومثل ذلك كثيرٌ 
عنده . ثم وصل إلى ابن حزم رت ٤٥٩‏ ه = 1٠١68‏ م) وإلى 
شوقي رت 1477 ) ۰ وألدوس (؟) هكسلي أيضاً ( راجع مثلاً » 
ص ۱۸١‏ - ۲۸۸) . 


كن يم تنا 


هذا ولا يزال للغة العربية وجوه من العبقرية يحتاج كل وجه 
منها إلى كتاب خاص بذلك . 


في امن المحرم ٠٤١١‏ . 
15/ ۲۷۲ ۹۸۰ . 


في الناس آفراد قلیلون امتازوا بثقافة لغوية فعرفوا آوجه 
اشتقاق الالفاظ وحَذِقوا تركيبٌ الکلمات ورزقوا ذوقاً أدبياً . إنهم 
يحسنون وضع اللفظ على المعنی وضعاً مُحكماً ثم يسوقون المعنی 
في الجملة سوق بارعا . وانك إذا قرأت ما یکتب هؤلاء آدرکت 
آنهم دوو رأي راجح وعبقرية فياضة › تكثر عندهم المعاني المألوفة 
والغريبة كما تکثر عندهم الاراء النظرية والعملية . فإذا وقف 
آحدهم لیتکلم أو آخذ القلم لیکتب ‏ فتدفقت المعاني على 
لسانه . آسعفته ثقافته اللغوية واحذت تفصّل له الکلمات والتراكيبٌ 
على قدر المعاني والأفكار » بسرعة ودقة وبوضوح وسهولة . ولا 
غر فإن الوضوح في التفکیر ی منه وضوح في التعبیر . ذ 
لأن اللغة وسيلة إلى التعبیر عن الفکر كما أن الخطوط والألوان 
واسطة إلى إبراز خيال المصور . ورب خطین بسیطین يرسمهما 


* مقال نشر في مجلّة « الرائد » ( الکویت ) في عدد ذي القعدة ۱۳۷۱ ( حزیران / یونیو 
۲ م( . 


المصور البارع على القرطاس فإذا هما صورة رائعة یعجز عن مثلها 
المصور العادي الذي یزحم صدر قرطاسه بالخطوط » ثم يملأ ما 
بين خطوطه بالألوان . وأنا إذا أحبيت أن أعرض عليك جانا من 
تلك الصور الفاتنة التي فنك بالكلمات اليسيرة ندب قول 
الشاعر الجاهلي البَدُويَ الصعلوك قبط 0 حيث يقول : 

د خلالك من مال تجمعه حتى تلافي الذي کل آمرىء لاق . 
لتقرعن علي الس من ندم إذا تذکرت يوماً بعض أخلاقي . 
أو قول ی الجاهلي عمرو بن الأهتم : 


وکل كريم يتقي الذم م بالفری وللخیر بين الصالحین طریق . 
ا ولكنّ أخلاق الرجال تضیق . 
غير أن ثمة عدداً وفيراً من البشر لا يملكون هذه الثقافة 
اللغوية التي تمكنهم من التعبير الصحيح عن الآراء الصحيحة » بل 
هم قد اکتسیوا من بینتهم أو من مجری تربیتهم « عقلية » العويه 
فامتلات ذاكرتهم بمفردات وتعودت ألسنتهم تزاكيت معروفة فهم 
يلوكونها في كل مرة أرادوا أن يقولوا أو یکتبوا كلمة ۰ فاذا جهذهم 
في ذلك کل يدور على الألفاظ والتراكيب » وإذا اللغة عندهم 
لته وشيلة: إل التعبير عن التفكير ٠‏ بل مباراة في طول النفس 
8 علی الاعادة والتکرار . هؤلاء إذا بدأوا موضوعاً شغلتهم 
التراکیب عن الفکرة التي یراد منهم آن یعالجوها فجعلوا یخطون 
بکلامهم في کل واد وینتقلون من موضوع إلى موضوع انسیاقاًمع 
الألفاظ التي تخطر ببالهم وتعلفا بالتراکیب التي تتشابه في ظاهرها 
أمام عقولهم . ويطمئن هؤلاء عادة إلى الألفاظ والتراكيب إذ 


۱۹ 


یعتقدون آنهم إذا آزضوا بها آنفسهم فقد اقنعوا بها غیرهم . 

وعندي أن هذه « العقلية » اللغوية تظل محتملة ما دام 
صاحبها في نطاق الانتاج الأدبي الخالص ینظم البيت والبیتین 
للتفكهة وينثر السطر والسطرين - في مجرى المقال الطويل - 
للترويح عن نفس السامع أو القارىء . ثم إن المكتبة العربية 
تستطيع أن تحتمل عدداً من الدواوين والرسائل التي تجري هذا 
المجرى كالمقامات المتأخرة التي ألفها أصحابها تقليداً لبديع 
الزمان وللحريري » أو كالدواوين التي یزغم أصحابها أنها شعر 
وليس فيها سوى ألفاظً مرصوفة وجمل مصفوفة من غير صلة معقولة 
بينها كلها . ولا غَرُوٌ فإِنَ دور « العقلية اللغوية » في أدب كل أمة هو 
دور المرض في تاريخ ذلك الأدب . 


غير أن هذه العقلية اللغوية تصبح غير محتملة إذا انتقلت إلى 
الحياة السياسية والاجتماعية والفكرية » وذلك حينما تصبح الجمُل 
اللغوية البارعة مقاييس اجتماعيةً أو عقلية . إن هناك جملا لغوية 
تفصل بين الشرق والغرب كما يفصل المحيط الأطلسي بين أفريقية 
وأميركة . إن اعتقادنا بالجملة المسجوعة : « ليس في الإمكان 
أبدع مما كان » هو الذي تركنا إلى اليوم حيث كنا منذ ألف عام . 
لقد أصبح الغرب يطير بمعدّل ألف كيلومتر في الساعة بينما نحن لا 
نزال ندب على الأرض بعجلات تجرها ذوات الأربع . وان 
تصديقنا بأن العجلة - في كل شيء - من الشيطان هو الذي جعلنا 
نقبل الهدنة الأولى والثانية في فلشطین . ثم إن تأخرنا في جميع 
ميادين النشاط العالمي راجع إلى أننا نفرح بالكلام العّذْب الجميل 


۱۷ 


فنحارب عدُوّنا بالبلاغات المسجوعة ونخل مشاکلنا الاجتماعية 
بالتصریحات المنمقة . فاذا نحن قلنا مثا . « إن حالة اللاجئین 
تفتّت الأكباد » اعتقدنا آننا أنصفنا اللاجتین وأننا قد انقذناهم مما 
هم فيه . وهنالك الیوم في لبنان وحدّه خمسون جريدة یقرآها ملپون 
شخص ولیس فیها إلا شکوی من حالة البلاد » ثم أنك لا تجد مع 
هذه الشکوی درهماً واحداً من العمل الصالح في سبیل الاصلاح 
والرقي . إن مهمة الصحافي العربي تنتهي مع توقیعه المقال 
الافتتاحي ومهمة القارىء العربي تنتهي مع قراءة هذا المقال أو مع 
قراءة عنوانه فقط . ولقد مر منذ الانتداب على البلاد العربية إلى 
اليوم جيل كامل من الدهر نشأت فيه دول ذات قيمة دولية يحسب 
لها حساب في ميزان العالم السياسي منها يوغوسلافية وايرلندية 
وأندونيسية والهند وباكستان ومنها إسرائيل » ومع ذلك فإن الصلات 
بين سورية ولبنان ‏ والمسافة بين عاصمتيهما مائة كيلومتر من الطرق 
المتعرجة لا تزال تتأرجح منذ سنين » ذلك لانْ نفراً من سكان 
الدولتين يشمئزون من كلمة « المقاطعة الاقتصادية » بينما النفر 
الآخرون يخافون من كلمة « الوحدة الاقتصادية » . وبينما ترانا 
نحن نتعلق بالخلاف اللغوي بين مدلول هاتين الكلمتين نجد 
الدوائرٌ السياسية والاقتصادية في العالم تعامل البلدين وما حولهما 
أيضاً معاملة واحدة » فمشروع الدفاع عن الشرق الأوسط والنقطة 
الرابعة والتابلين وشركات الطيران وشركات النقل ومكاتب التوريد 
والتصدير كلها تنظر إلى بلادنا پر لین اي ننظر بها نحن . نحن 

ننظر إلى سورية ولبنان والأردن والعراق ومصر على أنها مدلولات 
لغوية تتحاجز في رقعة الشرق الأوسط كما تتحاجز أسماؤها في 


۱۸ 


القاموس وفي داثرة المعارف » بینما الغربیون ینظرون إليها على 
آنها مدلولات جغرافية لا فواصل بينها - وان اختلفت آلوانها على 
الخارطة - أكثر مما بين المقاطعات المتعددة في الولایات المتحدة 
مثلا . وم ذلك فمن ذا الذي ينكر أن مشاریعنا الاقتصادية 
الصحيحة ليست في آیدیهم هم ! 


وفی حیاتنا الفكرية تسیطر علینا اللغة سيطرة مخيفة . إن 
کلمة فلسفة لا تزال في آذهانناتعني شیتاًمبهماً .نها باب مرصود 
تجثم وراءه الأسرار والمُغيّبات والأحاجي التي لا يُدرى ما هي . مغ 
أن الفلسفة ‏ كما یقول اب رشدٍ - ليست شيئاً أكثر من النظر في 
الموجودات لمعرفة أسباب وجودها . إن عمل الفلسفة تیسیر للأمور 
التى عقدها العامة وأشباه العامة بما أضافوا إليها من القصص 
والخرافة ثم توضيح للمعقولات التي سترها الجهل والاستغلال 
بألف ستار وستار . 

وفي الفلسفة أيضاً ترانا نعتمد الألفاظ . ففلان عند بعض 
النقاد فيلسوف لأنه طبع ديوان شعر فيه عدد من المعاني المبهمة 
الغامضة التي لم يدْرٍ الناقد المحبّ لها وجها فنعتها بأنها « أفكار 
عميقة » . ونطالع نحن هذا الديوان فلا نجدّ فيه من العمق إلا كلمة 
« عميقة » . ثم نحن لا نجد في هذا الديوان شيئا من الشعر ء ذلك 
لأن طبيعة الشعر تناقض التعقيد وتخالف تطلْبَ المعاني التي لا 
تنثال على الشاعر من تلقاء نفسها . 

أمام هذا كله ترانا نحتاج في الشرق إلى شيء من التفكير 
المادي . إلى النظر في الأمور التي حولنا نراها ونحسها . إلى 


19 


الأخذ بالحقائق والاضراب عن الخیال المریض والأوهام المتنافرة . 
ولقد ثبت‌الان وراء کل ریب مما نشره رجال السياسة والحرب من 
العرب والیهود والأجانب على السواء آننا حاربنا الیهود في فلسطین 
بالبلاغات فقط ‏ وأن البلاغ الذي قال أن الفریق العربي الفلاني قد 
أصبح على بعد آثني عَشَرَ ميلا من تل أبيب لم يكن يعني أكثر من 
أن هذا الفريق قد تراجع خمسة أميال » لأن التقسيم الذي كانت 
هيأة الأمم قد فرضته وضع حدود المنطقة العربية على سبعة أميال 
من تل أبيب . وكذلك لما نشرت الصحف أن الجلسة التي عقدتها 
جامعة الدول العربية في التاريخ الفلاني قدٍ آرفضت والوفود العربية 
متفقة فيما بينها اتفاقا تاما على انتهاج خطة حكيمة تكفل للعرب 
تحقيق أهدافهم الموحدة وش أواصر الأخوة السمحة ونيل الأماني 
الوطنية والقومية لا تعني أكثر من أن المجتمعين كانوا على أشد 
الخلاف فيما بينهم حتى أنهم لم يستطيعوا أن ينشروا على الرأي 
العام العربي ما حدث فطلعوا علينا بذلك البيان المنمق الذي لا 
يعني شيئاً على الاطلاق . ويكفي أن تعودوا اليوم إلى تلك 
البلاغات الطنانة ثم تنظروا إلى الحالة التي استقرت فيها فلسطين 
اليوم . 

وأنا أريد من العرب ألا يخافوا من « كلمة » التفكير المادي . 
أنا لا أعني بالتفكير المادي ما يعني به نفر من المتأدبین من الجشع 
والتكالب على متاع الحياة الدنيا . وإنما أعني ما عناه الفلاسفة من 
أن للأمور المادية التي تحدث في عالمنا أسباباً مادية . إن استنباط 
البترول من باطن الأرض يحتاج إلى جهد مادي . وليس من 
الممكن أن یطفو البترول على وجه الأرض ثم يسير عبر الصحراء 


۲۰ 


بالأماني والطلّسمات . وکذلك رفع المستوی الاجتماعي بحناج 
إلى آناس یضرٍبون في أرض الوطن ویبذلون مالا ووقتاً وضع أسس 
الإإصلاح ثم یتعهدون هذه الأسس يوماً بعد يوم وشهراً بعد شهر 
وعاماً بعد عام حتى يصلوا إلى ما يصبون إليه . وان المرء لَيعجِبُ 
أشد العجب من الفرق بين الفلاح الا الذي يتمنى محصولاً 
ثميناً فيعتني بأشجاره في الشتاء والربيع والصيف حتى تؤتي اھا 
في الخريف » وذلك السياسيّ المثقف الذي يريد لأمته الرقي ولكنه 
يجلس في كرسيه الوثير ثم يتمنى ذلك الرقي تمنياً . وهل يجوز لنا 
بعد هذا أن نستغرب إذا رأينا إرادة الفلاح الساذج تتحقق كل عام 
بينما إرادة هذا السياسي لم تتحقق قط ؟ 


ونحن في الشرق لا نخشى من طغيان المادية في معناها 
الصحيح . إن الروح قد انطلقت من الشرق › بل إن الشرق هو 
الذي اخترع الروح ثم نشرها في أقطار العالم . فإذا سار الشرق 
على سياسة مادية صحيحة فلا يمكن أن يصل إلى ما وصل إليه 
الغرب . إن الغرب كان أرضاً مادية من قبل » فلما اتخذ المادة 
الجديدة عُلِبَ على آمره ونسي الروح مرة واحدة . إا نحن في 
الشرق قد ولدنا وولدت الروح معنا ¢ فإذا ملنا اليوم إلى المادية لم 
نَعْدُ أن تتوازن الروح والمادة في حياتنا . 

نحن اليوم في الشرق على مفترق طریق » ولا يعلم إلآ الله ما 
ينتظرنا فى ثنایا حرب عالمية ثالثة . لقد مرت بنا حربان عالمیتان لم 
نستفد منهما شيئاً لأننا لم نستعد لهما بشيء . لقد كنا دائماً نعتمد 
حسن النية عند خصومنا . وفي الواقع آننا لم نکن لنستطیع آکثر من 


"١ 


ذلك » ما داموا هم یحضرون إلى المزتمرات ووراءهم طیارات 
ودبابات وبحضر نحن في سیارات من صنعهم هم . وکان أحدهم 
یقف لیقول نعم أو لا فقط ثم يشير من طرف خفي إلى ما أعد من 
قوة وعلم » بینما نقوم نحن فنتباری في الخطب ونتغنی بالروابط 
ونستجدي الحقوق ونملاً الجو فلسفة روحية جوفاء . 

أيها العرب : ها آمامکم طریقان : طریق تسیرون فيه آنتم 
إلى الوراء » وطریق يسير فيه خصومکم إلى الأمام . فعلیکم أن 
تختاروا أي الطريقين شئتم : سيراً قهقري إلى الأبد » أو سيراً منذ 
اليوم إلى الأمام . آحزموا أمركم ولا تنتظروا » فإِنَّ الدهر وخصمكم 
لا ینتظران . أما إذا كنتم لا تريدون أن تأخذوا بالاتجاه المادي في 
حياتكم كلها فلا تكتفوا منها بالناحية اللغوية فقط ولا تخدعوا 
أنفسكم بالألفاظ . ثم لا تظنوا أن آحدا يمكن أن يتقدم ما دام 
متشبثا بمكانه جامدا في تفكيره مستكينا إلى المصائب التي تنزل 
به . ولقد علق الله تعالی فینا ارادة غایتها آن نتقل بها آنفسنا من 
حال إلى ما هو خير منها . فلنحترمٌ هذه الارادة فینا وف بها نحن 
العربَ من سوء ما نحن فيه ولنعلّمُ أن الله لا یخی ما"بقوم حتی 
يُغيّروا ما بأنفسهم . 


۲۲ 


شلات( را( دن 


« إنني أعجب من الذي يقرأ كتاباً 

ليفهم مدلول كلمةٍ واحدة أو 

يطلع على فكرة صغيرة . ثم هو 

لا يقرأ كلمة واحدة لیفهم فحوى کتاب كبير ! ». 


حينما يسمع بعض الناس كلمة « مطالعة » ۰ ول ما يتبادر 
إلى ذهنه « قراءة الكتب الخفيفة » كالروايات الغرامية والقصص 
البوليسية وكتب المغامرات الغريبة ووصف الاجتماعات العادية 
والشو ون الشخصية للأفراد المعروفين في البيئة الاجتماعية أو 
للافراد الذين قفزت آسماژهم حدیثاً إلى صَمْحات الجرائد » 
وخصوصاً ما كان له له بحياة البشر المكتومة . وفلّما خطر لنفر 
من الناس آن یطالعوا في كب العلم أو کتب الْحوث الم , 
ولعل من غير المنتظر عند نفر من الناس أن یسمعوا أن القاموس من 
کتب المطالعة ! ولکنْ القاموس . في الواقع » من الکتب المفيدة 
الطريفة التي تصلح للمطالعة صلاحا کبیرا . فإن کل كلمة في 


7 ۲۳ 


القاموس تفص قِصّةٌ طريفة أو تسرد تاريخاً طویلا أو تَكُشِف عن 
رحلة ذهنية جميلة . 


والمطالعة عند عامّة الناس إدمان كالتدخين مثلا : 


من مولاء من لا بستطیع آن ینام لا إذا قرا شيعا قبل النوم ؛ 
ومن هؤلاء نفر ر انقطع كل سبب بينهم وبين القراءة ( قبل النوم وبعد 
انوم ) » ومنهم من يقرأ إذا وجد كتاباً أو مجلة أو جريدة مع صديق 
له فيقرأ حيناً غيرَ معین من الوقت على سبيل الاستعارة . 


عرفت أناساً كثيرين ن لا يُطالعون » فالمطالعة ليست جرءا مُعيّنا 
في حياتهم . من هؤلاء نفرٌ يشترون الكتب ويجلّدونها ولكن لا 
يقرأون فيها . ومنهم من يجمع مکتبةً من الكتب النفيسة ويصنع لها 
خزائن من الخشب الجميل » فإذا زاره أشخاصٌ زيارة طويلة أو 
قصيرة حرص على أن يطوف بهم في هذه المكتبة وعلى أن يسمي 
لهم عدداً من الكتب التي فيها وعلی أن یذکر لهم أثمانّها . ولكنّه لا 
يكادُ یعرف شيئاً ما في داخلها . وکنت مرة عند تاجر فأراني کومة 
من الجرائد والمجلات لا تزال في لفائفها : إِنه ف بذلات 
الاشتراك فیها » وان أعدادها تصل إليه بانتظام » ولکنه لا يقرأها - 
لضيق الوقت . 

وآلف فنان آغرفه كتاباً قماً جدا وأهدى نسخةً منه إلى وجيه 
کبیر من الذین أشرفوا علی مشروع من أعظم: المشروعات 
التعليمية . وبعد مدّة طويلة التقی الفنان المؤلف بالوجیه المشرف 
على مشروع التعليم وسأله : « كيف وجدت الکتاب ؟ » فما كان 


۲٤ 


جواب ذلك الوجیه ال أن قال : «وهل عنذنا نحن وق 
للقراءة ! » . 

وهنالك طَبّقة أخرى من الناس فیما یتعلق بالمطالعة : 

آعرف نفراً من الناس آکاد جرم بأن آحذهم لم يشتر في 
حیانه جریدة أو مجلّة » ولم یعرف في حياته غير الکتب المدرسية . 
ثم اه لم يحتفظ بکتبه المدرسية . هؤلاء إذا افق لهم ان روا 
جريدة أو مجلة في ید أحد استعاروها منه أو شارکوه في مُطالعتها . 
وأعرف معلمین يدرّسون ماد في كتاب مقرّر فلا يشترون الكتاب : 
هم ما أن يحصّلوا عليه بطريقة من الطرق أو أن يستعيروه من 
مكتبة المدرسة أو من مکتبة عامة » فإذا انتهى العام المدرسي روا 
ذلك الکتاب إلى تلك المكتبة التي استعاروه منها . وكفى اللَهُ 
المؤمنين القتال (دفع ثمن الكتاب ) . 

ومن أعظم ما يُثير الدهشة ( أو مما يثير دهشةٌ عظيمة » على 
ا ی - التي تصدُرٌُ 
حلقات من سلاسل مر في کل شهرٍ آومرة في کل أسبوع . سألت 
يوماً صديقاً لي عنده شب دار للنشر تُصْدِرٌ مثل هذه السلاسل : 


- كيف تجد فى كلّ أسبوع موضوعاً جديداً ؟ 
فقال : 
3 + ليس هنالك موضوعاتٌ جديدة : هنالك خض وضوعات 


أو ستة ال مقذماتها وأسماء آشخاصها وعناوین فصولها 2 مرة بعد 
مرة » ثم أدفعها إلى المطبعة بأسماء جديدة : 


Y0 


فقلت له مازحاً : 
ا 
ولا اجد وق لك الشي» الذي هنت مير ».تاحاو لح 
من قِضّة قديمةٍ فأنز غلافها ثم اطلب من الرسّام أن یمد لها غلا 
جديداً . وتنزل القِصّة القديمة كثيراً أو قلیلا إلى الأسواق بفلاف 


جديدٍ وبعنوان جديد . 


ولعل القارىء يستغرب هذا الذي رويته في الأسطر السابقة . 
ولكنّ استغرابه يزول إذا علم أن أناساً كثيرين یرجمون من تلقاء 
آنفیهم إلى القصص التي كانوا قد قرأوها في وقت سابق فیعیدون 
قراءتها مرة أو آکثر من مرّة . بل هنالك آعجب من هذا . إن الذين 
يستمعون في المقاهي إلى قصّة عنتٍ عاماً بعد عام كثيرون جا . 
وكثيراً ما يُعيد الحَكواتي کلام الليلة السابقة - مع عدار الظاهر 
بان نفراً لم يكونو موجودين في الليلة السابقة . وقد رجوه أن یعید 
ما قاله بالأمس ‏ فيصفي الجميع » أولئك الذين لم يكونوا بالأمس 
وأولئك الذين كانوا بالأمس . إلى الحكاية المعادة بشوق واحد 
واستغراق واحد . ۱ 

وسالث أحدّ الذين کانوا یطالعون كثيراً : لماذا تقراً هذه 
الكتبّ التي لا قيمة لها ثم لا تهت بکتاب ذي قيمة ؟ فقال : آنا 
رجل كثير الأعمال » ومن أعمالي ما يشغل البال . وكلّ الذي آریده 


۳۹ 


من القراءة أنْ او عن نفسي . إن المهمّ عندي أن أقطمٌ الوقت 
الفارغ بأشياءَ بُدني عن جو عملي الشاغل . 

في هذا القول شيء من فلسفة المطالعة » فالمطالع يقرأ عادة 
أشياءً م عن خط عمله الأساسيّ . 

أن الفرق و بين القراءة والمطالعة ٠‏ في واقع 

2 وحقيقته » قلیل جا . إِنْ العام والموْلّف والباحث لا 
یکادون يقرأون كتاباً ال ابتغاء الفائدة » وقلما قرأ أحدُهم كتاباً 
أو مجلة طلباً لترْجية الوقت أو حبا بالتسلية . وكذلك الرجل العامی 
آو الذي لا تقوم يانه على الجانب الثقافي من النشاط الإتنائي لا 
يكاد يقرأ شيئاً إل ابتغاء التسلية وطلباً للغریب من القول وللخيالي 
من الاعمال أو حبّا بما یألفه ویحب تکراز القول فيه . 

ولكنّ ثمّة شيعا من الفرق بين القراءة وبين المطالعة نجده 
دائماً في الجانب العملي من حياتنا : حينما يقرأ الانسان أشياءً 
تتعلّق بعمله الاساسي ۱ لأنه يقرأ للاستفادة » 
فمطالعته جزء من عمله الأساسيّ . ولکن حینما يقرأ أشياءً لا تتعلّق 
بعمله الأساسی فهو يقرأها اتفاقاً وموناً لانه لا يبتغي من وراء تلك 
القراءة أمراً مُعيّنا . والقراءة على هذا الشکل ليست جزءاً من عمله 
الأساسي »بل لیست جوا من عمله على الإطلاق . 

في کثیر من الأحيان يدحُلُ على نفسي المَلْلُ من تصحيح 
الأوراق ومن إعداد المحاضرات ومن التأليف وكتابة المقالات في 
الأدب والفلسفة والتاريخ . فاتي إلى رت من رفوف المكتبة عليه 
عددٌ من كتب العلم الرياضي والطبيعي فأتناول من فوقه کتابا في 


۳۷ 


الجبر أو الكيمياء مثلا وأبدأ بقراءته فاقضي ساعة أو ساعتین أقرأ في 
ذلك الكتاب كما يقرأ غيري قِضّة بوليسية أو روايةٌ عن روميو 
وجولييت » ذلك لأثني أعتقد أن المطالعة » مهما تكن جانبيّة » 
يجب أن يكونّ القصدٌ منها شيئاً من الفائدة والتثقيف . 


وقد اتفق » في عام 1١177‏ 2 أن خل على نفسي شيء من 

مثل ذلك الملل » وكان قد افق أيضاً أن قرأت كتاباً صغيراً في 
الملك فوجدتّه طريفاً ومُثقفاً معا . ومع أن مق ّف هذا الكتاب قد قَصَدَ 
التوجة بكتابه إلى جمهرة لقراء ‏ فا - على عادة كثيرين من 
المؤلفين أصحاب الاختصاص - كان پشسی أحياناً جمهرة القرّاء 
الذين يهتمون ات الوصفية التي تداعب الخیال وحذه » 
ثم یدخل في شيء من تفاصيل البراهين والحساب . وخطر لي أن 
انقل هذا الکتاب إلى اللغة العربية فاستأذنت المؤْلّفٌ والناشر في 
ذلك فاذّا لي بعد شروط وَفَيْتٌ لهما بها . ثم ني وفيت ذلك 
الكتاب حقة من العناية - قدر المستطاع - بالنقاط العلمية 
وبالمصطلحات الفئيّة . 


نقلت هذا الکتاب وأنا في المصیف » في بلدة مرتفعة جافة 
الهواء صافية السماء » فکنت کلما نقلت شيئاً من الکتاب رفعث في 
الليالي بصري إلى الما أجاول اس فیها مواقع النجوم 
وحرکاتها وألوانها وهيئات مجموعاتها أو عناقيدها . لقد تخيل 
الانسان منذ أقدم الأزمنة جوم شاد في رأ ي العين متنقلةَ معاً من 
مکان إلى مکان في أنحاء السماء » بين ساعة وساعة من اللیل » 
وبين ليلة وليلة من ليالي الفصول » وبين فصل وفصل من فصول 


۳۸ 


العام . لقد تراءث تلك العناقید من النجوم لعين الانسان القدیم 
على صور الحیوانات من الوحوش والطیور » کالأسد والنسر 
والسمكة وعلی صور الأشیاء کالمیزان والدلو . ومع أن معظم 
النجوم التي تبدو كذلك إتما هي نجوم متفرقة في طبقات السماء 
مختلفة الخصائص مستقل بعضها عن بعض » انا لا نزال ننظر 
إليها على أنها أفراد من اسر فعيلة تتحرك حرکات جماعية وتسلك 
سلوكاً واحداً . ولكنٌ العلم » مَعْ الأسف . لا یستطیع أن يحل 
مكانَ الخرافة من عقول الناس ! 

ثم انتهيت من نقل هذا الكتاب إلى اللغة العربية 
فكأنني اکتسبت نشاطاً جديداً وجلوت عن خاطري صَدَأ كان قد 
رص فيه مع مم الأيام من معاناة الأدب والفلسفة والتاريخ . 


 #‏ يد ينا 


وإذا كانت مطالعاتي في كتب العلوم الطبيعية والرياضيات 
مطالعات آنية متقطعة » فإن مطالعاتي في القاموس مُطالعات دائمة 
مستمرّة . فكثيراً ما أذهب إلى القاموس لأرى صيغة من جذر أو 
معنی إصيغةٍ فاستمرٌ في القراءة مقدّار صفحة أو أكثر . وفي أحيان 
كثيرة أتناول قاموساً من رف القواميس - قاموساً عربياً أو غير عربي - 
ااا ریک عند راد لقاو غير العو مكل ما ات 
في قراءتي للقاموس العربی : معانٍ بعد في الاستعمال عمًا تألفه 
كثيراً أو قليلاً » ثم فوائدٌ ناريط وثقافية واجتماعية تَكُشِفها الكلِمة 
بعد الكلمة . إِنْ القراءة في القاموس لا تسرّدُ لنا تاريخ الکللمات 
فحَسْبُ » بل تَكُشِف لنا أيضاً عن منحى التفكير في الأمّة التي 


۳۹ 


نتكلّم باللسان الذي نقرأ في قاموسه . وفي القاموس کلمات قد 
تقص علینا تاريخاً لا تقّضّه كتبٌ التاریخ : 
يرى نفر من الذین یعانون الکتابة في تاريخ الأدب العربي أن 

المتنبّي كان ابنَ رجل, ققی بسقي الق الكوفة تم رن ال وا 
صَمْحاتٍ من الخيال الجامح » ذلك لاثم یرون - فيما يروون من 
آخبار الأدب ان والد التنبي كان یذعی عبدان السَّقَاءً > مع أن 
هؤلاء يكونون قد ذكروا في ملم مقالاتهم أن المتنبي هو أحمد بن 
الحسين EERE‏ ومع ذلك فهم يقبلون رواية مضعوفة أو 
موضوعة بأن والد التنبي اسمّه عبدانْ ! ولو أن التنبي كان ابن سَقَاء 
أو اب نجار أو ابنَ حَذاء أو مجهول النسب مرة واحدة » لا استحق 
ذلك من هؤلاء الکاتبین مثل تلك الناقشة أو الحاورة » فإِنْ العبقرية 
ليست وقفا على الأنساب ‏ وان كان للانساب في بعض الأحيان أئرٌ 
من الوراثة في القر ي بوه تا بكرن الغا رات 
واه غر ساف المقام عند الناس إذا هو استطاع أن ينشىء ابنه 
تنشئةٌ صالحة أو أن يجعل منه شاعراً كالمتنبّي ؟ 

وكنت مرَةَ أطالعٌ في القاموس الحیط للفيروزابادي - وهذا 
التفصيل في اسم القاموس للذين لا جبون الرجوع إلى القواميس - 
فمررث عرضا هذه الكلمات (۱ : ۰۳۲۰ رأس الصفحة ) : 
« وعیدانْ السقاء » « لقب والد و 

نا لا آریذ أن أبني على هذه الجملة صروحاً كتلك التي بناها 
غيري على جملة «يسقي الاء في الكوفة » » ولكتني أريد أن أقول إن 
هذه الجملة في القاموس تفسّحٌ مجلاً لتقرير آمر یری فيه بعض 


۳۰ 


الدارسین مشكلة . ثم انا إذا رجعنا إلى فلسفة الطالعة في القاموس 
عَرَفنا من هذه الجملة أن والد المتنبي كان طویلا دقيق الساقین . 
وليس في ذلك دلیل على فقر أو غ ولا على دناءة أصل, أو رفعة 
نسب » ولکن فيها وصفاً نیا لوالد المتنبّي لو انا بحثنا عنه في كتب 
التاريخ وكتب التراجم نّا وجدناه . ثم أليس من فضل الطالعة في 
ل ل ا 
كن يد # 

ونحنٰ نقولٌ الوم آنسة ونعني : « فتاة صغيرة السن مهذبة 
مصونة » . والذي في القاموس خلاف ذلك . في القاموس (۲ : 
۸) : «جارية آنسة طيبة التفس لان ( والانس هو 
السماح بالُعابثة دون الزواج ) . وبیت عنترة واضح العنی : 
داز لانسة غضيض طرفها طَوْع العناق لذيذة البسّم . 

ومثل ذلك - وأوضح منه أيضاً - یرد عند عَبيدِ بن الأبرص 
وعنة غيره من شعراء الجاهلية . ولا تال الّغة العاميّة في العراق 
تحفظ في قوم « نتونس » معن غير عفیف . 

وني جذر « قصر » معانٍ مختلفةٌ يجمع القاموس بعضها إلى 
بعض . والأصح أن توزع هذه العاني بين جُذور ختلفة ( تتقارب في 
اللفظ ) . فمن العاني النطوية في الجذر وق ص ر» : القِصَرٌ ضد 
الطول مایا ومعنويًا ) . وهذا معن عرب . ثم هنالك القضر . أو 
تحویر الثياب ( تبييضها ) باستعمال موادٌ كيماوية تَعَلُ اللون ( في 
النسيج خاصّة ) أبيض ناصعاً (وهو عرب أيضاً) . ثم هنالك 
القصر » وهو بنا# كبيرٌ من ججارة ( کالقلعة ) ۰ وهو بهذا المعنى من 


۳۱ 


اللاتينية 625072 انتقل إلى العربية منذ الجاهلية . والکلام على تطور 
كلمة قصر في اللغة العربية يحتاج إلى مقال, مستقل(© . 

والدِينُ في القاموس هو العادة . كذلك كان العنی القديم . 
والشاهد على ذلك قول الشاعر ‏ وكان إذا غضب من امرأته أدارٌ ها 
وضینه ( والوضين في الأصل ازام > ثم مكان ربط الحزام » ثم 
جانب الانسان ) : 
تقول إذا آدرت ها وضيني : أهذا دينه أبدا وديني ! 

( أهذه عادتي وعادتّه : كلم غضب مني آشاح عنى 
بوجهه ؟( 0 يزال أهل حَوْرانَ إذا استغربوا أمراً أو أردوا معرفة 
کنهه سألوا : شو دینو ( ما دینه ؟ ما هو » ما سلوکه ؟ ) . 

والدین اش هو الحكم والقضاء 2 ولکنه لا ١‏ یفهم هذا العنی 
إلا ف قولنا : : یوم الدين » ( الآخرة ) وت الدين ( مكان 
المحكمة ) بلدةٌ في نان وَرِنَتَ آسمها من التاريخ القديم . 

وأمّا الدين بمعنى الاعتقاد والتعبّدٌ على الحصر فمعنى اسلامن 
جاء في القرآن الكريم . 

والکتاب ( > بمعنى الورق الکتوب المجلّد ) معن إسلاميّ أيضاً 
جاء في فى القرآن الکریم . ما كلمة « کتاب » في الجاهلية فکانت 
مصدراً بعنی « الکتابة » . وأمّا الورقة الکتوبة فکان اسمها في 
الجاهلية « صحيفة » . وصَحيفةٌ المتلمّس مشهورة : زَعَموا أن 
(۱) راجع « الحضارة الإنسانية وقسط العرب فيها » للمؤلف ( عام ۱۹۷۸ ) ص 8- ٠١‏ ؛ 


.)1١94٠ زعام‎ 


۳۲ 


عَمروبن هندٍ مك الحيرة کتب لِطَرَفَةَ بن العبد ولخاله التلمس إلى 
كعبر عامله على البحرین ومهم أن في الصحيفة آمراً هما بجائزق 
بيا هو قد آمر فیهیا عایله بقتلهیا . وکان الکتاب یسمی ژبوراً 
( والجمع منه : بر بضمتین ) . وقد وردت هذه الکلمة في القرآن 
الكريم  :‏ وکل شيءٍ فعلوه في ابر 4 ( أي موجوذ في کتاب ۽ 
مسجل عليهم ) ۰ كما وردت في معلقة لب . وكذلك وردت کلم 
کتاب « مصدرا» في كتاب البخلاء للجاحظ عند رواية قصة أبي 

جعفر الطرسوسي الذي زار قوما فأکرموه ووضعوا في يته وشاربیه 
ل ا ) . فعکته شفته العُليا فمَد إصْبَعَه إلى باطن شفته 
وخکها من الداخل حافة أن تخد إِصْبَعْه شيئاً من الغالية إذا هو حَكٌ 
شَفَْهُ من الخارج . ويُعلّق الجاحظ على هذه القِصّة بقوله : « وهذا 
وشِبّْهُهِ ما يُطيب جِدَاً إذا رأيتَ الحكاية بعينك , لا الكتابٌ لا 
يُصوّر لك کل شيء ولا يأتي لك على کنبه وعلى حدوده وحقائقه » . 

وني المغرب يقولون اليوم : « سانية » للخنينة أو للحديقة أو 
للمكان المزروع الذي يُسقى بماء يستخرج من باطن الأرض . 
والسانية في الأصل الناقة التي تُدير الناعورة لاخراج الاء أو العَرْبُ 
( الدلو) الذي تسقى الزروع به . ثم نقل اسم « السانية » إلى البثر 
التي تسقی ابنينة منها ثم إلى الجنينة نفیها . 

والواقمٌ أن کل كلمةٍ في القاموس تقَص قِصّة طويلة أو قصيرة 
وتصوّر حضارة وترسم صورة اجتماعية أو ذهنية . 

ومعظم الناس إذا حّ بعضهم بعضاً قالوا : صباخ الخير أو 
مساء الخير ! والرد على هذه التحيّة هو : صباح النور - مساء النور . 


۳۳ 


وهذه التحية هي التحيّة الجوسية . یعتقد الجوس بقوتین : 
والشر یلها النوز والطلمة . وللمجوس له للخير أو النور وال للشر 
أ و الظلمة > وهما يتنازعانٍ السیطرةً على العالم . فکان من العقول أن 
َي بعص الجوس بعضاً بقوهمٍ : صباحٌ الخير- صباح النور ! !وع 
أن 3 قد آمر أن تاذ تيه الإسلام « السلام عليكم » مکان 
کل تحيّة أخرى » فلا یزال العرب في مُعظمهم ‏ من المسلمين ومن 
غير السلمین - یتبادلون التحيّة بقولهم : صباحٌ الخير - صباح النور ! 

لو أحب أحدّنا أن يتناول کل كلمة ویقص تاریغها لما انتهى 
أبداً . فلا بد من الاكتفاء با تقدّم . 

إن القراءة في القاموس مفيدة جدَاً 2 هي طريفة أيضاً . 
ولكنّ الناس العاديين لم يألفوا ذلك . ولعل الناشرين إذا طبعوا 
القاموس أجزاء صغيرةً - كقِصّة عنترة مثلاً - وجعلوا هذه الأجزاء 
الصغيرة أغلفة مزينة مصوّرة ملونة > تمافت جُمهورٌ الناس على 
مطالعتها . ألا ترى الناس إذا كتبنا لهم عن « ترك الثأر في القرى » 
حديثاً يستغرقٌ ثلاث دقائق أو أربعاً م يقرأوا هذا الحديتٌ ولامالوا 
إلى سماعه من الإذاعة . فإذا نحن جعلنا هذا الحديث نفسّه في 
تمثيلية وجعلنا تلك التمثيلية خلّقات تذاع خسين مرّة » في کل مرّة 
نصف ساعة » واظبوا على الاستماع إليها وانتظروا موعذ هذه 
التمثيلية من الیوم إلى اليوم ومن الأسبوع إلى الأسبوع ‏ وعطلوا في 
سبيل ذلك أعمالهم ‏ وأصغوا إلى جميع حَلَقَاتها بشوق زائد واهتمام 
بالغ ؟ 

لقد قلت إنهم يُصغون إلى التمثيلية » ولم أقل إنهم ينتفعون بها 
أو يُدْركون الغاية منها . 


۳ 


رر میس الت 


شفف الباحثون والإخباريون على السواء بالکلام على اللغة 
التي تكلّمها الانسان الأول » وإذا نحن أحبَيّنا أن نکون أكثرٌ تواضعاً 
وأخسن شغورا بعجزنا عن او هذا الموضوع الواسع » 
فصَرنا محاولتنا على أن نتلمس عددا من الألفاظ القديمة التي كان 
الإنسان القديم ينطق بها . ولکنْ بمنا أن الانسان قد بدأ يحرج في 
التعبير عن مقاصده من الأصوات المبْهُمَةَ إلى الأصوات الفصيحة منذ 
خمس_هِنْةٍ ألف عام - ثم لم يبدأ بتدوين تلك الالفاظ الا من نحو 
خمسة آلاف عام أو تزيد قلیلا - فلا سبيل الیو إلى معرفة اللغة التي 
كانت أداة التعبير الجامعة لذلك الإنسان الأول » إن صح شيء من 
هذا . ولا إلى معرفة الجماعة البشرية الحاضرة التي تتكلم لغة هي 
أقربٌ اللغات إلى لغة الإنسان الأول . وبما أنني الآن لست بسبیل 
الفصّل في المشكلة الناشبة بين القائلين برد اللغاتٍ البشرية إلى 
أصلٍ واحد » والقائلين برذها إلى أصول. تختلف باختلاف منازل, 


* بحث آلقي في مجمع اللغة العربية ( القاهرة ) في ثامن ذي القعدة من سنة ۱۳۸۰ 
(۶۱۹۱۰/۲/۲۸) . 


ro 


الجماعات التي بدأت بالتطق مُستقلا بعضها عن بعض » فسأكتفي 
بالکلام على عدد من الألفاظ التي یمکن أن تكونَ قديمة في تاريخ 
اللغة » من غير إصرارٍ على أن تکون تلك الألفاظ جُرْءاً من اللغة 
الأولى للإنسان . 

لا بد لنا > في سبيل الوصول إلى شيء من الح في هذه 
القضية . من آعتمادٍ أساسٍ هو آتصالٌ التطوّرٍ في النطتق الانساني 
منذ الإنسان الأول إلى یوم إذ لا يجورٌ es‏ 
بشرية قد نبیّت لَغاتِها في يوم ما ثم بدأت تكلم لغاتٍ 0 

في اليوم التالي . فلا مَفر ادن من الافتراض افتراضاً يشبه الجرم : 

ا 
وراثةٌ متصلة مرفوعةً أو وراثة متخلخلةً مقطوعة » إذ يتفق أن تنتقل 
جماعة صغيرة ة إلى مَوْطِنِ جديدٍ فسَحْذٌ لغة ذلك الموطن الجديد . 

هذا الأساس المعقتزل اف اتصال التطور في النطق 
الإنساني يحل مشكلة العصبية اللغوية . وهي اعتقاد کل أمةٍ أن 
لها هي اللغةٌ الأصلية التي تكلّمها البشر . قال بذلك العزت 
والعجم ا ES‏ 
فإذا ذز نحن أَفرَرنا لكل آمة بشيء من آتصال النطي اللغوي باللغة 
القديمة أو اللغات القديمة كثيراً أو قليلاً . > لم يبق لنا معدی عن 
القبول بان في کل لغة حاضرةٍ بقايا من لغة الإنسانٍ الأول أو من 
اللغة القديمة على الأقلّ . فهل من سبيل إلى هذه البقايا أو إلى 
معرفة جانب منها ؟ 

وإذا لم يقبل نف من أن تکو الوا في اللغة > في الألفاظ 
المجرّدة وفي الصِيّعْ المشتقة بقايا من لّغة الإنسان القديمة , 


۳۹ 


فلعلهم یقبلون أن یکون جانبٌ من تلك الألفاظ الشاذة آقدم في 
تاريخ التطور اللغوي من الالفاظ الجارية على القواعدٍ الحاضرة . 
فالضنة الباقية في الفعل المتصل بالضمير المتحرك « مددث » مثلا 
أقدم من ن الصيغة المجردة « مد » بالإدغام . فالعربي إِذَّنْ يجب بت أن 
يكون قد قال مَدَدَ فلا يده قبل أن قال مد فلان يده » لآن « مَدَدَ» 
جارية علی المتهاج: العام لمعل ا بشما مد قنا. خفتعت: 
لصناعة وتأمّل ليسا من طبيعة الفطرة . وكذلك يجب أن يكون 
العربي قد قال الجَمَل الفعلية : « نوم فلان وتو فلان وسَيّرَ فلان 
وخوف ( بكسر الواو) فلان » قبل أن قال : «نام فلان وثارٌ فلان 
وسارٌ فلان وخاف فلان » . فالإعلال والإبدال والإدغام التي يجعلّها 
علماءً اللغةأبواباً من الصَرّف وقواعد في فقه اللغة لیست في 
حقيقتها سوى تسميات متأخرةٍ لأنواع من بقايا اللغة القديمة أحالتها 
| لموسيقى اللفظيّةٌ عن النطق السابق بها إلى النطق الحاضر على 
منوال, مُعْیّن أو على منوال, غير معين . فإذا كان على هذا الشاد 
أمثلةٌ کیرد 2 كما نرى في بار ودار ونام أو في عدّ ومرّ وقلّ » كان 
الاعلال فيه والابدال والإدغام على يع مُعيّن . أما إذا كانت 
الشواهدٌ على ذلك الشادٌ قليلة أو نادرة بَتِيَ ذلك الشاذ شاداً من غير 
أن يفتح له علماء اللغة باباً في كتب الصَّرْفٍ والنځو» ولكنهم 
یعون هذا الشادّ صحيحاً . من ذلك مثلاً أنهم قالوا : لم يأتِ في 
الجمع المُكسّر شيء على وزن آفئل ( بضم العين ) مُعتلا ولا 
صحيحاً » إلا لام ( بضم العين ) جمع العم وهو أخو الأب ( تاج 
۸ ۹ السطر الأخير ) . ومثل ذلك قول الراجز : « الحمد لله 
العلي الأجلل» ( تاج ۷ : ۱ مکان الاجل . فإذا نحن فنا 


۳۷ 


أن تكونَ لفظهٌ أَعُمّ جمعا لعَمّ خطأ سمع من فَردٍ من العرب فان 
لفظة « الاجلل » يجب أن تمثل طورا سابقا في النطق العربي 
على ١‏ أجل ٠‏ + قالفریش يجب أن بكرن قدافال + الاب والاجتة 
والأمرز والاجلل والأمْللُ قبل أن قال الاح والأجدٌ 
والأمر والأجلّ والأقلّ. ولعله انتقل إلى قول «الأجلّ 
والاقل » بكثرة دَوَرَانِهما على الألسّنِ من الحاجة إلى معناهما قبل 
أن انتقل إلى الأجدّد والأمرر > فاللسانٌ العربی العامی لا يزال 
بالا آجدد إلى جانب اج اکثر من آلفته لصينة اقلل . 


من عادة علماء اللغة في مثل هذه البحوث أن یقضروا ميدانَ 
نظرهم على الألفاظ ؛ ومنهم من يُضيّق ميدانَ هذا النظر فيتناولٌ 
الاصوات فقط . أما الألفاظ فلا تصلُحُ أبدا ميداناً لمثل هذا النظر » 
إذ ليس في الألفاظ التي ترا اليو ما يمكن أن يقوم الیل على 
أنه الألفاظ الأولى للمعاني المقصودة . ليس لدينا اليوم ألفاظ لمعان 
حقيقية حقيقية » إن كل لفظ لدينا قد أصبحَ يدل على معن مجازيٰ منذ 
زمن سحیق » ثم تعددت الإشارة به في تاريخنا اللغوي الطويل إلى 
عدد من المعاني المجازية مما ذكرة القواميس ومما لم تذکه 
القواميس . فاعتمادٌ الألفاظ إذن عند البحث في تاريخ الكَلِمَاتِ 
ليس أساساً صالحاً أبداً . 
ومثل ذلك الأصوات . فليس بينَ الأصوات والمعاني التي 
تل عليها تلك الأصواتٌ صله طبيعية ولا صِلةٌ عقلية البتةء 
فالألماني يقول شُبایث :5۳8 للتلالة على التأخرء بينما يأتي 
الألباني من أبناء البلقانْ بالصوتٍ نفيه للحَثٌ على السرعة . 


۳۸ 


والانکليزي يأتي بالحرف ۰۶ علامة على الاضافة بینما الهولندي 
قريبٌ الانكليزي الادنی يعني بذلك الحرف عینه « أو» . والعرب 
یقول « نُور» للدلالة على المصدر الأصليّ للضياء . واللفظ نفمّه 
في الألمانية معناه « فقط » . واللفظ « وو » في الصينية يعني العدد 
خمسة . ما في الانكليزية فیدل على الخزن . فالأصوات والألفاظ 
تكست دلالاتها في الواقع من قرائنَ اجتماعية تختلفٌ باختلاف 
الجماعات البشرية وباختلاف حاجاتٍ تلك الجماعات » ثم لا 
یت النطقٌ بهذه الألفاظ على حال, الب . 


من أجل ذلك کلّه أرى أن اعتمادٌ المدارك » أي المقاصد 
الذْهنِيةِ العامّة . أجدى وأصح عند البحث في تطور اللغة وفي 
معرفة تدم بعض الألفاظ على بعض في الزمن . 

إن اللفظ يتبعٌ المدرّكَ ويأتي بعدّه ضَرورةً » فالاصل في 
اللغة المدرّكُ الذهني ثم يأتي الانسان بالصوت أو باللفظ لت 
فيه عن ذلك المدرك . وجمیع المدارك الذهنية اجتماعيةٌ نشأت من 
صِلَةٍ الإنسانٍ بما حوله وبِمَنْ حولّه . والانسان لم يتكلم » أي لم 
يأت بالألفاظ الفصيحة الدالّة على مقاصده الفكرية › إلا بعد أن 
شعن الحا إلى التعبير عما كان يجولٌ في نفبه تجاه كائن ن آخر 
مثله . والمفروض أن هذا الكائن كان في آوّل الأمر واحداً . 
لْنَفْرض - على سبيل التخيّل والتجربة - أن هذا الكائنَ الآخَرَ 
الواحذ كان المرأة . فإذا صح هذا الافتراض فالصوت الإنساني 
الأول يجب أن یکون وه .هذا الصوثٌ اكتسبٌ فى الملابسة 
الاجتماعية التي نشأت من آلْتقَا شخصَین متشابهین مدركاً أساسياً 


۳۹ 


واحداً اتصل به مدرك آخَرٌ لازم له ثم مدرك ثانٍ عارض . فالمدرك 
الاساسي هو الطاب الذي حَلَمَ على ذلك الصوت الأول دلاله 
على الشخص المخاطب ثم جعل منه ما يسمّيه علماءٌ الصرف 
والنخو « ضمیر المخاطب » . أما المدركٌ الآخر اللازمُ عن المدرّكِ 
الاساسي الأول فهو اللالةً على العدَدَ « ین » لانّ التثنيّة حال 
ملازمة للخطاب . ثم پیرز المدرّك العارض » وهو الذلالة على 
الانش ۰ إذا لت 3 الانفعال الأول كان في خطاب الرجل للمرأة 
- مما هو مشاهدٌ في السلوك الاجتماعی والغريزي بين أفراد الإنسانٍ 
وبِينَ آفراد الحيوان الراقي 00 


إن التاء المهموسة التي یریما العرب الیو بثلاث نْقَطٍ من 
فوقها أو التاءَ الم التي نَرْسِمها بنقطتين من فوقها - والشکل 
الأول في ظني ظني أسبقُ على الشکل الثاني في النشأة على لسان 
الإنسان ‏ كان الصوت الأول في الاجتماع الإنساني دالا على 
المدرك الأساسي من المدارك الثلاثة المتصلة في النشأة : أنت » 
ا . ولعل هذا الصوت « ت » هو أقدمٌ البقايا اللغوية في 
الكلام الإنساني 7 ولعل نش هذا المدارك الثلاثة كانت علی 
الترتیب الذي ذکرت : أنت+ انين » أنثى . هذا الصوثٌ الذي 
تأرجخ على لسان البشر بين اللّيونة والصّلابة والْمس والصفیر 
المعتدل رات . ث . ذ» س ) لا یزال الصوت الأساسي الدال 
على المدرکین الاولین هافر في مُعْظم اللغاتِ » حتى 
في اللّغات التي لا عي الذاكرةٌ الانسانية الیو آنها اتصلت في يوم 
من الأيام . إن التاء هي هی الصوت الأساسي في ضمیر المخاطب في 


۶۰۰ 


اللغات الأعرابية* ( أنت . أت . الخ ) وفي اللاتينية وما يشتق منها 
رتو) وفي اليابانية أيضا ( أناتا ) والروسية ( تي ) وفي الفارسية 
( تو) أما في اللغات الجرمانية فالأصل في ضمير الخطاب الدال » 
في الألمانية والدنماركية والأسوجية والنروجية ( دو) . 

وکذلك الصوت دوت » وفي العربية الفصحى « ث )) هو 
الأساس في العدد « اثنين » . ومثل ذلك في اللغات الجرمانية : 
کل ار که راکش رات ره والهزليدية والأكد ترق 
الألمانية تجتمع التاء بحرف صفیر هو الزاي أو السین التاء 
المهموسة ) » وهذه التاء ملموحة أيضاً في اليابانية : فتا ( بسكون 
الفاء ) . وأما في اليونانية واللاتينية وما اتصل بهما فالدال هي 
الصوت اشاش في العدد اثنين . 

ویحسنْ أن لاحظ أن الصوت الأساسی فى العدد « اثنين » 
في اللغات الجرمانية هو الذي يدل على المخاطب فى اللغات 
المشتقة من اللاتينية » بینما العکس صحيحٌ ابضان أي أن 
الصوت الذي يدل على الخطاب في اللغات الجرمانية هو الذي 
يدل على الاثنين في اللغات الرومانية المتحدّرة من اللاتينية . 
واللغة الفارسية كاللغات الجرمانية » التاء فيها للخطاب والدال 
للعدد مع أن المفروض أن اللغة الفارسية ام اللغات الجرمانية 
واللاتينية أو من أمّهات تلك اللّغات ى الأقل . فإذا جاژ لي ابداء 
ملاحظة على هذه اللْخات كما جروت وأبديتٌ عدداً من 


* إن الاصطلاح « أعرابي » يجب أن يحلّ محل الاصطلاح الخاطىء « سامي » إِنّ 
الشعوب التي سَمُوها خطأ « ساميّة » ليست وحدة لغويّة ولا وحدة عرقية . 


٤١ 


الملاحظات على اللغة العربية قلت : إن جَدَةَ اللغة الجرمانية وجدة 
اللغة اللاتينية تينية قدٍ انفصلتا في زمن متقدم چذا قبل أن تتضح فیهما 
الدلالةٌ على المخاطب وعلى العدد « اثنين » . 

ولما اتف للإنسانٍ القديم هذا الصوت الرقيقٌ واضحاً أو 
مهموساً أو قاسياً رت) للدلالة على الصلة الاجتماعية في 
الخطاب . ثم احتاج إلى التعبير عن شعوره تجاة الطبيعة التي كانت 

بر بغظمتها وسلطانها فيرى نفسه عاجزاً مسلوب القوی جيالها . 
کان من المنتظر لإبرارٍ الفرّقٍ بین المذرکین بالمقابلة أن یکون 
الصوتٌ للتعبير عن مظاهر الطبيعة فُحْماً واضحاً فكان « الراء » . إن 
في الصوت « ر » خاصةً الفخامة والتكرارٌ والاستمراز » فَلَمْ یک 
مستَغبّداً أن عبر الانسان القديم بالصوت « ر » عن مظاهر الطبيعة 
الجامدة والحيّة فتكون الألفاظ الدالة على تلك المظاهر الطبيعية » 
وفي اللغة العربية الممثلة للّغات الأعرابية أو ممثلة للغات الأعرابية 
مما بت فيها الراء . فمن الألفاظ الدالة على مظاهر الطبيعة في 
اللغة العربية بية على غير تصنيفٍ تاريخي » وعلى غير ترتيب في درجة 
الحقيقة والمجاز : أَرْض » تراب » رل » خجر » صخر بر 

> قطرء ( بسكون الطاء : مَطرء أو مقاطعة » قطعة من 
الأرض ) ۰ نهر » بئر » رغد » برق » مطرء برد ( بفتح ففتح ) » 
برد ( بسكون الراء ) » قرّء حر » رَمَض » رمُضان ( الحرٌ) » ناجر 
( الصيف ) » ربيع » خریف » شرق » غرب » شجر» ورق » 
زهر » ثمر » بزر» طيرء الخ . وإذا نحن آلتفتنا إلى اللغات 
الأجنبية وجدنا لهذه الراء أيضاً بُروزاً في الألفاظ الدالة على مظاهر 
الطبيعة . على أن ثمة مظاهر اصیلةً في الطبيعة لا عبر عنها الیوم 


۲ 


بکلمات فیها صوت الراء » فَيَعْلِبُ على الظنّ أن الألفاظ التي دلّت 
على تلك المظاهر أولا قد تبدلّت في أثناء تاریخنا اللغويٌ بعوامل 
مُختلفة ۰ 


وهنالك صنفان من المدارك يجب أن یکونا قدیمین في تاريخ 
اللُغة الإنسانية : الألفاظ الجنْسيةٌ والألفاظ الدالة على القرابات . 
آما الألفاظ الجنسيّةُ الكثيرة في اللغة العربية فلا نستطيمٌ الیو أن 
رها ترتيباً تاريخياً بالإضافة إلى سائر الكلام » وان كنا على مل 
اليقين بأنها قديمة جداً . وكذلك لا نستطيع لها ترتيباً تاريخيا 
بإضافة بعضها إلى بعض » وسببٌ ذلك أن الإنسان قد راد منذ فجر 
الحضارة الراقية أن یسثر حياتّه الجنسية فكان یی التنشّل في الكلام 
عليها من مجاز إلى مجازٍ ومن کناية إلى كناية حتی ضاعت علينا 
معالِمٌ التاريخ في تلك المدارك الجنسية والألفاظ الدالّة عليها . 
وأحسَبٌ أن هنالك لفظين قديمين جدا أحدهما ١‏ رين ) بمعنى 
« الآلة » » ولعلّه هو الذي أوحى إلى الكاتبين الأولين بأن يرسموا 
اک 
على ما نألف . ومع ذلك فالغالبٌ أن هذا الاسم كنايةٌ أيضاً . 
الكلمة الثانية ال و بل 
دخيلة من اللغة اليونانية من كلِمةٍ دا على اجب والجنس وعلى 
له الحب عند الإغريق » وقد انتقلت هذه الكلمة إلى اللغات 
الأوروبية لتدُلٌ عند أهل تلك اللغات على « العَرّل » فى قولنا شعرٌ 
الغَزّل مثلا . ۱ 


أما ألفاظ القرابات فاکثر وضوحاً > وخصوصاً في مَذرَكَيِ 


4۳ 


الأب والأمومة 2 في هذا الباب من البحت . ففي لفظ « الأب « 
دلائل كثيرءةً على مدرك الأبورّة والألفاظ 
الدالة عليه قديمة جدَّاً. من ذلك أن «آب» 
من الأسماء الخمسة » أي بقية من العهدٍ الذي كانت فيه علاماتٌ 
الاعراب أحرفٌ عِلةٍ مُلْتَصقَةٌ بالكلمة ٠.‏ ومن هذه الدلائل کثرة 
الصِيّْ التي لا یزال القاموسٌ يحفظها في تراكيب النداء والدعاء . 
ففي النداء : يا أبت ( بكسر التاء وبفتحها ) يا أبتاه ( بالهاء ) » يا 
أباة ( بالتاء ) » يا أبه ( بسكون الهاء ) . ثم في الدعاء : لاب 
لك . لا أب لك . لا آبا لك » لا أباك » لا أبك . ولا ريب في أن 
هذه صيغ مختلفة من عصور مختلفة أو من قبائل مختلفة » ولكنها 
لا تكون من قبائل مختلفة حتى تكون من عصورٍ مختلفة » فكل 
ك 
انفصلت القبيلة من أصلها. ولعل « لاب لك » أقدمٌ الصِيّعْ لأن 
TS‏ جع تاج العروس 
٠٠ : ١ ۰‏ السطر ۱۷ ) » وإن كان صاحب تاج العروس قد قال : 
وحذفوا الهمزة . ولعل الأصوب أن يقال : ولمّا تدخل الهمزة علیها 
( بعذٌ ) . 

ثم هنالك جمع « أب » على « آبون » جمعاً مذكراً سالماً 
وعلی « آباء » جممٌ تکسیر » وتايك صيغتان من رَمَنين مختلفین يبدو 
أن الجمعٌ السالم فيهما أقدم الجمعين ٠‏ وأخيراً تأتي المدارك 
المختلفة في الجذر الواحد» ففي « أب » مدارك من الرّضاع , 
وشمُ ال ا آبا المراة وها وذلك كله من 
الدلالة على القدم في الكلمات . 

33 


ومجازات الأم أكثرٌ من مجازات الأب . فام الشيء اصلّه . 
والام الوالدة أو الجَدَةٌ وما فوقها في النسب . ومن صِيّْ الأمّ القديمة 
الأمَهة . ولذلك جاء جمع الأ على مات وجمعٌ الأمهة على 
أمهات . أما تخصيصٌ الأولى بالانسان والثانية بالخیوان فتطورٌ 
متأخر ؛ ففي تاج العروس ٩(‏ : ۰۳۷۰ السطر ۱٩‏ ) + « وقد 
جاءت الأمهاث في ما لا یِعقَل » . والغالب أن الدعاء ولمّه ! أقدمُ 
صِيَغْ الدّعاء لأن المیم وحدّها هنا هي التي تدُلَ على مدرك الأم 
بينما « ويل » و« الهاء » کلمتان دخلتا على اللفظة المؤلفة من حرف 
واحد من طريق الإضافة . ( ويحسن أن نذكر أن في مادة « أم » في 
القاموس کلمات تسرّبت إلى تلك المادة من جذور مبهمة قديمةٍ قد 

بل أب » في الحكم زا ها« فإن فيه تلا 
من طورٍ أسبق لم یل إلينا متلها مغ كلمة « أب » تلك الدلالةٌ هي 
بای الاسم المذکر « أخ » بالتاء المبسوطة ( آخت) > وان قال 
القاموس المحیط (4 : ۲۹۸ ) إن التاء هنا ليست للتأنيث . 

والكلام على أب وأخ یحملنا إلى بقية الأسماء الخمسة أو 
الاسماء الستة ثم إلى الکلمات التي يجب أن تکون تابعةً لها مثلّ 
عبدو وفضلو . SES Ca‏ 
الذي كانت فيه علامات الاعراب أحرف عِلَّةِ مُلْضَّقَةَ بالکلمات . 
آما في «عمرو» فالواو تُكتّب الیو ولا تُلفظ . هذه الواو في 
«عمرو» ليست للتفريتي الشكلي بين عمرو وَعْمَرَهِ وان ذکر 
القاموس آنها للتفریق بين الاسمین ( تاج ۳ ٠» Err:‏ السطر )٩‏ ؛ 
بل هي علامة الرفع القديمة نت في الخط . 


40 


والمعقولٌ أنْ تكونَ المدارك الأولى في اللغة مدارك عامة . 
آما الخصائصٌ ( درجات المعنی في المدرك الواحد ) فلا شك في 
آنها تطورٌ متأخر . إن تخیل الانسان للقطم عامةٌ يجب أن يكونَ 
أقدّم من تخيّل الفروق بين آنواع القطع من التشریح ( تنغریض 
القطعة من اللحم حتی ترق فتراها تم من الرقة ) والحَسّم ( قطع 
الیزق وکبه بالنار كيلا یسیل دمه ) والقضب ( قطع القصاب للشاة 
عضو عضواً ) والبتك ( قطع الأذن ) والبتر ( قطع الذنب ) والقصل 
( قطع الرقبة ) . كل هذه المدارك المتقاربة في القعلع يجب أن 
تكؤن معا رح النشأةٍ في خیال, الانسان عن مداركٍ القع عم لأن 
ع يأتي مَعْ اتفشن والتأنق » وهذه كلها من 

بع التطور في الحضارة . 

ثم إن مُعْظَمْ هذه الألفاظ الدالة على أنواع القطع قد تکون 
قديمة » وقد یکول بعضها أقدم من اللفظ الذي جعلته لتنا 
العصرية الفصيحةٌ معني عاما : أي « قطع » . غير آنني اشير هنا 
إلى نشأةٍ المدارك ولا أشيرٌ بدا إلى الألفاظ التي افق أن اطلقث 
على تلك المدارك بعد أن نشأت » سواء أكانتٌ تلك الألفاظ ألفاظاً 
قديمة مات فيما بعدُ على مدارك حديثة أو ألفاظاً آسنَجَدّها النطىٌ 
الإنساني لتلك المدارك . من أجل ذلك فلت في مطلم مقالي إن 
النظر إلى الالفاظ لا يُجدي للفصل في تقدِّم بعض الكلمات على 
بعض في تاريخ اللغة . 
وهنالك نوع آخر من الكلمات العامّة والخاصة . 
من هذه الكلمات الجون . والجون في القاموس (4 : 


3 


۲ راجع تاج العروس ) لفظ يتعلق بتاللون على غير 
ا ا ی م إلى 
السواد » كما ید على الأسودٍ والأبيض فيكونُ بذلك من الأضداد 
(تاج9: ۰۱۰۷ السطر ۷) وعلى الأحمر الخالص وعلى 
المُسَرّبِ بحمرة . ولعل أقدمّ المدارك في لفظة « جَوْن » اغبراز 
الأشياء التي ُرى على بعد معن في النور المحيط بهاء أي کل 
كثافة تری ظاهرة بالإضافة إلى ما حولّها من البياض أو النور . ففي 
تاج العروس : الجون ما له غَيْشْة أو وَرْدةَ (9 : 158 » السطر 
۹ راجع ٩‏ : ۰۱۱۷ الط ۲ ین أسقل) + وفي السطر 
بایغ من بل على الصفحة نفیها مثل على ذلك :لكل تر 
حون عن تفن وکل حمارٍ وحشي جون من بعید » . 

فإذا نحن انتقلنا إلى القاموس الآرامي وجدنا أن كلمة 
« جون » . بالجيم القديمة » تقابلٌ كمة « لون » قح بينما 
الكلمة العربية تذل على معني أعمّ وأکثز إبهاماً ٠‏ فهي من أجل 
ذلك آقدم في تاريخ المدارك اللغوية من الكلمة الآرامية . والعبرية 
لا تعرف من هذا الجذر إلا اسم المفعول « جوني » مصبوغ . وفي 
الكلدانية نجدٌ من هذا الجذر صيغة ثلائية متعدية في مقابل 
« صبغ : لون » . 

ثم تكون لفظهٌ « جون » العربية في لغتنا العربية نفیها أقدمَ 
من كلمة أبيض وكلمة سود الدالتين على لونين مخصوصين » وإ 
كان علمُ الفيزياء الحديثٌ لا مد الأبيض والأسود في الألوان . 

ونأتي إلى اللفظين أسودٌ وأبيض : إن المدرك الذهني 


٤۷ 


« سود » يجب أن یکونْ » في التعبیر اللغوي على الأقلَّ . أقدمَ من 
المدرك آبیض لانه عم منه في الدلالة وأكثرٌ منه [بهاما . ولا ریب 
عندنا في أن المنطق يقضي بأن يتمثل الذِهنٌ البشريّ اللون الأبيض 
فل أذ تير ت ١‏ وبالإضافة إليه 5 و ولكنّ الذي أعنيه أن 
الإنسان العربيٌ ‏ فیما أحسَبٌ ‏ قد احتاج إلى أن يُعْبّر بالنطق عن 
اللون غير الأبيض قبل أن احتاج إلى التعبير عن اللون الأبيض 
نفسه . إن لفظ « آسود » ورث لفظ « جون » وخلفه في الدّلالة 
والاستعمال نخلافةً تامّةَ في المدرك الأساسي » فالسوادٌ هو الشخصض 
یری من بعيدٍ ( تاج العروس ۲ : ۳۸۵ السطر ۳ ) والعدد الكثيرٌ 
من الناس » وجماعة النخل والشجر لخضرته واسوداده (تاج ۲ : 
٩‏ السطر ۸ من أسفل) . أي لخضرة النخل والشجر 


واسودادهما إذا رئیا عن بُعْدٍ . 


وإذا سأل سائل عن الاساس الذي قدّمت به لفظ « جُوْن » 
في العهد على لفظ « آسود » مم آنهما یذلان - فیما یدلان عليه - 
على مدرك أساسيّ واحدٍ . أجبتٌ بما يلي : لا يعمل آن يكون 
الانسانْ القدیم د اة لظن ی يعن اة في زمن واحد . 
وبما أن اللفظین موجودان في الغانوس قل يد من أن يكون اها 
آقدم من الآخر . وبما أن لفظ « جَوْنٍ » قذ كَل في الاستعمال في 
زمن متقدّم. أو كاد » بينما استعمال لفظ « أسود » قد اتسع » قدّرت 
أن لفظ « جون » يجب أن يكون في الاستعمال اللخوي أقدم 
عهدا . 

ویبدو أن السربي ظلّ یستعمل لفظ « أسود » للدلالة على 


٤۸ 


الشيء الكثيف مهما یک لونه . جَرْياً على الاستعمال الأول . 
فالأسودانٍ في القاموس ( تاج ۲ : ۳۸5 » السطر ۲ من أسفل ۳۸۷ 
السطر الأول ) التمر واللبن ارا واللین او الماء ات . والفث 
( بالفتح ) : ضرب من ابل يُحْتَبِرُ فيؤْكلُ . وفي القاموس 
المحیط (۱ : ۱۷۱) : الفث . نبت يُختبز حبّه في الجَذب » 
وشجَرُ الحنظل . وكذلك يقال « الأسودٌ » للاحمر ( راجع تاج ۲ : 
5 . السطر ه من أسفل ) لأن اللونَ الذي نسمیه نحن الیو 
« أحمرٌ» قد قال له العرب الأولون « أبيض » » أو هو من الأضداد 
( تاج ۲ : ۰۳۸۹ السطر ۲۱ ) ۰ قال صاحب تاج العروس (۳ : 
۶ السطر ۲۲ وما بعده ) : « إن العربٌ لا تقو آبیض لبیاض 
اللون » إنما الابیض عندَهُم الطاهرٌ النقيُ ۰ فإذا آرادوا الأبيض 
قالوا : الأحمرٌ» » والعربٌ تصف آلوانها بالسّواد وألوانَ العجم 
بالحمرة ( تاج ۲ : ۰۱۸ السطر الأول ) ۰ ومنه في الحديث : يا 
حميراء - وخذوا نِضْفَ دينكم عن هذه الحمیراء » يعني البیضاء - 
أي عائشة رَضِيَ الله عنها (تاج ۳ : ۰۱۵6 السطر ۲4 ) . 
ومن الكلمات العامّة والخاصّة لفظ «جَلّل» وهو الأمر 
العظیم والصفیرٌ ‏ من الأضداد ( تاج ۷ : ۶۹ السطر ۷ من 
أسفل ) . ویبدو لي أن هذه الكَلِمةَ » تمثّلُ صتفاً من الالفاظ كان 
ET‏ 
ده 
ثم اقات مقر رنه( تک« التي ثبتت 
الجيم معطشة ( جليل ) قد احتفظت بالمعنى اك 
والكثرة حقيقة ومجازاً ومادياً ومعنوياً . أما التي أصبحتٌ جيمُها 


1۹ 


القديمةٌ البَدوية قافاً ( قليل » كليل ) أو کافاً فقد اختصّتٌ بالقلة 
والصِغر . والغالبُ على معاني الصِيغ المشتقة من هذا الجذر في 
اللغات الأعرابية الیظم والبْمَلُ والحجم الكبير والجّلال . وعلى 
هذا يكونُ مدرك الكَثْرّة والثقل في الجذر « جلل » أقدم من مدرك 
القلة والصغر . 

وفي هذا الصنف من الكلمات العامة والخاصضة « هلك »۰ 
في القاموس : « هلك » من باب ضرب ( يَضْرِب ) ومع (يَمْنَمُ ) 
وغم يَعْلَم) . ونحن نری في هذا الفعل في اللغات الاعرابية 
مدركاً آساسیا واحداً هو الذهاتُ ثم مدركاً فرعيّاً هو السَيْر أو 
المْشي . ویبدو أن هذا الفعل قد استغمل في العبرية مجازاً بمعنی 
لغیية عن النظر وبمعنی تفرق السحاب » ثم مجازاً من مجازٍ بمعنی 
الهلاك . ومجازات هذا الفعل في الآرامية أيضاً مُنّسعة . 

وانتقل هذا الفعل إلى العربية يَحْمِلُ المعنی المَجَازيٌ 
( الموت ) ولکنه حمل معه اضطرابٌ عين الفعل . إذا كان معنی 
هذا الفعل « هك » ذَمَبَّ » سَارَ » مَضى . فالأثْرَبُ إلى أن یکون 
من باب ضَرَبَ يَضْرِبُ » وإذا نحن أخذنا في النظر إلى خرف الهاء 
وأنها حرف حلق رمع أنها جاءت في أوّل الفعل ) فيمكن أن 
تم يقن يعر هلسلس رامع وا ها 
الوجه في قول. القاموس إن هذا الفعل من باب علم يعلّمُ أيضاً ؟ 

لما انتقل مذا الفعلْ ٍلی الك العربية انتقل الیها من المَجاز 
( بمعنى هلك : مات )۰ ولکنه حمل معّه الحركة الأصلية لعين 
الفعل بمعنی دب فكان من باب ضرّب يَضْرِبُ » وعليه في التنزيل 


0۰ 


الكريم : لِيَهْلِكَ من هلك عن یی » (۸ : ٤١‏ » سورة 
ا غير أن العربي القديم ناوي هد الفعل من باب ضَرْبَ 
رت ومع م الأيام غمضت رواية هذا الفعل في الذاكرة العربية 
فأخذت جماعاتٌ تفتح عين الفعل (لام هلك ) في الماضي 
والمضارع لمكان الهاءِ » وهي حرف حاتي يقتضي أحياناً فتح عين 
د ال O‏ . وعلى ذلك 
أصبحٌ هذا الفعل من باب منم یتآ يضاً . ثم نظرث جماعةٌ أخرى 
في معنى الفعل ( الانتقال من حال, إلى حال ) » وهذا يقتضي جریا 
على القاعدة العامة أن تکون عينٌ الفعل مكسورة في الماضي 
مفتوحة في المضارع ففعلت تلك الجماعةٌ ذلك فأصبمحَ هذا 
الفعل من باب علم يَعْلَمُ أيضاً . وجاء جماعو اللغة فوجدوا أحوال 
لعین الثلاث مَرْوِيَةَ فوضعوها في القاموس . غير أن الروايّة الأوسمٌ 
والأنبّت كانت الرواية التي عليها التنزيل ( هَلَكَ يَهْلِكُ من باب 
ضَرَبَ يَضربٌ ) . من أجل ذلك قال صاحبٌ تاج العروس (۷ : 
٤‏ ,ب السطر ٠١‏ وما بعده ) : وقيل ( أي في مجيء « هلك » من 
باب منم وعَلِمَ ) غلط ! 

ثم خضع هذا الفعل « هلك » لتطور آخَرَ . إن « هلك » في 
الأعرابية القديمة لازم ومتعذ . قال ( القاموس ) : هلك بمعنی سار 
وبمعنى سير ( بالتضعيف للتعدية ) . ولذلك قال العربيّ الأول » 
لما أذ هذا الفعل عن إخوانه الأعرابتين : هلك الرجل ( بمعنى 
مات ) ومَلَكَني الرجل ( بمعنى أَنْعَبني » أماتني » فتلني ). وفي 
تاج العروس ( ۷ : ۱۹6 السطر ٠١‏ من أسفل ) عن رو بة بن 
اج يقال : هلكني بمعنی أملكني » ولا یزالالعوام إلى اليوم 


0۹ 


یقولون کذلك . ویبدو أن الذائقة العربية خزصت على آطراد 
القاعدة فَآبْقَتْ للفعل اللازم صيغةً فَعَلَ ( هل الرجل ) ونقلت 
المعنی المُتعدّي إلى صيفة أفعل مزيداً بالهمزة راك الله 
الظالمین ) 


بعدئذ خض هذا الفعل لتطور ثالث : كان معنی الفعل 
« هَلَكَ » في کلام العربي القديم « مات » » ثم أصبح معناه « مات 
ميتة سيّكئة » » جاء في تاج العروس (۷ : ۰۱۹۶ السطر ۱۰ وما 
E‏ روما عتمم لك E‏ فراصم 
السوء عرف طارىء لا يُعْتَدَ به بدلیل, ما لا يُحصى من ن الآيات 
والأحاديث . ولظروة هذا العف قال الشهاب في شرح الشفاء : 
اه يُمْنَمُ إطلاقه ( اي استعمال الفعل « هلك » بمعنى مات ) في 
حق الأنبياء عليهمٌ السلام : ولا ید باصل اللغة القديمة . 

E‏ التي ادها في تقديم بعض المدارك اللغوية 
والألفاظ الدَالّة عليها على بعضٍ فأب أن أَجْمَعَها مُوجزة في ما 
يلي : 

۱ - اتصال التطور لو في اطق كثيراً أو قليلاً » فكل 
نة مَحكيةٍ الوم او مكتوبة تتصل بلغة قديمة ضاعت اليوم . 

۲ - لا نَعْرفُ اليو اللغة التي تكلّمها الانسانْ الأول » ولکنا 
نستطيع أن نَْرَ أن بعض المعاني كان أقدم من بع في خیال, 


الإنسان وان بعض الألفاظ كان أقدّم من بعضٍ على لسان 


or 


۳ یج با تلم آن في کل لة الوم : ية من اللغة القديمة 
aS‏ 
القديمة » وهذه التي نسمیها شواذ أقدمٌ عهدا من الألفاظ الجارية 
على القواعد الحاضرة . 
- الإعلالُ والابدال والادغام والتضعیف أحوالٌ طارئة على 
اللسان العربي . ولقد كانت الصیغ التي نُسمّيها اليوم معتل 
وم مضعفة تجري مجری صیغ الأفعال السالمة ‏ فإن صِيْعَا مثل ۱ 
مَدَدَه اجلل ‏ سیر انم عهداً من الصیغ التي نستعملها 
الیوم ۳ مد ۰ أجل > سار . 

5 - إن آعتماة الصورة الذهنية في تأریخ الكَلِمَاتِ أجدى من 
آعتماد الألفاظ والأصوات . 

- إن تعدّد د المدار ك المتباينة أو المتفاوتة تة في الجذرٍ الواحد 
دلیل على قذم ذلك الجذر . 

۸ - عموم المعنى وإبهامه دليل على دم اللفظ الدَّالٌ عليه . 
ما الخصائص في اللغة فهي من طور متأخر مت بتطوّر حاجاتٍ 
الانسان وبتأنقه في التعبير عما كان في خياله . 

. يجب أن تکون أكثر گر ال اختصاراً أقدمها عهداً‎ - ٩ 
والصيغ الطويلة :له استقدمٌ » اخضؤضر» يجب أن تکون قد‎ 
) زادت فيها الأحرّفُ فيما بعد حينما بدأ العربي (أو الأعرابنٌ‎ 
يتوسّع في أسباب الخضارة وفي التعبیر عن آسباب الحضارة . ولا‎ 


or 


شك في أن العريي قد لجأ إلى النَحْتِ فطالث بذلك الکلماث 
القديمة على لسانه في مثل «تلاشی » ومثل « منکن » وتمْسْلَم 
وتمتع . ولا ریب في آن تناع اللغویین في تأرجح « وتمرجح » 
وأمثالهما إتما هو خلافٌ في تعليل نشأة هذه الألفاظ . 

-٠‏ يبدو أن جميعٌ الکلمات العربية كانت مثلَ الأسماء 
الخمسة تَعْرَبُ بالحروف . أمّا الأسماءٌ الخمسةٌ أو الأسماء الستة 
وما يَلْحق بها فهي بقايا من طَوْرٍ ٍغراب الكلماتٍ بالاحرف . وا 
لفظةٌ مثل « فَمَوَيُهما » في قول. الفرزدق : « هما تفلا في فيَّ من 
فَمَوَيْهما» تدُلَ على الطوْرٍ الذي بدأ فيه اللسان العربي یخرجٌ 
بالأسماء من الإعراب بالحركات إلى الإعراب بالحروف . هذه 
اللفظة تدل على الطرین معا . ثم إن هذه اللفظة قد تقُصّ علينا 
تاريخاً جديداً : تذل على أن « فَمُو» كانت في عهدٍ قريب للمَرَرْدقٍ 

لا ترال کلمت قاعدة الأسماء الخمسة . 

۱ - إن خروج كلمةٍ من الاستعمال, وخلول غيرها مكانها 
يدلآن على أن الكلمةً التي خرجت أقدمٌ عهداً » إذ تدُلانِ على أن 
المدرك الذهني المتعلق بهما قديم وأنه خرج من لفظ كثيرٍ العَموم 
والإبهام إلى لفظ أكثرٌ خصوصاً ووضوحاً . 

۲ - إن الجذوز التي تَبجمَعُ مدارك ذهنية مختلفة تدل على 
أحد شیاین : تا أن تکون من طَوْرٍ كانت الماث فيه تذل على 
معان عامّة هم » ولما أن معانيها احتلطت بمعانٍ لجذور قاربتها 
في اللفظ في أثناء التطور الذي خضع له الط العربی او اى 
الأعرابى 


2 


۳ - لعل « التاء » قد بدأت علامة على التخاطب ثم على 
العدد آنتین ثم الى الانشی + ولعلّها أقدمٌ الألفاظ التي وصلت إلينا 
من اللغات الأعرابية ومن اللغات الارية . ويلي هذه التاء في 
لدم مُعْظَم الكلمات المتصلة بمظاهر الطبيعة » والتي نجدٌ في 
حروفها صوت « الراء » . 

٤‏ - إن الکلمات التى دَلّت على المدارك الجنسية يجب أن 
تکونْ قديمة جد , غير أن التعبير عن المعاني الجنسية كان يجري 
دائما في مجازات تتبدّل في أوقات ار 2 كلما شعر الإنسان أن 
المجاز الذي استعمله قد قارب أن یصبح لفظاً يق دالا دلالة 
واضحة على ما يريد هو أن يتكلم عليه من طرّفٍ خفي . ویلحقٌ 
بالألفاظ الجنسية الکلمات الدالةٌ على القرابات . ولعل الكلمة 
« هنو » التي يجورُ إعرابُها بالحروفٍ وبالحرکات مُخضرمة تمثّلُ دوز 
الانتقال من طور ا الااسماء الروت إلى طورٍ إعراب 
الأسماء مرکا وتقوم دلیلا على أن جمیع الأسماء في العربية 
الأولى كانت تعرّبُ بالحروف . 


التعقیبات 
الدکتور محمد مهدي علام : بقطع النظر عن رأي الأستاذ 
المحاضر في الکلمتین « عبده » و« عمرو » ۰ فان كل ما جاء حلاف 
ذلك من آرائه الاجتهادية جديرٌ بالنظر والدراسة ويفتح باباً في فقه 
اللغة . وکل ما آرجوه فوق شكري له هو الاشارة التي آشار إليها 
وهي أن قدامی اللغويين کانوا مکتفین في آلفاظ الجنس بالكناية 


00 


والَورية ویتجنبون ذکرها صَراحةً . وقد تب الأستاد المحاضر 
بادبهم فلم یذ لنا شيئاً منها وجفلنا نفهُمُ ما یَربرُ له بالتخمین 
والاستنتاج . واقول إن استعمالا لكلمتي « الألفاظ الجنسية » هو 
من باب الكناية ويُشير إلى المعاني الحديثة التي یستخدمها الکتاب 
المحدّئون . 


الأستاذ محمد بهجة الأثري : نحن هنا في مجمع اللغة 
العربية وفي اجتماع عِلْمِيَ » أرى أن لا حياء في أن يُسَمّي الاستاذ 
المحاضر الاشياء بأسمائها . إن کل کتب اللغة العربية تذل على 
راهن لا سا لقنو بطق م9 
فإننا لا نكاد نم بصفحة منه حتی نجد الکثیر من الألفاظ التي 
تجثب الأستادٌ المحاضر ذِكْرَها . فلماذا يحرّمٌ علینا ذلك ؟ نحن في 
سبیل بحث علمي وهذه الألفاظ التي تعرض لها نما نريدٌ بها 
الاستنارة في البحث . 

الدکتور محمد کامل حسين : قال المرحوم الأستاذ العقاد لا 
حياء فى الأدب » ویقول الاستاذ الآن لا حياء فى اللغة » فما الشىء 
الذي الحياء فيه ؟ ورأبي أنه لا ضرورة لِذِكرها . ۱ 


9۹ 


هو قاموس ¢ أي قائمةٌ للألفاظ اللغوية 3 وموسعة تاريخية 3 وود 
للحضارة » وصحيفة للعلم » وکتاب في علم النفس . 
وكنت في أثناء قراءاتي المتکررة للقاموس - وأغني بالقاموس 
هنا « القاموس المُحيط » للفیروزابادي۱) - أستغربٌ كَنْرَةَ الالفاظ 
الجنسية . حتى خيّلَ إليّ أنه لا تخلو مادّة من مواد القاموس العربىّ 
من لفظ جنسي دال على سم أو فعل أو حال لذلك الجانب من 
حياةٍ البشر وحياة الحيوان . 
كان قد لفت نظري ورود جملة في كتاب «فقه اللغة 
للثعالبي »20 هي : لعل آسماء اليكاح تبلُمْ ماه کم عن بات 
الأئمة » بعضها أصلي وبعضها مک » . 
* ألقي هذا البحث في الجلسة الثالثة من الدورة السابعة والثلاثين لمجمع اللغة العربية 
( القاهرة ) . من ذي الحجة إلى المحرم ۱۳۹۱-۱۳۹۰ ( فبراير / شباط - مارس 
/ آذار ۱۹۷۱ م) . 
)١(‏ الطبعة الثانية بالمطبعة الحسينية بمصر ‏ ۱۳46 ه . 
(۲) مطبعة السعادة بمصر ۱۳۶۱ ها - ۰۶۱۹۲۳ ص ..۱۸١‏ 


۷ 


وعدث أنا الالفاظ المتعلّقة بهذا المدرك في القاموس 
فوجَدنُها تزيدُ على ألفٍ ومائتین ن » منها في فعل الإنسانٍ وحده - 
وفي لته الأول ق تقطن سد و لفقا علي اک 

وحاولت تعلیلاً لهذه الكثْرة فكان أول ما خطر ببالي أن يكونَ 
القاموس قد جَمَعْ هذه الألفاظ الكثيرة من لَهُجاتِ القبائل . ولكن 
سَرْعانَ ما بان لي أنَّ الكَثْرّة الغالبة من هذه الألفاظ من الفصيح 
المألوفٍ ولیس فيها شيءٌ من الغريب الذي تسم به لَهُجاتٌ القبائل 
عادة . 

وكذلك لم يستقٍ يستقم التعلیل الذي یمکن أن یرد هذه الألفاظ 
إلى. أن العرب ا يُحبونَ هذه الألفاظ لِذَاتِها . 


وضَمَمْتُ جُملة الثعالبي' إلى عددٍ من الجمل الواردة في 
القاموس في هذا الباب » فبانَ لي أن جانباً كبيراً جذاً من هذه 
الألفاظ هو من باب الكناية » کک إلى لفظ منها 
اضليٌ اصیل »اي دالٌ على حقيقةٍ لا على مُجاز . 

والانتقال بالمعاني من الألفاظ الحقيقية إلى الألفاظ المجازية 
جانبٌ من جوانب العبقرية العربية في اللغة » فان اللفظ الواحدّ إذا 
استمرٌ مُدَهَ طويله في الذوران على الالسنة والاشماع فَقَدَ تأثیزه 
البلاغي ففقد قيمته الاجتماعية . 


من أجل ذلك كان العربي ینتقل باللفظ من مَجازٍ أصبحٌ 
مألوفاً ضعیف التأثیر إلى مجاز جدید أحسّن وقعاً في النفس واحسن 
أثراً فيها . 


0۸ 


غير أن الذي حدث في الالفاظ الجنسية كان جلاف ذلك 
اما : ۱ 

كان العربي يكني عن المدرك الجنسيّ بلفظ مألوفٍ عموماً 
فلل الفلا على ما فده إل بين المتخاطیین ؛ فاذا اشتهز هذا 
اللفظ ول على ما کان يكن عنه صَراحةٌ استيا انعر ین 
الاستمرار في استعماله » فانتقل إلى کناية جديدةٍ غامضةٍ على غير 

من أجل ذلك - فیما أظنٌ ‏ یرت الألفاظٌ الجنسيةٌ فى 
القاموس العربيّ هذه الكَثْرة . ولم تک هذه الالفاظٌ من الکناية عن 
ذلك المدرك ألفاظاً عامّة في جمیع, الأحوال بينَ جميع قباثل, 
العرب » بل كان منها أحياناً ما هو الفاق خاصة بأصقاعٍ أو 
جماعات . ولغل عدداً من هذه الألفاظ يرجم كه إلى آفراد أو 
إلى نفر قليلين في بیثات مخصوصة ؛ فلقد سَمِعْتَ أنا مراراً 
للمعاني الجنسية صِيغاً كثيرة مُشْتقةٌ من جُذور فصيحة مألوفة » ثم 
لم جد هذه الصيغ لهذه المعاني في القاموس . 


ا # لا 


ولفت نظري في القاموس آمز آخَرٌ : صِيْعْ فرادی طِوالٌ . 
والصيغة الفرد هي الصيغة التي لیس لها في القاموس أخت من 
چذرها . نحو اتعَنصّر: تقاصّرٌ إلى الأرض (۲ :۰0۱۲ 
والَفنزعة : المرأة القصيرة چا (۳: ۰۷۲ والدَعشوقة : 
القصيرة (۳ : ۰0۲۳۱ والجزولق : القصیر (۳: ۰0۲۲۱ 
والقندویل : العظیم الرأس (4 : ٩‏ 


0۹ 


إن کل صيغةٍ من هذه الصِيّعْ وأمثالها هي الصيغةٌ الوحيدة 
الواردة من جذرها في القاموس . ثم إن هذه الصیغ تذل في الغالب 
على أقطار الجسم جسم الإنسان في الأغلب - کالطول والقِصّر 
والضخامة . 


تیف لنا هذه الصِيّعُ القُرادى الطوالٌ جانباً آخز من 
خصائص اللغة العربية . 

إن المعروف عن اللغة العربية أنها ‏ مثل أخواتها الأعرابيات 
وبخلافٍ اللغات الارية - لغةٌ اشتقاق لا لغة نَحْتِ . غير أن عدداً 
من هذه الصِيّعْ نحت لا شك في ذلك . 


إن لفظة « جَلَنْبَلَ » مثلا . هي كما في القاموس : « حكاية 
صوتٍ باب ضخم في حال فتجه وإصفاقه . جلن على جِدَةٍ وبلق 
علی جنغ (۳ : ۲۱۸) . ثم آننا نجد في القاموس « بلق » جرا 
مستقلا معناه « فتح الباب کلّه أو ( فتحه ) فتحاً شديداً وأغلقه » » 
وهو من الأضداد (۳ : ۲۱۵ ) . وکذلك نجد فى القاموس « جلن » 
جذراً مستقلا معناه : « حكاية صوت باب ذي مصراعین برد 
آحذهما فيقول : جلن » ويُرّدٌ الأخر فيقول : بلق .)7١١ : ٤(‏ 
ومثل ذلك « الحيثلوط » » وهو شتم اخترعه النساء ولم يُفَسّروه ( أي 
لم یعرف العلماءُ معناه ) . وكأن معناه : ( المرأة ) الذّابة السلاحة 
(ومُو) مرکب من حلط وحثط أو ثلط (۲ : 6۳۵۳ . 


ثم إن هذه الكَلِمّة « الحیثلوط » تنقلنا إلى مدرك ثالث من 
خصائص اللغة : إلى ارتجالر الاألفاظ ولیس في ذلك ما 


1۰ 


واه 


تفر ب . اليس عملنا نحن هنا* أن نرتجل الالفاظ لالات وأدواتٍ 
وموادٌ ومداركَ لم تخطر في بال أسلافنا أو لم تكن مُسَمُیتّها من 
طاق عالیهم ؟ 

غيرٌ أن عملنا هنا يختلف من عملهم هناك : نحن نجتمع 
ونفكر وئناقش ثم نم اللفظ ؛ وكان أحدهُم یتفعل وحذه فيجري 
على لسانه لفظ ‏ > فَيُصبحٌ هذا اللفظ جُزءاً من تُرائِنا اللغويّ نضیفه 
إلى القاموس . 

ولقد وَرَدَ في شعر ای بن أبي الصَلْت ‏ إذا كان له شعرٌ ول 
إلينا - ألفاظ غريبةٌ كالشينقور مثلاً » فجاء في القاموس : الشینقور » 
هكذا جاء في شعر أمية بن أبي الصلت » ولم يفسّروه « أي لم 
يَعْرفوا معناه ) . 

وأنا الآنَ لا يُهمُني أميُّ بن آبي الصَّلْت ولا ذلك الذي یمکن 
أن يكون قد وضع شعراً على لسن مهب أبي الصلت . ولكن 
اهتمامي یدوز على أن علماء اللغة قد أولوا هذا اللفظ وأمثاله عناية 
فقبلوه وقبلوها في کتب اللغة وَوَضَعوا بذلك قاعدة لسك الالفاظ . 
وإذا كنا نحن إلى اليوم لا نزال نجادل في هذه الألفاظ التي قبلها 
علما اللغة العربية - لأنها أمثلة تحتمل الجدال - فإننا عادة لا 
نجادل في القاعدة الموضوعة . ثم إن من الکلمات التي تربط بين 
هذه القاعدة والأمثلة علیها ما ورد من قولهم في القاموس (۳ : 
۱ ) عيّع القوم تعییعاً : عیوا عن آمر قَصَدوه . وفي کتب التصریف 


* في مجمع اللغة العريية . 


5 


( والکلام لا يزال من القاموس المحيط ) عاییغت عیعاً . ولم 
فسروه . وقال الأخفش : لا نظيرٌ له سوی حاحیت وهاهیت . 
كن FF‏ # 

ولفت نظريّ في القاموس ورود آسماء الشعراء . والقاموس 
في الاصل فهرس يُفَسَر آلفاظ اللغة » ولیس من المُنتظر أن یکون 
كتاباً في تاريخ الأدب . ولو أن القاموس يكتفي بإيرادٍ ألقاب 
الشعراء مثل قوله : طَرَفَةُ لب طَرَقَةَ بن العبد واشمه مرو (۳ : 
٠ ۷‏ والخلیغ لقب الکسین بن عبدالله الضحَاكٍ الشاعر ۳ : 
۹ والیبْاء لقب أبي افرح عبد الواجد بن صر المخزومي 
الشاعرٍ (۳ : ۱۰۳) > كما یت نُعوتَ السیف ونعوت الأسدكلجازٌ 
أن يكونَ ذلك كله من نطاق القاموس 

وق شبن سرامن امیس في مه ] نف( 
۹( : «وانق الناقة لقب جَفر بن فریع, أبو بط من سَعْدٍ بن 
زيدٍ بن مناة لا باه َر جزورا فقسم بن نسائه » فبعثت جعفراً 
مه » وقد قسم ( أبو جعفر) الجَزورٌ ولم ین لا رأسُها وغنقها فقال 
(له أبوه ) شأنك به . فاحل ( جعفرٌ ) يده فى نها وجعل بجر 
لَب به . وكان ( بنو جعفر) يغضّبون من هذا اللقب) . فلما 
مَدَحهم الحطيئة بقوله : 
قوم هم الأنف والأذنابُ غیرهم + ومن يسوي بأنفٍ الناقة الذَّنْيا! 
« صار اللقب معا و فان هذه المعارف صح تابعة للتاریخ 
وللادب وتخرج من طاق القاموس . 

ونقرأ في القاموس (۱ : ۳۲۰) : « وعيدان السقاء بالکسر 


۳ 


وال حمد بن الخسین المتنبي » » كما نقرأ فيه (۳ : 5”) : 
وين قرٌ يخلب كانت اقطاعاً للمتبي من سیفب الدولة » تلو 
الفیروزابادي على هذا الاستطراد الذي لیس من نطاق القاموس . 
ولکننا - من جانب آخرٌ ‏ نشکره لاه حل لنا إحدى المشاکل, 
الصغیرة في حياة المتنبي . 

إل نفراً من الدارسين قد أضاعوا وقتا کی : في أمرٍ لا يحتاجُ 
إلى تضییع, وقت كثير لما اختلفوا في مكانة أَسْرةٍ المتنبي . 

فقال بعضهم : إن المتنبي كان فق ار رشاع دكات ا 
سَقَاءَ للماء فى الكوفة » وكان يُدعى عَبِدَانَ السَمَاء(۱). وقال 
بعضهم : إِنَّ المتنبي كان اي أسرةٍ شريفةٍ » بدليل ما ورد في 
بعض شعره من الفخر والتمدّح . 

وقد يكونُ المتنبي ابن أسرةٍ مشهورة أو مغمورةٍ ؛ والاصل 
المشهوز أو المغمور زیم على حياة الأديب وربما لم يأر غ 
أن الذي يهمني هنا أن قراءة القاموس واستطراد صاحب القاموس 
قد حلا لنا مشكلةً . إن الذي رم أن المتنبي كان ا 
عبدانَ السقاع » كان يُسقي الماء في الكوفة لا ند له . فالمجمَمٌ 
عليه أن والدَّ المتنبي اسمّه الحُسِينُ لا عبدان . ثم إن جملة 
الفيروزابادي في قاموسه تذكر آمراً معقولاً » هو أن والد المتنبى كان 
یب بعيدان السقاء - ولعل سای كانتا طويلتين تُشبهان قوائم حَمَالة 
جرار الماء . ويبدو أن كلمتى عَبُدان السقاء تصحیف لكلمتى 
عيدان السقاء تصحيفاً غير مقصود أو مقصوداً . ۱ 


. ۲۹ - ۲۸ راجع . فوق » ص‎ )١( 


1۳ 


هاتانٍ القِصّتان : ا أنفٍ الناقة » وقصة 
عیدان السقاء . أن تنتهیا بنا إلى خکم . 

في ا توعان من المصادر : المصادرٌ المقصودة ؛ 
كالوثائق الرسمية والکتب المُؤْلّفة في التاريخ » ثم المصادز 
المساعدة کدواوين الشعر والقوامیس, والکتب التي لم تلف في 
التاریخ ولکنْ وَرَدَ فيها اشارات تاريخية عَرّضاً . وجندي أن الوثائق 
الرسمية والکتب المؤلّفة في التاریخ تأليفاً مقصوداً قد يتسرّبُ إليها 
الخطأ سَهُواً أو عمداً . وكثيراً ما تأتي الوثائق الرسمية والإحصاءاتٌ 
الدَولية آبعدٌ ما يكون البعدُ عن الحقيقة والواقع ‏ فقد رأينا المأمون 
بجت اح e‏ وله ار 
القدْس » ثم يبت اسْمّه هو مکان اسم عبدٍ الملك . ولكنّ الذي 
قام بهذا العمل للمأمون كان غَبيَا جِدَأً - أو كان ذَكيَاً جداً - فترك 
التاریخ « سَنَه ان وسَبعينَ » » بلا تبديل ( أما المأمون فكان بعد 
ذلك بمائة وخمسین سنة ) . 

أما أصحابٌ المصادر المُساعدة . کالشعراء وواضعي 
القواميس من القدماء فإنهم يستظردونَ أحياناً إلى إشارات تاريخيّة 
عَُواً ومن غير أن يكونوا خاضعين لاحوال مُعيّنة . وإذا جاز أن 
يخضعٌَ مم الشاعر في يعض شعره المثل, تلك الأحوال فان واضع 
القاموس, یکون أقلَّ و لها . من أجل ذلك کانت المصادرٌ 
المساعدة - والقوامیس منها - ذات قيمةٍ كبيرةٍ في دراسة تاريخ 
الحضارة وفي دراسة التاریخ السياسي أحيانا . 


كن در فنا 


5 


ولفت نظري أيضاً - في آثناء مطالعاتي في القاموس - وفرة 
الألفاظ الفلكية . 

الالفاظ الفلكية تتناول كلّ ما في الجو المحیط بالارض التي 
نعيش علیها وكلّ ما يحدّث في هذا الجو : ونحن نَقْسِم ذلك که 
قسمين اثنين : 

قسماً یتناول الآثار الغلوية أو الاحوال الجوية عامّة » كالحرارة 
والبرودة والریاح والأمطار والصواعق والثلج وقوس رم وما يشبه 
خی کم عا علق باق والحسين وساب جوا کب زاس ۱ 
وقد صرفت النظر في هذا المقال عن آلفاظ القسم الأول واکتفیت 
بالکلام على القسم الثاني . 

ثم إن القسم الثاني نفسه ينقسم بدوره قسمين : 

قسماً يتناول الأحوال التي تتصل بالأجرام السماوية كطلوعها 
وغروبها وبالطفاوة حول الشمس والهالة حول القمر وبالخسوف 
والكسوف وبالقرانات . فصَرَفتٌ النظر عن هذه كُلَّها لا هذه 
الاحوال أحوالٌ عارضةٌ تتبّی للإنسان الواقف على أرضنا وليست 
في الحقيقة من أحوال الأجرام السماوية على الحصر . 

وفي القسم الأخير جانب يتعلق بأسماء الأجرام السماوية . 

وقد جعلت همي هنا هذا الجانب وحدّه . 

غير أنني أحببت أن أسرد ولا أسماء الأجرام السماوية التي 
وردت في القاموس المحيط منسوقة على الأحرف الهجائية قبل أن 
أنظر في شيء من خصائص تلك الأسماء . 


50 


أبو عُذرها : نجم إذا طلع اشتدّ الحر (۲ : 85) . 

الأبيض : کوکب في حاشية المجَّرّة (۲ : ۳۲۵ . 

الأثافي : کواکب بحيال القدر (۳ : ۱۱5 ) - راجم القدر . 

الأحور ؛ کوکب ؛ المشتري (۲ : )٠١‏ . 

الأخذ : نجوم الأخذ . 

الاح : منزل القمر (؛ : ۳۷۷ . 

الأزهر : القمر (۲ : ٤۳٣‏ ) . 

الاسد : راجع الزبرة . 

الأشراط : راجع الشرطان . 

الأزهران : القمران . أي الشمس والقمر (۲ : 4# ) . 

الأظفار : کواکب قدّام النسر (۲ : ۸۱ 

أظفار الذئبين : کواکب صغار قدّام الذئبین (۱ : 7۷) - 
( راجع الذثبان ) . ش 

الاعزل : أحد السماکین (4 : ۱۵) - راجع السماك . 

علاط الدراري : الکواکب التي لا آأسماء لها (۲ : 
ئ( . 

أعناء السماء : نواحيها ( ٤‏ : 6۳۹۷ . 

الأعيار : کواکب زُهْرٌ في مجری قَدَمَيْ سُهیل (۲ : )٩۸‏ . 

آفراد النجوم : النجوم التي تطلع في آفاق السماء (۱ : 
۲ - راجع فرود النجوم ) . 

الاکلیل : منزل للقمر أربعةٌ نجوم مصطقّة ر4 : 45) . 

ال : الهلال ؛ الشمس ر4: ۰) . وسمیّت 
الشمس إلهة من « لاه » : علا وارتفع (4 : ۲۹۲) . 


1۹ 


أمُ النجوم : المجرة (4 : )۷١‏ 

آناهید : الرْهرة (۱: 0۱۱ . 

أنف الأسد = راجم النثرة . 

الأنهران : العواء والسماك لكثرة مائهما (۲ : ۱۵۰). 

باب السماء = شرج السماء . 

الباحور : القمر (۱ : 54"). 

البادر = البدر . 

البدر : القمر الممتلىء (۱ : 59" ). 

البرج : أحد بروج السماء (۱ : ۱۷۸). 

البرجيس : النجم ؛ المشتري (۲ : )۲٠١‏ . 

برقع رقم : اسم للسماء السابعة أو الرابعة أو الأولى (۳ : 
5). 

بطن الحمل = البُطين . 1 

البطين : منزل للقمر ثلاثة کواکب صفار کانها أثافي » وهو 
بطن الحمل (4 : ۲۰۲) . 

البلد : منزل للقمر (۱ : ۲۷۸). 

البلدة : رقعة من السماء لا كواكبّ فیها بين النعائم وسعد 
الذابح (۱ : ۲۷۸) . 

بل : منزل للقمر وهو نجمان مستویان في المجری أحدهما 
خفي والاخر مُضيء » یسمی بالعاً كأنه بلع الاخر (۳: ۷) . 

بنات نش الصغری : سبعة كواكبٌ أربعة منها نَعْش وثلاث 
بنات ( راجع ۲ : ۰ والأول من بنات نعش الصغری الذي 
هو آخرها قائدٌ والثاني عناق والی جانبه قائد صغیروثانیه عناق 


۷ 


( كذا ) وإلى جانبه الصَّيدق وهو السَّهى ۰ والثالث الحَوَرُ ۱ : 
ا( . 

بنات نعش الکبری : سبعهٌ كواكبٌ أربعة منها نعش وثلاث 
بنات (۲ : ۲٩۹۰‏ ). 

بوح : اسم الشمس (۱ : ۲۱۰) . 

التحایا : کواکب صغيرة حذاء الهنعة (4 : ۲۲۲). 

تحياة مفرد التحایا ( راجع الهنعة ۳ : ۰۱۰۰ السطر ٩‏ من 
أسفل ) . 

التنين : بياض خفي في السماء یکون جسده في ستة بروج 
وذنبه في البرج السابع دقيقٌ سود فيه التواءً وهو يتنقل تنقل الكواكب 
الجواري (4 : ۲۰۵ ) . 

التوأم : منزل للجوزاء (4 : ۸۲) . 

توائم النجوم : ما تشابك منها (4 : 

التیاسان : نجمان (۲ :۰ ۲۰۳ ) . 

التیماء : نجوم الجوزاء (4؛ : ۸۰) . 

الثاقب : المرتفع على النجوم ؛ رل (۱ : 4۲) . 

الثریا ( تصغیر ثروی ) : النجم) لکثرة کواکبه مع ضيق 
المحلّ (4 : ۳۰۸)-راجع العيّوق والفردود . 

الثور : برج في السماء (۱ : ۳۸۳ - ۳۸ ) . 

الجارية : الشمس (؛ : ۳۱۲) - راجع الجواري 

الجبهة : منزل القمر ‏ القمر (4 : ۲۸۲). 
(۱) النجم : الثريا . أي أن الثریا تعرف باسم النجم . 


54 


الجَذّي : الداثر مع بنات نعش ؛ الذي بلزق الدلو » برج لا 

تغرفه العرب (4 : ۳۱۱). 
الجرباء : الناحية التي یدور فیها فلك الشمس والقمر ؛ 

السماء (۱ : 6 ) . 

الجواري الکنس : هي الخنس لأنها تكس في المغيب 
كالظباء ذ فى الکنس) 0 أو هي كل النجوم لأنها تبدو ليلا ونخقی 
نهاراً (۲ : ۲۷ 

الجوزاء : برج في السماء (۲ : .)١7‏ 

الجوناء - الجونة : الشمس ٤(‏ : ۲۱۱). 

حاجب الشمس : ناحية منها (۱ : 9۲ ) . 

الحاقورة : السماء الرابعة (۲ : ۱۲). 

الحباك ( جمعها : خبك وحبك ) : طرائق : النجوم في 
السماء (۳ : ۲۹۷ ). 

خضار والوزن : نجمان يطلعان قبل سهیل, فيظن الناظر بكلّ 
منهما أنه سهيل (۳ : ۹ ) . ويقال في حضار والوزن إنهما 
نجمان مُحَلَّانٍ » لانهما ان قبل سهيل فيْطَنَ پکل منهما أنه 
سهيل ويحُلف ( إنسانٌ أن ذلك النجم هو) سهیل ویحلف آخر أنه 
ليس به (۳ : ۱۲۹ -۱۳۰) . 

الحمل : برج في السماء (۳ : ۳۰۲) . 

الحوت : برج في السماء (۱ : ٤١‏ ) . 

الحَوَّرٌ : الکوکب الثالث من بنات نعش الصغری (۲ : 
١6‏ ) . راجع القائد . 
(۲) الکنس ( بضم فضم ) جمع کناس ( بالکسر ) : بيت الظبية . 


533 


حُمَةُ العقرب - راجم الشولة . 

الحية : كواكب ما بين الفرقدين وبنات نعش (4 : 
۳۲ 

الخافقات : أيام تناثرت فیها النجوم (۳ : ۲۲۸) . 

الخباء : كواكبٌ مستديرة (4 : ۳۲۳) أي مصطفة على 
استدارة . 

الخسَّان : النجوم التي لا تغرّبُ كالجَدي, والقطب وبنات 
نعش والفرقدین وشبهها (۲ : ۲۱ ) . 

الخضیب : نجم (۱ : ۱۲). 

الخنس : الکواکب كلها ؛ الکواکب السيارة ؛ النجوم 
الخمسة : ژحل والمشتري والمزیخ وَالزّمَرة وعطارد » وخنوسها 
آنها تغیب (۲ : ۲۱۲). 

الدبٌ : اسم الکبری من بنات نعش ؛ وقیل الصغری . فان 
أريد الفصلٌ بينهما قيل : الدب الأصغر والدبٌ الاکبر (۱ : 
٥‏ ) . 

الدبّران : هو الم ( ٤‏ : ۱۸۱) ؛ منزل للقمر (۲ : ۲۷ ) 

راجع المجذح . 

الدجن : أقطار السماء ٤(‏ : ۲۲۰ ) . 

الّرٌ : کوکب ذُرَّي مضيء . روئّت (۲: ۲۸ . 

الدراري = راجم في « علاط الدراري » . 

الدرّي ‏ الدري ( بکسر الدال أو ضمها وبتشدید الراء ) . 
ا 

الدرهرهة : الكوكبة الوقادة (4 : 78# ) . 


۷۰ 


لو : برج في السماء (4 : ۳۲۸) . 

الذئبان : کوکبان آبیضان بين العوائذ والفرقدین (۱ : 
۷( . 

الذراع : منزل للقمر (۳ : ۲۳ ) . 

ذراع الأسد = راجع الهنعة (۳: ۰۱۰۰ السطر ۸ من 
أسفل ) . 

الذراع المقبوضة = راجم الهنعة ( ۳ : ۰۱۰۰ السطر ۸ من 
آل 

ذکاء : الشمس ٤(‏ : ۲۳۰ ) . 

ذنب الفرس : نجم یشبهه() (۱ : 59). 

الرئال : کواکب (۳ : ۳۸۰) . 

الربع : غير مذکور في رب ع - راجع العوائذ . 

الرجم : النجوم التي يرمي بها . 

الردف : کوکب قريب من النسر الواقع (۳ : ۱4۳) . 

الردیف : النجم الذي ینوء إلى المغرب إذا غرب رقیبه) 
١5# : ۳(‏ ) ؛ النجم الناظر إلى النجم الطالع (۳ : ۱4۳) . 

الردیف : نجم قريب من النّسر الواقع ( غير الردف ) (۳ : 
0۳ 

الرشاء : منزل للقمر (4 : ۳۳۶). 

الرقعاء : السماء ‏ السماء السابعة (۳ : ۳۱) . 
(1) يشبهه یه انب الفرسن'( لعله النيجم المذتب )+ 
(۲) و(۳) يكون الكوكب رقيباً إذا بدأ بطلوعه في المشرق وكان ثمة في المغرب كوكب قد 

بدأ بالانحدار إلى المغيب . 


۷۱ 


الرقیب : نجم من نجوم المطر یراقب نجماً آخرّ ؛ النجم 
الذي یطلع في المشرق يراقب الغارب . 

ومنازل القمر كل منها رقیب لصاحبه (۱ : ۷۵) . 

رمح السماك = راجع السماك الرامح 

ژبانیا العقرب : قرناها » وکوکبان نیران في قرني العقرب 
(۶ : ۲۳۱ ). 

الزبرة : کوکب من المنازل » وهما ( كذا ) کوکبان نيران 
بكاملي الاسد راا القمر ۲ (PV:‏ . 

رُحَل : کوکب من الخُنْس (۳ : ۳۸۸) . 

الزمهریر : القمر (۲ : ٤١‏ ) . 

الزْهَرَة : نجم معروف في السماء الثالثة (۲ : 4۳) . 

الزوائل : النجوم (۳ : ۳۹۱). 

السابحات : النجوم (۱ : ۲۲۰ ) . 

الساهور : القمر (۲ : ۵4 ) . 

سذرة المنتهی : في السماء السابعة (۲ : 45 ) . 

السراج : الشمس (۱ : ۱۹۳ . 

السَرطان : برج في السماء (۲ : ۳۹4) . 

سعد سعود النجوم عشرة » أربعة منها منازل للقمر (۱ : 
١‏ ) هي : 

- سعد الأخبية . 

- سلع ا وراجع بلع) . 

- سعد الذابح : کوکبان نيران بینهما قید ذراع » وفي نحر 
آحدهما نجم صغير لقربه منه ؛ كأنه يذبحه (۱ : ۲۳۰) . 


VY 


- سعد السعود : 
ومنها ستة ليست من منازل القمر كل منها کوکبان بینهما في 


: ۲ ( 


- سعد البارع . 

- سعد البهام : من المنازل (4 : ۸۲ . 

- سعد مطر . 

- سعد ناشرة . 

- سعد الهمام . 

السلّم : کواکب في أسفل العانة عن يمينها (4 : ۱۳۰) . 
الماك الأعزل : لا سلاح معه (4 : ۱۵ ) راجع الأعزل . 
الماك الرامح : نجم قدام الفكة يقدمه کوکب يقال له رمحه 


. 0۲۲۳ : 


السما كان الأعزل والرامح : نجمان نيران أو هما رجلا الأسد 
۷( . 

السمكة : برج في السماء (۳ : ۳۰۷) . 

السنبلة : برج في السماء (۳ : ۳۹۸). 

السیمار : القمر (۲ : 6۳ ) . 


السنیق : کوکب أبيض (۳ : ۲4۷ . 


۳ 


السها : کوکب خفي من بنات نعش الصغری (؛ : 


5 ؛ والشهی ( بالألف المقصورة أيضاً ) ویسمی الصَيْدق إلى 
جانب عناق (۱ : ۳۳۱) . - راجع عناق . 


(۱) مع أن صاحب القاموس قد ذکر قبلا أن منازل القمر أربعة . 


۷۳ 


S9 


سهم الرامي : کوکب (4 : ۱۳4) . 

شهيل : نجم عند طلوعه تتضح الفواکه وينقضي القيظ 
۸) - راجم الفحل ‏ راجع آیضا خضار والوزن . 
الشارق : الشمس حين تشرق (۳ : ۲٤۹‏ ) . 

الشامة : نكتة ( کلف ؟ ) القمر ٤(‏ : ۱۳۷) . 

الشاهد : النجم (۱ : ۳۰۳ ) . 

الشاة : کواکب صغار (4 : 8 ). 

الشرج : مَجَرّة السماء (۱ : ۱۹۵ ) . 

الشرطان : نجمان من الحمل هما قرناه » وإلى جانبه 


الشمالي کوکب صغیر . ومنهم من ید ( هذا الکوکب الصفیر ) 
معهما فیقول : هذه المنزلة ثلاثة کواکب ویسمیها الأشراط (۲ : 
۸ ) - راجم الأشراط . 


۰ ) . والغمیصاء إحدى الشعریین . ومن أحاديثهم أن الشعري 
العبور قطعت المجرة فسَمیَت عبوراً کت الأخرى على آثرها حتی 
غمصت . ویقال لها أيضاً العْموص (۲ : ۳۱۰ . 


الشمس : معروفة (۲ : ۳۲۳) . 
الشهاب : شعلة من نار ساطعة وجمعها شهب ( ١‏ : 0 
السب : الدراري (۱ : .)٩۰‏ 
الشهر : الهلال » القمرء أو هو ( القمر) إذا ظهر وقارب 


الكمال (؟ : 55-598). 


الشوارع : النجوم الدانية إلى المغيب (۳ : 44) . 


۷ 


الشولة : کوکبان نيران یتزلهما القمر . يقال لهما حُمَة 


العقرب (۳ : 4۰ ). 


الصرفة : منزلة للقمر نجم واحد نير یتلو البرة (۳ : 


2۰ 


الأسد 


الصقعاء : الشمس (۳ : 9۱) . 

الصیخد. : عين الشمس ۳۳۱۰۱ 

الصَيّدق : السّها ‏ راجع القائد . 

الضاجع : النجم المائل للمغيب (۳ : 6 ) . 

الضباع : كواكب كثيرة أسفل من بنات نعش (۳ : 84) . 
الق : الشمس :١(‏ 1775 ). 

الضحى : الشمس (4 : 4ه"). 

الضيقة : منزلة للقمر ( ۳ : ۲۵۵ . 

الطارق : کوکب الصبح (۳ : ۲۵۷ ) . 

الطالم : الهلال (۳ : 9٩‏ ) . 

الطرّف : کوکبان یقدمان الجبهة سُمُیا بذلك لأنهما عینا 
ینزلهما القمر ( ۳ : ۱۶۰۷ ) . 

الطوس : القمر (۲ : ۲۲۷) . 

الظلیم : نجمان (4 : .)١55‏ 

العانة : کواکب بیض أسفل من السعود (4 : ۲۵۱). 
العبور - الشعري العبور . 

عجز الأسد = راجم القصر . 

العجوز : الشمس (۲ : ۱۸۱). 

العذراء : برج السنبلة أو الجوزاء (۲ : )۸١‏ . 


yo 


العُذرة : خمسة کواکب في آخر المجرّة (۲ : 45 ) . 

عرش السّماك = راجع القصر . 

عطارد = راجع الخنس . 

عطرد : نجم من الخنس في السماء السادسة :١(‏ 
۳۵ 

العقرب : برج في السماء (۱ : ۱۰۷) . 

العلیاء : الشمس ( : ۳۹۱۵ ) . 

عناق = راجع القائد . 

العناق والعناقة : الوسطی من بنات نعش (۳ : ۲۹۹) - 
راجع القائد . 

العنان : نواحي السماء ( 4 : ۲۵۰ ) -راجم أعناء السماء . 

العواء : ( ویقصر ) : منزل للقمر ٤(‏ : 58" ). 

العواء : خمسة کواکب أربعة منها كأنها كتابة آلف (4 : 
۸( . 

العوائذ : أربعة کواکب بتربیع حتلف في وسطها كوكب 
یسمی الرّبَع (۱ : ۳۵۹) . 

العوکلان : نجمان ( 4 : ۲۰) . 

العوهقان : کوکبان إلى جنب الفرقدین على نسق » طريقاهما 
ما يلي القطب (۳ : ۲۷۰ ) . 

العين : الشمس (5 : ۲۵۱). 

عينا الأسد - راجع الطرف . 

العیوق : نجم أحمر مضيء في طرف الجرة الأيمن یتلو الثریا لا 
یتقدمها ( ۳ : ۲۷۰). 


۷۹ 


الغاسق : القمر (۳ : ۲۷۲ ) . 

العْرّف : السیاء السابعة (۳ : 0۱۸۰ . 

الغموص = الغمیصاء = راجع الشعري . 

الغورة : الشمس (۲ : ۱۵۰) . 

الفائور : قرص الشمس (۲ : 0۱۰۷ . 

الفارطان : کوکبان آمام بنات نعش (۲ : ۳۷۷) . 

المَحْل : سهیل لاعتزاله النجوم کالفحل فانه إذا قرع الابل 
اعتزضا (4 : ۲۸) . 

الفرّدود : کواکب مصطفة خلف الثریا (۱ : ۳۲۲). 

فرغ الدلو المقدّم ور فرغ الدلو) المؤخر : منزلان للقمر کل 
واحد کوکبان بين كل کوکبین في الرأی قدر رمح (۳ : ۱۱۱). 

الفرقد : النجم الذي بهتدی به وهما ( وهو ) فرقدان ‏ وجاء 
في الشعر مننی ومُوحٌداً (۱ : ۳۲۳) . 

الفرقدان = راجع الحية . 

الفرقود = الفرقد . 

فرود النجوم = آفراد النجوم . 

الفروغ : الجوزاء (۳ : ۱۱۱). 

الفکة : کواکب مستديرة ( مصطفة ) في شبه داثرة خلف 
السماك الرامح تسمیه الصبیان قصعة الساکین (۳ : ۳۱۹) . 

الفلك : مدار النجوم (۳ : ۳۱۰). 

الفلك : مدار النجوم (۳ : "١5‏ ) . 

القائد : الأول من بنات نعش الصغری الذي هو آخرها قائد 
والثاني عناق » وإلى جنبه قائد صغير وثانیه عناق » وإلى جانبه 


۷۷ 


الصینق » وهو السهی + والثالث اور ١(‏ : ۳۳۱ ):. 

القدر : کواکب مستديرة (راجع الفکة) قرب الأثافي ) 
(۳ : ۱۱۰). 

القرص : عين الشمس (۲ : )۳١۲‏ . 

القرّن : نجم (4 : ۲۰۵) . 

قدمی سهیل = راجم الاعیار . 

القرن : كوكبانٍ حيال الجدي (4 : ۲۵۸). 

قرن الشمس : ناحیتها ؛ آعلاها ؛ آول شعاعها (4 : 
۷( . 

القصر : أربعة كواكب صغار أسفل من العواء يقال لها عرش 
السماك وعجز الأسد والجنازة (؟ : 4/ا؟ ) . 

قصعة المساكين = الفكة . 

القطب : نجم تبنى عليه القبلة (۱ : ۱۱۸) . 

القلادة (من منازل القمر) : ستة كواكب مستديرة تشبه 
القوس (۱ : ۲۷۸) . 

قلب العقرب - راجع النیاط وافراران . 

القمر : یکون في الليلة الثالثة (۲ : ۱۲۱). 

کاهل الأسد = راجع الزبرة . 

الکتد : نجم (۱ : ۳۳۲). 

كخلة ( معرفة ) والکخل وکخل (؟ ) : اسم للسماء (4 : 
44). 

الكنس : الجواري الكنس - الس لأا نَكْنِيسُ في المغيب 


۷۸ 


کالظباء في الکنس + أو هي كل النجوم لأنها تبدو نهارا وتختفي ليلا 
( ۲ :6۷( . 

الکواکب الجوارئ - راجم ان . 

الکوکب والكوكبة : النجم (۱ : ۱۲۶ ۱۲۵) . 

کوکب دري ( بالفتح والکسر والضم ) ودرّیء بالکسر 
والضم : مضيء (۲ : ۰)۲۸ راجع (۱ : ۰۱4 ۱4۲). 

الكوكبة = راجم الدرهرهة . 

المجدّح ( ويقال الجدح بضم اليم ) : الدبران (۱: 
۷ 

الجدح : نجم صغير بين الجدح ( السابق ؟ ) والثریا ( ۱ : 
2.۷ 

المجرّة : باب السماء أو شرزجها (۱ : ۳۸۸) . 

الرزمان : نجمان مع الشعریین (4 : ۱۲۰). 

الریخ : نجم من الخنس (۱ : ۲۹۹ ). 

الشتري : نجم (4 : 48 ) = برجیس = النجم . 

المعرة : کوکب دون الجرة (۲ : ۷۸) . 

العلف : کواکب مستديرة متبددة (۳ : ١924‏ ). 

مُقبض القوس = راجم افنعة (۳ : ۰۱۰۰ السطر ۸ من 
آسفل ) . ر 

منکب الجوزاء الأیسر = راجع المنعة (۳ : ۰۱۰۰ السطر ٩‏ 
من أسفل ) . 

منکبا الجوزاء = راجع الحقعة (۳ : ۰۹٩‏ السطر ۱۳ ) . 

منزل : بنات نعش (4 : ۵۷ ) . 


۷۹ 


المیسان : نجم من الجوزاء ؛ كل نجم زاهر + أحد كوكبي 
الهقعة ( ۲ : ۲۵۹۳ ) . 

النازعات غرقاً : النجوم التي تتشط من برج إلى برج (۲ : 
۸( . 

الناعقان : کوکبان من الجوزاء (۳ : )۲۸١‏ . 

الناقة : كواكب مصطفة مپيثة ناقة (۳ : ۲۸۷). 

النثرة : کوکبان بینهیا قدر شبر وفیهما لطخ بیاض كأنه قطعة 
سحاب » وهي أنف الأسد (۲ : ۱۳۸). 

النجم : الکوکب ‏ الثریا ٤(‏ : ۱۷۹). 

نجوم الأخذ : منازل القمر + الکواکب التي يرمى مها مسترقو 
السمع (۱ : ۳9۰ ). 

النحسان : رُحَلُ والمرّيخ (۲ : ۲۵۳) . 

النسر : کوکبان = النسر الطاثر والنسر الواقع «راجع ۲ : 
۱ -. 

النسر الطاثر = راجع النسر والنسر الواقع . 

النسر الواقع : نجم کانه کاسر جناحیه من خلفه جیال النسر 
الطاثر قرب بنات نعش (۳ : 95). 

النظم : ثلائة کواکب من الجوزاء ؛ الثریا ؛ الدَبّران (4 : 
20/۸۱ 

النعائم = راجم البلدة . 

النعائم : من منازل القمر (4 : ۱۸۲). 

النياط : کوکبان بینپا قلب العقرب (۲ : ۳۸۹) . 

امراران : النسر الواقع ؛ قلب العقرب (۲ : ٠١١‏ ) . 


۸۰ 


المقعة : ثلاث کواکب فوق منكبي الجوزاء كالأثاني (۳ : 
4 . 

الهلال : غرة القمر لليلتين ( أو أكثر قليلا) (4 : )۷١‏ . 

اهنعة : منکب الجوزاء الایسر خمسة آنجم مصطفة ينزها القمر 
(۳ : ۱۰۰ ). 

الهنعة : کوکبان أبيضان مقترنان في الجرة بين الجوزاء والذراع 
القبوضة (۳ : ۱۰۰). 

افنعة : ثمانية أنجم في صورة قوس بینها مقدار سوط بأثر 
ال مقعة في الجرة ( ۳ : ۱۰۰). 

۱ اهنعة : ثمانية آنجم في صورة قوس وتسمّی را الأسد في 

مقبض القوس نجمان يقال لما امنعة (۳ : ۱۰۰). 

ال هنعة : کوکبان آبیضان بينه| مقدار سوط بأثر اطقعة في 
الجرة . وإنما ينزل القمر بالتحايا وهي ثلاث كواكبٌ بحذاء افنعة 
واحدها ( کذا » ثلاث کواکب ‏ واحدها) تحياة (۳ : ۳-۰ 

الوباص : القمر (۲ : ۳۲۱). 

الوزن : نجم یط قبل سُهیل فتظنه إياه ( 4 : ۲۷۵ ) - راجع 
حضار والوزن . 

الؤكس : دخول القمر في منزل, يُكْرَهُ » منزل القمر الذي 
یکسف فيه (۲ : ۲۵۸) 

یوح ویوحی : الشمس (۱ : ۲۵۹ ) . 


ملحق : 
الأشراط ‏ راجع الشرطین . 


۸1 


الجنازة ‏ راجع القصر . 

رجلا الأسد - راجع السماکین . 

السعود ‏ راجع العانة . 

القوس : برج في السماء (۲ : ۲4۳ ) . 

وقد عمل القاموس عن عدد كبير من أسیاء الأجرام السماوية 
فلم أعثر فيه على ذي الأعنة ‏ السفينة - الشهاب ( مع ورود هذه 
الكلمة في القران الكريم ) الغول - الفرد أو قلب الشجاع- الميزان . 
وكذلك غفل عن عدد من أفراد الأجرام السماوية » فقد ذكر الفكة 
والشعري » ولكنني لم أهتد فيه إلى الفّكة الجنوبية والفكة الشمالية ولا 
إلى الشعري الشامية والشعرى اليمانية . 

وذكر القاموس عدداً من آسیاء الأجرام السماوية عرّضاً مثل 
«عُطارد» عده مع انس أي الكواكب الخمسة السيارة (۲ : 
۲ ) ولكن ۸ يذكره في فصله وبابه ( في مادته أو جذره ) لما ذكر 
هنالك عَطَرَّداً . وكذلك الرّبمُ ذكره مع العوائذ (۱ : 5ه") ول 
يذكره في رب ع . 

وسلك صاحب القاموس في أسماء الأجرام السماوية مسلك 
رواة اللغة - مغ أن الألفاظ الفلكية باب من العلم لا باب من 
الاجتماع وعلم النفس کالألفاظ الجنسية وألفاظ الصناعات . فقد 
قال مثلا إن منازل القمر من السعود آربعة (۱ : ۳۰۱) : سعد 
الأخبية وسعد بلع وسعد الذابح وسعد السعود » ثم ذکر آن سعد 
البهام من النازل (4 : ۸۲ ) . ولا تكلم على الکواکب الخنس قال 
(۲ : ۲۱۲) الکواکب كلها والکواکب السیارة » والنجوم الخمسة 


AY 


رل والشتري والریخ والژهرة وعطارد ) وخنوسها آنها تغيب . 
وجعل اسان (۲ :۲۱۰ ) النجوم التي لا تغزب كالجذي والقطب 
وبنات نعش والفرقدین وشبهها > وهذا صحیح . فالخنوس عنده 
غياب الکواکب مرة وبقاژ ها ظاهرة لا تغیب مرة آخری . وصاحب 
القاموس لا یفرق في الاستعمال بين النجم والکوکب . 

أما على الصعید العلمي عند العرب فان آسیاء الأجرام 
السماوية عربية خالصة سوی ألفاظ يسيرة جدا مثل آناهید من 
الفارسية للزُهرة والبرجیس من الفارسية في الأغلب للمشتري . 
ولعل عدداً من الاسیاء الفلكية لا یزال في صیغ أعرابية مثل بوح 
أو یوح ویوحی ثم الباحور والفائور والمريخ . 

وني السماء نجومٌ ثنائية أو مُزدوجة يتألف كل نجم منها في 
الحقيقة من نجمين اثنين . ويكونُ أحدُ هذين النجمين صغيراً 
والآخر منهما كبيراً » ثم إن كل واحد منیا يدور حول صاحبه . وبا 
أن النجوم المزدوجة بعيدة جداً فإنها ترى في رأى العين نجوماً مُفردة » 
ولكن أدوات الرصد الحديثة - وهی قوية دقيقة - استطاعت أن 
تکشف .هذه الظاهرة الفلكية النادرة القامضة . 


أما ول نجم مزدوج عرفه العلم الأوربي فهو العُناق أحد بنات 
نعش في مجموعة الدب الأكبر . عرفه ريتشولي عام ٠٠٠١‏ للميلاد 
غير أن العربّ كانوا قد عَرفوا عدداً من هذه النجوم بالعين المجردة 
منذ جاهليتهم . إنهم عرفوا أن العناق نجم مدوم فَسَمُوًا العناق 
نفسه عتاقا وشموا شريكه الصغير السَّها . وعَرّف العربُ خفاء هذا 
النجم ( الشّها ) فقالوا هو كوكب خفيّ يمتحن الناس به آبصازهم . 


AY 


والفرقد کان معروفاً عند العرب بأنه کوک ثنائي مزدوح . وقد جاء 
ف الشعر ى وموخداً . وقد قال الشاعر : 

تک أخ مفارقفه آخوه لَعَمْرٌ آبيك - إلا الفرقدان ! 

واحب أنْ أستغرض أشياء من الالفاظ الفلكية في « الحم 
الوسيط » مُقارنة با في القاموس المحيط . 

في القاموس المحيط ألفاظ فلكية أخذها المعجم الوسيط 
بالحرف الواحد . ثم ألفاظ أخذها بشيء من الاختصار ‏ كما أن 
هنالك ألفاظاً توسع في معانيها وفي ما تدل عليه . وكذلك نجد في 
القاموس المحيط ألفاظاً فلكية لا نراها في المعجم الوسيط . وليس في 
هذا كله ما يمكنٌ أن يكونَ مأخذاً . لأنَّ المؤلف يشترط أحياناً على 
نفسه شروطاً وعط منبجاً . والتالیف الجيّد هو أن یی المؤلف با 
شرط عل نفیه في البطاق الذي غه لکتابه . ولك عا بعد ماخذا 
أن يذكر المؤلفُ في الکتاب الواجد أمراً واحداً في مکانین ختلفین على 
وجهین متلفین : ۱ 

جاء في الصفحة الثانية والسبعین من العجم الوسیط : 
توت لحني الجر الجر ي الا تاه عل لسن 
الثانية والأربعين بعد التسعمائة : «وبنات نعش : سبعةٌ كواكبٌ 
تُشَاهَدُ جهة القطب الشمالي » شب بِحَمَلَة النعش » . 

والعجم الوسيط . كالقاموس المحيط . لا یر بين النجم 
والكوكب . ففي الصفحة ٩۱۲‏ : « النجم أحدٌ الأجرام السماوية 
المضيئة بذاتها . ومواضعها النسبية في السماء ثابتة ومنها الشمس . 
والنجم عَلَّمُ على الثريا خاصّة . والنجم الکوکب » . وعلى الصفحة 


A 


484 :( الكوكب النجم في السماء 8 والكواكبٌ أجرام سماوية تدور 
حول الشمسر ود تستضي ء بضوئها » وهي تسعة : رُحَلٌ والمشتري 
والریخ وعُطارد والژمرة والأرض وآورانوس ونبتون وبلوتو» ( بهذا 
النسق اخطاً ) . 


وعلى الصفحة ۲۵۸ : «الخُنّس الکواکب السیارة دون 
الثابتة . والخنس الدراري الخمسة : رُحَل والشتري والریخ والزُهْرَة 
وعطارد » والخنس : الكواكب كلها . 

ثم يقول العجم الوسيط على الصفحة ۸۰٩‏ : «کنست 
النجوم كنوسا : استمرت في مجاريها ثم انصرفت راجعة . فهي كانسة 
وجمعها كنس » والجواري الکنس : الکواکب الخمسة : الریخ 
ورُحَلُ وعُطارد والزُهرة والشتري ( بهذا الاضطراب في الضمائر : 
كنست النجوم فهي كانسة وجمعها كنس ؛ وبهذا الاضطراب في سرد 
أسماء الكواكب الخمسة ) لأنها تكنس كالظباء : تغيب وتستتر ؛ أو 
هي ( الجواري الکنس ! ) النجوم کلها لأنها تبدو ليلا وتَخْفَى 
هارا » . 


وفي القاموس الحیط (۱: ۳۲۲) : « آفراد النجوم 
وفرودها : الدراري التي تلع في آفاق السیاء . . والفردود : كواكبٌُ 
مصطفة خلف الثریا » . وجاء في العجم الوسيط ( ص 585 ) : 
« وأفراد النجوم : الدراري التي تطلع في آفاق السماء . . . والفرود 
کواکب زهرات حول الثریا » وفرود النجوم : آفرادها » . 

من المفروض أولا أن تُعَدَ الکواکب مرتبة ترتيباً واحداً ؛ ثم 


A0 


يجب أن تُعَدَ مرتبة ترتيباً صحيحاً » وکذلك لا يجوز في قاموس عام 
غير تاريخي أن يُعرفَ الكوكبٌ بأنه النجم وأن یعرف النجم بأنه 
الكوكب . وإذا جاز الجمعٌ بين الروايات الختلفة والمتضاربة في إيراد 
المدارك النفسية والاجتماعية - لان الخلاف في مدلولاتها لا یزان 
مستمراً لاستمرارٍ الاختلاف بين طبائع البشر وثقافتهم - فان هذا 
الحم لا جور في المدارك العلمية . 


ىم 


مد و 
راخ وی 


يبدو أن الجيم الأعرابية القريية في اللفظ من القاث حرف 
قديم أصيل نجده في اللغات الأعرابية غير العربية الفصحى وفي 
اللغات الآرية في آسِيّة وأورويّة . وكذلك يبدو أن تعطيش الجيم 
قد حَدّث بينَ العرب في الجاهلية القديمة » نَعْرِفُ ذلك من الشعر 
الجاهلي ومن القراء‌ات في كتاب الله . ما الأمثلة المُفرّدة والأبيات 
المتفرقة التي بت بها على أن هذه الجيم كانت نَم أحيانا قافا 
أو شِينا أو ياء أَوْ غير ذلك ااا هي سواه علی شولد فة آو 


ويحمّنَ أن نفرّق في البحث بين الصوت وبين الحرف الدالَ 
على الصوت في اللغة العربية وفي غير اللغة العربية » حتى الضاد 
التي یظن جُمهُور الباحثين آنها حرف قاصرٌ على اللغة العربية 
موجودٌ لفظه في معظم اللغات » وإن كانتٍ اللغة العربية وحدّها هي 


(۷) ب بحث ألقي في مجمع اللغة العربية ( القاهرة ) في حادي عشر ذي القعدة من سنة 
۸ ( ۱۹۰۹/۱/۲۹ م ). 


AY 


التي اختضّته بحرف مستقل . ان كثيرين منا يَعْرِقُون أننا نقول 
بالتركيّة طولدورمق أي التعبئّة » ومنها التسمية المشهورة يلنجي 
طولمه ؛ وکذلك طوئدورمق . أي التجمید . ومنها تسمية أكثرٌ 
شهرة طوندورمه . ثم هنالك طقوز أي تسعة » ثم طورمق أي 
الوقوف . وكلّ هذه الکلمات تلفظ في التركية بالضاد الواضحة 
وتکتب بالطاء . بعضها یکتب الآن بالدال نحو دوندورمه . 

ثم إن الكثرة الغالبة منا تغرف أننا نقول ۵086 بالفرنسية » 
و ”مل بالانكليزية . و 1071 بالألمانية » و 40806 بالابطالية 
والاسبانية تكتها كلها بالدال ونلفظها ضاداً واضحةً كثيراً أو 
قليلا . وأَحْسَبٌ أن ( داؤ) و( داي ) ( الطريق . العظيم ) باليابانية 
لا تخرجان عن هذه المحجَة . 

ولعلّ من أكثر الأصوات تَحَيّرا في اللغة العربية « الجيم » 
وقد آحذت الأمثلة التالية على تحيّرها من المعجم الوسيط . من 
ذلك مثلا : 

- فلج الارض : شقها للزراعة وفلحها (ص05لا, 
۷۷ 

- جبأ عن الشیء : هابه وتواری عنه وأجباً مالّه : أخفاه عن 
جابي الزكاة وخبأه ر ص ۰۱۰4 ۲۱۲) . 

- جدفت یله : قُطعت . وشدفه: قطمه رص ۰۱۲۱ 
۷۸ 


- الجیر - الشجاع . ار : شجع ( ص ۱۰۵ > ۸۹( . 


۸۸ 


- جرف وغرف ( ص ۰۱۱۸ ۱۵۰ ) . 

- أمَا انقلاب الجیم قافاً فکثیر : جد وقد » الجَبيل والقبیل » 
لجبيلة والقبيلة ( ۰۱۰ ۸۹ (۷Y‏ . 

- ثم هنالك انقلاب الجيم كافاً وهو كثير جداً : جرع 
وکرع » ۰ جد وكدّء جَلْم وکلم . جَهُر وکهر . 

- الجباب : القحط الشدید (ص ۱۰۶) واليباب : 
الخراب » والمكان الخالي لد شيء فيه . يقال : أرض يباب 
( ص ۱۱۰۷۵ ) . 

من المعقول أن نبدأ درس الألفاظ التي یقع فیها حرف الجیم 
بحرف الجیم نفسه . ذلك الحرف الذي يُقال فيه إنه مقطوع من 
كلمة جَمل . وقد أدّى أسّلافنا الأعرابیون لفظ « جَمّل » كما يُؤدّيه 
عددٌ كبيرٌ من إخواننا العرب الیوم في لهجاتهم المَحْكيّة بالجيم 
الأعرابية القديمة . أما لفتا الفُصحى فلا تغرف الجيمٌ الا مُعطشة . 

والججمل ( بفتح الميم وبسكونها ) كان بطق علی الذکر 
وعلی الأنتى من الإبل ١‏ تاج العروين ۷ : (YY‏ . وكلمة جمل 
موجودة في جميع اللغات الأعرابية وهي تفع في هذه اللغات كلّها 
على الذكر الأنثى أيضا . وذلك معقولٌ لأن الكلمة في الأصل كانت 
تدلٌ على الحَمْل ۰ ويبدو أن مدرك التذكير والتأنيث متاخرٌ في 
اللغات . 

وجَمَل العربُ الجيم في الجمل عربية معظشة . ولكنهمُ 
استفادوا من تحيّر الجيم الأعرابية : استفادوا منها في سك ألفاظ 


۸۹ 


ذات ظلال, من المعاني تتعلق بالجمل, وام هذه الألفاظ 
الجمال والكمال «بقَلب الجيم كافاً ) » ٠‏ فالجمال يدل على الحسن 
والبهاء الماذيين في الوجوه, بينما الكمال يدل على الحسن المعنوي 
من تمام الْحَلْق والخْلن . وكما نقول جمالٌ وكمال نقولٌ أيضاً 
جَمیل وکمیل « القاموس 4 : 47 

ونقل العرب الجیم إلى الذال أخت الدال فقالوا : دمل 
البعیر : سار سیرا سریعا لينا فهو ذامل وذمول » وهي ذاملة وذمول 
( ص ۳۱۵ ) . 

ای الجیم إلى الزاي أخت الراء حینما جعلوا الزَّمْل 

بمعنى الحَمْل » والزاملة مؤنث الزامل : ما يُحمل عليه من الإبل. 
سر . غير أن المعجم الوسيط ( 4۰۲- 408 ) يُهمل 
التخصيصٌ في هذه المادّة أحيانا . ولكنّ في القاموس المحیط 
(۳ : 6۳۹۰ : الزّؤملة : سَوْق الابل ‏ والعير عليها أحمالّها . 
وإذا عمل الرجلان على بعيرهما فهما زميلان ؛ فإذا كانا بلا عمل 
فهما رفيقان . وفي تاج العروس ۷ : ۰۳۰۰ ۳١١‏ ) الزميل : 
الردیف على البعیر . والمزاملة : المعادلة على البعیر . 

وتنقَلِبٌُ الجیم هنا أيضاً شینا . ولكنّ المعجم الوسیط يُهُمِلُ 
التخصيص في هذه المادة . فإذا نحن رجعنا إلى القاموس المحیط 
(۳: ۳ ) وجدنا ناقة شاه وشمال وشملال وشمليل 
( سريعة ) » وزاد تاج العروش (7 : ۳۹۸ ) مَل شمل وشملیل 
وشملال . 

ومن آسماء الجَمّل « يَعْمَلُ » والناقة « يَعْمَلَةَ + » ولعل ذلك 


۹۰ 


حدث في أثناء انقلاب الجيم ياء . واليعمل واليعملّة ليستا صفتین 
يُنْعَثُ بهما الجملٌ والناقة » بل آسمان . ولیست هذه الماة أيضاً 


في المعجم الوسيط «راجع ٩۳4‏ و۷۸٠۱‏ ) » بل نجدها في 
القاموس المحيط ( 5 : ۲۱) : اليعملة : الناقة النجيبة المعتملة 
( بكسر الميم ) المطبوعة . والجمل : يعمل ( بضمّتين) ۰ ولا 
يوصف بهما » إنما هما اسمان . وناقة عملة كفرحة بيّنة العمالة 
( بالفتح ) فارهة . وقد عملت ( الناقة ) بأذنيها : أسر 

وكل هذه الظللال, من المغاني عند تقلّب الجيم في أصوات 
مختلفة فى لفظة «جمل » عربية بحت لا نجذها فى اللغات 
الاعرابية . ۱ 

وفي الجذور الأعرابية ج ب ر . وهذا الجذر- بخلاف 
جَ مل - دم في الاستعمال لأن « الجبر » ( الرجل ) يجب أن 
یکون دم في الحاجة إلى الاستعمال من « الجمل » ( الحیوان ) . 
وقد استغنى العربٌ في فصيحهم عن « جبر » للرجل واعتاضوا عنها : 
بصيغة من جذر رج ل » ذلك الجذر الذي ظل في اللغات الأعرابية 
مقصوراً على القَدّم . 

وإذا نحن تأمّلنا الجذر ج ب ر وجدنا له خاصتين بارزتين : 
أولاهما أن الجيم فيه تقّبت في أصوات كثيرة كما افق للجيم في 
جمل ٠‏ ثم إن المعاني التي نشأت من هذا التقلب متداخلةٌ » 
وخصوصاً إذا نحن استعرضنا معان ج ب ر ومعاني ب رز . 

في الجذر ج ب ر نجدٌ من المدارك الأساسية : ربط 
ثبت » فتل » نسج » ثم مدرك الزيادة في العدد والطول أو العرض 


۹۱ 


وفي المساحة والقذر والسن وفي القوة والسيطرة . ومن معاني 
«الجبر » في اللغات الأعرابية : الرجل » الذکر » الزوج .ثم 
القوي والجندي والمحارب والبطل والجبّار » ثم الطویل القامة 
والسیّد في قومه والشهیر والعظیم » والواسم . ثم هو اسم من 
آسماء الله الخسنی . 

ومعظم هذه المدارك الأساسية المنطوية في الجذر ج ب ر 
وفي الجذر ك ب ر معروفة في اللغة العربية . ولا یزال للفظة 
« الجبر » في اللغة العربية من المدارك القديمة : الرجل ‏ الغلام 
( الذي اشتدّ ) . القويّ » الشجاع العظیم » العاتي » الطویل ‏ 
وکذلك لا یزال فیها معنی السَيْل ( تعاظم المیاه » وهو معني آعرابي 
قدیم ) . 

وهنا نَلْمَحُ أيضاً أن انتقال الجیم إلى الکاف ینقل المدرك 
المادَيّ في الكلمة إلى المدرك المعنويٌ نحو : الرجل الجَبّار 
( الجبار - مدرك مادي ) ثم المکر الکبّار ( الكبّار- مدرك معنوي ) 
في قوله تعالی « ومکروا مکرا كبّارا » . وهنالك : التجبر فی مقابل 
التکبر . ثم جد في مقابل كذ ثم ارات الابل + امتلات 
بطونها وسّمنت ( ص ۱۱4 ) في مقابل استکرش : عَظم بطنه وأخذ 
في الأكل ( ص ۷۸۹ ) . 

غیر أن هذا العقلب في المعاني من المدرك الماذي إلى 
المدرك المعنوي يحتاج إلى دزس آشمل واعمق واأدق ‏ فإن مثل 
هذا الدرس یکشف عن « عبقرية فى اللغةٍ العربية » وعن « قدرة » 
على الحياةٍ والبقاء والتوسّع ندرا في اللغات غير العربية . 


۹۲ 


ومنالك لفظة في هذا الباب تستحق الدرس هي لفظة 
« جار » والمدرك الأول في الفعل « جار» مال إلى « المکان » 
وقطف عليه ( حقيقة لا مجازاً) . وهذا المدرك متصل بالفعل 
« حار» بالحاء المهملة » كما في قول طرفةً : 
عَدَوْليَةَ أو من سَفین ابن یامن یجور بها الملاح ورا وبهتدي 
أو يحور بها الملاح . ثم هي متصلة بالجذر « زار » (مال) » 
والشواهد عليه كثيرة . وكذلك هو متصل بالجذر صار مال » 
اتجه ) » قال البحتري : 
صُورٌ إلى صورة الدُلفين يُونِسُها منه آنزواء ميت يُوازيها ! 

ومن المدارك الأصلية في الجذر «جار» : المکث » 
وشکنی الرجل برهة في غير الوطن على أنه غريبٌ أو ضیف . 
والجار هو الذي يسكن مع اخر أو اخرينَ في مكان واحد 5 والجار 
المَؤْلى ( العبدٌ المعتق أو غير المعتق ) . والجيران العیال والخدم 
والغرباء . والجار من نَزّل في جماية رجل أو جماعة . والجار 
العابدٌ الذي اعتکت في الهيكل أو المسجد أو البلد المقدس ؛ 
فهناك التعبیز المعروف : جار الله وجارك ! 

ومن المدارك في الجذر « جار » الهرب ( بمعنى الميل عن 
مكان الخوف ) لاتصال الجذر « جار » ( أو جَوّر) بالفعل وجرَیجر 
( من باب فرح ) . ومن المدارك فيه أيضا « تجمّمٌ » لاتصاله 
بالجذر « آجر » . 

وأرى أ آستطرد هنا إلى الجذر « زور » . 


ar 


ولکلمة « جار » في الشعر الجاهلي معانٍ : 
١‏ - الجار : الذي یجاورك بیت بيت : 
وأمنع جاز البيت مما ينوبه ( أبو محجن ) . 
ولا أقول لجار البيت ی تف مج إن الج محلو" 
(( طفيل الغنوي ) 


۲ - مَنْ يكون في المحلة ليس قریبا من بيتك ضرورة : 
مي ماع 1 زر و2 0-5 E‏ 3( 
ثمت آطعمت زادي » غير مدخر أهل المحلّة من جارٍ ومن جاو 
( سنان بن أبي حارثة ) 
بل لا نقولٌ ‏ إذا تسوا جيرةٌ إن المحلّة شنها مکدود 
( معاوية بن مالك ) 
۳ - من الجوار ما یقرب من منزلك أو منزل أهلك : 
ديارُهُمُ إذ هم لأهلك جيرة ( النابغة ) 


- أجدّكما ! لم تعلّما أن جارنا أبا الجشل بالصحراء لا ينور 
( حماسة أبي تمام ) 


(۱) الجو : مكان مخفض في البادية » ينبع فيه ماء » ويكون مرغوبا في السكنى . 
محلول : يحلّه » ينزل فيه . يسكنه ( أناس ) . 

(۲) جاد اسم فاعل من جدا (أعطى ) . والجادي (هنا) : طالب الجدوي 
( العطاء ) . 

(۳) آبو الحسل ( الضبٌ : دويبة تشبه الحرذون » وهي أكبر منه ) . تنور هنا) : آزال 
الشعر من آماکن معيّنة من جسمه بالفورة '( بضم النون : الکلس) . 


۹٤ 


مُجاور قوم لا تزاوز بينهم؛ ومن زارهم في دارهم زار هُمّدا) 
( حماسة أبي تمام ) 
- ومُم ربيعٌ للمجاور فیهم ( لبید ) . 
4 - ولیس من الضروري أن یکونّ الجوار دائماً متصلا : 
فقد جاورت أقواماً كثيراً فلم أرَ مثلکم خزمّا وباعل» 
( مُسهر بن النعمان ) 
َعَمْري» لقد جاورث في حي عامر _لاذرك ثأري منهم - حَُجُجاً مسا 
۱ ( حماسة البحتري ) 
لت على عمر وبن درّماء بُرهة(؟)؛ فيا حشن ما جار ویاحسن مافعل! 
(امرؤ القیس ) 
وقد حاذروا ماالجارٌ والضیف مُخب ‏ إذا فارقاه؛ کل بذلك مولع 
( طفیل الغنوي ) 
ه ‏ وقد یلتقی الجارانٍ في مكانٍ ما : 
آجارتنا انا غريبانٍ ههُنا وکل غريب للغريب نسيبٌ 
( امرؤ القیس ) 
5 - الجار : الذي يأتي لیجاز ( لیستجیر ) : 


. ) همد جمع هامد ( ساكن . لا یتحرك ) : ميت ( بسکون الياء‎ ١ 
. حزما ( فصلا في الأمور) . باعا ( سعة صدر)‎ )( 
. الحجة : السنة‎ )5( 


40 


وکنت إذا جاري دعا لِمضنهة أشَمَرُ حتى بنصّف الساق ملزريی) 
( المعجم الوسيط بالفتحة ) (الهذلي ) في تاج العروس 
وجار سار معتمداً الیکم أجاَنّه المَخافةٌ والرجاء ( زهير ) 
- نحمي حقیقتنا ونمنّعٌ جارّنا ( عبيد بن الأبرص ) 
- فما قاتلوا عن ربّهم ورَبيبهم ولا آذنوا جاراً نع سالملا» 
ولا فعلوا فعل العُويرٍ بجاره لدى باب هند إذا تجرد قائملا") 

(امرژ القیس ) 

۷ و۸ - زوج الرجل ( امرأته ) وحبیبته : 
أيا جارتا » بيني فإنك طالقة ومَوْمُوقَة ‏ ما دُمْت فینا - ووامقة؟» 
( الأعشى ) 
- يا جارتا. ما أنت جارة بائت لحرا غفاره 
0 
أزمعت بالفراق لَمَا رأتنى ثلث الما لا 11 دخيلي) 


(۱) مضنة ( بفتح ففتخ ) : الشيء يضنّ أو يبخل به إذا دعاني أحد إلى مساعدة في أمر 
صعب ) آشمر . . . ( أبذل الجهد في مساعدته ) . 

(۲) ربّهم : سيّدهم ( الملك عليهم ) . الربيب ( الذي تربّى معك . عاش معك ) . 
طعن : رحل . 

(۳) هند عمرو بن هند ؟ ) تجرّد قائما ( في الدفاع عن أتباعه ) . 

. بان : ابتعد . فارق . موموق : محبوب . وامق : محبٌ‎ )٤( 

(۵) لا يذمّني دخيلي ( الذي استجار بي ) لأنني أكرمه . 


۹۹ 


أَرْبَعي » انما يريك مني 


لام عمو آجمعت واستقلتِ 
فواكبدي علی أميمة بعدّما 
فيا جارتي » وان غير ملم 
فبنا كأنْ البيت حجر فوقنا 


- ألا بان لخلیط ولم يُزاروا » 
اه أن تبينَ بنو عقيلٍ 
وفي الاظعان انسة لزت 
نت مدا ارفا قات 


O ek. 


( المرقش الأصغر) 
ae‏ 20 


طمفت. نها نعمة امیش لت 


بریيحانة ریحث عشاء وطلّت۳) 
( الشنفری ) 


وقلبك في الظعائن مستعار) 
بحارتنا فد خن الحذار 


(بشر بن آبي خازم ) 


- ولا شك في ان كلمة « جار » للحبيبة نشأت من « الجوار » 


وكثرة المخالطة : 
غنیت بذلك إذ هُم لك جيرة 
ولقد أصاب فژاده من حُبّها 


منها بعطف رسالة وتودد 


(النابغة ) 


. ربع : أقام واطمأن . رابه : أدخل الشل في نفسه‎ )١( 


۲( أجمع ( عزم ) واستقلّ ( ذهب » ورحل ) . 


(۳). .. جمع فوقنا الریحان ( نبات طیّب الرائحة ) . ريحت ( اشتدت رائحته ؟ ) . 


طلت : أصابها الطل ‏ الندی ) . 
(8) بان : ابتعد . الخلیط : 


۹۷ 


الساكن معك . 


- اصبح مسکننا طیب الرائحة باردا بلیلا . 
الظعينة ( المراة المسافرة ) . 


- الجار الغريب : ب 
ينتابهنَ کرام ما يَدُمُهُمُ جار غريب ولا يُؤذي لهم حشم 
(زياد بن حمل ) 
- فالضيفٌ والجار الغريب كأنما هَبَطا تَبالةَ مُخْضِباً أهدابُها 
(لبيد) 
٠‏ - الجارتان . رف القذر فوق النار على ثلائةٍ ججارة يُقال 
لكل حجر منها أنْفيةٌ . 

فالحجران . المتقابلان جارتان ؛ واجر الثالث ( الخلفي ) 

ثالثة الأثافي ( بتشديد أو بلا تشديد ) : 
آقامت على رَبْعَيْهها جارتا صا کمت الأعالي جوا مُصطلاه“ 
(الشماخ ) 


۱ - الجيرتان : الكفالة والتلاء ( الولاية والذِمّة أو الجوار) 
جوارٌ شاهدٌ عَدْلَ علیکم ؛ وبِيّان الكفالة والتلاء 
باي الجيرتينٌ أجََرّتموه ‏ فلم يَضْلّحْ لكم الا الأداء 9» 

(زهير) 


)۱( الحشم : الحاشية » الاتباع ‏ الخدم ۲ 
() تبالة : اسم مكان . الأهداب ( الأطراف ) . -... ينزل الصيف علیهم في خصب 
(۳) كميت : أحمر . الجون : الأسود . المصطلى : المكان تصل إليه النار . الصفا : الصخر 


(4) الأداء : دفع المتوجب على الانسان ۰ -... علیکم أن تقوموا نحو هذا الجار بجا کنتم 
قد وعدغوه به . 


۹۸ 


الخليط الجاور : 
فظل عُفاتي مُكْرَمِينَ . وطابخي فریقان مهم بَينَ شاوٍ وقادر ") 
شامية لم یتخذ له حاسر الط بيخ ولا ذم الخليط الجاور) 
(حاتم ) 
۳ - الجار ذو القربى وا لجار با نب وردتا في الشعر » راجع 
أيضا القران الكريم في سورة النساء ٤(‏ : ۳۵) : 


: المستجير : المستغيث‎ ٤ 

المستجيرٌ بعمرو عند كربته كلمستجير من الرمضاء بالنار ۳ 
۶ - قد یکون الرجل جاراً في قوم ثم يدون له عَقدا 

ویعاهدونه تأکیدا للدفاع عنه : 

إذا عقدوا لجار آخضروه ‏ كما غر الرِشاك من الذنوت 

(بشر بن أبي خازم ) 

5 الجار الجاور : 

ولا أنتمي إلا ار مایب فا آخرٌ العيش الذي آتنظر! 

(عروة بن الورد ) 


١‏ العافي : طالب المعروف . الشاوي : الذي يشوي اللحم . القادر : الذي يطبخ 
0) ( اللحم ) في القدر ( يسلقه ) . 


«۳) الرمضاء : الرمل الحار . 

(4) آخفروه : نقضوا عهدهم له . غر ( بالبناء للمجهول ) : قطع . الرشاء : الحبل الذي 
يستخدم في الاستقاء من البثر . الذنوب : الدلو العظيمة . -... إذا قطع الحبل من 
الدلو بطل أن يكون الدلو آلة لسحب الماء من البثر . 


۹۹ 


هذه الشواهد . في الجار » مجموعة من حماسة أبي تام » حماسة 
البحتري » تارات الشجري . المعلقات (الزوزني)» 
المفضليات . جمهرة أشعار العرب . بعض سيرة ابن هشام » خمسة 
دواوين العرب » ثم من الدواوين التالية : امرىء القيس » عيد بن 
الابرص ‏ النابغة » طفيل او #غابرين الطفيل + ترا لخي 
ا خريق اخت طَرَفة » آبو يحْجَنِ الثقفي » عَلْقمة الفخل » بشر بن 
أي خازم > عروة بن ن الورد . 

ثم إن هذه الشواهد في «الجار» مجموعة عندي منذ عام 
۲ ولكني أضَفْت إليها بيتين أو ثلاثة من ديواني بشر بن أي 
خازم وغروة بن الورد . 

والغاية من هذا القال كله محاولة دراسة الکلمات دراسة قائمة 
على الصلة العنوية بين الجذور. لا على ظاهر الرسم للاحرف . 
ولعل ادف الأقصی دثل هذا العمل إنما هو ایجاد قاموس مبنى على 
القرابة بين جذور اللغة ثم الکشف ما أمكن عن المدارك الأصلية في 
اللغة وعن الجذور التي كانت تعبر عن تلك المدارك . 


غير أن هذا القال قد يُكْشِفٌ عن مشكلتين . أما المشكلة 
الأول فهي تداشل الجذور . وذلك أن ننى أتخيّل جذوز اللغة م هرا كبيراً 
تَصبٌ فيه . في أثناءِ سيره لطویل » روافدٌ مختلفةٌ تأتيه من 
تلحدرات قرزيية وبعيدة + كنا تتفصل منه دران کثيرة : بعضها 
يُضيع وشیکاً. وبعضها یصبح روافدٌ لانهار آخر » وبعضها الآخر 
یعود آدراجه إلى نهره ولکن بعد أن یکون قد تبدّل قلیلا أو کثیرا 
بعوامل لا تعد ولا حصی . 


من أجل ذلك نری أن عمل واضع القوامیس ۰ أو عمل 
درا س اللغات»عملٌ ذو أوجه متعدّدة : إذ عل کل واحدٍ منیا فی 
بعض تلك الأوجه أن بيز ماء النبع الأصلَ من مياه الروافد 
المختلفة وفا و یکن من شانه هو أذ یی بالقدران - إلا لد 
الاستعمال . ْ عل ن وا رواد 
كانت من قبل عُدراناً . 
تلك بلا ريب مشكلة معقدة . 
وأما المشكلة الثانيةٌ فهي أشدٌ تعقيدا : 
إذا كانت اللغةٌ العربية لغةً أعرابية » فكيف نَجِدٌ فيها جُذوراً 
ليست في ما بقي لنا من مصادرٍ اللغات الأعرابية الأخرى ؟ 
- أنكتفي بأن نقول رن اللغات الأعرابية الاخرى قد ضاع منها 
أشیاء كثيرة ؟ 
- أيكفي أن نقول إن هذه الجُذور قد نبعت في لُغتنا العربية 
مستقلة عا ها وع حوفا ؟ 
- أيجوز أن نقول إن اللغة العربية قد استعارت ألفاظاً غير 
- أيحسْنُ الا نرى في الوضوع مُشكلة وأن نقول عن هذه 
الحذور : هکذا وردت ! 
- أيمكن أن نجد بعد محاولة الجواب على هذه الأسئلة أساساً 
لخ نوع آشنز من الشاکل في تعليمر للة ور ها رتخرها تزبل 


۱۰ 


كثيراً من الشکاوی التي نَضمر وتَلنْ - بشان صعوبة اللغة العربية - 
حقّاً أو باطلا ؟ 

إن أمام جمعر اللغة العربية الیوم - وهو في سبیل وضع العجم 
التاريخي - فرصة سانحة لدراسة هذه الشاکل ولدراسة مشاكل ا 


فعسی أن تور ر الجُهودُ على مثل ذلك وأن وکا العجم التاريخي * 
فجراً جدیدا للدراسات اللغوية عندنا . 


(*) اصدر مجمع اللغة العربية ( القاهرة ) الجزء الأول من « العجم الكبير» ( حرف 
الالف ) ۰ عام ۱۹۷۰ م . 


لين 


اللغة من نطاق الرواية من جيل ساب إلى جيل لاحت على 
الالسنة . وعند تقليب النظر في قاط الفا اها وا 
ونحوها يجب علینا أن نقبل هذه كلَّها كما ورد ثم ول إلينا . 
وإذا نحن سألنا - ونحن ترجع البضر في وجه من وجوه اللغة - 
وقلنا : لماذا ؟ فاننا نَمَصِدُ أن نسأل كيف آتفق ذلك » ولا نَقْصِدُ أن 

والذي عليه العلماء أن نشأة اللغة بألفاظها وتراكيبها ثم 
تفرعغها لغات لم یِخضغ ( في الأكثر ) لنظام منطقي ولا لاتجاه 
عقلى . وإنما کانث نشأة اللغة وتشعب اللغات أمراً متعلقاً بالأحوال 
اللفسية والاجتماعية لانسان عا ولکل جماعة من الجماعات 
اللغوية خاصة . ولو أن اللغات كانت خاضعة لقواغد من المنطق 
وج أن يكون لكل لفظ عام في عدد من اللغات معنىّ واحدٌ في 


(#) بحث ألقي في مجمع اللغة العربية ( القاهرة ) » في السادس عشر من شوال من سنة 
۴ (۲۹ /۲ / ۱۹۱ ). 


تلك اللغات » ولمّا وجدنا مثلاً أن كلمة « راز » تعني ذ فى العربية : 
قدو الور وهن :في الفارسية و سر هوهو المقرد من .و اران 
تمع في ارس وی . ولقد كان من باب آولی ألا نجد في 
اللغة الواحدة له لفظاً واحداً يدل على معان نِ كثيرةٍ متقاربة في المعنى 
أو مختلفة المعاني أو متناقضة المعاني ككلمة «عين » أو كلمة 
«خال » في اللغة العربية مثلاً . 

ولكن يبدو أن كل لغة قد اتخذت في بعض أدوارها المتأخرةٍ 
جانباً من المنطق الصناعي نشأت به قواعدُها . إن مجيء كل فاعل, 
مرفوعاً ما وکل مفعول, منصوباً . وكلّ مسبوق بحرف جر 
مجروراً » دلیل على وجود نظام منطقي تفرقت به تلك الأحوال من 
الاعراب نولا ريت انش في أن تلك الأحوال كانت في ول الأمر 
لا تفاوت فیها . ثم حدّث التفات فیما بعد . 

وبما أن اللغة في الاصل من نطاق العالم الاجتماعي 
والنفساني للإنسان . لا من نطاق العالم العقلي المنطقي . فان 
المنطق كان قلیل الأثر في سك الكلمات وبناء التراكيب عند امن 
لیس في نقل المعنى المراد من القائل إلى السامع . إن الشاهد 
اللغوي : «دخل الخاتم في إصبعي ». أو «خرق الثوبٌ 
المسمار » ليس لعبة من ابتكار النحاة » ولكنه دليل على اتجاه في 
الوضع اللغوي للتعبیر عن المدارك والمعاني . وتطرت نفز من 
النحاة فقالوا بجواز نضبٍ الفاعل ورفع المفعول إذا ات اللبس في 
مثل قولنا : بل الماء الورق أ و اکل الطفل الذئبٌ » ذلك لأن المعنی 
المراد واضح مهما تتقلبٌ کلمات الجملة في آحوال الا عراب ومهما 
تتخالفٌ في الترتيب تقديماً وتأخيراً . 


ل 


ويبدو أن الانسان قد أدرك هذه الخاصّة في اللغة فاخذ منذ 
زمن بعيد جداً يفارق المنطق > لأن ذلك المنطق كان یور اللغة 
تطویلا لا حاجةً إليه في التعبير عن المُراد ثم يورثها أيضاً قساوة في 
ذلك التعبير . 

وفي مفارقة ذلك المنطتي جعل الإنسانٌ يميلُ إلى الاختصار 
والموسيقى . وفي هذا الانتقال من المنطق إلى الموسيقى خاصّة 
نذا ما نسمیه « القیاس » . لقد آراة الانسان إن یلع مدان المنطق 
الواحد الشامل وَحدات خاضعة لأوجه من المنطق أضيقٌ نطاقاً في 
للغة ‏ إذا كان ذلك التضبيق يمكنه من أن یجعل تعابيره أقلّ تطويلا 
وألين تب من غير أن تَفْقِدَ تلك التعابيرٌ شيئاً من دِقّة الأداء أو من 
قوة الأداء : لقد فضل الإنسان في لغته الموسيقى على المنطق ما 
ا ۱ 

وندرس نحن انتقال الانسان في لغته من المنطق إلى 
الموسیقی روما ا ا 
في اللغة العربية في ثلاثة أطوار أساسية : 

١‏ هنالك الطورٌ السابقٌ لتاريخنا والذي خرجت في أثنائه 
لغتنا من أن تكون أعرابية إلى أن تُصْبِحَ عربية . 

۲ - الطور الجاهلي » وهو الذي تعرّضت اللغةٌ العربية في 
أثنائه للتحلّل من عددٍ من قواعدٍ الطور الأول كثيراً أو قلیلا .في 
هذا الطور بلغ العامل الموسيقي وج أثره . ونحن نجد صورة لغتنا 
العربية في طورها الجاهلي هذا في الشعر الجاهلي وفي القرآن 
الكريم . غير أن الجانبٌ القرآني من تلك الصورة أصدقٌ من 


1۰0 


الجانب المحفوظ لنا في الشعر الجاهلي . ذلك لأن الشعر 
الجاهلي قد عضع في آثثءرواته خلال القرون الثلاثة التي امتدت 
من نهاية الجاهلية إلى غمرة العصر العباسي لمؤثّراتِ كثيرة . 

إن هذين الطورين كانا طورين عربيين خالِصَيْنِ حضعت في 
أثنائهما اللغةٌ العربية لعبقرية العرب وحذها وللذوق العربي وحدّه . 
إن اللغة التي رویت لنا من دك الطورين كانت لغة البادية البعيدة 
عن عوامل العُجمة التي كانت تتمثل في لغات القری ( المدن) 
وفي لغات القبائل التي خالطتٍ الأعاجم الا كالفرس والروم أو 
خالطت الأعاجم خکما كالأحباش والآراميين . 

- الطور المتأخر بعد الاسلام » وهو الذي يجوز لنا أن 

نسمیه الطور الأعجمي » لأن المسوغ الأول للقياس في هذا الطور 
كان طروء اللحن على اللغة العربية من تکاثر غير العرب في البلاد 
الاسلامية . أضف إلى ذلك أن علماء اللغة > في ذلك الطور - 
وفيهم الذین اهتموا بالقیاس - کانوا من غير العرب في الأكثر . 
ونحن » وان كنا لا ندفع أولئك العلماء الأعلام عن البراعة في علم 
اللغة » »> فاننا لا نستطيع أن نجعل قيمة عملهم على مستوى واحد مع 
عمل العرب أنفسهم في الطورين السابقين > هذا إلى جانب آن 
العمل في الطورين السابقين كان عملا جماعياً للأمة العربية بينما 
هو في الطور اللاحتي المتاخر عمل آفراد معدودين . 

ولقد رای أن أقصّرٌ آنا بحثى على الطورین الأولين » 
إشارة واحدة عامّةَ إلى القیاس تن ۱ 


. في القياس الأول القديم . . . طور ما قبل العربية‎ - ١ 


۱۰۹ 


إذا كان الفعل ثلائياً فالمنطق يقضي أن تبقی الأحرف الثلاثة 
ظاهرة في جميع تصاریف ذلك الفعل » وأن يجري التصریف 
مجری واحداً في جمیم الافعال » فکما نقول فَعَلَ یل ونقول 
قياساً على ذلك نصّر ينصّرء فيجب أن نقول : هو تلو» هي 
وت » هم یتلوون » كما لا یزال الاحباش یقولون أو قريباً من 
ذلك . ولا غرابة في ذلك » فنحن العرب لا نزال نقول : هما 
تلوا » هما تلونا » هن تَلَوْنَ . وکذلك يقضي المنطق أن نقول : 
رمي » يَرْمِيّ » ییون » والأحباش - وهم آعراببون من - يقولون 
مثل هذا أيضاً . ونحن العربٌ لا نزال نقول في الفعل الناقص : 
را رات تزیّان . وییدو ني آن هذه القاعدة المنطقية قد 
عاشت إلى الجاهلية القريبة ؛ والا فکیف نعلل الرسم في السورة 
الواحدة والتسعین من المصحف ( سورة الشمس ) ۰ وهي : 

بسم الله الرحمن الرحیم : 

« والشمس وضحها . والقمر إذا تَليها. والنهار إذا 
جلیها . والليل إذا يغْشِيْها . والسماء وما بنيها . والأرض وما 
طحيها . ونفس وما سويها . َألْهَمَها نجورما وتَقُويها . قد أفْلَحَ 
من زكيها وقد.خاب من دَسَيها . كذبت نَمودُ بطفویها . إذِ انبعت 
أشقيها . فقال لهم رسول اللّهِ : ناف الله وسّقيها . فكدّبوه فمَقّروها 
ماع عليهم رهم بذنبهم فسويها » ولا یخاث عُقبيِها 4 . 

في هذه السورة الكريمة نجدٌ الواو والياء في الاسم 
المنقوص وفي ماضي الفعل الناقص ومُضارِعِه مُمْبتَيْنِ ياء بلا 
استثناء . ثم إل نفراً من القراءیقلبون هاتين الواو والياء فا » بينما 


۱۰۷ 


نفرٌ آخرونَ منهم یجعلونهما ممالتیّن بِينَ الأب والياء . وسورة 
الشمس ليست السورة الوحيدّة التي تضم مثل هذه القراءة . 


فالعربُ . إِذَنْ قد ظلوا إلى الجاهلية يُجُرونَ الأفعال 
الناقصة مَجُرى الأفعال السالمة في التصريف أو قريباً من ذلك » 
ولا یدح في هذا الحم أن يكونَ ذلك لُعَةَ في قبيلةٍ أو قبيلتين . 

غیر أن الذَّوْقَ العربيّ قد اختارٌ منذ الزمن الأبعدٍ أن يُجانِبَ 
المَنطق في بعض اللغة ویمیل إلى الموسيقى في اللفظ في كل لفظ 
تکیبه تلك الموسيقى فد وجمالاً . وهكذا صرنا نقول : تلا 
لت » تلوا . تلون . ثم آصبخ هذا القياس في الفعل الناقص 
قاعدة في العربية نقول على أساسها : نی » رَمَثْء زموا - 
عَدَاء عذت , عَدَوَا . سَمَاء سَمّت » سم الخ . ولا تجورٌُ 
المخالفة في ذلك » لانْ هذا القياس هو الذي حرج بتلك الأفعال 
من الاشتراك مَعّ عددٍ من اللغات الأعرابية إلى الانفراد في لُغة 
العرب . 


وكذلك اختاز الذوق العربيٌ » ومندٌ الزمن الأبعدٍ أيضاً . أن 
يفخ حرف المضارعة فنحن الیوم نقول : آنشر كه 
نرب » یذهبون . أما الاشوریون فوصّلَ إلينا حرف المضارعة 
مرا عندهم بين الفتح والکسر . والاحباش اختاروا الإمالة » 
والعبریون اختاروا الكسْرٌ في الاکثر والامالة أحياناً . واختار 
الارامیون الشرقیون الكسر . آما الآراميون العْربیونْ المعروفون 
بالسريان فاختاروا الامالة . 


وآما نحن العربِ » فنجل القاعدة اللازمة فى حرف 
المضارعة الفح فقط قياساً لازماً وإذا قيل لنا إن قبلة عربية كانت 
تخالف ذلك » أو لا تزال تخالك ذلك كبني تميم الذين يكسرون 
حرف المضارعة ‏ فإننا نعد ذلك من تلك القبيلة العربية عمللا شادًاً 
لا یقاس عليه وغیز مرم لنا في لین الفُصحى في شيء » الا في 
فعل واحد « إخال » فاننا نکسر فيه حرف المضارعة . 

وفي اللغة العربية آموز کثيرة جدّا فازق العرب فيها المنطقّ 
إلى الموسيقى » منذ الزمن الأقدم كالمَبْنيات والمَمُنوعات من 
الصَّرْف والمقصور والمنقوص والمعتل والکلمات التي رف فيها 
الإبدال والادغام ثم المُثنى والجموع السالمة للمذکر والمؤنث . 
إن هذا الذي اتَفقٌ للمَبْنياتِ وللممنوعاتِ من الصرف وللمعلولات 
ولجمع المؤنّث السالم كان مُفارقةٌ للمنطي وخروجاً على القاعدة 
العامة حبّاً بالموسيقى وبالتالف في اللفظ . أو هو في عُرْفِنا 
«وخطأ» . ولكن هذا الخطأ لما عم قصداً ثم تناول جانا معي من 
اللغة لم یغایز في نطاقه شیثا يدخل في نِطاقٍ آخر كان قاعدة فرعية 
صادقةً وبطل أن يكونّ خطأ فعدَدْناه نحن قياساً وقاعدةً جديدةً . 
والدلیل الشكلي على أن ذلك لم يكن خَطأ أن العربيّ كان يعلّمُ في 
آثناء ذلك أنه یخالف القاعدة في سبيل شيء له قيمةٌ القاعدة . ولما 
جاء النْحاة يُخْرّجون أوجة إعراب هذه الکلمات كانوا واعِينَ ذلك 
وا تام . إن قول النحاة و في |عراب « كتابي جديدٌ » : كتاب : مبتداً 
مرفوع بالابتداء » وعلامةٌ رفعه الضمة المقدُرة على ما قبل الاجر 
نع من ظهورها اشتغال المحل بحركة مُناسبة » أو بالحركة المناسبة 
للياءِ » وهي الکشرة . قول لخص نا مفارقة المنطق في سبیل 


۱۰۹ 


الموسيقى تلخيصاً بارعاً جدّاً ودل على أن العربي القدیم لما اختار 
أن يقول كتابي كان يدرك أن حقٌّ الباء في « كتابي » هو الضمّ , 
ولكنه مال عن الضّم إلى الکسر عَمْداً في سبيل تسهيل اللفظ 
وتحسينه فی رأيه . 

ووقفت العبقرية العربية » في الزمن الأبعد أيضاً » من الفعل 
المضعف عد . فرّء قصّ . حل » سن » الخ . موقفاً أعطانا ثلاث 
قواعد فرعية . 

(أ) إدغام المضاعفین » فنقول مثلا : عد عدا عدوا 
يعون » لن يعد » لن یعدّوا لا غير فيها وفي مثلها . 
اعددل نتن اغدذن . لا غير فيها . 

(ج) ترك الحرية في الإدغام وفكه » فنقول مثلا : لم يعد 
ولم يعدّدُ , أو لم يعد . ولم يعد وعَدّو واعدُذ أو أعِلَّ واغدذ . 

ويأتي الشاعر الجاهلي قعنب بن آم صاحب التميمي » وهو 
في الحماسة شاعر اسلامي من شعراء العصر الأموي ( الحماسة 
۱ فیقول (سیبویه ۱ :۸ : 

إني أجودُ لاقوام وإِنْ ضینوا 

ففك الإدغام في « ضنوا » حيث لم تفه العبقريةٌ العربية 
قائله » حتى إن أبا تمام لما اختار لقعذب الأبيات التي منها هذا 
البيت حذف هذا البيت لورود كلمة « ضننوا » فيه » على ما أعتقد . 


۱۰ 


ولما خرج الفعل « مَلَّكَ » من النطاق الأعرابي العام إلى 
النطاق الخاص حدث فيه نزاع یتعلق بعين الفعل . إن الفعل 
« هلك » معناه فى الأخوات الاعرابیات : ذهب مضی ‏ سار . 
رسفا لتر ء جرا علق ا أن ریس بات 
« صر » أو من باب « ضرب » لأن المعنی فيه متعلق بحركة ماديّة . 
ولکن الفعل الأعرابيّ « هلك » تبدل في اللغة العربية بمعناه 
الحقيقيّ الأول معنىّ مجازیاً جديداً هو : مات » اندثر » الخ . من 
أجل ذلك كان من المنتظر أن تتغيرٌ حركةٌ عين الفعل في الفعل 
« هلك » مَم تغيّر معناه . لذلك نجد في القاموس ( ۳۲6۰۳ ) أن 
الفعل هلك من باب ضرّب وم وعلم . غير أن الأفصح أن یکون 
من باب ضرب وعلی هذا الباب ورد هذا الفعل في القرآن الکریم 
مرات منها قوله تعالی في سورة الأنفال (۸ : 4۳ ) « 9 لِيَهْلِكَ من 
لك عن بَيّنة که . آما العامة فاختاروا أن یجعلوا هذا الفعل من باب 
علم . وهکذا نجدٌ أن الفصاحة تمسَکت بحركة العين في هذا 
الفعل كما كانت في الأصل . ثم أجازت تبدل الحركة بحسب 
المعنى الجديد . أما العامة فاختاروا أن يتقيدوا في عين الفعل من 
« هلك » بالمنطق الجديد فهم يقولون لك هك من باب علم* . 


(۲) في القياس الجاهلي : 

وفي الجاهلية القريبة منا خالف العربٌ المنطق في اللغة . 
وسأترك ما ورد في ذلك في الشعر الجاهلي لأنه قد يكونُ خطيئةٌ من 
(*) راجع » فوق » ص 60-144 


۱۱۲۰۱ 


شاعر » كما كان الشأنُ في كلمة « ضننوا » أو خطأ في الرواية ثم 
أكتفي بما ورد من ذلك في القرآن الکریم . 
في الممنوع من الصرف کلمةً « أشياء » ولا وجه ظاهراً أو 
ترا تمه من افر ف زاجعا ها سانشان مها 
من الصرف واکتفینا بما جاء في القاموس للفيروزابادي ثم في تاج 
العروس للمرتضی الڙبيدي آدرکنا تعثر اللغويين والنحاة في تخریج 
منعها . 
یقول الفيروزابادي (۱ : ۱۹ -۲۰) : 
قول الجوهري إن أصل « آشیاء » أشائي بالهمز خطأ . 
وحکی آشایایا . وآشاوه غريب » لأنه لیس في « الشيء» 
هاء . . . . وحكاية لجومري خن الخلین ان )میاه فقلاء ( بسکون 
تپ وأنها جمعٌ على غير واحدة كشاعر وشعراءة » حكاية 
مختلة . . وآما الكسائي فیری آن صرفها ترك لكو الاستعمال . 


ولقد رد الفيروزابادي كل هذه الأقوال » ولكنه لم يذكر الوجة 
في منع « أشياء » من الصرف أو لم يعتقد لمنعها من الصرف وججهاً 
( راجع أيضاً استعراض المرتضى الزبيدي لهذه الآراء » ( تاج 
العروس ١‏ : ۸۳ -۸۵) . 

وكلمة « أشياء » وردت ممنوعة من الصرف في سورة المائدة 
ره : ۱۰۱ أو ۱۰6 ) في بعض المصاحف ل يا أيُها الذين آمنوا » 
لا تسألوا عن أشياء ان تب لكُمْ تشؤكم 4 . وهي لم ترذ في القرآن 
الكريم على هذا الوجه في غير تلك الآية . ولا أحسّبٌُ أنني رآیتها 
في شعر جاهلي . فإذا نحن نظرنا إلى كلمة « أشياءَ » في الآية 


۱۲ 


الكريمة وجدناها تقع بين کلمتین تنتهي کل کلمة منهما بنونٍ 
ساكنة قار ای ی و ا الي ج ورل 
تسألوا عنْ أشياءٍ إِنْ نبد لكم تسُؤكم 6 . ومجيء النون الساكنة 
طرفاً في ثلاث کلمات متوالية مُنافٍ للموسيقى ومكروة في قراءة 
القرآن . ولا آزال أذكُرٌ من عهد طفولتي أن الاستادٌ الذي كان يُقرئنا 
القرآن كان إذا سَمِعَ تلميذاً شد النونَ ثم یمدٌها رب المِنضَدَةً 
بعصاه » وقال غاضبا : يا ولد . لا 'تؤنئن» «فمنع آشیاء » من 
الصرف هو عندي - إذا لم تكن تلك الكلمة قد جاءت على هذا 
الوجه في غير القرآن الكريم ‏ إنما عُدِلَ إليه في الآية الكريمة لِعلَةٍ 
عارضةٍ من اللفظ فقط . 


من أجل ذلك نحن نمتعْ « أشياء » من الصرف لانها مت 
في القرآن الكريم » ولا نمنغ « أبناءً » و« أسماءً ». كما قال 
الفيروزابادي ( القاموس ١‏ : ۲۰) ۰ وا لم تكن کلم « أشياء » 
أحقّ منهما بالمنع . غيرٌ آننا منذ ذلك الحين نمت كلمة آشياء من 
الصرف . قال المُقَنمُ الكنديّ » وهو شاعرٌ أموي : 
يُعاتبني في الدّيْنِ قومي » وانما ‏ ديوني في أشياء نُكْسِبُهم حمدا ! 

وفي القرآن الكريم قراءاتٌ وردت فيه لأنها من لُغاتِ العرب 
الصحيحة » وكلها مقبولةٌ في القرآن الكريم . ونحنٌ لا نتعرض 
هنا » فيما يتعلق بهذه القراءات . للمَدّرك الديني أو للمدركٍ 
اللغوي في سبب ورودها ما دام الإجماع واقعاً في المدرکین ۳ 
عند رجال الدين ورجال اللفة على آنها لفاث عربية لا شك في 
ذلك . غیر أن هذه القراء‌ات لیس على مُلُوٌ واحلٍ في طبقانها فان 


1١ 


منها المتواترٌ رَ وإن منها الشادٌ . وال تعالى قد حاطب العرت بهد 
اللغات كلها لأنها كانت معروفة في الجاهلية : ولا ریب فى أن 
القراءات المتواترة تس كلماتٍ كانت آوسع انتشاراً في القبائل من 
الکلمات التي تمثّلُها القراءات الشَادَةٌ . 

هذه القراءات التي أشرت إليها تقسم صنوفا . 

(أ) هنالك قراءات مثل كرا ونگرا ومثل زكيّةٌ وزاكية ومثل 
تُحدهيؤا وجرا . هذه كلها مب فصيحة لا یمن مان بن 
استعمالها وهي لا تدحُلٌ في نطاق بحثنا . 

(ب) ثم هنالك قراءات متواترة حُذِفَْتَ فيها الياء المتطرفة في 
الآيات الكريمة التالية : 

- ل ذلك ما كنا تبغ 4 مكان : نبغي ) . 

- # سواء العاكف فيه والباد ¥ ( مكان : البادي ) . 

- ل فإياي فاعبدون » ( مكان : فاعبدوني ) . 

- 8 وثمود الذين جابوا الصخر بالواد 4 (مکان : 
بالوادي ) . 

 -‏ فأما الانسان إذا ما ابتليه ربه فأكرمه ونعمه » فيقول ربي 
آکرمن » ( مكان : أكرمني ) 8۰ وأما إذا ما ابتليه فقدر عليه رزقه 
فيقول : ربي أهائن » ( مكان : آهانني ) . 

إن هذه الکلمات وأمثالّها يجب أن تکونْ من لُخات القبائل 
التي كانت مُجاورة للآراميين في العراق وفي الشام . إن الآراميين 
يُثبتون الیاء متطرفةً في الخط ويُسُقطونها في اللفظ وذلك قديمُ 
فيهم : إن الانجيل الذي بأيدي الناس يذكرٌ أن المسيح قال : 


1,6 


آلوه » آلوه » لموشبفتنْ . مكان : هي ۰ إِلْهِي » لموشبقتني ( أي 
لِم تركتني ) . 

ولغتنا الفصحی تَعْرِفُ ذلك في المنادی شِبْهَ مطرد » فنحن 
نقول : يا ربّي ويا رب ( بالكسر أو الضم ) كما نقول : يا صاحر 
مکان يا صاحبي » ويا أم مکان يا آمي . 

في کل هذه الشواهد نجد العربي يَعْدِلُ عن المنطق إلى 
الموسیقی لا غير . 

(ج) ثم هنالك في القرآن الكريم أيضاً قراء‌اث مثل : « إن 
هذانٍ لساحران * ۰ ومثل : 8 وأسروا النجوی الذین ظلموا 4 . 
إن هذه قراء‌ات تمثل كَلِماتٍ كانت قد بدأث في الجاهلية تجانبُ 
القاعدة المقبولة » ولكنّ القران الکریم نزل قبل أنْ تعم تلك 
المجانبة في المنطق ذلك الصنف كلّه » من الكلمات . من أجل 
ذلك نات تلك القراءات قاصرة على الكلمات التى وردت كذلك 
في القرآنٍ الکریم شاهدا مدا لا قاع بجر الفا علبي 

- الطور الإسلامي : 

وفي العصر العباسي نشأ علم القياس : لقد أراد العرب » أو 
المسلمون على الأصحّءأنْ يجعلوا من اللغة علماً كعلم الفقه وعلم 
الكلام . وإذا كان الصرف والنحو في اللغة يمكنٌ أن يُصْبَطا بقواعد 
واسعة النطاق أو ضيقة النطاق » فان اللغة نفسّها لا يمكن أن 
تخضعٌ للقواعدٍ المصنوعة لأنها من نطات الاستعمال المتأثر بعوامل 
اجتماعية ونفسية . والذي یراجم آراء العباسیین في القیاس لا يغيبُ 
عنه أن آصحاب القیاس اللغوي الذین كان آکثزهم من غير العرب قد 


110 


حاولوا بعلم القياس أن یسوغوا الأخطاء اللغوية التي كانت تتسرَّبُ 
إلى اللغة العربية مغ لح الطارىء على الألْسنة بين البَدْوِ قليلاً 
وبِينَ الحضر كثيراً . 

وبما أنني لم أُقْصِدُ منذ مطلع مقالي هذا أن أعالج هذه 
الجقبة العباسية من حِقَبٍ القياس ۰ فإنني سأقف بمعالجة الموضوع 
هنا . 

وبعد فما النتائج التي نريد أن نصل إليها من كل ما مر بنا ؟ 

إن تطورٌ اللغاتِ صعوداً وُبوطاً يبدأ مَعْ نشأة ال ثم لا يق 
ما دام اللغة تروی حِكَايةً أو كتابة . واللغات لا تتم في نطورها 
خطا منطقياً متصل المعالم » ولكنها تخضّعٌ في انب الفينة 
لموامل اجتماعيةٍ ونفسية تطرّ على غير نظام . من أجل ذلك يجب 

ولا - أن نب کل نطو داخلي في اللغة یل من كل 
مجموعٍ من الو المتفقة فيما بینها قواعد عامةً كان تکونْ علامة 
الرفع واوا ونوناً أو ضمةَ ظاهرةً أو مُقدّرة . ثم إننا نقبل الشواد من 
ذلك الطور أيضاً » تلك الشواد التي هي ۷ القاعدة الأصلية 
كالأسماء الخمسة وکالواو في عمرو وكالضمة والفتحة والکسرة التي 
تأتي قبل الهمزة في كلمة « امرىءٍ » . في هذا الصنف من الاأحوال 
نقيسٌ على القواعد العامة ونقبل الشوادٌ وحدّها كما وَرَدَثْ ولا نقیش 
عليها غيرها : إننا لا نُعْربُ الراء قبل الهمزة في مُقرىء كما نرب 
ايوم في كلمة « امرىءٍ »* ولا نلج الواز بكلمة مَعْنِ قياساً على 


(*) نقول : امرؤ ( بضم الراء والهمزة ) وامرأ ( بفتحهما ) وامرىء ( بكسرهما ). . 


۱۱۹ 


الواو المرسومة والملفوظة في كلمة « عبدو» أو قياساً على الواو 
المرسومة غير الملفوظة في كلمة « عمرو » . 

انیا - اذ الأحوال التي شدّت في الجاهلية قریباً من 
الاسلام » قبل الاختلاط الواعي للعرب بغير العرب نَقَبّلها على أنها 
شواذ عن القاعدة : : نقلّبها وحدّها كتأنيث كلمة ضوضاءر في معلقة 
الحارث بن جلّزة ) وكمنع كلمة « أشياء » من الصرف من غير أن 
نمنع کلمات غیرها قياساً عليها مثل كلمة أسماء التي هي جمع اسم 
وكلمة أبناء أو أنباء أو أزياء . أما الأخطاءُ الشخصية مثل كلمة 
« ضننوا » فتبقى عندنا أخطاء لا تدخل في نظامنا اللغوي . 

ثالثا - أما المُقيسات التي نشأت في العصر العباسي والتي 
حکم الوا فیها آقوال الرجال والمنطق فیجب آلا تفن إلا بمقدار 
ما لها من نفع, في الاستعمال » وليس من الضروريٌ أن نحاول 
فَرْض کل المقيسات المتخيّلة على القواهيس » سواءٌ أكان لها مس 
نظري أم لم يكن لها مُسَوْعٌ .ثم إن ما نقبلّه من هذه نله وحدّه ولا 
نقیس عليه » وانما نقیس دائما على القاعدة العامة . 

يجب ألا نَمِل ننا على قواعدٍ اللغات الأجنبية . ليست 
اللغةٌ العربية في صلتها باللغة الاعرابية الام كاللغات الإفرنسية 
والإيطالية أو الإنكليزية والألمانية في صلتها باللاتينية أو الجرمانية . 
إن لغتنا قادرة على الحياة والبقاء بنفیها وقادرةً على تعريب ما هى 
بحاجة إليه . لما خرج العربُ إلى الحضارة العباسية واحتاجوا إلى 
صناعة تبديل العملة في الأسواق احتاجوا بطبيعة الحال إلى اللفظ 
الدال على ذلك . فأخذوا الكلمة اليونانية « صرافوس » ثم قطعوا 


۱۱۷ 


منها علامة الاعراب اليونانية وجعلوها تتبدل ‏ بتلك السین : علامة 
الاعراب في اليونانية ) علامة الاعراب العربية . واتفق أن اللغة 
العربية كانت تحوي الجذر « صرف » فعُربت كلمة « صرافوس » 
اليونانية ثم ات مُجری الجذر العربي في صِيَعْهِ . فإذا عندنا 
صراف وصرافون وصیارفة ورف ویضّرف وصرافة . وكأن كلمة 
صراف لم تكن في یوم من الأيام يونانية غیرز عربية : 

إن كلامي هذا قد يثير سؤالاً وجيهاً : 

ما قيمة العمل اثذي یقوم به مجمم اللغة العربية » بل کل 
مجمم للغة » في وضع المصطلحات العلمية والفنية » إذن ؟ 

إن عمل المجمم من باب آخز, وهو عمل مهم في ذاتِه 
وقیم وهو ينفع اللغة العربية ولا يضرّها إنددلة يدل في 
شرع اند الذي تجمله هنا لأن هذه المصطلحات التي تعرب أو 
تلد في المجمع, ستظل من حيزٍ العلم وفي قاموس أهل, 
الاختصاص ؛ وقل أن تنل إلى ساحة اللغة اليومية . 

إن المصطلحاتٍ العلمية في كل لَةٍ تظل مدركة بتعريفها 
فقط ولا تنتسج في لّغة الحديث ولغة التعبير العامة . مثال ذلك : 
أن كلمة « الحَذف » التي أقرّها المجمعٌ في مُصطلحات علم 
الرياضة والهندسة ( راجع مجموعة المصطلحات العلمية والفنية 
التي آقرها المجمع . الجزء الأول » دیسمبر ۱۹۵۷ ص ۲٠٠‏ ) في 
مقابل كلمة ۳02100 لا باس بها » وان كنت آنا آفضل كلمة 
« الحطٌ » . ولکن سواء علینا استعملنا کلمة الحذف أو كلمة الحط 
فان هذه الكلمة ستظلّ مرتبطة بالتعریف الذي اختارته مجموعةٌ 


۱۸ 


المصطلحات العلمية والفنية . أي : نتيجة حذف جملة مجاهیل 
من جملة معادلاتٍ والحصول على معادلةٍ لا تحتوي على 
هذه المجاهیل . هذه الکلمة بهذا التعریف سل في قاموس 
دارس الجبر ‏ اأَفْصدٌ الجبر الذي هو فر من علم الریاضیّات لا 
الجبر الذي هو من فروع علم الکلام ومن أصول الدین . وربما 
احتاج عالم النبات وعالم الحیوان أو عالم الموسیقی إلى هذه 
الكلمة نفیها فاستعملها في معنی آخر بتعریف آخر . والواقع أن 
هذه الكلمة 8110108008 تَعْمَلْ فى الکهرباء للدلالة على ملء 
بطارية بالتيار من مجار كهربائية عامّة . 


أما الرجل العاديٌ والأديبُ الؤجدانيّ والكاتبُ الصاف 
والمؤرخ القَصّاص فإن کل واحدٍ منهم سيظلٌ غافلاً عن المعنی 
الذي أفرغنا عليه الحذف إفراغاً جدیدا » وسیستمر فى استعمال 
كلمة الحلّف وكلمة الحطّ كلما احتاجٌ إلى زو تما نی معانٍ لا 
صلة لها بالمعاني الموضوعة لهما في فروع العلوم والفنون . 

أما إذا وصلنا إلى «الغلاف الهندسي من الصنف 
الاي (٠(ص5١3)‏ ۰ وإلى « الدالة الصريحة » وإلى « المتسلسلة 
الآسّية » ( ص ۸ °( > فإننا صل إلى تعابیر لا صلة لها لته بلختنا 
اليومية . 

من أجل ذلك يجب أن نقبل کل هذه المصطلحات العلمية 
والفنية » وان كان بعضها بعيداً عن المعنى اللغويّ المقصود » لأن 
الاستعمال هو الذي سیقربها في النهاية من المعنى المُراد . غير 
أننا يجب أن نتشدَّد في القیاس الذي یدفع بالکلمات والتعابيرٍ إلى 


۱۹۹ 


الاستعمال العام . يحسّنُ برجال العلم أن یتوسعوا في 
المصطلحات العلمية والفنية لأن التوسع في تلك المصطلحات 
يسهّلُ طريق العلم أمام رجال العلم . ولكن بحسن بالأدباء والكتّاب 
أن يقتصدوا في التسامح في القياس ۰ ذلك لان لتنا العربيّة خاصّة 
ليست لغة للتخاطب فحَسْبٌ » بل هي ممجلی حضارة وثقافة ایض 
ثم هي جامع ديني وقومي وسیاج حول وحدة ثقافية وحول شعور 
سياسي . وکلما کانت الأسس اللغوية أشدّ ضبطاً وأقلّ تفرعاً 
وأوضح صله بالقديم كانت وَحدة الشعوب المتکلمة بتلك اللغة 


اصح وأمتن وأبررٌ 0 


تعقيبات 

الأستاذ زكي المهندس الرئيس النائب : نشكر الأستاذ المحاضر 

على بحثه القيم » ومن له تعقيب من السادة الأعضاء فليتفضل . 

الأستاذ محمد بهجة الأثري : عرض السيد الزميل الدكتور 

عمر فروخ لموضوع القياس في محاضرته اللطيفة من ناحيته 

التاريخية القديمة في الجاهلية وصدر الإسلام على نحو ما سمعتم 

منه » وليس لي ما أقوله فيما عرض له غير أن أزجي إليه الشكر على 

مجهوده في محاولته الجديدة في بحثه » وأدع التعقيب عليه لمن 

يشاؤه من السادة الزملاء المحترمين وأعرج على بعض القضايا 
التمهيدية لمسائل القياس من ناحيتها العملية . 

إن مجمع اللغة العربية منذ تأسيسه قبل ثلاثين عاماً مضى 

جادا في بعث اللغة العربية وتوجيهها في الطريق السوي المستقيم 


١ 


توجيهاً آصاب فيه حظوظاً كبيرة من التوفیق . وتبدو لي في إنتاجه 
الغزير المتنوع ظاهرتان كبيرتان : توفره على إمداد العلوم والفنون 
بالمصطلحات العلمية والفنية الحديثة ترجمة وتعريبا بالطرق اللغوية 
المعروفة » واجتهاده في تحرير الضوابط القياسية » وقد تناولها 
ضابطاً ضابطا » فحرر زهاء مثتي ضابط من قيودها وأثقالها مع 
مراعاة خصائص العربية والتزام عمودها الأصيل المستقيم » وبذلك 
سن الإفادة التامة من الاشتقاق منها والقياس عليها في يسر 
وسهولة . وكلتا هاتين الظاهرتين مقدورة حق قدرها عند الباحثين 
والعارفين بمزايا هذا الاجتهاد الرصين الذي يجتهده فى قضايا اللغة 
في تعمق واستقصاء وأناة . غير أنني ألاحظ أن الظاهرة الثانية أعنى 
ظاهرة اجتهاده في تحرير الضوابط القياسية ضابطاً ضابطاً 2 هي 
ظاهرة فرعية كان ينبغي - فيما أرى - أن يسبقها شيء أخطر شأناً » 
وأجدر بأن تقدم مسائله وتقال فيها الكلمة الجامعة الفاصلة . كان 
ينبغي أن يبادر إلى تحرير كليات الأصول القياسية العامة التي تتفرع 
منها هذه الجزئيات قبل أن يعنى بهذه الجزئيات وفق منهج مرسوم » 
لأنها مناطها في البناء عليها . والأصول مقدمة على الفروع في 
الأحوال »> وأحسب أنه لو فعل ذلك وانتهی إلى تأصلها تأصیلا 
جدیداً لخطا إلى غاياته البعيدة خطوات فساحاً . فلعل هذه الأصول 
الجديدة التي تنبثق من الجهاد الحر المتعمق والمستأني كانت 
تختصر له الزمن وتسني له الانتاج أضعافاً مضاعفة ‏ وتجعل هذه 
الفروع التي حررها في نجوة من جواز (عادة النظر فیها وفیما بني 
علیها بعد أن يحرر کلیات أصول القیاس . 


مرش 
زرط ری وتز وا نای ری 


من المألوف أن تنتسب الامم والشعوب إلى أسلافٍ لها 
حقيقيين أو خرافیین فيتألف من ذلك الانتساب جماعاتٌ فلي 
صغيرة أو كبيرة » ا في تاريخ العرب من انتسابهم إلى 
عدنَانَ أو و قحطانَ ثم تقسّمهم بكرا وتميماً وأسداً وعبسا وشیبان أو 
طا وخزاعة واژداً وعنساً وهَمْدانَ . ومثل هذا كان شان الهنود 
واليونان والجرمان . 

وإذا انف أنِ اتخذت الامم أسماءً جامعة فاما أن تُشير إلى 
نفسها بأنها « الشعب » أو « الأمة » وإما أن تتخذ أسماءً « كريمة». 
إن سكان شمالي غربي إفريقية يسمون آنفسهم « الإيمازيغن » أي 
الأشراف » والجرمان يدّعون أن اسمهم محرف من « هرمان » » أي 
السیّد » وكذلك الإفرنسيون يزعمون أن اسمهم معناه « الأحرار» . 

غير أن جمیع الأسماء المشتهرة على الأمم في التاریخ إنما 
هي من صُنع جيرانها . أعداءً كانوا أو اصدقاء . إن سكان شمالي 
غربي إفريقية سماهم الرومان البربرٌ > وهذا هو الاسم الذي آشاز به 


۱۳۳ 


إليهم آمروء القیس في شعره . ویبدو أن الغاليينَ هم الذین سَمُوًا 
الجرمان باسمهم هذا اشتقاقا من كلمة « غير » ( بامالة الیاء ) ع 
بمعنی الجار . والافرنسیون سما بذلك لأن سلاخهم القَبَليّ 
الخاصٌ بهم كان یسمی « فرانكا» أي عَنْرّة . والترة هي الرمح 
القصیر . والصینیون سمَاهُم التجار القادمون إلى بلادهم من 
الشمال والجنوب أسماء كثيرة : صين » ین » شین » سيريس ۰ 
كاثاي ‏ لا ندري اليوم ما معناها . والهنود یزعمون آنهم ینتسبون 
إلى بهارتا فارشا وقد آطلقوا على بلادهم بعد استقلالها اسم 
« بهارتا» » مَعْ أن اسمهم المشهور في الشرق والغرب قديماً 
وحديثاً « الهند » اختصار من التسمية الفارسية : ما وراء النهر » نهر 
الهند المحرف اسمه عن الكلمة السنسكريتية « سنذ » ومعناها النهر 
عامة » وتطلق على نهر السند خاصة ۰ ولقد أطلق الفرس اسم 
« الهند » في العالم الشرقي » كما جعل الیونان كلمة الهند 
« إندس » » على مُقتضى لَفْظهم واعراب الکلمات في لغتهم . ثم 
أطلقوا الاسم في العالم الغربي : إنديا . 

وما كان اسم العرب بذعا في أسماء الأمم ! . 

يبدو أن سكانَ ما بين النهرين القدماء . البابليين 
والأشوريين » كانوا على حى لما أطلقوا على أقاربهم الأعرابيين 
وجیرانهم إلى الغرب والجنوب الغربي اسم « أ - رى - بي » . 

ولا مَعْدّى لنا عن الرجوع بهذه الصيغة « أريبي » إلى الجذر 
۶ رب ». غير أن هذا الجذز هجینْ جدا في لفظه وفي 
معناه » إن الهمزة في هذا الجذر تأتي في الصیغ التي يقال إنها 


۱۳۶ 


مشتقة منه مفتوحة وممالة » وربما جاءت مکسورة » والباء فيه فى 
الاصل باه تتفرج عنها الشفتان شير ولکنْ قد ترك في عدد من 
مشتقات هذا الجذر باء مهموسة أو منفوثة . 

وكذلك معاني المشتقات التي يقال إنها من هذا الجذر كثيرة 
جا . ثم هي مزیج غير متلف في بعض الأحيان » ویبدو أن 
المعنى الأصيل لهذا الجذر « العرّبُ » الذي يقابل « الشرق » . ثم 
تناول هذا الجذر مَعاني تتصل بجهة الفرب من قُرْبٍ ومن بعدٍ یی 
هذه المعاني عُروبٌ الشمس والمساء والعَثّمَةُ . ثم هنالك العغراب 
لان لونه يشبه لون العتمة . ومن المعاني المتعلقة بهذا الجذر من 
بعد » الجَرادٌ لوجوده في تلك المنطقة الغربية بالإضافة إلى سشکان 
ما بين النهرين » ومن معانيه أيضاً القَفْر ( الصحراء ) لطبيعة تلك 
المنطقة عُموماً . ويُهاجرٌ هذا الجذرٌ من بلاد ما بين النهرين 
بمشتقاته غَرْباً فيسلّكُ طريقين آساسیتیّن إحداهما تتحرف شَمالاً 

في أثناء هذه الهجرة ینخفض مَبْعَتُ الهمزة في الخنجرة 
٠ ES‏ ثم عيناً مرة ثانية 
نحو « آنزو » التي أصبحت « عنزة » . وتصبح أيضاً یا معجمة مرة 
ثالثة نحو « أريبي » ۰ هار مرب ) . وأحياناً تبقى 
الهمزة نحو « آربا » بفتح الهمزة وأمالتها بمعنى أربعين . وقد تتحيّر 
الهمزة ة أحياناً فنجدُ في القاموس العربي كلمات مثل : أرِبَء 
وعَرِبَ » ورب » بمعنىّ واحد هو فساد المعدة . وأحياناً يذكُرٌ 
القاموس مثل هذه الجملة : و ال بان بضم الهمزة لغة في العربان 
بالعين » ( تاج 0 ۷ )۵ 


۱۳۹۵ 


ليس في ما مر تعرض للّغة التي أخذت من أختها . إذ الغاية 
مما مر أن ندل على أن كلمة « رب » تشك کلمات كثيرة تبدأ بغير 
العين في لّغة مُضرّ التي نتکلمها ونكتّبُ بها . من أجل ذلك وجب 
أن يكون الجذر الذي جاءثٌ منه هذه الكلمة جذراً هجيناً غير 
خالص . 

ونمر بالشعر الجاهلي الذي وصل الینا فلا نجد فيه صيغة من 
جذر «ع - ر - ب » للدلالة على معنىّ قومي يتعلق ( بالعرق من 
النسب الجامع ) ولا على معني یتعلق باللغة التي نتکلمها . و 
أمرٌ له تعليلة من تاریخنا السابق على الاسلام . لقد كان الجاهلیون 
غارقین في منازعاتهم القبلية فلم يكن لدیهم » فيما لدینا من الثراثٍ 
اللغوي » ما ید على المدرك القومي الجامع . ولکنْ لما وق 
الجاهلیون في آعقاب العصر الجاهليّ وها لوجه آمام الفُرس على 
حدودهم الشرقية ثم كرهوا الک الفارسي الذي كان قد استطال 
في شبه الجزيرة ‏ بدأوا یستشعرون شیثا من البخضة للفرس ۰ 
وشغر عنترة بهذه البُْغضة فقال في معلقته عن ناقته : 
شربت بماء الدُحْرضَيْنِ فأصبحت زرَوْرَاء تفر عن جياض الذیلم(), 

9 ودار 7 القوبي الاي 3 ا 

ی 

وجاء الإسلامٌ ونّلالقرنْ الكريم مجم في ثلاث وعشرین 
سنه في مك والمدينة فلم یرد فيه من الجذر « ع- در - ب » إلا ثلاث 


,0 راجع لسان العرب ( مادة « دلم » ) . 


۱۳۹ 


صي : ما 
لزوجها في قوله تعالی «عربا رابا » ( ۵٩‏ الواقعة ۳۷) . 
جاءت اه « أعراب » عَشْرَ مراتِ في سور مذنية فقط 9 
بت مراب في سورة التوبة وحذها . ولا حاجَة للاستشهاد على أن 
كَلِمّة « آعراب » تدل في القرآن وفي غير القرآن على البَدُو . 


ما الكلمة الفاصلةٌ في هذا الشان فهي كلمة « عريي » التي 
وردت في القران الکریم إحدى عَشْرَةَ مرة » في سُوَرٍ مدنية وفي 
سور مكية أيضاً » غير أن هذه الكلمة قد وردت عشر مرات نعتا لِلَةٍ 
التي لرل بها القران بأنها لغة واضحةٌ بيّنة » کقوله تعالى : © إنا 
أنزلناه قرآناً عربا لعلکم تغقلون » (۱۲ یوسف ۰۲ آي 
تفهمون . ويبدو أن هنالك مكاناً واخذا أ آسُعْمِلت فيه الكلمةٌ 
« عربي » لتتغت شخص الرسول. اة »> في قوله تعالى : # ولو 
جعلناه قرآناً اجب لقالوا لولا لت آینه ‏ أأعجَمِيّ ور بي ؟ » 
4١(‏ السجدة 44) اي أكنات احم الق وبي عر ؟ 


إن استعمال كَلِمةٍ عربيّ في القرآن الكريم دلَّتِ الشعراء على 


التعبير الذي لم يقعٌ عليه عنترة . ومنذ السنةٍ الثالثة للهجرة قال 
يك ١‏ ملك 0 و 


بدا لنا فاتبعناه فد وكذّبوه » فکنا أسعدٌ العرب . 

وبعد ذلك بمدّة يسيرة » فیما يبدو » قال حسایٌ بُ ثابت 
قرع بني هُذَيْل لما اشترطوا على الرسول. أن یجل لهم الزنا حتى 
يدخلوا فى الإسلام : 


۱۳۷ 


سالث هُذَيْلُ رسول الله فاحشةً + ضلّت هذيلٌ بما قالث ولم تصب 
سالوا رسولَهُم ما ليس مُعْطِيَهُمُ حتی الممات . وکانوا سَبة العرب 
وهكذا بدأ في الشعر العربيّ مدرك لم يكن معروفاً من قبل 
هو أن العَرَبَ جماعةٌ واحدة ذات یطاق من الوحدة الجامعة . غير 
أن منرد العروبة يومذاك 2 أو المدرك القوميّ العام على الأصحٌ » 
كان 9 والإسلام 5 شيعاً واحداً . بعد غزوة الخندق , في السنة 
الخامسة للهجرة » وإجلاء البهود من ب: بني النضير وبني قُريظة » رثى 
شاعر من بني لاشهل اسمه الضحاكٌ لحان . أولئك اليهود. من أجل 
e‏ ثابت هذا الشاعر » وذكره بأن نفراً من قبيلته 
بني الأشهل . قد کانوا مُسلِمين حقاً . منهم إياس بن أوس بن 
عتيك الذي استشهد في غزوة خد وأنس بن أوس, بن عتيكِ 
الذي اسهد في غزوة الخندق . وهکذا قال حسان بن ا 
للضحاك هذا : 
اجب يدان الججاز ودينهم » 
كېد“ الحمار » ولا تحب مُحمّدا ؟ 
وسَرعانَ ما برزث كمه (عرب ) في مقابل كلمة ( روم ) 
وكلمة نبيط ( آرابيّين ) واکتسبت بذلك معنىّ قوميًاً واضحاً . جاء 
(۱) يهدان جمع يهود . 
(۲) في شرح القاموس - مادة هود ( عبد ) بدل ( كبد) . 


۱۳۸ 


في الأغاني ( دار الکتب ١4‏ : ۸۷ - 88 ) : 

بعد فتح مك > في السّنة الثامنة للهجرة » قَدِمَ قيس بنْ 
عاصمٍ وعمرو بن الأهتم ابن عمّهِ على الرسول . فلما صارا عنده 
تسابًا وتهاترا . ثم قال قيس بنْ عاصم للرسول عنْ عمرو وقوبه : 
«واللّفت > يا رسول الله » ما هُمْ مناء وإنهم لین أهل, الجيرة ۷ » 
فقال عمرو بن الأهتم : : دبل هم والله » يا رسول الله » من 
عاصم : 
إن تبغضونا فإن يد 0 ا 0 
وافهمهما تلميحاً مر 


وف ار 3 أو تس 0 0 


ابلك آورده اي ۲۰۳۹ 5 وهو 


إذا العَرّبُ العرّباء جاشت بحورها 
فخرنا على كل البحور الزواخر . 


ثم تفلیت کلمهةً « عرب » بعذ ذلك بین المدرك القومي 
الخالص والمدرك المتصل بالاسلام اتصالاً ان وجری 


۱۳۹ 


المدركان یا إلى جنب عُصوراً و والشواهدٌ على ذلك كله كثيرةٌ 
ركالٍ / مور 
تحتاجٌ إلى دراسة مستقلة . 
هذا كله من الناحية اللغويّة في تاريخ كلمة « عرب » . ولكن 
يبدو لنا أيضاً أن الإسلام هو الذي جعل لكلمة « عرب » هذا المقامٌ 
في شعورٍ الجماعة » ولكن نهى عن أن یکون هذا الشعورٌ عاملا 
مُمَرّقاً بين صفوف الأمّة التي وَحَدَها الاسلام . 


۱۳۰ 


الامثال في لخة کل أمّة من معالم الحضارة ندزس فیها تاريخ 
الأمّة «ونغرف منها كيف تقلبت بها الاحوال ثم هي تدُلنا على 
طريقة التفکیر في الأمة . 
والأمثال طَبّقات : منها أمثالٌ مفردة عارضة في تاريخ الأمم -لأنها 
تا راتس فى كل ا ا کک نا .قبن 
هله الأبثال في اللقة مره آیمدامن النجم - أسْرٌَ من الريح - 
دام بالصراخ يَفِرَوا ( وهو مثل یضرب للرجل الظالم يبدأ 
بالشکوی ويُظهر أنه هو المظلوم وأنّه ما فعل الذي فعله الا لأنه 
خاف العُدوان من غیره فیسکت الناس عنه . وربّما ضرب لغير ذلك 
أيضاً : للرجل الضعیف يبدأ بالصراخ فيظنه الناس قويّاً 
فيخافونه ) - الحدید بالحدید يُفْلْحْ ( أي أنّك لا تستطیع أن تغلب 
على أمرٍ إلا بشيء آشد منه أو بثله) :حوفي اللغة سل هو 
« خير الأمور اشمد‌ها مَعْبَةَ ( نهاية » نتيجة ) » ده عُنواناً المسرحيّة 
لشكسبيرٌ : کل أمر حسنٌ إذا ( هو) انتهى نِهايةٌ حسنةً ! 


۱۳۱ 


وهنالك طَبَقَةٌ من الأمثال وضعها العقل الانساني ( لا الاختباز 
وحده ) . من هذه الأمثال : آفة العلم الیسیان - اه غائباً يقترت 
( والعامة یقولون : اذکر الذیب وهییء القضیب ) - إذا اشتریت 
فاذکز السوق ( أي لا تشتر شيئاً بثمن غال, إذا أعجبك فقط » بل 
ادفع في الشيء الذي تشتریه ثمناً إذا نت بغت ذلك الشيء يوماً 
بعته باکثر من الثمن الذي دفعته أو بمثل ذلك الثمن على الأقل . 
إن معنى ذلك أن یفکر الانسان دائماً في الأمور التي يعالجها وفي 
فائدة الأعمال التي يعملها ) . 

وفي هذه الطَبَقة من الأمثال : إذا ترضّيت أخاك فلا أخالك ( أي 
إذا كان لك رفيقٌ يغضبٌ منك لکل شيء نم تحتاج إلى أن تسترضِيَةُ 
حتّى یظل رفيقاً لك » فإنَ هذا الرجل ليس لك بأخ صديتٍ ولا برفيق 
صالح ) . ومن هذ الأمثال : ظن لعاقل خیر من یقین الجاهل 
( ذلك لأنَ الرجل العاقل قد بل من العلم والاختبار دا أصبح معّه 
قادرا على الوقوف على حقائق الأمور من غير جُهد . وذلك باب من 
آبواب علم النفس ) . ومن هذه : المَعَاذِرُ مکاذبٌ ( فإِنَ الانسان لا 
یعتذر من عمل الا إذا كان قد أخطأ فيه . فإذا وعد إنسان إنساناً بأمر 
ثم لم یف به نا أن بكرن الك عاص عن الرفاة يما ود ای 
أن یکون قد وعد وهو لا يْقَصِدُ الوفاة أو أن يكون قد وعد ثم نسي 
ذلك الوعد . ومن ذلك أيضا قولهم : « كاد العروس أن يكونَ 
مَلِكاً ». فالعروس ( وهذا اللفظ يُطلق على الرجل والمرأة 
والمقصود هنا الرجل ) في يوم عُرْسِه هو أهمٌ الناس في العُرس لأن. 
الناس قدٍ اجتمغوا لمناسبة هو سببُها وصاحبّها . ويجب أن يكون 
هذا المعنى قديماً في الحياة الانسانية وفي التفكير الانساني » فقد 


۱۳۲ 


جاء في الانجیل مرارا » لا بمعنی العروس ( في الانجیل : 
العریس ) على الحقيقة بل على المجاز ( الرجل مهم في آمرٍما . 
ویبدو أن الاشارة في مطلع الإصحاح الخامس والعشرین من انجیل 
متی راجعة إلى المسیح نفسه ) . 

المعالم العربية في أمثال العرب 

ثمّ هنالك طَبَقَةَ من الأمثال العربية هي صور للحياة العربية 
البَدُوية في الجاهليّة خاصّة . هذه الأمثال لا تزال ذات صلة بحياتنا 
نحن العربٌ إلى اليوم » منها الحَسَنُ ومنها غير الحسن . 

من هذه الطبقة في أمثال العرب : 

را) آخرها أقلّها شرباً (أي أن الإِيل التي ترذ إلى جياض 
الماء في آخر الواردين لا تستطيع أن تشربٌ كثيراً ان الماء في 
الحوض المورود يكون قد قل كثيراً) . هذا المثل عربيّ بَذْويّ 
أصيلٌ كان قوله في ثبه جزيرة العرب » ولا يمكن أن يكونّ قد قِيل 
( كما يمكن أن يُقال مثله ) في مصر أو العراق أو هُولندة أو 
البرازيل » لأنّه صورة لِقِلّة المياه . 

(۲) أوسعتهم ا وأوئوا بالابل ( أي آن قوماً غروني وأخذوا 
إبلي فجعلت آشتمهم شتماً كثيرا ) . هذا المثل يُضْرَّبُ للذي يعدو 
عليه خصوفه فیسلبونه آمواله وختوقه ويكتفي هو بالصراخ 
والاحتجاج . وهذا مثل بَذُوي أصيل أيضا لأنه يصور الحياة البدوية 
حیث الحقٌ للقوة وحیث الفردٌ القوي هو واضمْ القانون . وهو 
شاک شرن ل الل ع ا 
الكلام ! 


۱۳۳ 


(۲) إن ترد الماء بماء یس ( أعقل ) . وهذا آیضا من هذه 
الطبقة . الما في شبه جزيرة العرب قلیل . وعلی المسافر في كل 
مكانٍ إذا سافر أن یسافر ومعه زاده من طعام وشراب . ما في شبه 
جزيرة العرب فعلی المسافر أن یکون أكثرٌ احتياطاً وبعْدَ نظر » حتى 
له اق شش هاء من بخ اررض أن يعمل ما مه فل 
وصل إلى النبع الذي یقصده وجده جافا . هذا المثل يضرب 
للرجل الذي لا يثق بأمرِ غائب عنه خوفاً من المفاجثات : إذا كان 
موعدك الساعة العاشرة وكانت المسافة بيتك وبين مكانٍ الموعد 
ساعةً فانطلق من مكانك قبل ساعتين . وإذا كنت محتاجا فى رحلة 
لك إلى مائة دينار يكن معك مائتانٍ . وکا اه خرن سيك 
تحتاج إلى ألف جندي فجهز لحربه ألفين . 


)٤(‏ الناس كإيل, مائ لا تج فيها راحلةً . معنى المثل : قد 
خلال مل با یم ی 
قد یکون مانا وى في مرف شدید الك رجل ما بازحا 
من هؤلاء الرجال الاب يمكن أن يكون لك في موقفك ذلك عونا 
أو ذا نفع . 

أمثال وراءها قصص . 

والمثل عادة لا ينغا ادل » بل هو نتيج احتبایر طویل, 
لفرد أ ولجماعة أو لشعب أو لام . في مثل هذه الحال يكونٌُ المكل 
مرتبطاً بواقعةٍ من الوقائع ( حادثة من الحوادث ) من هذه الطبّقة من 
الأمثال : 


۱۳۶ 


(۱) إن يبغ عليك قومُك لا يَبْعْ عليك القمرٌ . 

قيل إن جماعة من بني تَعْلبَةَ بن سعدٍ بن ضَبّةَ في الجاهلية 
تراهنوا على الشمس والقمر ليلة أرب عَضْرَةَ . فقالت طائفة : تطلْ 
الشمس ( في الصباح ) والقمر لا يزال يُرى ( في الغرب ) + وقالت 
طائفة أخرى بل يغيب القمر قبل طلوع. الشمس . فتراضوا على 
رجل جعلوه ه بینهم (حَكَمَاً) e‏ 
( سيبغون ) علي ( سيظلمونني ) . فقال له الحَكم : إن يبغ عليك 
قومك لا یم عليك القمر ( أي إذا كان قومك» وهم نر یرون 
بالعواطف وبالأحوال والمُناسبات فلا يأخذون برأيك أحياناً » فما 
عليك الا أن تراقب الَمر « وهو جرم حجريّعلا يتأثر بما يتأثّر به 
البشر) في صبيحة ليلة آربع عَشْرَةَ فترى ما يكونُ من شأنه وشأن 
الشمس . 

هذا المثل لا يزال حَيَاً إلى يومنا هذا . ففي کل سَنَةٍ قمرية 
یختلف عددٌ من بلاد العرب في رؤية الهلال في أول الشهرء 
فمنهم من يقول : رأينا الهلال » ومنهم من يقول لم نره ! وحلّ 
المُشكلة أن ينتدبوا لرؤية الهلال رجلا صحيحَ البصر وله علم 
بشيء من مطالع الأجرام السماوية . 

(۲) أبصر من زرقاء اليمامة . 

زرقاء اليمامة امرأة كانت في الجاهلية الأولى اختلف الرواة 
في اسمها ولکنهم ذكروا أن عَينيّها كانتا ژرقاوین وأنها كانت من 
أهل اليمامة ( أواسط شبه جزيرة العرب ) . ولقد كان رها سليما 
حاداً . زعموا أنها كانت تبصر من مسيرة ثلاثة أيام ( نحو اة 


۱۳۹۵ 


كيلومتراً للحاو المفتدك لذي سر اي فا نی امومع 
وت ير الأشياء . وفي هذا مُبالغةٌ شديدةٌ , فان حَدَبَةَ الأرض تمن 
الانسان من أن يرى شيئاً يبِعْدُ عنه أكثرٌ من جشرین کیلومتر . 

ما القصة التي وراء هذا المثل فهي التي تلي : 

ان اش وطَسْماً (وهما قبيلتان قديمتان من العرب 
البائدة : الذين انقرضوا ) تحاربتا فتغلبت جديسٌ وأكثرتٍ القتل في 
طشم . فخرج رجل من طسم واستنجد بان بن ّي مك جميّر 
( اليمن ) . وجاء حَانْ بجیش, وأحبٌ أن يستر مسیره عن نديس 
فار کل جندي أن يحمل شجرة ( (غصن شجرة ) . واتفق أن زرقاء 
0 بيتها تنظر إلى الأفق فرات الجيش 

ٿر يحمل آغصان أشجار » فقالت لقوفها : تهیأوا للحرب ‏ 
E eS‏ أرى « الشجر 
يدبٌ على الأرض » . ونظروا حيث كانت تنظر فلم یروا شيئاً فلم 
يصدّقوها . وبعد ثلاثةٍ أيام. وصل جيش حسّان بن تب وقاتل بني 
عدي قلا شنيذا . 

قد تكون هذه القَصّة صحيحة أو غیر صحيحة » ولكنّها 

مَحْكيةٌ مَروِیة منذ زمن قديم . ويبدو أن هذه القِصّةَ قد وصلت إلى 
الكزب «فاحذها کسیر وحاگها في |حدی اند من رواية 
« ماكبث » . 

۳( رمي من غير رام . 

ی هم و 
یرف الرماية . ومؤدّاه : قد يُخطىء العالم بالشيء وقد يُصيب 


۱۳۹ 


الجاهل أحياناً . وقِصّهُ هذا المثل : 

خرج الحکم بن عبدٍ يغوث المنقري ( في حديث طويل ) هو 
وابنه المطعم » وكان المطعم حَدَّثا ( صغير السنْ ) ضعیفا لم یتعلم 
الرماية بعد . فلمّا سارا في البادية مرّت مهاة ( ظبية ) فرماها الحكم 
قاجطاها ...ثم مرت بهماامهاة خر فرماها الحكم ایضا فاعظاها:. 
فقال المُطهِمٌ لأبيه : يا بت » أعطني هذه القوس . فأعطاه أبوه 
القوس فرمى المّهاة فأصابها . فقال الحکم والدٌ المطهم عندئذ : 
رمية من غير رام . 

إن الأمثال في کل أمّة تَكْشِف عن حياة الأمّة . وإذا نحن 
درسنا الامثال دراسة فيها مُقارنة ومُوازنةٌ رأينا بين أمثال. الأمم تشاب 
کبیراً » ذلك لأنَّ المجرى العام في حياة الناس أفراداً وجماعات 
تتشابةُ كثيراً . ولكنّ ذلك موضوع آخر . 


۱۳۷ 


۰ 
0 
۰ 
RR. ۰‏ 2 ده 
م ی 
44 7و 
- 


ليس هذا المقال مقالاً أدبياً » وان كان له عُنوانٌ أدبي . إنه 
مجاولةً لفهم الأدب فهما میا یا ؛ فالادب ليس تغريراً بالعاطفة 
وحذها ولكنّ له مَعْرَزَاً في جانب من جوانب الیماغ أيضا . 

غرم لرا ا 
اليونان » ولا شلف في أن شعراء الأمم قبل اليونان قد أغُرموا بذکر 
ا والكواكب في أشعارهم أيضاً . ولكن يبدو لي أن العرَبٌ 

تحت آن کرو اشد فتنة ة بالسماء ونجومها لأن سماءهم آوسع قضاءٌ 
وا صفاء وق سحابا وأندر ضبابا . 

وذکر النجوم ' في الشعر العربي قدیمه وحدیثه يجري على 
نحوین : 

على نحو لُعْويٌّ بلاغي لا دلالةَ علمية فيه البثّة ؛ 
صحيحة ‏ قريبة أو بعيدة . 


۱۳۹ 


ولکن بما أن الشعراء عامة وشعراء العرب خاصة قد قالوا فى 
السماء والنجوم وأکثروا » فقٍ اکتفیت هنا باب المعتز ها 
في مُقدّماتِ مُمَهُدات لا غنىّ عنها لمهم قواعد البحث . 

وعلم الفلك في دیوان ابن المعتز بارژ جدّاً » فکلام ابن 
المعت في السماء والشمس والقمر والنجوم والكواكب أكثرٌ من أن 
يُحصى . وکذلك لحظ ابن المعترٌ في دیونه۱) توق کوکب المرّيخ 
( ص ۰۱۵ ۲۷۰ ) . والمزیخ نجمْ جمیل يلمع في السماء لَمَعَانا 
آحمر ضعیفاً أو شديداً » بحسب اقترابه من الارض أو ابتعاده عنها 
دور بعد دور . ۱ 

ولكن َعنا نات أولاً إلى أبياتٍ من الشعر القديم لنرى ماد 
بالاستعمال اللغُویَ ي البلاغي وبالدّلالة العلمية الفلّكية . وهنا أيضاً لا 
بد ین الاكتفاء بنجمٍ واحدٍ. أو بعنقود نجومٍ على الأصح هو 
الثْريًا » حَضْرًا للموضوع . 

لامرىء القيس بيت في معلقته يقول فيه : 
ان الثريًا عُلّقت من مصابها بأمراس کتّان إلى صُمّ جندل, 

یفْصدٌ امرؤ القيس أن يقول إن الثريا تظهر هادئة جامدة في 
السماء لا تتحرّك ( كناية عن طول الليل الذي كان امرؤ القيس 
يشكو منه في أيام شبابه وغرامه ) . وليس, لاستعمال « كلمة » الثريًا 
هنا لاله علمية ما . لقد كان لامرىء القيس في هذا البيت غنية عن 
اعمال كيد ربا نها م اا ارم وغير اماه ان 
(۱) دار صادر ودار بيروت » بيروت ۱۳۸۱ ه = 1951 . 


1١. 


وکان امرژ القیس نفسه یعرف ذلك . فقال في بيت سابق على 
البیت المذکور في معلقته أيضا : 
فيا لك من یل كأن نجونه بکلّ مُغار ال شُدّت بيذبلٍ 

ففي هذا البيت يذكُرٌ الشاعر أن النجومٌ كلها ( والثريًا 
مغها طبعاً ) تظهر وكأنها مربوطة بحبال ومشدودة بتلك الجبال إلى 
جبل بل فلا تستطيعٌ أن تتحرك لتغيبٌ وينتهي الليل الذي كان 
الشاعر يشكو ( في أيام حبّه ) من طوله . 

وتتخطى العصور كلها حتى نصل إلى أحمدّ شوقي فنراه أيضا 
يذكر الثريا ذكراً لو بلاغياً فيقول في مطلع إحدى قصائده : 
أيُها المُنتحى بأسوانَ دارا ۰ كالثريا تريد أن تنقضًا! 

في هذا البيت یرد شوقي أن يَصِفَ تلك الداز بأنها عاليةٌ 
جدّا حتى لوا وكأنها لا تستند إلى شيء فکانها على وَشْكِ 
السقوط في كل ساعة . ولقد كان لشوقي في هذا البيت غنية أيضاً 
بكلمة أخرى نحو شهیل ‏ العذارى » الأثافي . الخبايا » الّباني 
وغیرها ۱ وکل هذه من أسماء الأجرام السماوية وهي تفي بغرضٍ 
شوقي وامریء القیس من قبله وزنا ومعنی . 

دب امرؤ القیس ذات يوم إلى زيارة حبيبته فاطمة أو 
عُمْيْئرَةَ » واتفق أن رای الثُريًا أو أن الثریا خطرت له فتطلّع إليها 
ووصفها فقال : 
إذا ما الثريا في السماء تَعَرَضْتَ تعرّضٌ أثناءٍ الوشاح المُفصّل 


۱:۱ 


إن امرأ القیس قد وصف عنقود الثریا كما بدا له في تلك 
الليلة » فیما اعتقد . فارَخ لنا زيارته مّعْ أنه كان هو حريصاً على ألا 

إن الثريا عنقودٌ لا يبدو لنا دائما في مكان واحد . فإذا نحن 
نظرنا في ألفاظ البيت وهي تدور على الفعل تعرض ( تصدّى . بدا 
بأعراض جوانبه في مكان ظاهر من السماء ) ثم صدّقنا أن امأ القيس لما 
دخل على حبيبته كانت تخل ثیابها استعدادا للنوم وأن السْمَار 
الساهرين كانوا لا يزالون في كلامهم » أي في آولر الليل ؛ ؛ ثم 
علمنا أيضاً أن امرأ القیس كان یعیش فى الجزء الشّماليّ في بلاد 
العرب » وَجَبَ أن تكونٌ تلك الزيارة في فصل الشتاء » وفي خلال 
شهر کانون الأول ( ديسمبر) . 

لعل استنتاجي ليس دقيقا » ولعل وصف امرىء القيس ليس 
دقيقا أيضا ؛ ولكنّ البيت نفسه ذو ذَلالةٍ فلكية » لا شك فى 
ذلك . ۱ 

وقبل أن نأتي إلى ابنٍ المعتز يحسن أن نمر بعْمْرَ بن أبي 
زبيخة مرا فقا . كان مر بن أبي ربيعة يتعشق الثريًا بنت علي بن 
عبد الله (۱ :۲۲۲ - ۲۳۵) فأكثر من زيارتها ومن ذكرها في شعره . 
وأراد امل الثریا أن یقطعوا ألسنة الناس فزوجوا انتهم لأمير انوي 
هو سُهَيْلُ بنْ عبد العزیز بن مروان على أن يَحْمِلَ سهیل هذا ژوجته 
ویذهب بها إلى مصر حيث كان أبوه واليا . أو إلى الشام حيث كان هو 

ولم يكن عمر بن أبي ربيعةً مسروراً بهذا التغيير فقال أبياتاً 
یعرض فيها بذلك اواج فقال مُستغرباً : 


۱:۲ 


آیها المُنكحُ الثريًا سيلا ء عم الله كيف يلْتقيانِ ! 

ثم أنه استطرد من اسم الثريا بنت علي إلى عنقود الثریا » 
ومن اسم سهيل بن عبد العزيز إلى النجم المعروف باسم سهيل 
وقال : 
هي شابية إذا ما استقلت. ومهیل إذا استقلّ يُماني ! 

وقد قصد ابن أبي ربيعة أن مطلع الثريا وفلکها شاميّان 
( شمالیان ) . وأن مطلع سهيل وفلكه یمانیان «جنوبیان ) . 
والواقع أن سهيلا نجمٌ » جنوبي وهو لا يرى في البلاد الواقعة شمال 
خط العرض من الدرجة السابعة والثلاثين . وهو لا يرى دائما 
بطبيعة الحال في البلاد القريبة من ذلك الخط جَنوباً . ومعظم البلاد 
العربية تقع في تلك المنطقة . 

ونأتي الآن إلى ابن المعتز . 

كان ابن المعترٌ أميراً عبّاسياً وُلِدَ سَنَهَ ۲4۷ ه (451م) 
وعاش في بغداد عيشةً مُترفة تخللها » وخصوصاً في آواخرها , 
تنغيصٌ كثير . ثم إنه بویع بالخلافة سنه 795 ه ( ۹۰۹ م ) . غير 
أنه بقي في الخلافة يوماً وليلةً ثم حلع . ويل بعد ذلك بنحو 
عشرينَ يوماً . 

وكان ابن المعترّ شاعراً متين السبك رقيقَ المعاني وَقَفَ 
مُعْظَمّ شعره على الخمر والوصف . واشتهر بوصف الأزهار 
والنجوم . ولعل شعره الناضخ المَرحَ الذي نحن بسبيله قد نظم في 
نحو خمس عشرة سنة » بين سنة ۲۷۰ وسّنة ۲۸۵ ه (۸۸۲- 
۸م( . 


۱:۳ 


إن علم الفلك في دیوان ابن المعترٌ باررٌ جدّاً » فشعر ابن 
المعتژ في السماء والشمس والقمر والنجم والنجوم والكوكب 
والكواكب أكثر من أن يحاط بتفصيله . وفي ديوان ابن المعترّ 
إشارات ظاهرة عارضة » لا دلالة خاصة لها. إلى الزبانين 
(ص 4٩‏ ) وبنات نعش المعروفة باسم الدب الأكبر (ص ۰۲۰ 
4 ) وإلى النسر والفرقدين ونجوم الأسعد ( ص 4ه ) وإلى النسر 
أيضا والعیوق ( ص ۳۳۳ ) ۰ والجوزاء ( ص ۲۲۱) ۰ والمشتري 
(ص ۲4٩۹‏ ) والمجرّة ( ص ٤۷۳ . ۳٦۷‏ ) والسماك الأعزل 
(ص57” ) والدلُو ر ص 4047 ) . ولعل فى « الكوكب الفرد » 
(ص 177 ) إشارة إلى أن الكوكب إذا كان كثير التوقد واللّمَعَان 
بدا منفرداً (إذ تختفي النجومٌ التي حولّه من أثر نوره) . 
ولعل في هذا أيضاً إشارة إلى الفردود » وَهِيَ نجومٌ مُصطفَةٌ لت 
ثرا ( القاموس : ۱ : ۳۲۲) . غير أن الأليق أن یکون الكوكبٌ 
الفرد المذکور في شعر ابن المعترٌ هو « الفرد » أو فرد الشجاع(۱) . 
ومن أسمائه الشجاع وعنق الشجاع وسهيل الفرد وسهيل الشام . 
وسمي ( هذا ) النجم بالفرد لانفراده من أشباهه وتنحیه إلى ناحية 
الجنوب . وهذا النجم يشار إليه بالرقم ۲۱۱ وبالحرف أ من 
صورة التنين » وهو يلمع لمعانا واضحا في منطقة من النجوم 
الخفية"“ . وهكذا أصبح من اليسير اجتلاء الصورة التي أراد ابن 


. ) الشجاع هو الثعبان » وهنا التثين ( أحد عناقيد النجوم‎ )١ 
ص ۱۰۳ ۰ راجع‎ . 1946٠ القاموس الفلكي تأليف الأستاذ منصور جرداق » بيروت‎ 0 
۸۶ ۳ ۰۵ 


۱:۶ 


المعترّ أن یجعلها للخمر ( ص ۱۷۷ ۰ البیت ۳) : 
یمج سلاف الخمر في عسجدية ‏ توَهُجٌ في یمناه کالکوکب الفرد! 
وفي دیوان ابن المعترٌ بیتان في الخمر هما (ص ۷۹) : 
ألا فاشقنیها قد عى اللیل دیکه 
وقد لاح للساري سُهيّل كأنه على کل نجم في السماء رقیب 
إن ابن المعترٌ يذكر هنا أن النجم سهیّلا یکون في آخر الليل 
رقيباً على النجوم كلها . والرقيب في النجوم هو النجم الذي يبدأ 
بالظهور من المشرق حینما يدا نجم آخر في الغروب في المغرب . 
فإذا كان سهیل رقيباً على « كل نجم في السماء » ۰ فمعنی ذلك 
أنه النجم الذي يبدأ بالظهور في المشرق حینما تبدأ آواخر النجوم 
الاختفاء وراء الأفق الغربي . وهذا یصدق على سهیل في المنطقة 
ومنالك في دیوان ابن المعتژ بیت آخرٌ (ص ۲۰۰) : 
ویوم من الجوزاء أصلیت ناره ‏ وقد ستر الکناس إذ بان مشتری 
وفي حاشية الدیوان أن عجرّ البیت غامض . والواقع أن 
البیت کله كما ورد في الدیوان ( بفتحة على اللام من « أصليت » » 
و« ستر » في العجز غامض ) . 
آما الشطر الأول فالأمر فيه یسیر . أنه يجب أن یکون : 
«ویوم من الجوزاء أَضْلِيتُ ( بالبناء للمجهول ) ناره . والمعنی 
واضح مشهور : إن کواکب الجوزاء تکون في أواسط الصيف . 
وعلی ذلك قول أبي نواس : « آنضجتنا کواکبٍ الجوزاء » . 


۱:۹۵ 


وأما الشطر الثاني : « وقد ستر الکناس إذ بان مشتری » . 

وإذا كان ناشر الدیوان قد أثبت الأحرف ( بقطع النظر عن 
النقاط والحركات ) صحيحة » فإننا نستطيع أن نقرأ هذا الشطر 
هكذا : وقد سیر ( بالياء وبالبناء للمجهول ) الکناس - إذا بان - 
مشترى . أو : ولذ «لمّا) بان رظهر) الكناس ( الكوكب في 
النظام الشمسي ) مشتري ( المشتري ) وقد سير ( ظهر عليه سيران 
أو خطان أسودانٍ ) . ومن المعروف أن الكوكب المشتري يحيط به 
حزامان داكنان عند الوسط . وإذا كان هذان الخطان لا یریان إلا 
بمنظار » فانهما لا يحتاجان على كلّ حال إلى منظار كبير . ثم أن 
رجلا أميرا عالما مثل ابن المعتز يعيش في مدينة بغداد لا يبعد أن 
يكون قد رأى القبة الزرقاء من خلال الاسطرلاب مرارا . 

ونأتي بعد ذلك إلى بيتين آخرین لابن المعتژ (ص )١44‏ : 
شربئها . والديك لم ينتبة سكرانُ من نومته طافحُ؛ 
ولاحتِ الشعرى وجٌوْرَاؤْها کشل زجٌّ جره رامح ! 

وقد جاء فى حاشية الديوان المنشور : الشعري والجوزاء من 
الكواكب . لزع حديدة في أسفل الرمح . إن التفسير اللغويّ 
صحيح » ولكن لا صلة له بالصورة الفلكية . 

یخبرنا الشاعر في البیت الأول أن الليل لم ینتصف بعد فان 
الديك لم یل نائما ه والديك یُصیح للمرة الأولى » فیما يقال » 

يبدو أن الشاعر كان سهران في تلك الليلة » في النصفب 
الأول من شهر آذاز » إلى نحو منتصف الليل » لأنْ هذا الوقت من 


۱:۹ 


ذلك التاریخ یجمع اليماك الرامخ والجوزاء والشعری اليمانية في 
مجال النظر » ولکن یبعذ فيه السماك الرامح عن الجوزاء والشعری 
في رأي العین کثیرا . یس معا الرامح وبِينَ الشعری 
والجوزاء في سمائنا د يصعب استجلاءُ الصورة التي تبث للشاعر » 
ADE E aE ES NO‏ 
الملاحظة حتى نصل إلى آخر المقال . 
الثريًا خاصة 
والثريًا مجموعة نجوم کانت محببة إلى ابن المعت كما 
كانت محببة أيضا إلى غيره من الشعراء العرب والإفرنج . ولا 
i‏ ی E‏ 
۷( . ثم إِنَّ له أوصافاً ذات دلالات یمکن أن تكون مهمّة . 
فابن 0 يُكثر من ذكر وجودٍ الثريا في الجانب العَرْبِيَ من 
السماء » فهو يقول مثلا (ص 1۰۲ ) : 
إذ تسروم الشریا فى الغروب مراما 
وهي في الغرب مُضيئة أيضا (ص 565 ) : 
والشريا ختوو. غصن على الغرب قد نَكِرٌ 
ثم إنها تتلالاً وهي متجهة نحو العْرْب ( ص 15 ) ۰ وكان 
اب المعتز يراها كأنها تمثل ناقةَ عليها هودجٌ : 
كأنَ الثريا هودجٌ فوق ناقةٍ يحت بها حادٍ إلى الغرب مُرْعجٌ. 
وقد لمعت حتی كأن بريقها قواريرٌ فيها زئبق يترجرَجٌ! 
لم يَصف اب المعترٌ الشکل العام للثريا فقط » بل ذكر أيضاً 


۱:۷ 


تبدّلَ شکلها وهي تنجه في مسیرها نحو الغرب . قال يُشْبّهها 

المُروي ( الخائف ) الذي يُميل بعُنقهِ من غير التفاتٍ ليسم ما یال 

من غير أن یفطن لاستراقه السمعٌ أحدٌ (ص «4”) : 

وقد مالث إلى الغرب الثريًا كما أصغى إلى الحس الفروق. 
وكذلك يبدو أن الثريا تميل قلیلاً إلى اليسار وهي نتجه غرباً 

( أو نحن نراها كذلك وأرضنا تدوز بنا على مخورها من الغرب إلى 

الشرق ) . وهذا ما راه ابنْ المعترّ . 


إن ملاحظة ابن المعترٌ في مکانها . نحن نعرف من النظر إلى 
السماء أن عناقید النجوم » وخصوصاً ما عظم منها كالدبٌ الأکبر 
والیتین » تبدّل أماكنها بين ساعة وساعة من اللیل من أثر دورن 
الارض بنا من الغرب إلى الشرق ) » وقد تتبدّل أشكالّها أحياناً إذا 
أصبح نظرنا إليها من زاوية غير الزاوية التي كنا ننظر إليها قبل 
ذلك . فإذا ظهر عنقود في المشرق بأحدٍ جانبيه إلى الشمال ‏ فإنه 
يصل إلى الغرب وذلك الجانب مائل إلى الغرب أو إلى الجنوب . 


حينما يبدأ الليل في سمائنا فان المَجَرّة (درب التّبان » 
وتسمّى أيضا باب السماء وأسماءً أخرى ) تكون مستعرضة من 
السّمال إلى الجنوب . فإذا نهض أحدّنا بعد مُنْنَضَفٍ الليل وکر 
النظر إلى السماء فإنه يرى المَجَرّة قد استطالت متجهة من الشرق 
إلى الغرب . والثريًا بطبيعة الحال تفعل ذلك . ولکنْ بما أن 
حجمها في رأي العين » وفي الواقع أيضاً » أصغرٌ من حجم 
المجرة جدّاً . فاننا لا نرى ذلك بوضوح . ولكنّ ابنّ المعتژ رأى 


۱:۸ 


ذلك » ورأى أيضاً أن الثریا تکون آحیانا في مکان من السماء یکاد 
یخلو من النجوم . فقد قال ( ص ۱۹۹) : 
. ۳ ۰ 8 ره ۶ 05 < هع 
وترى الثریا في السماء كأنها بیض بادجي يلوم بفذفد. 
والأدحيّ هو المكانُ الذي يُبيض فيه النَعامٌ في الرمل . 
والفدفد هو الفلاة أو المكان المرتفع أيضا . ولکن الذي يبدو أن 
ابنَ المعتز قد قَصّد بالفدفد الفلاة » كناية عن خلاء ما حول الثريًا 
من النجوم » يؤكّدُ ذلك قولّه رص ۱۷۷) : 
قم يا نديني , تصطبخ بسوادٍ ٠‏ قد كاد يبدو الصبح أو هو باد. 
وأرى الثريا في السماء کأنها ‏ قَدَمٌ تبذت في ثياب جداو. 
أي بيضاءَ في مكان أسود من السماء ( خال من النجوم ) . 
الثریا والهلال 
ویر الشاعر ابنْ المعترٌ لنا مشکلاة عسيرة الحلّ حینما 
یجمع بين الثریا والهلال في مكانينٍ قريب أَحدُهما من الاخر . فهو 
يقول مثلا ( ص ۱۸۵) : 
زارني والدُجى أَحَمُ الحواشي. والثریا في الغرب اتقو 
وهلا السماء لوق عروس ٠‏ باث جلى علی قلاق سود 
إن الثریا نجمْ شمالي ومداژها الظاهر لنا من الشرق الشمالي 
إلى الغرب الشمالي . ثم إنها لا ٌصل إلى الافق الخربي في سماثنا 
إلا متأخرة . آما الهلال فانه یظهر بعد أن يولد فى أفقنا الغربی مائلا 
إلى الجنوب » ثم لا یمکث فوق الافق الا مدّة يسيرة » مما لا يَدَحُ 


۱:۹ 


مجالاً لاجتماع الثریا بالهلال في مُجال محدود ( كما تعرف في 
سمائنا وفی أيامنا الحاضرة) . 

وابنُ المعتز یب هذا الجمع بين الثریا والهلال » وقد ردد 
ذلك في بيتيه المشهورین ( ص 492١‏ ) : 

39 1 3 ۳ ۶ ج‎ ٤ 

وکان المجر جدول ماء نور الاقحوان فى جاببيه 
وكأنَ الهلال نصفك سِوارٍ والشریا کف تشير الیه ! 

أما المشكلة التی تطلْب حلا فهی التالية : 

إن البیت الثاني من بيّتي ابن المعتز يقتضيان أن یکون ابن 
المعتژ قد رأى الثریا في الأفق الغربي في أول اللیل فائلةٌ بجانبها 
العریض ( الشمالي حين ظهورها في الأفق الشرقي ) نحو الجنوب 
في اتجاه الهلال » وعلی قرب ملموح يوحي بالتشبیه التمئيلي 
الجمیل : 
وكأنَ الهلال نصف سوارٍ والشریا کف تشیسر الیه ! 

لنذکر الآنَّ أننا كنا قد استبقینا مُلاحظةً تتعلّق بالمسافة بين 
اليماك الرامح والشعري والجوزاء » فيحسّنٌ ضمُها إلى القضية 

4 

الدائرة على المسافة بين الثريا والهلال في الافق الغربي . والجدير 
بالذکر أن ما رآه ابن المعترّ فى الحالين مُخالفٌ لمألوفنا أُقصِدُ 
مالوف الناس الذين يَعْرِفُونَ من الفلك هذا المقدار الضئیل الذي 
نراه فى هذا المقال . 

إننا على أرضنا من نظام غير النظام الذي منه الثريا . 
ونظامنا سیر » والنظام الذي منه الثريا ( الثور) سیر أيضاً . فهل 


۱0۰ 


خذت في أحذ عر فنا . مند يام ابن المعتز إلى يومنا » أن 
اختلفت أماكنٌُ الثریا في السماء ء حتی أصبحنا لا نستطیع أن نری 
الصوز الفلكية التي كان ابن المعتز يراها منذ أحد عَشْرَ قرناً في 
بغداد ؟ أجل . إن الوه 2 أماكنها ( بالنسبة إلى أرضنا ) 
باستمرار . ولکتنا نحن لا نذرك ذلك > فان تبدل أماكن النجوم في 
السماء يجري بط ء شديد ( بالنسية إلى مقدرتنا على الرژ ية من 
تلك المعافات التياسجة ) . فلا شك » إذن » في أن الثريًا كانت 
ری ( في أيام اب المعترٌ : منذ أحدّ عَشر قرناً ) في غير المکان 
الذي نراها نحن فيه الآن . 

إن جميع النجوم الثوابت ( الخارجة عن نظامنا الشمسي 
والتي تظهّر لنا كأنها ثابتة بالإضافة إلى حركة أرضنا حول الشمس ) 
EE‏ لمسير نظامنا الشمسي الذي يسيرٌ أيضا في 
هه السنياة الواسعة ب ما فيه من الكواكب الكبار والصغار » 
ويمكنْ أن يكون نظامنا الشمسي یسیر أيضا في الاتجاه الذي تسیر 
فيه جميع النْظّم النَجُمية » ولكنْ بسرعة أقل . من ذلك حسب 
علماء الفلك تقهقر النجوم الثوابت ( بالإضافة إلى ما نرى نحن من 
أرضنا ) فوجدوه تقهفُراً يبلُغُ ۵۰,۲٩‏ ثانية ( خمسين ثائية و۲5 من 
المائة من الثانية ) نحو الشرق في كل عام . ففي کل مائة عام يزيد 
التباعدٌ بين نظامنا الشمسي وبين النظم النجمية الأخرى ۰۰۲۹ 
( خمسة لاف وستا وعشرین ) ثانية أو نحو ۸4 ( أربع وثمانين ) 
دقيقة باعتبار الدقيقة ستين ثانية في الدائرة وفي الساعة على 
السواء . 

ولقد كنا رأينا أن نشاط ابن المعترٌ في نظم شعره الوصفي 


1١6١ 


والخمري كان بين سنءة ۲۷۰ وسنة ۲۸۵ للهجرة ( ۸۸۲ - 
۸م ) » ونحن اليوم في سنة ١41٠٠‏ للهجرة م OE:‏ 
فيكون 5 المعترّ قد رأى الثريًا . في سماء عدا قريبة من 
الهلال منذ ألفٍ ومائة سَنة هجرية أو تزيدُ ( أو منذ نحو ألفٍ ومائة 
عام ميلادي ) . ومعنى هذا أن الثريًا قد تقهقرت في رأي, العين 
عن نظامنا الشمسيّ ( وبالتالي عن أرضنا ) نحو الشرق مقداراً هو 
4 ( تسعمانةٍ وأربع وعشرين ) دقيقة ( من الدائرة ) أو حمس 
عَشْرَة دَرَجَة وت الدرجة . والدرجةٌ ستو دقيقة . 


ويحسن أن نلاحظ . من الناحية العلمية » أن تقهقر الثريا 
نحو الشرق نحو ست عشرة درجة قد وقع في سمائنا » وهي نصف 
الكرة التى فوقنا . فالفرق عمليا هو ست عشرة درجة من مائة 
زاین کر یران شیرتا ن اشفا إلى ذلك فان 
خبال ابن المعتژ الشاعر » أضيع بیته الذي یجعل مکان الثریا من 
مکان الهلال . في أول الشهر القمري . منذ ألف ومائة عام » وفي 
فصل الشتاء ( إذا كانت السماء صافية طبعا) وفي نحو الساعة 
السابعة ( حينما يصبح القمر قريبا من ربعه الأول ) معقولا جذا . 

لقد كان لنا في شعر ابن المعترٌ المتعلّق بالنجوم دلائل فلكيّة 
واضحة لا يمكن أن تكون راجعة إلى خياله الشعري وحده : لقد 
كان ابن المعتز على جانب من العلم بالفلك . ككثيرين من 
معاصريه الأدباء والشعراء .ثم أدخل ما يعلمه من الفلك في ثنايا 
شعره فاكتسبّ شعره هذه الميّزة التي درسناها في هذا المقال . 

بقي لي أنا ملاحظتين : 


1١ 


الملاحظة الأولی إلى الأدباء الذين یعتقدون أن الأدب 
( والشعر خاصّة ) عمل العاطفة وحها في انتاجه وفي التمتم 
بقراءته . وعند هؤلاء آن الأديب يكتب والشاعر ينظم من غير أن 
يكونَ لعقله سلطة على ما يفعل : إن الأدب عند هؤلاء ينع من 
الخيال والانفعال والغريزة و وهم رون أن العقل الذي وهب 
للانسان وأصبح الانسان به وحدّه إنساناً يمكن أن يُستغلٌ في كل شيء 
إلا في الأدب . 


أنا أحترم هؤ لاء لأنهم يقولون بما يشعُرون ثم یضعون آنفسهم 
حيث يشاؤون أو حيث يستطيعون » ولكتني لا أنصح أحدا بان 
يغبطهم على ذلك . إن أدباءنا الکبار في التاريخ لم بخلدوًا على 
وجه الدهر إلا لأنهم وضعوا شيئاً من قولهم في إنتاجهم الأدبي . 
قد أفتحٌ مجلةً تصدرٌ في کل شهر مرّة . هنا أو هناك أو هنالك » > فلا 
اج فيها في الشهر بعد الشهر مقالأواحدا يُقرأ. ثم قى منه في عقل 
القاریء شيء ینفعه . أكل رجل, . وضع لنا على القرطاس شيئاً بن 
اختباره الشخصيّ العام القاصر وجب أن يكون عندنا کاب نفق على 
ما یکتب دقائق من وقتنا ؟ أكلّ شاب رأى فتاة » أو خطرت في خياله 
فتاة موجودة أو غیز موجودة » ثم جَمَمَ لنا جملا مملوءة بالنقاط 
المتتالية وبعلامات الاستفهام والتعجب يحبٌ أن يكون ما كتبه 


قصة ؟ 

وبعد ذلك كله يجب أن ندرك أن الأدبٌ الذي لا عقل فيه 
ليس بأدب . وأن الزمن الذي كان العربٌ فيه جاهلين أو شبه 
جاهلين ثم قام فيهم نفرٌ من الأذكياء استسهلوا الصعْبَ ( أو 


1١0 


استضعبوا السهل على الأصح ) فجاءوا بقطع من السکر نتشوها من 
تراث الأوّلين وأذابوها في جرار من ماء کلامهم وسَموا ذلك أدب 
تجدیدٍ . إن ذلك الزمن قد مر الآن عبر . وان کتب هولاء ستظل 
تقرأ ما دام في العرب جاهلین وأرباع متعلمین کالرجل الذي لا 
يستطيع أن یرقی قِمَة الجبل ليْشرف منها على أجمل ما خلق الله من 
بقاع الأرض فيكتفي أن یضّعد إلى سطح کوخه ثم یزعم أنه يرى من 
ذلك السطح مناظرٌ أجمل من المناظر التي تُرى من جميع قمم 
الجبال . 

كثيرا ما أرى في تطوافي نساءً يَحْمِلْنَ جراز الماء على 
رو وسهن من مكانٍ بعيد لِيَشْرَبْنَ من ذلك الماء في بِيوتِهِنَ ويَسْقونَ 
منه رجالهن وأطفالهن وَلِيَقَضِينَ به حاجایهن ولِيَرْدُدْنَ به عوادي 
المرض والوسخ فقول في نفسي : إن شعباً لا يزالٌ يحمل الماء 
على راسو لب لا یجوژ له أن يقول إني غرفت العلم کک 
أمانة ولا يجوز لأحد أن یخون أمانته » وحصوصا إذا كان القائمو 


yT 
. یجهدون في أن يُبَدَلو‎ 

نحن ندعو العربٌ إلى استرداد مکانتهم الأدبية الصحيحة 
باعتمادٍ العلم والعقل في ما یُنتجون . أراني قد آطلت في خطاب 
الأدباء المعاصرين » ولعلّى قد بلغتٌ ما أريد . 

أما الكلمة الثانية فهى لسادتى علماءٍ الرياضيات والفلك 
الذين سَيْرَوْنَ في أرقامي وخسباني شيئاً من الخلل أشْعُر بوجوده ولا 


ع6 


آهتدي إلى مکانه . ولو آني اهتدیت إلى مکانه لأصْلَحْتَّهُ قبل أن 
يصِدُرٌ إليهم . غير ني وا من آنهم يُشركونتي في حبّ العلم 
ومن آنهم سيصّحَحونَ ما يحتاجُ إلى تصحيحٍ فاکون لهم من 
الشاكرين . ولا ریب في أن في تصحيجهمٌ هذا نفعاً لعددٍ كبير من 
القراء وخدمة للعلم نفسه . 


166 


ر 
اب 


في هذه المرة أختار أن أقرأ القاموس العربي باللغة 
الإسبانية » أي أن أستعرض الكلمات العربية في القاموس 
الإسبانيّ . ومع أن معرفتي بالإسبانية من حيث الشمول ومن حيث 
الدَّقّةَ لا رن إليها . فإنَ هذا العمل الاحصائي - من الوجهة العامة 
في النظر إلى الموضوع المقصود - ممكن من خلال معرفتي 
المحدودة . 


إن ثمانية قرونٍ من الحكم الاسلامي العربي ٩۲(‏ - 
۷ ه )220 في شبه جزيرة إيبرية ( إسبانية والبرتغال ) يجب » في 
منطق التاريخ » أن تترك أثراً واضحاً جدّاً في كل ميدانٍ من ميادين 
الحياة في تلك البلاد » ممٌ العلم اليقين بأنَ هذا الخکم كان - في 
أثناء تلك القرون الثمانية - متفاوتاً تفاوتاً كبيراً من حيث الرقعة التى 
سیطر علیها فى الأدوار المختلفة ل من حیث اجتماخ السلطة في 


(۱) عام ۷۱۱ إلى عام ١447‏ للمیلاد . 


۱5۷ 


أيدي الحکام الذين تلا حكم رقاع من الأندلس في الازمنة 
المختلفة . 
من المعروف أن في اللغة الاسبانية عدداً کر من ن الکلمات 

العربية . وقد استعرضت ( قاموس اللغة الإسبانية ۸ فت فيه 
نحو ألفٍ ومائتي جذر عربي یرجم إليها نحو ألفي كلمة إسبانية أو 
آکثر من آلفین قلیلا . ولا ریب في أن هذا العدد قلیل جِدَا . لا 
بالاضافة إلى المشهور في هذا الموضوع فقط . بل بالاضافة أيضاً 
إلى تلك المدّة الطويلة التي بَقَِ في أثنائها العرب في الأندلس ثم 
إلى تلك المكانة السامية التي كانت للحضارة والعربية 
وللغة العربية فوق سائر الحضارات واللغات في تلك الجقبة من 
الزمن في العالم كله . وإذا نحن قَصَرّنا النظر على اللغة ثم نظرنا 
إلى اللغة التي تكلّمها المستعربون ( نصارى الأندلس ) في أثناء 
الحكم الاسلامي العربي - وهي اللغة التي نبعت منها اللغة التي 
يتكلّمها الاسبان اليوم - لم نجد أن تلك اللغة كانت تحتل مكانة 
ظاهرة في موكب اللغات في العالم . 

ان لغة المستعربين ن كانت في الاصل لهجة مشوّهة من 
اللاتينية التي كانت مَحكية في إيبرية مع ا من جات أخرى 
مَحلية » وكان العربٌ يسمّونها « الأعجميّة ۳۰ . ولا ریب أيضاً في 
أن الکلمات العربية فيها كانت كثيرة كثرة كبيرة . ولكن يبدو أن هذه 
« الأعجمية » كانت قاصرة علی الطقوس الدينية وعلی تراطن 
Diccionario de la lengua espafiola, Madrid (Real Academia Espa- «‏ ( 


fola), éd.17, 1947; éd. 19a, 1970. 


aljamia. ۰) 


۱5۸ 


المستعربین(۱) بها فیما بينهم في بيوتهم وبين المسلمین . ذلك لا 
هؤلاء المستعربين ن كانوا یتکلمون اللغة العربية في حياتهم العامة 
وکانوا یکتبون بها أيضاً > كما كانوا یحسنون اللغة العربية ويبرعون 
في التعبير بها اجتماعياً وأدبياً فوق ما كانوا يحسنون لَهْجَنَهُمْ اللاتينية 
ولغتهم الأعجمية في كل وجه . ومن معرفة هؤلاء باللغة العربية مغ 
بقائهم على النصرانية جاء اسمهم « المستعربون » . 


وبعد نحو قرنين من الزمن - في نحو عام ۱۲۷۰ للميلاد 
( ۱۷۰ للهجرة ) » بعد الفتح العربي كدض ككل ترون رليات 
قرن بای من نت مت رس ملك قشطالة 
وت 7 بما کتبه هو وبما أمر أن يُنقل من اللغة العربية وغیرها إلى 
اللْهُجة التي كان يتكلّمها المُستعربون في ذلك الحين - أن یوجد 
اللغة الإسبانية القديمة . وفي اواج القرن الخامس عضو ر للميلاد 
( أواخر لفرت الام للهكرة ۶) قبي خروج العرب من لاتدلمن 
اصبحت تلك اللغة الإسبانية لغةً رسميّة . ولکن تلك اللغة لم تبلغ 
إلى عصرها الذهبي وإلى أن تصبح الأداة المعبرة عن الأدب 
الإسبانيٌ الزاهي ۱۵۳۰ - 158٠‏ م) الا في أواسط القرنٍ 
السادس عشر . ثم جاءت اللغة الإسبانية الحديثة9" . 


(۱) التراطن : كلام لا يفهمه العرب . المستعربون : mozarabes‏ 


(") ألفونس العاشر الحكيم ( ۱۲۲۱ - ۱۲۸٤‏ م ) . قشطالة في أواسط إسبانية » وليونة في 
الشمال الغربي من إسبانية . 
Cf. Enc. Britannica (1970) 20: 1122. .)۳(‏ 


۱۹ 


وقبل آن آغرض للأسباب التي جعلت الکلمات العربية قليلة 


في القاموس الاي ( لا في اللغة الإسبانية ( یحسن أن أشيرٌ إلى 
نطاق الاحصاء الذي قمت به . لقد نشدت في الدرجة الأولى إلى 
0 قاموسٍ اللغة الإسبانية ) فعددتٌ فيه الکلمات التي ذکر أصحابٌ 


ذلك القاموس آنها ترچع إلى أصل عربي . ولم يكن هذا العمل 
صعباً علي - ولا یمکن أن يكونَ صعباً على أحدٍ غيري - ذلك لانْ 
أصحابٌ هذا القاموس أنفُسهم قد أثبتوا بعد کل مادّة » وبعد عدد 
من الصیغ أيضاً . الم العربية التي ترج تلك المادّة أو تلك 
الصيعُ إليها . ولقد أثبتوا ذلك بالحرف العربي ایض( . 

ثم بدا لي وشيكاً أن « قاموس اللغة الإسبانية » غير واف 
ق ا 


(۱) هذا ينطبق على الطبعة السابعة عشرة . أمَا الطبعة التاسعة عشرة فقد بقيت الاشارة إلى 
الأصل العربي للکلمات الاسبانية ولکن باحرف اللاتيني . 

(2)- Glossaire des mots espagnols et portugais derivés عل‎ ۱۵۲۵06, par ۰ 
Dozy et W.H. Engelmann, seconde édition, Amsterdam (Oriental 
Press) 1915. 

— Los arabismos del espafiol en el siglo XIII, por Eero K. Neuvonen, 
Helsinki (Imprenata de la Sociedad de Literatura Finesa) 1941 (en 
Studia Orientalia, edidit Sociatas Orientalis Fennica, vol. X, Helsing- 
forsiae, 1942). 

— Zur Sprache der Mozaraber, von Arnald Steiger (Sonderabdruck aus 
Sache, Ort und Wort, Festschrift Jakob Jud, Romanica Helvetica 20), 
Genève (Lib. E. Droz) et Zürich-Erlenbach (E. Rentsch Verlag) 1942. 

— Contribucién a la fonética del hispano-arabe y de los arabismos en el 
ibero-romanica y له‎ siciliano, por Armald Steiger, Madrid (Junta para 


amplicién de estudios. - Centro de estudios histérico: Revista de Fililo- 


۱۹۰ 


- معجم الکلمات الاسبانية المقتبسة من العربية لأحمد 
المکناسي > تطوان ( دار کریمادیس للطباعة ) ۱۹٩۳‏ م ( وهو 
باللغة العربية ) . 

- معجم الکلمات الاسبانية والبرتغالية المشتقة من العربية 

- الیعربیّات(۱) الاسبانية في القرن الثالث عشر ‏ للمیلاد ) . 

3 في لغة ا لمستعربین 

- بحوث تتعلّق بالأداء اللفظي في اللغة العربية الإسبانية 
واليُعربيّات في اللغة الإيبرية الرومانسية واللغة الصقلية . 

ولكنّ عدد الکلمات العربية في القاموس الإسباني ظل 
قليلاً ! 


وتبدو قَلَهُ الكلمات العربية. في امانیتن الإسباني - وفي أول 
الأمر - مشكلة مُحيّرة ! فإذا نحن أنْعَمُنا النظر في هذه القضيّة 
تضحت لنا ری ثم وصلنا إلى أسباب تخیلنا على تفسير تلك 
الظاهرة ‏ ظاهرة قلةَ الكلمات العربية في القاموس الاسبانی تفسيراً 
معقولاً . من هذه الأسباب : ۱ اا 


logia espafola.anejo XVI1), Madrid (Imprenta عل‎ la Libraria y Casa > 


Editorial Hernando) 1932. 
: راجع أيضا‎ 


— Manual عل‎ gramatica histérica espafiola, por R. Menéndez ۳۱۵۵۱, Mad- 
rid (Espasa-Calpe) 1952. 
— El idioma espafiola en sus primeros tiempos, por R. Menédez ب‎ 
Espafa-Argentina (Espasa Calpe) 1951. 
الألفاظ والتعابير العربية التى حافظت على طابعها وعلى عدد من خصائصها العربية بعد‎ )۱( 
. دخوها في اللغة الاسبانية‎ 


۱۹ 


۱ - إن الذین قاموا على |خراج « قاموس اللغة الاسبانية » لم 
یکونوا من البارعین في فقه اللغة العربیة) . 

۲ - إن عدداً من الکلمات العربية قد نشوه على لسانٍ 
المستعربين ( نصاری الأندلس ) والیهود(۳) وهم متفرقون في شبه 
جزيرةٍ و تبلغ مساحتها ستمائة ألفٍ وخمسمالهة کیلومتر مربع ومعزول, 
بعض مناطقها عن بعضٍ الجبال والانهر رو کر . وقد كان هذا 
التشويهُ فى کثیر من الأحيان کبیرا دا حت حتی أفقد عدداً من الکلمات 
العربية الاصل کل شب لها بأصلها . 

۳ - إن عدداً من الکلمات العربية حینما تقلّبَ في ایغ 
الإسبانية المختلفة أصبح قریب الشَبَه جذاً بالکلمات الإسبانية 
نفسِها . متالك یم ترم كل والحدة منها مرة إلى جذر عربي ومرة 


)١(‏ يدل على ذلك تبجئات خاطتة في عدد من الكلمات العربية . ثم أن القائمين على 
القاموس وجدوا أن يتركوا إثبات الأصول العربية للكلمات بالحرف العربي في الطبعة 
التاسعة عشرة ( وريا في الطبعة الثامنة عشرة التي لم أطلع عليها ) . 

(۲) إِنَ اليهود الذين طردوا من إسبانية في أثناء جلاء العرب عن الأندلس وبعيد ذلك لا 
يزالون إلى الآن يتكلّمون اللغة الاسبانية كا كانت في ذلك العهد . من أجل ذلك هم 
الآن الشاهد الحىّ على صورة لغة المستعربين . 

(۴) في اللغة الاسبانية كلمات عربية ابتعدت عن أصوها العربية مثل 


الشكاء ( الرض ) enjeco‏ 
العرشان (؟) aniorza‏ 
الخلخال carcax‏ 
المخرز almarade‏ 


ثم هنالك الهُري ( بض الهاء وسكون الراء : بناء لخزن الحبوب - وجمعه أهراء ) ۰ 
ويبدو في الاسبانية في الصور التالية : 
algorin, alforin, alforiz, alholi.‏ 


۱1۲ 


إلى جذر لاتينى . واندال فیهما على اختلافب الأصلين اختلاگ 
المعنيين hs‏ 

4 - إل عدداً آخر من الكلمات العربية في اللغة الإسبانية 
يجب أن يُعَدَّ عربياً بالتجوز . ذلك لانْ هذه الكلمات فى حقيقتها 
ونان أو لايية آو فارسيّه آو ترقت ولکتها علی كل ان قد 
انتقلت إلى اللغة الاسبانية من اللغة العربية . من أجل ذلك لا تبدو 
هذه الکلمات في القاموس الاسباني . وفي کثیر من الأحبان , 
واضحة المعالم . ان 


ه لا ریب فى أنّ الکلمات حوامل للحضارات . فإذا فَقَدَتُْ 
لغةٌ ما فى قطر ما رسالتها الحضارية فقدت کلماتها دورانها على 
الألسن في ذلك القطر . ولا ریب عندنا في أن الإسبان ‏ بعد خروج 
العرب من الاندلس - قد ابتعدوا شيئاً فشيئاً عن الحضارة التى كانت 
اللغة العربيةٌ حاملةً لها في بلادهم . من أجل ذلك قلت حاجةٌ 
الاسبان إلى تلك الکلمات التي كانوا كثيري الاستعمال لها في 
تاریخهم العربی . ولقد ت إلى عدد من الكتب الإسبانيّة 5) 
فریت أن الکلمات العربية لا ترد فیها وروداً كبيراً . 

5 - نم لا مَعْدى لنا عن القول, : إن النزاع بين العرب 
۱ مثال ذلك 8 (من العربية : مرج ) و ۲0۵۲84(من اللاتينية : نوع من 

الحجارة ) . 


( قرات صفحات من كتاب « دون کيخوتي » لمؤلفه ثربانتس ( 1515-1847 م) ثم 


صفحات من عدد من الکتب المتأخرة . 


۱۹۳ 


والاسبان كان في أساسه یراع دیا ٠‏ واللغة العربيةٌ لغ الاسلام . 
من أجل ذلك اسْتَتْبَعَ ٠‏ عداء الإسبانٍ للعرب عداءَهُمْ للعرب عامّة 
ثم لدينهم . ويبدو أن ديوانَ التفتيش الذي نشأ في إسبانية لم يكن 
يكتفي بالرّغبة في استكصال شأفة غير الكاثوليك من المسلمين 
واليهود والتصاری > بل كان يريدٌُ أيضاً استتصال الكائوليك الذين 
صِبِعْتْهُمْ الحضارةٌ العربية » فكان تال عليهم بتلك الأمارات 
الحضارية من اللغة والفلسفة والفنْ والأدب والعادات الاجتماعية 
فيقضي على أهلها . ومن المنتظر أن يكونَ الإسبان في ذلك الحين 
قد أخذوا يخففون الأخدّ بالمظاهر الحضارية التي كان يكرهها 
دیوانْ التفتيش . ومن ذلك استعمال الكلمات العربية الأصل في 
لغة الكتابة خاصة . 

۷ - ويتبع الكرة الديني الكرهُ القومي . وهذا الأمرٌ يقضي أن 
تنشط السّلطة التي كانت وراء ديوانٍ التفتیش فتحاولٌ آن شيك 
للاسبان کلمات یاه ا جل الکلمات العربية اا 
والمتتبّع للقاموس الاسباني یری أن كثيراً من الجذور التي تَرْجِمُ 
إليها کلمائه جذورٌ لاتينية . هذه الجذور اللاتينية ( أو الكاثوليكية ) 
التي تَعْلِبُ على القاموس الاسباني عَلَبَةَ كبيرة يجب أن تکون حديثة 
الدخول فيه . ولكنّ هذا آمر خارج عن نطاق بحثنا الحاضر . 

ومن ذلك أيضاً أن الذين وضعوا النحو الاسباني ودوّنوا فقه 
الج والبلاغة لوان قد خرصوا افد الجر على آن يكرد ا 
الإسباني نحواً لاتينياً خالصاً من کل أثر خضاري لغير اللغة 


. استتبعه : طلب إليه أن يتبعه‎ ) 2١ : ۱( في العجم الوسيط‎ )١( 


ك1 


اللاتينية . ان الإسبان الأولين لم يتأئروا في تاریخ اتهم الحديثة 
بالکلمات العربية فَحَسْبُ » بل تأثروا أيضاً - مما نراه من الآثار 
الباقية في النتاج الأدبي والیتاج الفلسفي - بالمدارك العربية التي 
تفتضي أن يكونوا قد تأثروا بالجمل العربية » كما أن ذلك نفسه 
يجب أن يكون قد فسح في صدر اللغة الإسبانية مجالاً لشيءٍ من 
قواعد اللغة العربية . ی اك ES Na‏ 
بالعوامل التي كان دیون التفتيش وراءها . ١‏ 

من الكلمات العربية في القاموس الإسبانيّ کلمات لاتينية 
الأصل مثل ۵16۵2۵7 ,۵01۲۵16 ( القصر والصراط : الشارع الواسع ) 
ويونانية الأصل مثل ۵10006 ,818886 ( البوق والإسفنج ) وفارسية 
الأصل مثل 3181 ,۵20627 الفیل والسکر) وسوى ذلك . غير أن 
هذه الکلمات قد انتقلت إلى الاسبان من العرب لا من أصحابها 
الأصليين . 

بعدئذ نظرت في هذه الكلمات سوا أكانت عربيّةٌ رة 


أو عربية هجينة - فوجدت ددا منها رادا لومي في القاموس 
الاسباني متها إلا هه احدة ن نحو : 


الصرا اط acirate‏ 
الد ليل adalid‏ 
العمود alamud‏ 
الغاسول ( نبات منظف ) algazul‏ 
تسمية tazmia‏ 


1,36 


وکذيك وجدت فيها تسميةً مواد يَرِدُ من کل مادّة منها صیغ 
قليلة أو كثيرة » من ذلك مثلا كلمة الزیت 206116 ( زیت ) : 


مقدار من الزیت. . 

زیت » مسح بالزيت 

ثفل الزیت ( الترشب منه ) 
زیت 

الزياتة : بائعة الزیت أو قاطفته 
أو جامعته أو حاملته 

الزیات : بائع الزیت الخ 

محل بیع الزیت 

زيتي الطبيعة ( يحتوي على زیت ) 
زيتونة ( ثمرة الزيتون) 

زيتي ( زيتوني اللون ) 

قاطف الزيتون 

موسم الزيتون 

تسبيح معلوم 

زیتوني اللون 

شجرة ذات خشب قاس 
يستخدم في البناء 


زيتونة ( شجرة الزيتون ) 


aceitada 

aceitar 

aceitazo, aceiton 
aceite 


aceitera 


aceitero 
aceiteria 
222100 
aceituna 
aceitunado 
aceitunero 
aceitunera 
aceituni 
aceitunil 


aceitunillo 


aceituno 


من أجل ذلك قُلتٌ أنا إن عدّدٌ الکلمات العربية في القاموس 
الإسباني أكثْرٌ من الجذور ( الوا الرئيسة ). ولكنّ هذه الكَثْرّة ليست 
بالغة - هي نحو ألفانٍ في رأبي - لأ عدداً من هذه الكلمات یرد في 


۱۹۹ 


القاموس بصور ( بئات ) مختلفة ( في أماكن مختلفة من القاموس ) 
ثمّ نجدٌ للکلمة ذاتِ الصور الختلفة معن واحدا . من ذلك مثلا 
كلمة « تحزن » فإنها ترد في القاموس() في ثلاث صورٍ هي : -178ه 
gacén, magacén, 0‏ ومن ذلك أيضا الهْزِي 0 0 كبير تخزن 
فيه الحبوب ‏ وجمعها أهراء ) فإنها في الإسبانية ,صندمطله ,نتهطاه 
alholi‏ . 


وتکاد الکلمات ا الموجودة في القاموس الاسباني الیوم أن 
تكون كلها أساء . ثم أن الجانت الاکبر منها قد دخل في نبج اللغة 
الإسبانية محل بلام ا . من هذه الأسماء الحلاة ة بلام التعريف 


القمرية الخالصة : 

العمود alamud‏ 
البرادة ( إناء لتبريد الماء ) albarrada‏ 
القلعة 216212 
الفرس alfaraz‏ 
الغارة ( الغزو » الغزوة ) algara‏ 
الحاجة alhaja‏ 
الجرس aljaraz‏ 
الخزن almacén‏ 
الخدة almohada‏ 


ومن الأسماء التي دخلت من اللغة العربية إلى اللغة الاسبانية 
محلاة بلام التعريف الشمسية الخالصة : 


NY 


الرئیس۱) 


الريحان 

الررّ 

الزبيب 

الصائفة ( العزوة في الصيف) 
الشكاء ( الرض)۳) 
الف 

الشبابة ( نوع من المزمار) 
الشرف ١‏ المكان العالي ) 
الطبل 

التجارة 

الزيت 

اللوز » اللوزة 


غن آن الاسبان الذين استعاروا الکلمات العربية ث 


arraez 
arrayhan 
arroz 
acebibe 
aceifa 
acheque 
adufe 
ajabebe 
ajarafe 
atabal 
atijara ” 
aceite 


alloza 


ثم أجر وها 


على 3 ۳ یکونوا دائا عیزون لام التعریف لقمرية من لام 
التعريف الشهسة غ فريما جَعَلوا اللام الشمسيَّة قمرية نحو : 


الضيعة 


الترمس ( حبٌ معروف ونباته ) 


الطائر ( كوكب ) 


aldea 
altramuz 


altair 


(۱) تكرار الراء ( في الكلمة الاسبانية ) لأنَ اللام قبل الحرف الشمسي تقلب إلى مثله ( من 


أجل ذلك قلبت لام التعريف في ول كلمة رئيس راء) .- 
(۲) الشكاء : الاشتكاء . التألم من الرض ٠‏ الوجع . 


(۳) الخوطاز .3 ( في الاسبانية ) كانت في بعض أدوار تطور اللغة الاسبانية تلفظ شينا . 


الررّة ( حلقة من حدید) algauza‏ 
الروث alrota‏ 
الطعامية ( نوع من الکژ وس ) altamia‏ 

وربا أخدّ الإسبانٌ الكلمة العربية معرّفةً فقلبوا فيها اللامْ 
القمرية لاما شمسيَّةٌ بحذف اللام بعذ الهمزة ) من غير تضعيفٍ 
للحرف الأول من الاسم ( لا الاسبان لا یضعّفون الا الراء ) » على 
ما رأينا في الأسماء التي أخذوها من العربية حلاة باللام الشمسية . من 


ذلك مث( : 

البلّو ر abalorio‏ 
السمار abismal‏ 
ا حر 2 بضم احای) 200 aforro,‏ 
الحوالة agüela‏ 
الجلجلان ajonjoli‏ 
الحرية ahorria‏ 


وفي هذا الباب كلمة « الناعورة » التي انتقلت إلى اللغة 
الاسبانية على نور اة لأن السنة الاسبان لم تكن . فيا يبدو » 
تألف حرف النون الف س ون کانوا آرآف بها من آبنء مهم 
البرتغاليين الذين آأشموها كثيراً أو قلیلا !۲۳ . ویمنا هنا » فیا يتعلّق 


(۱) حینا كانت الكلمة العربية البدوءة بحرف شمسيّ تدخل إلى اللغة الاسبانية محلاة بأل 
( بلام التعریف ) كانت اللام في العادة تحذف وتبقی الألف للدلالة علیها رراجع » 
فوق ۰ ۵66116 الخ ) . 

(۲) كانت تحذف وبدّل علیها صوت من الأنف غير واضح . 


۱۹۹ 


بلام التعریف » النونْ الاتية في أل الكَلِمّة . هذه النون تعاني كثيراً 
من الَسَقّة : يجعلونها مر مسبوقة بهمزة مستغلية ( مفحّمة ) أو مالة أو 
یلوا ميا » کا نری في كلمة النشادر فإنها 21۳0002176 وربا فعلوا 
عکس ذلك کا نری في كلمة السك فانها قد تأي ماهموزم © 
mise‏ وربًا زادوها حيتٌ لا تكونُ كا في أفيون ۵0800 
وعرشان ! ( جمع عريش ) عريش 800528 . 

وعرفت اللغةٌ الإسبانية (لا القاموس الإسباني) كلمة 
« ناعورة » في الضور التالية : 
,2012 ,280112 ,28012 ,282018 ,288018 ,360113 ,21888012 
fora, la 8072, la 801612, 50113, 20113, la 801۲162۰ 12012‏ ,20۳18 

21228013, 280712, 2801124, 8 

فمع أن الناعورة تبدأ بالتون - والنون حرف شمسي - فإنَ 
كلمة الناعورة جرت على لسان الاسبان محلاة .بلام التعریف القمرية 
( وهذه ليست في القاموس ) ۰ كا نبا جرت على لسانهم مُخلاة بلام 
التعريف الشمسية 387052 ( لأنّ النون الْعْلُوَةَ بالعلامة الْسمَاة «تيلدى » 
6 أو شدَّة كانت توضع على النون 8 لتدلٌ على تشديد النون أو 
تضعيفها في اللفظ ) . ثم أجرى الإسبان هذه الكلمة 80:18 مجری 
سائر الكلمات المبدوءة بالنون وزسموها بلا تيلدى ( شدّة ) جَرْيَاً على 
عادتهم بأن یکون کل حرفٍ شمسي في آول الكلمة بعد لام التعريف 
مشدّداً 2 مضعَفاً ( ما 

وبقي للنون مشاكل على ألسنة الاسبان فكانوا أحياناً لو 
()و )آي قد تأتي النون مكان الميم ( كما كانت الميم قد جاءت مكان النون ) . 


۱۷۰ 


مکانها في الکلمة » كا اتفق هم في كلمة « ترجس » اللاتينية الأصل 
« نرکیسوس » ( النقولة من اليونانية) فانبم قالوا فيها : نرخوس 
ورنخوس ( ول آهتد إلى مکانها الساعة ) . وعندنا نفر من العامة 
یقولون : نرجس ورنجس (لاسم الزهر العروف وللفتاة السماة 
باسم هذا الزهر ) ویقولون دماغ ومداغ ویقولون للزجاج « قزاز  »‏ 


قد نجد الكلمةً العربية في القاموس الاسباني غيرٌ محلاة بلام 
التعريف أصل ( منكرة ) » أو محلاة أبداً باللام » أو محلاة وغير محلاة 
معاً . فمن الكلمات التي وردت نكرة ( غير محلاة باللام مطلقا ) : 


أبنوس ( خشب أسود قاس ثمين ) 
باطن ( جوف الأرض ) 

بطانة ( جلد خروف مدبوغ ) 
قفطان 


3 


دمه 

كوفيّة ( منديل يجعل غطاء للرأس 

ويعصب بعقال ) 

بدوي 

طاقة ( خزانة صغيرة) 

طال ( إناء يشرب به ) 

أمان : عفو سلم يتمع به الذين 
يخضعون لسلطة غيرهم ) 

ساقة ( القسم الأخبر من امیس أو الجيش ) 


۱۷ 


abenuz 
badan 
badana 
caftan 
cofa 


cofia 


beduino 
taca 
taza 


aman 


2222 


زغل ( الشاب النشيط ). البطل ! El‏ 
وكذلك نجد في القاموس الإسباني كلماتٍ عربيةً قد وَرَدَتَ فيه 
معرّفة ( محلا باللام) فحسب . من هذه الكلمات : 


العريف ( الوكيل الناظر على عمال البناء ) alarife‏ 
العروس ( خشبة في وسط مصراع الباب أو النافذة ) alaroz‏ 
العروسة ( العروس : الفتاة المخطوبة. alaroza‏ 
أو التزوجة حديثا ) 

العظار ( بائع العطر » بائع العقاقير وغیرها ) RF‏ 
الزيت aceite‏ 


وهنالك كلمات عربية في القاموس الاسباني تأتي معرفة باللام » 
وغير معرّفة باللام معا » من ذلك مثلا : 


القائد ( الحاكم > الوالي في حصن أو قلعة ) caid y al caide‏ 
الأمير amir y alamir‏ 
العنبر ambar y alambar‏ 
الدولة dula y adula‏ 
الستارة ( جدار رقیق أو حاجز عادي ( citara y acitara‏ 
الكحل ( الأثمد : cohol y alcohol‏ 
مسحوق أسود تلوّن به أجفان العينين ) 

cenefa y acenefa © azanefa الصنفة » الحاشية من الثوب‎ 


وربا یت لام التعريف نوناً في نحو قوطم 60[660 رشك 
ریب ) . وهذه اللفظة نفسها 20[ هي تهجتة ثانية للكلمة 
عنوعطءة ( الشکاء : الرض ) » ولول النون هنا حل لام التعریف 


يفنل 


الشمسيّة ر محل اللام القلوبة شينا في أل كلمة « الشکاء » لفظا ) أمر 
واضح جدًا . وهنالك کلمة 300:28 ( العرشان؟) وقد حلت النون 
فیها مکان لام التعریف القمرية . ومن هذا الباب كلمة ( آفیون - 
الأفیون ) . 

وتظهر النون ظهورا طبيعيًاً في الکلمات التالية : 241:1 
( النفير : البوق » الزمار) » انقة ( النيل : نبات یستخرج منه 
اللون الازرق ) ۰ 382681 ( النقال : الحمال الذي يحمل الأكياس في 
الطاحونة ) ۰ 3886682 ( النزهة » التسلي » تسریح البصر في 
الطبيعة ) . هذه النون ذات التیلدی ( الشدّة ) هي في الحقيقة نونان 
( النون التي في اول كلّ كلمة من هذه الکلمات ثم النون القلوبة عن 
اللام الداخلة على النون الأصلية . 

وبدا لي أن لام التعریف قد تأتي في اللغة الاسبانية في آخر 
الكلمة نحو انعط ( البارع) ونحو ۳۵۲821 ( المرج ) . وقد تأي في 
آول الکلمة وفي آخرها معا » نحو انعطلة ( البناء) و 2۱۳02۲821 
( الرج ) . غير أن هذه اللام التي تأتي في آخر الكلمة تکون أحيانا 
مقطوعة من نحو 21620661 ( علم الاست ی زب من علم الأسعار : 
التعرفة : البطاقة التي تكتب عليها أسعار الأشياء العروضة للبيع ) . 
ومن المشهور في ذلك لهتناه ( أميرال . . من « أمير الاء ۷ . ومثل 
ذلك أيضا 81م2:56 ( . . . أرسنال . . . من « دار الصناعة ») . 

وكان للام التعريف العربية أثر بالغ في نفوس الاسبان حتی 
أدخلها الإسبان على أسماءٍ انتقلت إلى لختهم من غير اللغة العربية . 
(۱) لم اهتد إلى الصيغة الصحيحة ولا إلى المعنى الصحيح لهذه الكلمة : العرشان . 


۱۷۳ 


من ذلك مثلا 212266 عنی « الخيمة » أخذوها من كلمة « خاتك » 
الفارسية ( خانة : غرفة » والکاف علامة التصغير ) ثم أدخلوا علیها 
لام التعریف العربية ( ولیس في الفارسية لام للتعریف ) . وقالوا : 
albangala‏ ( من بنغالة نسيج رقيق منسوب إلى بنغالة في شرقي شبه 
القارة الهندية يستخدم في تزيين العمائم ) » والألف واللام في أول 
الكلمة من العربية . وفي ما يلي أسماء مأخوذة من اللغة اللاتينية ثم 
أدخلت عليها « أل » التعريف العربية ( لا اللغة اللاتينية أيضا لا 
لام للتعريف فيها ) . من ذلك : 


الصقر » الباز ر طائر يصاد به ) alfaneque ) al + falco)‏ 
جدار سیاج ۰ خندق albarrada (al + parata)‏ 
شجرة الفلين » فلين alcornoque (al + quercus)‏ 
نبات يشبه الذرة alcandiga (al + candicûre)‏ 
خرشوف ( أرضی شوكي ) alcauci, alcaucil (al + cabecill:‏ 
تصغير را أس cabeza‏ 
مقلع لنوع من الحجارة (al + marga)‏ 21۳2۲82 
كومة من التبن تجعل على almiar‏ 
شکل روط لییقی التبن فیها 

(al + metarîus) جافا‎ 


وسواء آکان الإسبانٌ قد تناولوا الكَلِمَةَ العربية نكرة أو مُعرّفة 
باللام فقد عدّوها نكرة 3 فإذا هم آرادوا تعریفها جعلوها شسود 
بأداةٍ التعريف الإسبانية 1ء فهم يقولون على السواء : 


el amir y el alamir الأمير‎ 


لفن 


el ambar y el alambar العنبر‎ 


الزیت el aceite‏ 
الزيتونة ( ثمرة الزيتون ) la aceituna‏ 
الزيتونة ( شجرة الزيتون ) el aceituna‏ 
القاضي 2 12 el 2162106 y‏ 
الضيعة 62 la‏ 
ففي « قاموس اللغة الاسبانية » (ص ۱۱۳) : 
القائدة إمرأة القائد 6 061 alcaidesa: mujer‏ 
القاضية إمرأة القاضي 6 061 alcaldesa: mujer‏ 


21221013: oficina donde se 065026028 los negocios en que 
entiendo 
el alcalde. 

aceite: liquido graso... que se saca de la aceituna; ... El 
que seca de las balsas donde se recoge el alpechin de la aceitu- 
na. 

alpechin: liquido de color obscuro y fétido que sale de las 
aceitunas... quando, al extrar el aceite,... 
اللغة الاسبانية في أدوارها الأول » » تأليف‎ ١ ومن كتاب‎ 

رامون ميناندث بیدال) : 


. إِنْ الأداة اع منحوتة من الأداتين عل و له‎ ١١ 
El idioma espafiol en sus primos tiempos, por Ramon Menédez Pidal (¥) 
(cuarta édicion), Colection Austral, Espafia-Argentina (Espasa- 
Calpe) 1951. 


۱۷۵ 


Cuando los alfaquies... aconcejaron ۰ 12 ۰ 


(p.37). 
. حینا كان الفقهاء ينصحون بإبادة‎ 
Los mozarabes de Valencia juzgaban imposible su per- 
manencia entre los almoravides (p.37). 
بقاء بين ( في حکم ) الوخدین‎ 
La latinia era la aljamia usada en el Andalus ه‎ 2 


musulmana (p.39). 
كانت اللغة اللاتينية هي الأعجمية المستعملة ( المحكيّة ) في‎ 
. الأندلس أو إسبانية الإسلامية‎ 
والکلمات العربية التي دخلت في الإسبانية أسماء''وأفعا‎ 
0 : وحروف » ثم دخل فيها أيضاً تعابير عربية من مثل‎ 
الله والله  فلان وعلان  مهما صار  واحدة بواحدة وغير ذلك . غير‎ 
أن هذه خارجة من نطاق البحث الذي قصدته هنا . ال أنني أودُ أن‎ 
۳ 8 4 
. » اورد هنا کلاما في الحرف « حت‎ 
أجمع الباحثون على أن كلمة 83568 الإسبانية جاءت من‎ 
الكلمة العربية « حت 6( . ولقد وجد أولئك الباحثون شواهة على‎ 
في الأسماء العربية التي دخلت في اللغة الاسبانية صفات بقيت على صيغها العربية أو‎ )۱( 
amirı, gabi, hasani, 830811 : ) قريبا من ذلك (على سبيل النسبة العربية‎ 
جب » وحساني أو حسني ! وشعبي وأميري ) ۰ إلى جانب الضيع الاسبانية من‎ ( 
gabalin, jabalina, الكلمات العربية نفسها : .حع‎ 
- 55 راجم قاموس اللغة الاسبانية ( أنظر بعد بضعة أسطر ) ثم 2720157005 105 (ص‎ )۲( 
. الخ‎ ) ۸ 


۱۷۳۰ 


تقلب حرف الجر العربي «حق» في صُوَّرٍ كثيرة - في النصوص 
المختلفة - قبل آن آستقرٌ الاستعمال العام المألوف على صورة 2568 . 
فمن هذه الصور التي وردت في تلك النصوص"( 
adha, asta, ata, fata, ffata, nata, ۵16, hatti‏ 

ثم أن «قاموس اللغة الاسبانية » اقتصر على أن هاعهه 
حاءوت من 2514] ( ص ٦۷۳‏ ) > وأن 8 جاءت من 1884( ص 
۰ ) وان 414 جاءت من «حتی » ( ص ۲)۵۹۰ . 

وتبدّث للدارسين ظاهرة : إذا كانت 8358 الاسبانية 
جاءت من «حتى » العربية » فمن أين جاء الحرف ك 
( سين ) في 2548 ؟ يرى بعض الدارسين أن التاء في حتی مشدّدة 
( تاء ساكنة تتلوها تاء متحرّكة ) > والتاء الساكنة في اللغة العربية 
تمس (أي يوقف عليها فیخرج من بين الأسنان «نَقْتُ» يسير 
يسمع كأنه سين . فا كان الاسبان یعس كلمة وی 
كانوا بیغرت واد لسن بای ری يكونوا یرون رسمه 
« حتی » ) فنقلوها إلى لنتهم 8051 ( واللغة - كل لغةٍ - سماع ورواية 
في تطورها قبل أن تکونْ قراءة ونسخاً في الصحف ) . 

وأنا أعتقد أنني بهه اللّمْحَة اليسيرة قد ولت أمراً ما كنت 
أعلمٍ أنه على مثل هذا الجانب من الأثر . ثم إنني أعتقد أنني قد 
وقعت على مبدأ ولم أقرّر قاعدةً فقط . فإلى جانب عملنا في مجمع 
اللغة العربية على معرفة الأشياء التي أَحدَّتها اللغة العربية من غيرها 
من اللغات بحسن أن نی أيضاً ما أَعْطَنْهُ لتنا إلى غيرها من اللغات . 


. الفاء ۴ واهاء 8 تنقلب إحداهما إلى الأخرى في اللغة الاسبانية‎ )١ 


۱۷۷ 


لت 


الغزل باب من أبواب الشعر العربي تأثر بما لم تئر به باب 
سواه في تاريخ الأدب عندنا . إِنك لا تجد نوعاً من الشعر تقلب به 
الزمنْ » ولا هو اختلف باختلاف الزمن » کالغزل عند العرب . 


کنت آتمنی لو أن جمیع مؤرّخي الادب والتقاد في الادب قد 
اتفقوا على أن یجعلوا للغزل, وللنسيب وللتشبیب تعاریف مستقلةٌ ‏ 
ولکنهم قد جعلوا الغزل والنسیب والتشبیبِ بمعنی ثم اعتذروا عن 
ذلك بقولهم ان الثلائة متقاربة في المعنی یصغب التفریق بینها . 


واری - تسهيلاً للبحث - أن نَفْصِلَ نحن بينَ هذه 
المصطلحات : نجل الغزل خاصًاً بذک الاعضاء الظاهرة في 


(*) هذا الفصل هو. في الحقيقة . سلسلة مقالات كانت قد نشرت في جريدة 
« الأحرار » ( بيروت ) بين ۵ / ۱۹۳۱/۱۲ و۲ ۱۹۳۲/۲ . غير ان عدداً 
من مقاطم هذا المقال قد خضع لشيء من التنقیح حيناً ولاعادة السبك حینا آخر 
لاسباب كثيرة أهمّها أن النشر في الصحق اليومية يتسرّب إليه اخطاء كثيرة لا تقع 
حينما ينشر مقال في مجلّة أو فصل في كتاب . 


۱۷۹ 


المحبوب ثم بوضفها وینذجها أيضاً + ما النسيبٌ فنتركٌ له بل 
الشوق وتذکر ماضي الأيام الخالية ومني امم المقبل باللّهو . 
وأمًا التشبيب فأرى أن آترکه هنا » لأن التشبیب غيرٌ واضح المعالم 
بالإضافة إلى العْرّل والنسیب . ففي تاج العروس ( الكويت ۳ : 
5 : « التشبيبُ : کر أيام الشباب » ولهو والعَرّكُ » وترقيق 
لیر بذکر اللساء في مَطالع القصائدٍء والنسيب 
بالنساء . ... » . 

وإذا نحن رجعنا إلى الشعر العربي » منذ الجاهلية » رأينا فيه 
صفاتِ للمرأة - جَرَى ذکرها على لسانٍ الشاعر . في هذه الصفات 
ما كان يصِدُّقُ على المرأة العربية » وفيها ما لم يَصُدّقْ على المرأة 
العربية . ثم إن التشابية والاستعارات المتعلّقةً بالعْرّل کانث تختلفُ 
باختلافٍ الزمن . إن ال الأعلى للجمال فى المرأةٍ كان یل 
بتبدّل. الأعصّرٍ : فالصفات المُسْتَحَبَةٌ في المراة كانت في الجاهلية 
غير ما أصبحتٌ فى العصر الأمويّ وغیر ما استقرت عليه مُدَةَ طويلةً 
في العصر 56 5-0 

من أجل ذلك سيكون الفرض من هذا الفصل الطویل, 
استعراض هذه الاعصّر المتعاقبّة والنظر في « عَفَليّة » شعراءٍ العَزّل 
فيها مع ۳ بتلك العناصر التي أدّتْ إلى بُروزٍ تلك 
الخصائص في آعصرها المخصوصة . 

وإذا نحن أحبَّينا أن نقوم بمثل هذا البحث فالواجبٌ علینا 
أو أن نَعْرفَ صفات المرأة العربية ( من الشعر لعفي > آقدم 
الثراث الادبي عندنا) ثم نتم عصراً فعضراً نت إلى تلك 


۱۸۰ 


الصفات الأول تلك الصفات التالية التي خلَها الشعراءٌ على 
50 
الغزل قليل في الجاهلية 
لعلّ القارىء سيِعْجَبُ كثيراً إذا قُلْتُ له إن العرّل ( وَضْفٍ 
الأعضاء الظاهرة للمرأة ) كان في الجاهلية - فد في الشعر 
الجاهليٌ ‏ قلیلاً جِدَاً . وإذا أنا ذكَرْتَ له أسبابٌ تلك ال في 
أوصافٍ المرأة في الشعر الجاهلي »> فان دَُشْتّه ستکونْ عظيمةً 
جِدَاً . 
كان لذلك أسبابٌ كثيرة » منها 
لا أقصِدٌ بالحجاب هنا الججابٌ الاجتماعي ( اتَخادٌ لباسٍ 


خاص يغطي وجة المرأة أو يُغطي جميعٌ چشیها) ولكني اد 
الحجابٌ الشرعيّ الذي أقرّه الإسلام فيما بعد ( کم المرأة عن 


وَجُهها وأقسام من چشمها بِينَ الرجال » ثم لِقَاءَ الرجال, ا أو 
في مجالس تدعو إلى الريبة ) . 
من ذلك مثلاً قول امرىءٍ القیس : 
« وبيضة خَدْرٍ لا يرام خباؤها . . . » وقول الأعشى : 
لم تمش ميلا ولم تركبٌ على جملٍ 
ولا ترى الشمس إلا دونها الكلَلُ () 
(۱) الكلة ( بالكسر) : ستر ينصب على الهودج أو على الفراش . 


۱۸۰ 


وکقول عنترة : 
رفعوا القِبَابَ على وجوه أشرقت 
فيها فنیت السّهى في اند 
آو : 
وقال لها البدرٌ المنیر ألا اشفري 
فإنك مثلي في الکمال وفی السعد © 


فوت حياءً ثم أرخث لامها . 
أو قوله : 


منازل تطلمُ البدور بها شاك ی وی 
بيض وسمرٌ ر تخمي مضاربها آسادُ غاب بالبيض والسمر . ” 


ومن مثل ذلك : فکشمت بُرقُعَها فأشرقٌ وجهها . 
وش زر بصوارم وذوابل 2 3 أو قولر عنترة : إن تُْدفي دوني 
القناع . . . کلها تدل علی آن النساء کانت ا و في 


الخدور . وظل ذلك عادة حتى تأفّف منه أبو نواس ( في العصر 
العباسي ) فقال : 


إذا بارك اله في میس » فلا بار الله في البُرقُع 


(۱) القبّة : غرفة مستورة . السها ( أو السهي ) نجم ضئيل النور جدًا . الفرقد ( نجم 
القطب الشمالي ) ظاهر النور جدًا . - أشرق وجهها بنوره فغطى على السها وعلى 
الفرقد أيضا ( على جميع النجوم والشمس والقمر) . 

رم أسفري : أكشفي ( عن وجهك ) . 

(*) بيض وسمر ( الأوليان ) : النساء الجميلات . بيض وسمر ( الأخريان ) : السيوف 
والرماح . 

(4) الصار : السيف ( القاطع ) . الذابل : الرمح ( الدقيق ) . 


۱۸۲ 


إذن»إن السبب في قلة الغزل في الشعر الجاهلي منشأه له 
مشاهدة الرجال للنساء 7 غیر آقاربهم ۱ ۱ 

ب) آما السبب الثانی فکان نفوز العرب من ذکر أوصاف 
نسائهم في علق لسن وتَََاقلهُ الرُواةٌ . وفي الأدب 
العربي قِصّصٌّ من هذا النوع كثيرة » منها عُضبهٌ يزيدَ بن معاوية 
على عبدٍ الرحمنٍ بِنِ حَسَانٍ بن ثابتٍ لمّا ذکر عبدٌ الرحمن في شعره 
أختا لیزید » في حديثٍ طويل . 

أوصاف المرأة في الجاهلية 

* حب الشعراء ( في جميع العصور ) القامة المعتدلة » ولا 
باس في أن تکون الم أميل إلى الطول » كقول. عمروبن كلثوم. 
في معلفته : مقت و طالت:) روادقُها تنوء بما وین :۱۳ . 
وقال صاحب القصيدة اليتيمة ( ویبدو أنه إسلامي ) : ما شانها طول 
ولا بر . وکذلك قال الحسین بن مُطير ( وهو إسلامي ) : تطول 
القصار » . 

* أمّا البدانة في المرأة فقد أفْرَط الجاهلیون في مَدحها 
وأحبّوا المرأة العظيمة الجسم . فقد قال المراز بنْ الم 
العذوي 
قطف المشي قریبات الخطی ‏ دنا مثل الّمام المُرْمَخِرُه) 


(۱ سمق : طال . تنوء : تنهض بالحمل بصعوبة ( یثقلها الحمل ) . بما ولینا ر بما قرب 
منها ) : خصرها (؟) . لعل المقصود : خصرها ینوء ( لا يستطيع الثبات فوق آردافها 
لثقل أردافها ) 

("» القطوف : البطيء أو البطيئة في السير . البادنة : السمينة . المزمخرٌ. الكثير الصوت 
( الرعد )» ويكون عادة كثيفاً ثقيلاً بطيئاً . 


AF 


فهى هیفاء هضیم کشخها فَحمَةٌ حيث شد الموتزر ^ 

وهي بداء إذا ما أقبلت ضخمة الجسم رداخ هیدکر ۷ 
ومن أعضاء المرأة الظاهرة 8 : كعبها وصفه امروء القیس 

فقال : 

علی عضی الک ریا ال 5 

والمخلخل موضع الخّلخال من الرجل ( بکسر الراء) 

الرأس والوجه : 
شعر المرأة العربية أأسودُ حالكٌ کاللیل على ما وصفه عنترة أو 

کالشخام ( بضم السین = ما يعلق بالقدر من بقایا الدُخان) . 

وليس في وصف الشغر في الشعر الجاهلي إلا ما يدل على أن طوله 

من عناصر الجمال في المرأة» فیقول المرقش الأكبر « لها 

فرع . . » ویضیف ربيعةٌ بن مقروم أنه مُنْسدِلٌ على امین »۰ 

ويقول امرؤ القيس : 

« غدائزها مُسْتَشْوَراتٌ إلى العلی » 

تضل البقاصٌ في منتى ومُرسَل © 
('» هيفاء ( طويلة نحيلة ) هضيم ( مخصور. نحیف ) كشحها ( خصرها) فخمة 
( عظيمة ) حيث يشة المزتزر ( الإزار) - أي كفلاها عظيمان . 

. ) البدّاء : كثيرة لحم الفخذين حتى يتباعد ما بينهما . الرداح ( العظيمة الورکین‎ )١( 
. الهيدكر : الكثيرة اللحم‎ 

(۲) هصر ( جذب الغصن ليقطف ثمره ) . الفود : الشعر في جانب الوجه . هضيم 
الكشح : نحيلة الخصر . ریا : لينة » طرية (ممتلشة). المخلخل : مكان 
الخلخال من الساق . 

(؟) الغديرة : الخصلة من الشعر . مستشزرة : مفتولة . العقصة ( بالكسر ) : العقدة في = 


۱۸۶ 


وربما كانت هذه الغدائر مجدولةً ومرسّلة على الکفین » كما 
في قول المرقش الأصغر « ومنسدلات كالمثاني فواحما 1 
وإذا نظرنا إلى قول امرىء القيس : 
وفرع يَزِينُ لت سود فاحماً أثيث کقنو النخلة ال © 
رأينا فيه كل ما كان یتطلبه الشعراء من جمال شعر المرأة . ويظهر لنا 
منه أن العرب لم یمیلوا إلى الشعر الناعم المستقیم » ولا غرو 
فالشعر في الجنس الأعرابي سبط متموج . وربما كانت المرأة 
ترسل بعض الغدائر من مقدمة رأسها أو فویها حتى قال سويد بنْ 
أبي کاهلٍ اليشكري « وروا انعا أطرافها » . واستحسن امرژ 
اا و رم القرونْ حتى شبه بها شعر فرسه فقال « لها غدر 
( غداثر ؟ : ضفاثر ) کقرون النساء » !! وربما استحسن أحدهم الشعر 
الجعد . 
لنکتف بهذا القدر من وصف الشعر وننتقل إلى وصف الوجه 
والوجنة » فنری أن احسن الالوان للوجه عندهم ما كان صافياً نقيً 
في بیاض, ماثل, إلى السمرة »وريما عبروا عن ذلك كله بكلمة 
« أذماء » . ولا یرت عن بالنا الصلهٌ , بين الأدَمّة ( الشمرة ) والأدیم 
( ظاهرٍ الأرض ) وادمٌ المخلوق من تراب الأرض . ولناخدٌ أبياتاً 
متفرقةً تدُلّنا على ما أحبّه الجاهليون من لونٍ الوجه فنرى لزهير : 
فأمًا ما فُويق العِقّدَ منها فمن أدماء مرتعُها الخلاء۱ 
الشعر . المثنى : الشعر المطوي بعضه على بعض . المرسل : الشعر المنسدل . 
(۱) الفرع : الشعر . المتن : الظهر . أثيث : كثيف . القنو : العذق الجاف الذي جرد 


من تمره . المتعثكل : الذي يبرز منه أشياء کأنها تتحرّك في الهواء . 
(۲) أدماء : سمراء ( هنا ) : غزالة . 


وأما المْقّتان فمن مَّهاةٍ وللدرٌ الملاحة والصّفاء(» 


وللأعشى 3 
ظبيةٌ من ظباء وَجْرَةَ أدماة تسف الکباث تحت الهُدال . 
ولعنترة : 


وقد كنت تخفی حب سمراء شاه 
ْح رلان) منها بالذي آنت بائح . 
اناد غاب بالبيض والسمسر: 


ومن الجمال في اللون » وهو الحُسن والملاحة » أن یخالط 
البياض شيء من الصفرة ة فير منها لون کلون القَمَر أو الذر يُسمى 
أزْهَرَ . ويظهر لنا أن هذا اللون أحسنْ الألوان على الإطلاق حتى 
وصف به النبنُ كله . وجاء مد هذا اللونٍ في مُعلَقَةٍ آمرىءٍ 


القيس : 


كبكر المُقاناة البياض بصُّفرةٍ غذاها نميرٌ الماء غير المُحَلَلِ , 


0 عيناها واسعتان كعيون المها ( بقر الوحش : نوع من الظباء ). الدر : اللؤلؤ . 

وف وجرة اسم مكان . أدماء : سمراء . سف الدواء : تناوله ( إذا كان جافا ) . الكباث : 
ثمر شجر الاراك إذا كان ناضجاً) . الهدال : نبات طفيلي یعلق بالاشجار . - 
المقصود : شفاهها سمراء من تناول ثمر الأراك . 

7 البکر : الفذء الذي لم يسبق بمثله » الفرید : المقاناة : الخلط ( مزج بعض الاشیاء 
ببعض ) . البياض بصفرة ( امتزج في لونها البياض والصفرة امتزاجاً بكرأ » أي 
ليس لغيرها مثله في الجمال ) النمير : الصافي . المحلّل : ( الماء ) الذي ينزل 
بقربه أقوام كثيرون ( فيصبح عكرا) . 


۱۸۹ 


وفي قصيدةٍ للمزار بن المنقذ : 
عَبِقَ العنرٌ والمسك بها فهي صفراء كمُرجون العُمْرً . 
وعثرث على بيت بيت لعنترة یصف فيه الخدٌ بالورد ( أو هکذا 
يبدو معنى البيت ) ات عو ا : أؤلهما أن الحمرة في 
الخد تكون عادة مع البياض الناصع » وألوانٌ العرب « آدماء » 
(سمراء ) في الأكثر . ثم أن الورد نبات غريبٌ على بلادٍ العرب 
( أو كان غريباً عنها) . ومع ذلك فإك في الشعر الجاهلي ( عند 
زهیر والأعشى » مثلاً ) وصفٌ للأشياءٍ بالحَمُرة » کقول, زهیر في 
معلقته ( .... وراو حواشیها مُشاكهَة الم ِ. ونجدٌ مثل ذلك 
عند الاعشی . ما بیث عنترةً المظنونْ فهو : 


فولت خياء ثم آرخث لامها وقد رت من خدّها رَطب الوزد 
وقد كان المستحسنَ في الخد دائماً أن يكونَ اسیلا 
( طويلا ۽ أملس ) . وقد کر وصفُ الخد بذلك في الجاهلية حتى 
نا أنه لم يكنْ في الجاهلية خد رجلٍ أو خد آمرأةٍ إلا على 
هذه الصفة . 
ومع أن الوشم كان شائعاً في الجاهلية ( ولا يزالُ إلى اليوم. 
مألوفاً في البَدْو وفي القری ) » فإنّ عَبِيدَ بنَ الأبرص يرى اليد 
الخالصة أجملٌ من اليد الموشومة : 
)١(‏ عبق : لصف . العرجون : غذق النخل . العمر اسم موضع . - وهي طيّبة الرائحة 
ولها لون مائل إلى الصفرة جميل . 


۱/۸۷ 


یهن هند التي هام (القُؤاد) بها 
با آنسة 4 بالسن موسومه۱) 
تُدنى النصيفت یکت غير موشومه(۲) 
العيون فى الشعر الجاهلى كانت توصف بالسعة والنجل 
( بفتح ففتح ) وتستعار من بقر الوحش . قال امرؤ القيس : 
وا 2 0 3 م2 
تصد وتبدي عن أسيلٍ وتنقي بناظرةٍ من وخش وَجْرة مُطفِل” 
ولقد جمع عنترة في بیت واحدٍ أربع صفات للعين وما 
یجاورها : 
أَغنُ ملي الدَّلّ أحورٌ اکحل " ازج نقيَّ الخد أبلجُ أدعجُ . 
وإذا نحن انتقلنا إلى الحاجب وجنا عنترةً يَصِفُه بشكل النون 
فيقول « لها حاجب كالنُون فوق جفونها » . ولكن ما يُدرينا كيف 
نت تكتّبُ النون في أيام عنترة.وهذا التشبيه من التشابيه التي 
يُمْكننا أن نَحْمِلَ به على جيميته « أشاقك من عَبْلَى الخیال المبرج » 
(۱) لطيفة » أنيسة ( يؤنس بها) . موسومة : لها علامة ( الجمال سمة - علامة - لها 
وحدها دون سائر النساء ) . 
() المهاة : بقرة الوحش ( نوع من الغزلان واسعة العينين ) . النصيف : الغطا 
(۳) تصدّ : تنفر ( فتدير وجهها ) فيبدو ( يظهر) خدّها أسيلا ( طويلا مستويا أملس ) . 
وتتقي ( تحذر » تخاف » تجعل لنفسها واقيا أو حاجزا في وجه الذي يريد الاقتراب 


منها ) . وجرة اسم مكان . مطفل : لها طفل . إذا كانت الظبية مطفلا كانت أشد 
شراسة في دفع المقتربين من جرائها ( أولادها الصغار) . 


۱۸۸ 


ونجزم بأنها منحولة . ولكنْ هذا لا يمنع من أنها قديمةٌ . وربما کان 
فيها ما ينطبق على الجمال ااجاهلي » فهي إذن. من هذه الوجهة 
فقط فيد موضوعنا . وعلى كل فإن أحسن الجفون في الجاهلية ما 
كان رقيقاً طويلاً . وربما وصفت بالوطف ( بالكثّافة وكثرة 
الشعر ) . 

وکثر في الشعر الجاهلي ورودُ كلمة الحَوّر ( بفتح ففتح ) مع 
مشتقاتها وبذلك یعنون شِدّة سواد الحَدَقةٍ وشدة بياض سائر العين . 
وربما نعتت العين بالحوة ( بضمّ فشدّ عليه فتحة ) وعني بذلك مَيْلُ 
حَلَفیها وأجفانها إلى السواد . وأعتقد أن الحوة فى الأجفان اشتداد 
سواد الأهداب ( شعر الجفون ) عند مَنابتها حتى له لین کانها 
مکحولةً . والآن فقط یمکننا أن نرى الجمال في بيت عتترة : 
واستوكفوا ماءَ العيون بأعينٍ مكحولةٍ بالسحر لا بالإثمد . 

ومثل الحور وقريبٌ من الحرة الدَعَج . 

الأنف : 


كان الأنف في الشعر الجاهليٍ آقنی ثم مرح م وسط 
القَصّبة ضَيّقَ المنخرين وعلى هذا قول معن بن أؤسٍ ( وإ كان 
في الصدر الأول من الإسلام ) : : 
« وأقنى كحد السيف یشرب قبلها ٠)‏ 


(۱) - جعلوا ماء عیوننا تكف ( تسيل من الالم الذي نعانيه من حبّنا لهنّ من نظرنا إلى 
عيونهن التي كأنها كحلت بالسحر) ( الفتنة » الجمال) لا بالاثمد ( بحجر 
الكحل ) . 

(۲) الأقنى ( الذي يشبه القناة أو الرمح » مستقيم ) . 


۱۸۹ 


الثغر والأسنان والشفتان : 
یصف امرژ القیس الثغر فیقول : 

بثفر کمثل الأقځوان مور نقيي الثنایا أشنبٌ غیر أئفل ٩‏ . 

وربما كان أجممٌ ما قیل في وصف الثغرِ في بیت واحد 

قول المرفش الأكبر : 

وذو أشرٌ شتيتٍ النبتِ عذب ‏ تقيّ اللون براق برو . 

فأنت تری أن الأسنان كانت على تم جمالها وهي محدّدةٌ 
الأطراف » موشرة بخطوط متباعدة غير متراكبة کات لون نقي 

براق . 

وإذا أضفنا إلى ما تقدم بيت طرفة : 

مر ۶ ۳ ع2 م 2 لام < 5 

وتبسم عن آلمی كان منورا تخلل حر الرمل دعص له ندي 

أضفنا إلى ما تقدم صفة ال فنراها شديدة الخمرةٍ کالرئل 
الخالص . ولا يُستحسنُ أن تکون مُتضحّمة . وعلى. هذا قول 

الفرزدق ( وان كان هذا القول متأخراً عصراً ) : 

(۱) الأقحوان : نبات بري بتلاته بيض تشبه الأسنان وقلبه أصفر . منور ( بفتح الواو 
المشددة أو بكسرها ) : مزهر » متفتح . آشنب : أبييض » لامع . أثعل : 
متراکب » بعضه فوق بعض . 

(۲) آشر : حر . فيه خطوط ( كناية عن نظافته وسلامته من المرض ) . شتیت : متفرّق 
رقلیلا ) . 

(۳) آلمی ( فم ذو) شفتین سمراوان . منور ( راجع الحاشية التي قبل السابقة ) . تخلل 


حر الرمل ( أسنانها نابتة في لثة - بکسر ففتح » بلا تشدید - حمراء صافية . 
الدعص : الجانب المکور من الرمل . 


۱۹۰ 


فمحنْ به عذب الثنايا رضابه . رِقاقٌ وأعلى حیث کین أعجف عجف* 
آما الشفاه فوصفت باللکس ( المیل إلى السّمرة ) وسمَيَتَ 
لمياء . 
َاللَنَّهّ خاصّة تُستحسنٌ حالكة اللونِ » كما قال عَبِيدُ بن 
الأبرص : 
غداة بدت من سثرها وکأنها ‏ نَحفٌ ثنایاها بحالك إِنْمِدِه» 
العنق والنحر : 
ینطبق على هذين في اللون ما ینطبق على الوجه . آما ال 
فتکون طويلةً » ومن أشهر التشابيه « بَعيدة مَهُوى القرط » . 
وقال عبدالله بن رواحة : - 
فقد صادت فواك یوم أَبْدَثْ أسيلاً خُما صَلْناً وجيداً©. 
وقال انح مثل ذلك على أن هذا لا يعني أن الطول لا 
يَقِكُْ عند حدٌّ . ولهذا أخبرنا امرؤ القيس عَنْ نیز بقوله : 
وجيدٍ كجيدٍ الرئم ليس بفاحش إذا هي نضَنْه ولا بل 6 


ل و ی . الرضاب : الريق ما دام في الفم . رقاق ( صفة 


للاسنان ) . أعجف : رقيق ( صفة للثة ) . 
(ه) الاثمد : 0000 . تحف ثناياها : یطوف حول ثنایاها أو اسنانها لون أسمر قاتم 
رأي شفتاها ) . 


(") الأسيل : الطويل الأملس . صلت : الواسع الأملس . الجيد : العنق . 
(۷) الجيد العنق . الفاحش : الكثير الطول . الرئم : الغزال الأبيض . نص : رفع . 
معطل : ليس مزینا بالحلي » أو هو جميل من غير أن يزين بالحلي . 


۱۹ 


هذه آبرژ الأوصاف للمرأة العربية في الجاهلية . ومنها نری 
أنه يصعُبٌ أن يوجَدَ الیو شخص تتمثّل فيه خصائص الجرق العَرَبيَ 
کاملةً ( وقد قال مثل ذلك ابن خلدون مُندْ ستّة قُرونٍ كاملة ) . 

۳ ۳ 
لا جدید في الغزل الأموي 

ویخسی قبل الانتقال. إلى العضر الاموي أن نوج ما رأينا من 
صفات المرأة في العصر الجاهلي : 

الغزل في الشعر الجاهلي قليلٌ جداً لسببين آولهما وجود 
الججاب مما یمنم نساء بعض الطبقات من الاختلاط بالرجال » إذا 
لم يمنعهن ‏ عرفاً وعادة - كلّهن ؛ وثانیهما نفوز العرب من أن نکر 
آوصاف نسائهم في شعر یسیر على ألْسِنَةِ الرواة فتصبح أوصافهم 
حدیث السمر . 

ولكنّ هنالك من تخطی هذا المبدأ وعبِت بالغرف فوصفها 
نساء معینات » أو تخیل صفات ظنها المثل الأعلى في المرأة . 
ولذلك كانت المرأة في الجاهلية معتدلة القامة مستقيمتها » بدينةً 
حتى لتنوة تحت لحمها. . أما شعرها فکان سود فاحماً » سَبْطاً ۽ 
وربما أحبوه خا طويلاء ثم رأوا أن یناقض لبون 
الوجه لون الشعر . وأحبوا من الملاحة اللون المقارت 
للسمرة في * خمرة شائعة في جمیع الوجه » أما الخدود فكانت طويلة 
تحت جبهة منبسطة واسعة وأما الفیون فاحسنها عنذهم النجلاء 
الواسعة الشديدة سواد سوادها والشديدة بیاض بیاضها . واستحسنوا 
في العُدْقِ أن تكونَ طویلةً غیز فاحشة في الطول . 


۱۹۲ 


وکذلك أحب الجاهلیون أن تکونّ الشفاهُ لُعْساً مائلهً إلى 
السمرة + والأسنان شتيتةٌ متفرقاً بعضها عن بعض غيرٌ متراكبة » 
ودقيقة . أما الأنفُ فكان أبداً أقنى كحدّ السيف مُسْتَويَ الأنحاء فيه 


مد 


الغزل والنسيب : 

لقدجَعَلْتٌ الغرل لوصف اعضاء المرأة الظاهرة والنسيبٌ لبت 
الشوق وإن كان نفر من المجتهدین يَرَوْنَ أن الأمر بالعکس . ولكني 
استندت في عملي إلى ثلائة آمور : 

۱ - العرب لم یتفقوا على التفریق بين هذين » ومنهم من 
جعل معناهما واحداٌ . 

۲ - اشتهر عند المشتغلین بالأدب أن الغزل هو وصف 
الأعضاء . 

- إن باب النسيب في ديوانٍ الحماسة لأبي تمامٍ لا يضم 
۱ . فعلی هذا یمکننا أن نعتمد هذا التفریق 
الذي سرت أنا عليه في القسم الأول من هذا الفصل . 
# يز فنا 

الغزل الأموي : 

الغزل في الشعر الأموي ال منه في الشعر الجاهلي . ثم هو 
الغزل الجاهلي بعينه لم ینقص ولم ید . والغزل لم يتطور تطوراً 
مسوا إلا في إبأن الدولة العباسية . ولذلك كنا نری مُخضرمي 


الدولتين الأموية والعباسية من الشعراء لا یخرجون في تنویع غزلهم 
عما كان قد وضعه شعراء الجاهلية . 


۱۹۳ 


قلة الغزل الأموي : 

لاشكٌ في أن الحجاب كان عاملا قوياً في جهل صفات نساءٍ 
ا وذ اون بان وق الاب لک يزيا في 
الجاهلية » فلا مَناصٌ لنا من الاعتراف بخلاف ذلك في صدرٍ 
الإسلام وخصوصاً في الطبقات الأرستوقراطية . أما نفورٌ العرب من 
ذكر صفات نسائهم فقد زاد في الإسلام على حمية الجاهلية حتى 
تقد عمرٌ بِنُ الخطاب رضي الله عنه إلى الشعراءٍ أن لا يُشَبّبَ أحدٌ 
منهم بامرأةٍ إلا جَلَدَهُ ( الأغاني » مصر » مطبعة التقدم ج 4 ص ۹۷ 
أسفل الصحيفة ) فخاف الشعراء » وكان عمر إذا توعد نقذ وعیذه 
بالحرف الواحد » فأخذ هؤلاء ينصرفون أيضاً عن العَرّل فإذا 
جاشت عواطف أحَدِهِمْ في صدره صَرّفها إلى التغزل بغير النساء . 
وعلی ذلك قول خمید بن تور : 


أبى اللَهُ الا أن سَرْحة مالك 

على كل آفنان العضاه تروق( . 
فقد ذهبت عرضاً » وما فوق طولها 

من السَرّح إلا عَشة وسحوق . 


(۱) السرحة : الشجرة العظيمة الطويلة ( المعجم الوسيط 477 ) النابتة على الماء » وقد 
كني بها حميد بن ثور ( ت نحو ۲۵ ه ) عن المرأة تاج العروس ۰ الکویت ٩‏ : 
4 ) . مالك بنو مالك ؟ ) . الفنن : الغصن . العضاهة : شجرة عظيمة . 
تروق : تزید في الحسن . 

(۲) فقد ذهبت عرضا ( كناية عن البدانة التي تناسب الطول ) . العشّة : الشجرة القليلة 
الأغصان والورق . السحوق : المفرطة في الطول ( من غير تناسب ) . 


6 


فلا الظل من برد الضحى تستطیئه 
ولا الفيء من برد العشي تذوق() . 

سقی السّرحة المحلال والأبرقٌ الذي 
به ارح غيث دانم ونروق . 

وهل أنا إن عتلت نفسي بسرحة 
من السَرّح موجود علي طريقٌ ؟ 
بذلك نرى أن حُميداً استعاض عن التشبیب بالنساء بوصفٍ 
الأشجار » 50 التهديد بعد ذلك » ولكن بصورة 
آخص ؛ من ذلك أن م البنین بنت عبدٍ العزیز بن مروان استأذنت 
الوليدَ بنّ عبدٍ الملك في الحج فأذن لها وهو يومئذٍ خليفة فقیمت 
مكة ومّعَها من الجواري ما لم یر مثله خسناً . وکتب الوليدُ يتوعد 

الشعراء إن ذکرها أحدٌ منهم أو ذكرٌ أحداً ممن معَها . 

وکان حميةٌ الناس لا نَل عن حمية الخليفة في هذا الشأنٍ 
0 لنا إسماعيل بن ن يسار النسائي . وكان في أيام هشام بن 


عه ع 


ما ضر أهلّك لو تطوّف عاشقٌ بفناء بيك ار ألم مُسلّما؟ 
* يوم بدا لي التجهم فيها ا لَجاجةً وضراراً . 


)١(‏ الظل : احتجاب الشمس أوّل النهار . الفيء : احتجاب الشمس بعد الزوال ( بعد 
نصف النهار) . 

(۲) المحلال : المكان يقصده جماعات كثيرة . السرحة المحلال ( التي يحب الناس 
الاستظلال بها) . الأبرق : الأرض المختلفة الطبيعة ( فيها طين وتراب 
وحجارة ) . الغيث : المطر . البروق : جمع برق ( لأ المطر يكثر بعد البرق - 
البرق هو الشرارة الكهربائية التي تحيل بخار الماء الذي في الغيم ماء). 


۱40 


. وامثال ذلك كثيرٌ يُرى في شعر المُحبين المغامرین أمثال 
عُمَر بن أبي ربيعة ووضاح الیمن وأبي بل . وكأني بسائل يسأل 
وم على حنٌ في سژاله - : 

« لماذا ترد قِلَةَ الغزل ( في الجاهلية وفي صدر الإسلام ) إلى 
يَصِفَ نساء آمله . ثمّ ألم يكن هنالك نساء بَرْرَاتٌ ( یر 
للرجال ) بأسباب مختلفة ؟ 

هذا السؤال صحيحٌ » والجواب عليه سهل . 

لقد أراد الشاعر أن يّصِفَ جمالَ النساء » والمرأة الجميلةٌ 
عند الرجل هي المرأة التي يُحِبّها . تلك المرأةٌ كانت محجوبة عن 

ثم لا یجوژٌ للسائل أن ينسى السب الثاني الذي قمته . وهو 
لفيرة على النساء من أن يُوصَفْنَ بشعرٍ يسيرٌ على الألسنة . 

ان آسباب له الغزل في العصر الأموي انصراف الشعراء 
إلى أبواب أخرى من الشعر كالمّديح والهجاء خاصّة » ففي الأغاني 
(۱۳ : ۹۸ یجذٌ القاریء الفقرة التالية : 

ریف من شعراء ا الأمويّة » ولیس بمذکور 
( مشهور) لاه كان بویا مقلا (من الشعر) غيرٌ مضه بالشّعر 
للناس في مَذّح ولا هجاء » . 

وهنالك أيضاً سببٌ مُهِم جِدَاً هو نشأةٌ « النقالض » ( الشعر 
السياسي ) الذي قام على فخر الشاعر بنفسه وبقومه ( أو جزبه ) 


۱۹۹ 


وعلی هجاء الشاعر لخصمه من الشعراء ولقوم خصمه . ان هذه 
النقائض شغلت الجانب الأکبر من الشعراء والجانب الأکبر من 
الناس » وخصوصاً حینما نری کباژ الشعراء یخوضون هذا اف 
السياسي مثل الأخطل والفرژدي وجریر . 

ولعل سائلا يسأل : ألم يكن الغزل العذري فنا جدیدا في 
العصر الأموي ؟ 

الجواب على هذا السژال واضح : إِنْ الغزل العذري نسیب 
( أي تعبیر عن شعور المحب نحو محبوب واحد ) وأنا هنا أتناول 
بالبحث موضوع الغزل ( وصف الأعضاء الظاهرة في المحبوب ) 

نموذج من الغزل الأموي ا 

الغزل الأموي لا يكادٌ يختلف من الغزل الجاهلي فى شيء لولا 
بعض الظلال السياسية والاجتماعية , ولولا ما احدث اقرا من رقة 
في اللغة لم تغرفها من قبل حتى أنك لا تكاد تفرق بين شاعرین 
أحدهما جاهلي والآخر آموي . وربما كان الشاعرٌ من مخضرمي 
الدولتين الأموية والعباسية ثم رأيت في شعره أثر البداوة.فما سبب 
ذلك ؟ 

لا شك في أن الزمن بين الجاهلية وصدر الإسلام كان أقصر 
من أن يُحدتٌ تغييراً محسوساً في تفكير العرب وفي أساليبهم 
وأذواقهم . فلقد ظلت التراكيبٌ والكلمات واحدة تؤدّي المعاني 
التي كانت تَذیها في أيام الجاهلية . ثم أن العرب بين الجاهلية 
والدولة الأموية لم يختلطوا بغيرهم اختلاطاً يون فيهم » فلقد نهى 


۱۹۷ 


عمر بن الخطاب الجند عن الاختلاط بأهل المدن المفتوحة . وکان 
العربٌ آنفسهم لا یختلطون بهژلاء - حتی لو کانوا موالي » أي 
مسلمین ولکن غیر عرب - في آول الفتح . 

كل هذا خفظ للعَرَبيَ مُعْظَمَ خصائصه القبَليّة والفكرية 
وعاداته الشخصية والاجتماعية فلم یتأئژ کثیرا ( إلى ذلك الحين ) 
بالخصائص التي کانت للشعوب التي دَخلت في الاسلام أو دخلت 
في الحُكم العربي ( من غير أن تدخل في الإسلام ) . من أجل 
ذلك أصبحٌ العربي مُسْلِماً في دينه ولكنه ظلّ ( إلى حدٌّ ما ) جاهليا 
في لغته وفي عددٍ من عاداته . 


وفيما يلي أشياءُ من خصائص الغزل الاموي من غير 
تفصيل . ذلك لأنّ التفصيلَ سیْحملنا على أن نُعيد أوصاف المرأة - 
تلك الأوصافٌ التي رآیناها في الجاهلية - ولکن بأسماء شعراء 
آمویین . 

يقول ذو الرمة : 
تجلو بمسواك الأراك مُنَظّماً عَذْباً إذا ضجکت تَهلَّلَ يَنْطِفٍ(© 
وكأنما نظرت يي ظبيةٍ تحنوعلی خشف لها أو تفت" 
وإذا تنوء إلى القيام تدافعت مثل النزيف ينوء ثمت يضمُفٌ0© 
)١(‏ منظما : لؤلؤا ( أسنانا) . تهلل : تلالا . ينطف : يقطر «ملاحة وتلألؤا) . - 
زفق ا والكسر والضم ) : ولد الظبية . 


(۳) النزيف : المحموم ( أو السكران ) . تحاول أن تقوم من قعودها فتعجز ‏ لبدانتها - 
عن القيام بسهولة ( وتحتاج إلى من ينهضها ) . 


154 


ثقلت روادفها ومال بحَضْرِها کفل كما مال التقا المتقصّفٌ7) 
وعوارض مصقولةً وترائبٌ بیض() . . 
ولجمیل بثينة : 
قناة من المران ... لها مَُلتا ريم وجیدٍ جدایة) 
ولمالكِ بنِ الريب : 
وتصطاد القلوبِ . على مَطاها بلا جعْدٍ القرونٍ ولا قصار )٩‏ 
وتبيم عن قي ون عب( 
فأنت ترى من هذا ومما يمكن أن تضيفه أيضاً أن هذه 
الاوصاف هى تلك التى سادث قصائد الجاهليين . ولو أوردثٌ هنا 
أبيات 50 غير از التي يقول منها : 
تجلو بقادمتي ورقاء عن برد حم المشاعرٍ في أطرافها أثر”) 


)١(‏ النقا : ( تل ) من الرمل الأبيض . المتقصّف : المتكسّر ( الذي يتألف من أقسام 
مختلفة مجتمع بعضها إلى بعض ) كناية عن كتل اللحم على جسم المرأة . 

(۲) العارضة : صفحة الخد . التريبة : الجانب الأعلى من الصدر . 

(۳) قناة : قصبة ( كناية عن طول القامة النحيفة ) . المرانة : رمح صلب ولكن لدن 
( ينحني ) . الرئم : الغزال الأبيض . الجيد : العنق . الجداية : ولد الظبية إذا 
بلغ ستة أشهر وأصبح قادراً على الركض . 

(5) المطا : الظهر . على مطاها ( شعر طويل ) . القرن : الجانب من الشعر . 

(©) نقي اللون ( أسنان ) عذب : حلو ( الريق ) . 

)٩(‏ تجلو ( تبدي . تظهر ) . قادمة : ريشة كبيرة في جناح الطير - ولا صلة لها هنا 
بالموصوف . لعل الشاعر يريد أن يقول ان أسنان المحبوبة مستوية منتظمة كاستواء 
الريش في جناح الطير . الورقاء : الحمامة . البرد ( كناية عن الأسنان ) . حم 
جمع أحمّ ( أو حمّاء ) : أسود : المشعر : المنسك » والنبات والحاسّة ( ولا وجه 
لها هنا ) . أثر : علامة . - المعنی المقصود غامض . 


۱۹۹ 


IA وم‎ 


خود مله ربا مُعاصِمها قدرٌ النبات » ولا طول ولا صر“ 
لرأيت أن التراکیب والكلماتٍ المستعمله موسومةٌ بالطابّع 
الجاهلي . ولست الآن في مقام الباحث عن أمثلةٍ لاثبات هذا 
الرأي » فهو جلي في الفرزدق والأخطل وجريرٍ وجميع الشعراء 
الذين جَمَعَ لهم صاحبُ الأغاني أخباراً وأشعاراً » حتى إن حُمرَ بن 
أبي ربيعة ما خرج على ما اتبعوه لولا آغراض قصائده والنهجٌ الذي 
نهجه . 
FF #*‏ نا 

وهكذا نرى أن الشعر الأمويّ لم یختلف في الغزل عن الشعرِ 
الجاهلي » وان كان قدٍ اختلف في نواح أخرى فكانت له میزات 
بارزة . وسبب ذلك وجودٌ الججاب ونفورٌ العرب من ذکر صفات 
نسائهم في الشعر ثم انصراف الشعراء والناس إلى التهاجي . وقد 
كانت قلة اختلاط العرب بغیرهم سبباً في احتفاظهم بمیزاتهم 
الجاهلية . 


غير أننا منذ آواخر الدولة الاموية بدآنا نری میات جديدة في 
جمیم آبواب الشعر . وسیکون غرض المقالة التالية البحث فيما 
جد في الغزل العربي . وسنجد في الغزل العباسي نوعاً جديداً نشأ 


() الخود : المرأة الجمیلة . المبتلة : ( القاموس ۳: ۳۳۲) : الجميلة التي 
انقطعت بجمالها عن جمیع نساء زمانها ر أجمل أهل زمانها ) . ریا معصمها 
( اللحم المکتنز الطري عند موضع السوار من يدها ) . قدر النبات ( معتدلة في 
الطول وفي البدانة . . . ) . 


في الدولة الأموية ورأينا إشارة إليه في الشعر الجاهلي . ولکنه ‏ 
في أيام الدولة العباسية ‏ آتخذ شکلا مختلفاً عما قصدته الشعراءٌ 
الأمويون والشعراء الجاهلیون . 


د 1 ك هذا الفنَّ کان في e‏ اختار صاحبه أن 
یقف فيه سعادنّه وشقاءه على امرأةٍ واحدة . واستعراض نماذجَّ هذا 
الفنّ لا تزيد في وجوه العَزّل التي رأيناها من قبل في الغزل العادي . 


۳۳ 
الجديد في الفزل البامي 


كان الشعرٌ في الجاهلية سَلِيقةٌ قله مَنِ شتهر به وقاله من لم 
ار الشعرٌ مَقَدِرَة يأتي به الشاعرٌ 
ثم لا يك يشتهرٌ به إل إذا كان فا ذا تأثير في قومه وب على 
خصومه . وأما في أيام. ني العبّاس فقد أصبح الشعرٌ فنا شخصيا » 
مع آن آصحابه لم يَسْسكفوا أن يَرُتزقوا به عادة وَرئوها عمّن قبلهم 
وأغرقوا في آستخدامها . 


جد في الشعر العبّاسيّ أشياء كثيرة سناخذ منها ما كان خاصّاً 
بالغزل لانْ الغزل هو المقصودُ بالبحث هنا . غير آنني لنْ أتعدى 
عصرّ المتنبّي لأ الشعرّ بعد عصر المتنبّي قد خط سبیلا مُختلفاً لا 
حاجة بنا الا إلى أن نلک . 


الغزل الخالص : 
رآینا أن الغزل الامويٌ كان الغزل الجاهلي في وجوه كثيرةٍ 
من معنا ومبناه » ولكنّ الشعراء العبّاسيّين زادوا على ذلك الغزل, 
أوصافاً كثيرة ( وخصوصاً في التشابيه والاستعارات ) استعاروها من 
الشعوب التي جاوروها أو كانوا قدٍ آختلطوا بها كالروم والفرس . 
إن العرت سْمْرٌ الوجوه »> وقد کان من المُسْتَغْرَب عندهم أن 
يكونَ أحدُهم أشْفَرَ ملا . فلما آراة آبو العتاهية أن يَهْجُرَ وا بنَ 
الخباب قال فيه من أبياتٍ : 
رون ال ابذو قد مُسخوا شُفْرا؟ آما هذا مِنَ المر؟ 
ولکتنا آصبحنا في العصر العبّاسيّ نری الوَرد جل في الغزل 
مکاْ السْمُرةٍ . فَبَدَلاا من قول مسكين الدارميّ ( المعاصر 
للفْرَرْدَقِ ) : « لَوْنِيَ السمرة ألوان العربٌ »۰ یقول البحتري : 
2 ء و ۶ و 0 و رو و 1 
« على تفاح خد ارجواني » . ثم يقول ابن المْدَبْرٍ ( في أيام الخليفة 
المتوکل ) : 
أدموعُها أم لؤلؤٌ مشائرٌ يندي به ورد جني ناضر ؟ 
9 1 مر 5 ۳ 2 
وبدلا من قول عمرو بنٍ كلثوم : « وماکمة) یضیق الباب عنها » . 
أصبحنا ثری في شعر ابن الرومي : 


32 


. المأكمة : الكفل ( بفتح ففتح ) » جانب من موخرة المرأة‎ )١( 


۳۰۲ 


أو في شعر البحتري : 
ومهزوزة هر القضيب › إذا مش "تن على دَلَّ وشن قوام 

أمَا أبو تمام فقال قبلهما : « مُعْتَدِلٌ کالعْصن الناضر - يا 
اه - يا قضیب البان و 
شرت 1 e‏ 
قضیب على کثیب » ( في تعابیر مختلفة ولکن في ألفاظ واحدةٍ ) . 
ورأيناً البحتري مولعاً بالق الأهيفٍ والحْصر التحیل : 
یوم مِنْ يها آعتدالٌ بكادَيُقال من میب( : نحيل, 

ولكنّ هذا كلّه لا يَعْنى أن الشاعرٌ العبّاسی قد هَجَرَ الصفات 
التى كان العربُ قد أحبّوها من قبل . ان الشاعر العبّاسيّ قد بل 
في نظره إلى تلك الصفات ( وَهِيَ في الأصل بَذُويةٌ ) تلا قلي » 
فاستبقى القسم الأوفرٌ منها ثم زادَ عليه ما یوافق ناته الجديدة ‏ إذا 
كان عربيّاً » أو ثقافته الموروثة ( في ظنه وخياله ) » إذا لم يكن 
عربياً . 

لنأخذٍ الابیات الآتية لمسلم بن الوليد : 
فرعاء في فرعها ليل على قمر 

على قضیب على عص اللا الدهس ”© 

(۱) الهیف : نحول الخصر . 
(۲) الفرع : الشعر . فرعاء : طويلة الشعر . ليل ( كناية عن الشعر ) . قمر ( كناية عن 


الوجه ) . الدعص : قطعة من الرمل مستديرة . النقا : الرمل الأبيض . الدهس : 
الليّن . 


أزكى من المسك آنفاساً وبهجتها 

أرق ديباجة من رِفة النقس . 
* مريضة أثناءٍ التهادي كأنها 

تخاف على أحشائها أ تقطعا. 
نَسيبُ انسیا الأيم اضر اشدی 

فرْفع عن أعطافه ما ترفعل) . 

ریت بها في سُنْةَ البدر مطلعا. 
# وممکورة رُوْدُ الشباب کآنها 

قضيبٌ على دعص من الرمل اهيل ( . 


ام ها ا الم را 

فیما تقدم یمتزج الذوق الجاهلي والذوق الاموي بالذوق 
العباسي » ولکن في رقة عباسية . من ذلك منثْلا أبيات ابن عبينة 
( في أيام هرون الرشید ) : 


ولا هل مصر ‏ فَهْىَ هيفاك فارد). 


(۱) الأيم : الحيّة . آخصره : جعله یبرد ( الحيّة یکثر نشاطها بکثرة الحر) . تسیب 
انسیاب الایم أخصره الندی ( تسیر ببطء ) . العطف ( بالکسر ) جانب الجسم . 
فرفع عن اعطافه ما ترفعا (؟) . 

(۲) مفترة : مبتسمة : سنة ( طريقة » عادة » هيئة ) . 

(۳) ممکورة : ( المرأة ) ذات ساق غليظة . رؤد الشباب ( حسنة الشباب ) . الدعص : 
قطعة من الرمل المستدیر . اهیل : قلیل الثبوت » متحرّك للینه . 

(4)یغذوها : یطعمها ( يربّيها ) الثلة : الصوف ‏ الغنم . المصر : المدينة الكبيرة . 
هیفاء دقيقة الخصر . فارد : منفردة ( لا يشبهها آحد في جمالها ) - هي بدوية منعمة 


°4 


وأهوت لتنتتاش الرواق فلم نَم 

الیی ولکنْ طأطاته الولائند . 
قلیلً لحم الناظِرَيْنِ یسزیتها 

شبابٌ ومخفوض من العيش بارد . 
تری القرط منها في «فلاة كأنه) 

بمهلکت لولا البری والمعاقد . 


من هذا نجدٌُ أن ما أضيف إلى العْرّل العبّاسيّ كان تشبية 
الخدود بالورد والتَفَاحٍ وتشبية باقي الأعضاء في الوجه بأنواع من 
الأزهار والأثمار . وأحسَبٌ أفي رایت الخال للمرّة الأولى في الشعر 
العبّاسيّ . من أجل ذلك يبدو لي أن الخال خاصّة عربية ( ولعلهُ 
عاهةٌ جلدية ) . وفي ذلك يقولُ الشاعر لعي ؛ « اتب ذات 
الخال راجية ربا » أو« فغنی بذات الخال حتی استخفني » . وورد 
مثل هذا لأبي ا 


ما وصف البّنانٍ «رژ وس الأصابع ) بالتطریف ( أي 
الخضاب : بلونٍ أحمرٌ قاتم أو سود ) وبالتغنيم ( بصَّبْغِها بلونٍ 


( لم ترب عند فقراء البادية فتكون عجفاء » ولا عند أهل الحضر المترفين فتكون 
مبتذلة ) . 

(۱) أوما ( أشار ) إلى الشيء . انتاش : طلب » أراد أن يصل إلى الشيء . لم تقم : لم 
تستطع القيام ( النهوض لبدانتها ) . طأطأته الولائد ( جمع وليدة : فتاة صغيرة 
خادم ) : أرخته » خفضته . 

(۲) المهلكة : المفازة ( الفلاة الواسعة ) . البرة 2 E‏ حلقة ( بسكون 
اللام ) »> قرط «بالکسر ) . ما يعلق في الأذن . : القلادة فى العنق . - 
اه 


۰0 


أحمرٌ) فليس جديداً في الغزل, العبّاسيّ » ولکن وصفّها بالعناب 
جديدٌ . وعلی ذلك فآینما رأيت الورد ( الأحمرٌ ) والنِسرينٌ ( الورد 
الأبيض ) والحَيْريّ ( المشور الاصفر ) فانه یکون مُستعاراً من جنائن 
الرس لا من يوادي العرب . 
الغزل المذکر : 
من ألوان الغزل, التي جَدَّتٌ في العصر العباسي هذا النوع 
من الغزل » آي, الغزلٌ المذكر . ولیس من غايتي هنا أن أستقصي 
زعو هذا زر ولكني اجب أن آشیز إلى نشانه الغريبة عن 
العرب » والی أنه هو تسرَب إلى العرب في العصر العبّاسيّ 2۳ 
وقبل أنْ أبدأ بسرد العوامل التي کونت الغزلَ المذکر أحبّ أن 
يرق القارىءٌ بِينَ الغزل المذكر والغزل الذي جاء في لفظ مُذکر» 
ولكن قُصِدَ به وصف أنثى » وربما كان بين الاثنين علاقة . 
إذا قرأت قصيدةً وكانت الضمائرٌ والافعال فيها مذكرةً فلا فلا 
تحكم على قائلها باه يتغزل بُمَذكر . وإذا كانت الضمائر مؤنثة 
ایض فليس ین الضروري أن یکول الشاعرٌ یب بأنثى » ل 
تضطر الشاعرٌ القافيةٌ أو تُلْجئه الكنايةُ إلى إخفاء شخصية 
الموصوف . ولیس آمن حینئذ في مثل هذه الحال رین التلاعب 
بالضمائر وبالأفعال . فهاك عددا من العناصر التي نب لعل 
المُذْكرٌ في البيئة العبّاسية أو دخلتٌ في بنائه قصداً أو عفواً . 


أكثر الشعراء العباسيين موالو : 
3 
أكثر شعراء الدولة العباسية - على نقيض شعراء دولة بني أمية 


۳۰۹ 


وشعراء الجاهلية إلا ما ندر - موال, » أي مسلمون غیر عرب . ومع 
أن هؤلاء كانوا قد أسلموا وتعربوا أو آنهم ولدوا في بيئة إسلامية من 
اباو ۾ أسلموا من قبل » فقد ظلّوا يميلون إلى ثقافتهم القديمة » وكان 
بعضهم يفتخر بها ويفاخر بها العرب . واشتد ساعد الموالي في 
الدولة العباسية ونافسوا العربَ حتی سادوهم في زمن » فإذا لخن 
آنفشهم يُقبلون على الثقافة الأجنبية - والفارسية خاصة تعد 1 
کانوا قبل جيل من الدهر یستنکفون أنْ يختلطوا بالموالي . 
عجبّ إذا رأينا صفات أجنبية 1 فارسية ورومية أو قبطية أو رّنجية - 
تتسرب إلى الغزل, العربي » وأسبابٌ الغزل, وه كانت أجنبية 
والحانات لا يُديرها غير الاجانب . آما القیان فکن ۳ فتعود 
الشعراء العباسیون » حتی الغرت. التخلضن منهم » أن یتذوقوا 
الجمال الغريبَ فکثر التغزل بغیر المسلمین . 

التغزل بغیر المسلمین : 

لیس في أن يتغزل الشعراء المسلمون بغیر المسلمین 
والمسلمات ما يدعو إلى الدَّهْشة أو إلى الغرابة » ولكنّ الذي يَلْفِتُ 
النظر أن يصْحَبَ هذا التغزّلَ صُوْرٌ غيرٌ إسلامية لا يُنتظر من شاعر 
مسلمٍ أن يتقبلها . غير أن المهمّ هنا - من الناحية الأدبية - 
أن یکون جمال الغزل, في الصورة التي یستخرجها الشاعر ثم یجعلها 
أساساً في جمال. توس تیا ال ك أن الجمال ليس في 
و . من هذا قول بكر بن 
خارجة » وکان معاصرا لابي نواس 
زنازه في خصره معقود كأنه من كدي مقدود . 


۳۰۷ 


وكان الژناز شارة بغرف بها غیز المسلمين آنقذ . واليك هذه 
الصورة من شعر عبداللّه بن العب‌اس بن الفضل بن الربیع 
( عباسي ) . 
ور ل لال حار E‏ ۱ 
ی بش ید ها وصليب نش آشوس . 
( الأغاني - مصر مطبعة التقدم ۷ ۱۲۹ ). ۳ الصفحة 
السابقة نجدٌ البيتين الآتيين : - 
با شادناً رام إذ فز في الشعانينٍ قتلي(2, 
تقول لي كيف أصبخ. (م)ت ؟ كيف یصبح مثلي ؟ 


الغزل المذکر دخیل على العرب : 
انصرف نفر من الشعراء العبّاسيّين إلى التغزّل بغیر العرب 
لاحتکاکهم بهژلاء . فأنت تری لأبي نواس مثلا : 
وغزال, من بني الأصفر معصوب بتاج » 
شخصه مني بعيدٌ » وهو مني کالمناجي) 
(۱) سامري ( من السامرة » السمرة » السامريّين : قدماء اليهود ) : غير مسلم . عروسي 
( يشبه العروس ‏ في ذروة شبابه وجماله وزينته ) . 
(۲) الشادن : الغزال الصغير . الشعانين ( عيد نصراني » في ي الربيع ) . 


(۳) المناجي : الذي يكلمك سرا . - يبدو أن المناجي ( هنا ) الهم الملازم للإنسان 
(؟) : مع أن المحبوب قريب من المحبّ. فان المحب لا ينال غايته . 


۲۰۸ 


ولأبي تمام : 
أنا ميت » ولئن یت لمن ّي آموت 
لغزال من بني الأصفر فيه جروت( . 

وقالت غريب ( بفتح العين وکسر الراء) المغنية : 
باي کلم زرف :ايان افر 

وفي هذا المقام يجب ألا ننسى قصيدة ابن الرومي التي يقول 
منها: ۰ 0 2 ۰ 
من بنات الروم لا یکذبنا . لونها المُشرق عن منصبها . 

والروم أو بنو الأصفر هم الیونان . وإذا نحن راجعنا مُجون 
آبي نواس رآینا شيئاً من التغزل بالفرسءولکنه على کل حال, قلیل 
فیما رأيت أنا وقد یکون الصواب غير ذلك ‏ وربما استقل الروم 
( اليونان ) بالشعر اي واستقلت فارس بالخمریات . 

الغزل المذکر الغیر المقصود : 

یقول طَرَفَةٌ بن العبد في معلقته : 
وفي الحيّ أحوى یتفض المَرْدَ شادنٌ 

مظاهر بطي ولو وزبرجد . 
وتبیم عن ألمى كأنَ منوراً 
تخلل خر الرمل غص له دي . 

(۱) الجبروت : القوة . القهر . 
(۲) آزرق ( العینین ) آصهب : احمر ( الشعر) آشقر ( اللون ) . 


(۲) - لونها اللامع ( بالبياض ) يدل على منصبها مكانتها » نسبها ) في الیونان . 
(؟) و (۶) راجع 3 فوق , ص ۱۹۰ 


تری مما تقدّم أن البیت الأول مذكرٌ اللفظ » ولكنّ سياق 
المُعلّقة والانتقال إلى اللفظ الو نت - وأعتقد أن الوزن هنا اضطر 
م إلى ذلك - یدلان على أن الموصوف ا كان لفظ 
الأيات الآتية لرن آيي رة يعنت اش في لفظ مذ + 


ولقد كان آملا فيه ظبيٰ ف ۰ 
طيتب لت یر واضح أحورٌ العين کح« ۰ 
شیم ا بان اه له ليما كان پوه ۱ ۳ 


0 


e 


إذ فوادي بزینشب أم يعلى مو 9 , 


ولعمر أيضاً : 
صاد قلبي الیوم ظبي من عرفات(») . 
فى ظب.اء تتهادى مدا للجمرات() , 


وعلیه الخ والشَرّ 5 الجبّرات” . 


(۱) آهل ( بيت ) مسکون » ( فيه سكان ) . مبتل ( فرید الجمال ) . 

(۲) النشر : الرائحة . واضح : أبيض . آحور : شدید بیاض المقلة وشدید سواد 
البؤبؤ . أكحل : آطراف جفونه سوداء . 

(۳) إذا كان آهله قد بانوا ( ابتعدوا » انتقلوا ) » فلطالما کانوا يسكنون هنا ( قربنا ) . 

(4) موكل : وکیل عليها . لا يفارقها . لا يفارق ذكرها . 

(©) عرفة ( بفتح ففتح ) وعرفات ( هضبة يقف عليها الحجاج ) » وهي أعظم مناسك 
الحج . 

(1) تتهادی : یسرن متمایلات . عامد : قاصد . الجمرة والجمرات : المحصّب ( مكان 
الرجم - من مناسك الحج ) . 

(۷) الخ والقرّ : الحریر . الوشي : الزخرف . الحبرة ( بکسر ففتح ) : ثوب مخطط 
ناعم . 


۳۰ 


اي لست بجا ذلك السظبي خياتسي 
ولسعيدٍ بن حمیدٍ ( وهو عباسي ) في جارية : ۱ 
ما على أحسن خلق الله أ يحسُّنَ فغله؟ 
بابي انت وائني من هلك فل دة 
وبخیل بالهوی لو كان يسلي عنه بخله ( . 
وقد تضطر الشاعر أحياناً إلى أن يستعيرٌ من مُذكر فيعمّدُ إلى 
لفظٍ مُذكر ثم يَلتفت فيأتي باللفظ المُوْنث كالقول الآتي : 
ماذا يريد اقا من قمر کل جمال,ٍ لوجهه تم ؟ 
ما يرتجي - خاب من محاسنها ؟ أما له في القباح سم ؟ 
الغزل في المدیح : 
المدیح باب واسع من أبواب الشعر . وأحبٌ الشعراء 
العباسیون أن یزیدوا فى آلوانه فرأوا آن المدح بالجود والبطش 
E IG‏ > ففتحوا بات المدیح 
بالغرّل . وإليك ما قالّه ابیز بِنُ دحمان في مدح هرون الرشيدٍ 
( الأغاني ۱۷ : ۷) 


وأحورٌ كالغصن يشفي فوم ويحكى الغزال إذا ما رنا 0"( 
شربت المدامٍ علی وجهه وعاطیته الکأس حتى انثنی 06 
وقلت ديا ۳ به من الأجر حظا ونيل المنی )$( 
0( يسلي عنه : ينسيني إياه . 

0 رنا : نظرء تطلع . 

(۲) عاطیته : شربت معه ( من كأس واحدة ) . انثنى : مال ( من النعاس أو السکر) . 


() المنی ( لعلّها الجنی : التمرة » نيل المطلوب ) . 


۲۳۰ 


وأغني بذاك الامام الذي به اللَّهُ أعطى العباة المنی . 
ولقد رأينا شيئاً قريباً من هذا في العصر الاو » قال موی 
القوافي يمدح عبد الرحمنٍ بن محمد بن مَرِوانَ : 
غلام رماه الله بالخیر يافعاً 
له سیمیاءٌ لا تشن علی البصر 2١‏ . 
وفي خذه الشعري وفي جیده القمر 29 . 
وهذا وصفٌ بريء . ومثله وصفٌ تأئط شرا الجاهلي فى 
غلام قتله ( يراجم في الأغاني : تأبط شرا ) . و 
هذا غلامُ حسَّنٌ وجهه مستقبل الخير سريع التمام 
للحارث الأصغر والحارث الأع. . .-رج والأكبرٍ خير الأنام . 
التأثير الأجنبى : 
إن الغزل المذكر في الشعر العباسي لم يكنْ هذا فَحَلْبُ , 
بل كان أيضاً إظهار عاطفةٍ شاذة غير طبيعية . . ولكن هذا الميل ليس 
لا شك في أن الصّوّرَ التي آوحتِ الغزل المذكر كانت 
موجودة في البيئة العباسية »> وعلى الأخصٌ في مراکز خاصة 
)١(‏ سيمياء : هيئة » شبه . لا تشق على البصر : لا تتعب البصر ( له صورة جميلة ) . 
0) الثریا مجموع نجوم . الشعري نجم لامع . الجيد : العنق . 


1۲ 


كضواحي العاصمة في الحانات السرّية » ووعلها كانت كذلك » » 
وفي أسواقٍ النخاسة ورُبّما في الشوارع أيضاً . فمن هُمْ أصحابٌ 
هذه الصور ؟ 

إذا اعتمدنا الشعر العباسيّ وأخبارٌ البيئة العباسية رأينا الروم 
( اليونان ) والفُرس ( العَجَم ) ابطال اللو وتجاره . فالصُوَرُ التي 
أوحتٍ الغزل المُّذكّر ‏ والغزل المؤنث المتهتك - لم توجذ - 
الأقنّ بهذه الکثرة - الا بعد أن شاعت الثقافةٌ اليونانية والثقافةٌ 
الفارسية في بَعْدادَ وضواحیها . آمّا فیما يتعلّق بالروم فَحَسْبنا ان 
نعلَم أن الغزل المذكر يُعْرَفُْ في الکتب الأوروبيّة باسم الب 
اليوناني ( الرومي ) . ولقد كان في بيئاتهم الراقية أيضاً حتى قيل له 
الحب الأفلاطوني » یسب إلى فیلسوفهم المشهور أفلاطونَ . وإذا 
كان نفرٌ من مؤرّخي الفلسفة عندهم يُريدون أن يفسّروا « الحبٌ 
الأفلاطونيّ » بانه حب عفيف مثاليّ ۰ فان هؤلاء أنفسّهم لا 
يستطيعون أن يُنكروا أن هذا الحبٌّ بمعناه المادّىٌّ كان موجوداً عند 
اليونان في کل مكانٍ وفي مدرسة أفلاطونَ نفسها . ويذكر إخوانٌ 
الصفا أن هذا الحبّ كان عند اليونان ضرورة من ضرورات التعليم 
في النظام اليونانيّ . ولقد مت البيئةٌ اليونانيةٌ هذا الح حتّى كان 
اهلها يستغربون أنْ یتعفف الإنسانُ عنه . لما تعزض غُلامٌ فارسي 
جميلٌ لأغيسيلاوس ( الثاني - ملك سبارطة ؟ ) في الطريتق 
ف أغيسيلاوس أن قله ٠‏ كان « هذا ا اغیسیلاوس 
غريباً نادر الوق بين اليونانيّين حتی نم خیم نوموا بٍکرو في 
هم وعدوه اعجوبة من الأعاجیب . ولما درس لمززخ 
الانكليزي أدورد غيبون في کتابه القیم الواسع المشهور « تقهقر 


۳۳ 


الامبراطورية الرومانية وسقوطها » عد الفاحشة (هذا الفرّل 
المُذْكُرَ ) سبباً من آسباب سقوط تلك الامبراطورية . بعد أن أشارٌ 
إلى انتشارٍ هذه الصورة القبيحة في أثينا ورومية انتشارا واسعا . 


ثم أن الفاحشة انتقلث إلى العصر العبّاسي من الفرس . فد 
كان الجاحظ قد ذَكَرَ فى « کتاب المعلّمين ٠»‏ مَقْطعاً آورده حمزة 
الاصفهانی() لما شرح حمزة الاصفهاني دیوانْ آبي نواس ©© 
فقال : 


0 1 الشعراء قاطبةٌ من یام مول الشعر بي الإسلام إلى 
آخر بني ميه كان تشبیهم بالساء لا غير » إذ كانت دواعي عِشْقهِمْ 
من جهة | النساء . فلما أقبلت دولة المسود(٩)‏ من الشرق م أهلٍ 
خر اسان أحَدِتٌ فیهم اللُواطٌ لارتبايهمٌ الغلمانَ فشَبّبَ شعراء الدولة 
بالذکران . وکان لحدوث هذه الفاحشة سب حكاه الجاحظ في 
کتاب المعلمین » َعَم .... أن السبب الذي أشاع اللُواطً في 
أجنادٍ نخراسانٌ ۷ في البمعوث(*) مع الغلمان29 . وذلك 
در اصطحاب النساء والجواري حين سن أبو مُسلم ”> صاحبٌ 


(۱) کتاب المعلّمين للجاحظ مفقود . 

(۲) حمزة بن حسن الاصفهاني رت ۳۹۰ هھ - ۹۷۰ م ) مؤلّف مکثر . 

(۳) مخطوطة في مكتبة برلین الوطنية . رقم ۷۵۳۲ . راجع «آبو نواس » للمژلف 
( الطبعة الثالثة ) ص ۸۵ . 

(4) أنصار الدعوة العبّاسيّة الذين اتخذوا « السواد » شعاراً لهم ( لونا لعلمهم وثيابهم ) . 

(ه) البعوث : الجیوش المرسلة إلى القتال . 

(5) الغلمان ( هنا ) الخدم . 

(۷) أبو مسلم الخراساني الرئيس الظاهر للدعوة العبّاسية . 


۳۹ 


الدولة في تلك العساکر ألا يَضْحَبّها النساء جلافاً على جُند بني أميّة 
في إخراجهمُ النساء معهم في العساكر » ولم يكن لهم ( بد ) من 
غلمان یخدمونهم۱) كا ار شيا 


وتا الحلقَةَ بي بین البيئة الرومية والبيثة العربية فکانت الصورة 
الأولى للفاحشة في ا العربي في مُنتصف ال الامو 
قيل إن خالداً الَشري «) کانت أمّه زوا 2 وکان هو غلاماً موتا 
بلجب المي وال ين . فا ب ژمي انهم ) بإحدى سور 
الغزلر المذكر . ثم عيره آغشی همدان ۲۳ . فوق ذلك ‏ بأمّه 
( الأغاني ) . 


وصناعةٌ الغزل المذكر كانت في العصر العبّاسي ین 
ان ارو و الخصاص الفرس ابارسین .( المجوین, 
اللين لع لو في او ) . غیز أن في ديوان أبي نواس 9) 
انا ركم دلت على أن قرا من الحرت کنو یرد الل المذكر 
على الراغبين فيه . كما یمکن أن نَرَى من قول. أبي واس ( لا أن 
یکون هذا القولٌ تشبيهاً مَحْضاً) : ۱ 


() العساکر : الجیوش . أراد آبو مسلم من أتباعه أن یخالفوا الأمويين الذین كان شعارهم 
البیاض في کل شيء . 

(۲) خالد بن عبدالله القسري رت ۱۲۹ ه ‏ ۷۸۳ م ) آحد ولاة الأمويّين تولی مقاطعات 
كثيرة . وکان يرمي بالزندقة . هجاه الفرزدق . 

(۳) هو عبد الرحمن بن عبدالله ب بن الحارث رت ۸۳ ه - ۷۰۲ م ) قاریء ( للقرآن ) 
فقيه شاعر » خرج في الغزو مرارا » وقاتل الحجاج بن يوسف مع عبد الرحمن بن 
الأشعث . ثمّ جيء به أسيرا إلى الحجاج فقتله الحجاج . 

(؟» الديوان ( طبعة اصاف ) ۲۹۷ . 


نازغتهم قهوة صفراء صافية 

بشادن خیث کالفضن ماس 29 . 

مُفَرْقَطٍ فرشي الوجه عبّاسي « 
كأن إكليله تاج ابن ماريةٍ 

إذ داح مُعتصبا بالورد والآس ^ 
وقد يغتيك من نکر ومن طرّب ‏ 

والکاس تختالٌ من ساق إلى حاس © 


فإذا نحن قَبلْنا أن يكونُ العْلامُ الموصوف في هذه الأبياتِ عرباً ‏ 
فلا يعدو ذلك أن يكونَ حالاً شادّةَ لأنَ باعة اللهو وأصحابٌ أماكن 
اللهو كانوا في العصر العبّاسيّ روما يزالون إلى الیوم ) من 
الأجانب . وین الروم. ( اليونانيين على الأخصٌ ) . 


() القهوة : الخمر . الشادن : الغزال الصغير . الخنث ( الذي فيه أشياء من صفات 
النساء ) . المیاس : المتمايل . 

(۲) مقرقط : بضع في أذنيه أقراطا . 

۳7 الأكليل شيء مضفور ( مجدول ) يوضع على رأس الفائزين أو الأبطال . مارية بنت 
أرقم بن ظالم كان لها قرطان ثمینان جدًا . اعتصب : شد على رأسه عصابة 
( بالکسر ) . 

(* ساق : ساقي الخمر . الحاسي : الذي یحسو ( يشرب ) الخمر . 


لحطف 


E 
الرقة والكناية في الغزل العبّاسيّ‎ 

الترف : 

كان العصر العباسي عصر اقم وترف » فغلب الترف 
والرفاهية على جميع . لوان الحياة الاخری - في الطبّقاتِ العالية من 
المجتمع ۰ على ی ات . ثم إن الرفاهية والفراغٌ یدفعان المرة إلى 
اللهو الباطل . وکلما ارتوی الذوّاقٌ ( المتذوّق ) من لَوْنٍ من آلوان 
اللهو ده فضوله إلى الرغبة في اختبار لونٍ خر جدیلر . فمن أجل 
ی ارف والراغ - عند نفر من الناس - آصبخ اللهوٌ لوا غالبا 
على البيئة العباسية . 

الأوزان والقوافي : 

يلاحظ القاریء من بعض الأمثلة التي وردت وترد في هذه 
الفصول أن الشعراء العباسیین اولعوا بالأوزان القصيرة المجزوءة 
والقوافي المتنوعة.وأنا لا آقول إِنَّ الأقدمين لم یستعملوا هذه » انهم 
استعملوها ولکن ليس إلى هذا الحد . ولقد استعملوا ذلك على 
الاغلب في الغزل والنسیب . قال أبو نواس 
وذات خد مورد فتانة الجر 
تأمّلُ العينُ منها محاسناً ليس تنفد . 
فالحُسنٌ في كل ُجزءٍ منها معاد مردد : 
فبعضه في انتهاء وبعضه يتجدد. 
(۱) المتجرد : الجسم إذا نزعت عنه الثياب . 


۳۷ 


وللبحتري : 

o, 9 5 02 5‏ 2 ۶ مرو ۰ 
ولأبي نواس أيضأ في بحر قير وق نادرة : 

أكذا سريعاًصارَ حبلك سيدي مُتَتَقَضا(ة) : 

أبفُضتئي » يا سيدي . 


الغزل العباسي 

الرقة والعذوبة 

الكَلِماتُ التي شاعث في العصر العباسي هي غيرٌ تلك التي 
كانت منتشرة في الاعصر التي سبقته.ويظهرٌ لنا أن الشعراء الفنانين - 
على جواز استعمال هذه الكَلِمّةٍ لرجال, الفنّ » وقد وضعت لحمر 
وحن - استساغوا كلما معينة نظموها في قصائدهم ولکن لم 
یحشر احذهم في بيه کل كلِمَةٍ مرث في ذاكرته » بل كان ينتخبُ 
المفردات انتخاباً نم یقرب الترکیت ما أمكن من عاطفة الناس 
وأفهامهم . 

غير أن هذا لم يكن قاصراً على الغزل » ولکن شاع فيه أكثر من 
في کل باب آخر من الشعر . فجاء جانبٌ من ذلك الغزل, شعراً 
مطرباً مرقصاً . من ذلك أبيات العباس بن الأحنف التي يقول 
منها : 
(1) الحبل ( كناية عن المواصلة » المعاشرة ) . متتقضا ( يقصد الشاعر.منتقضاً - بتقديم 


النون على التاء ) إذا فسد الحبل بعد إحكام فتله ( صار ضعيفا ) : بطلت صداقتك 
لي . 


۳۸ 


وللسري الرفاء : 
آظباء وجرء أفصبدتك 
جَنْتٍ الهوى وتنصّلتٌ 
لأخائِرَنَ ؛ وما المنى 


2 صب‌ابستسيي : 


تالله » آغدز بالهوى. 


فى الفردوس أحقابا«) 
٤ ۹ 4‏ 1 0 ابا 
من العزة: يا «بابا» 


بسحر أجفانٍ فوائر 
باللحظ من تلك الجرائز 
فى الحت إلا للمخاطرٌ 
بالدمع في دمن الدواثرف 
ما دمت مسود الغدائر») 


هذه أبياتٌ 5ات أحدٌ أن برها عم لا عدر أن 
ینقل فكرة الشاعر إلى القارىء من طريتي أسهل من الطريق التي 
سلکها ذلك الشاعر في تلك الأبيات : لمات فصيحة ( سهلة على 
المَهُم ) وتراكيب بليغةً ( قَدْرَ الإمكان ) . اما الأبيات نفسّها فهي 


(۱) يقصد الشاعر أن ابنته كانت ( قبل أن تولد ) ساكنة مع الحور العين ( نساء الجنة ) في 
الفردوس ( الجنة ) » كناية عن جمالها وطيب نفسها . الحقبة بالكسر) : المدّة 
الطويلة من الزمن ) . 

(۲) وجرة اسم مكان تكثر فيه الظباء . 
الناعس . 

() جنت ( تلك الظبا' . أوعيون تلك الظباء : النساء الجميلات ) الهوى ( أي أوقعتنا في 
الحبّ) . ثم تنصّلت : تبرّات ) باللحظ أي ظهر في عيونها طفولة تدلّ على 
براءتها ) . الجريرة : الذنب ( الجناية . الجريمة ) . 

(4) وسأدلٌ على شدّة حبّي بالاستمرار في البكاء على الدمن ( دمنة بالكسر : مكان الدار) . 
الداثر : الذي هدم وامّحت آثاره . 

(6) يقسم بالله أنه لن يغدر في الهوى ( لن يبطل حبّه ) . بعد القسم تحذف « لا » النافية من 
الجملة . الغديرة : الضفيرة ( الشعر ) . مسودٌ الغدائر : شاب . 


أقصد السهم الرجل : أصاب منه مقتلا . الفاتر : 


۳۹ 


مُرقصةٌ تهُرّ العاطفة . ولکنْ الم توجد الرقة في الشعر القدیم. 
( الجاهليّ والأموي )؟ بلی » ولکن ليس إلى هذا الحدٌ . 

التهتك في صور الغزل 

لو رَجَعْنا إلى الشعر القدیم : « إلى الشعر الجاهلي » والشعر 
الاموي أيضاً . لرأينا شيئا من التهتك في صُوّرِ الغزل » ولکن إلى 
حدٌ ما من الشیوع . أما أبواب المُجون . التي هي في الحقيقة 
أقسام من الغزل والنسيب . فكانت واسعة في العصر العباسي » 
وحسبك أبو نواس وزملاؤه دلیلا على ما أريدٌ . 


الكناية : 


الكنايةٌ ( هنا ) ألا بُصَرّحَ الشاعرٌ باسم الحبيب الذي يتغل 

فيه . وهذا مسلّكُ للشعراء قديمٌ » منذ آمرىءٍ القیس » ولكنّهُ شاع 

في العصر العبّاسيّ ثم آختیزت له کلمات خاضة به . وین الغريب 

آن التهتك في الأقوال والأفعال كان بارزاً في العصر الاي 3 

يأتي الشاعرٌ المُتَهْتك فى حوانت كر من ستيان فیخرص على أنْ 

یکتم اسم محبوبه في قصائده ( كما كان يفعَلٌ نفرٌ كثيرون من 
شعراء الجاهلية وصدر الإسلام ) . 


35 32 7 ۶ و 
لنقرأ الأبيات الآتية لابى نواس ففيها صورة كاملة عن 
الكناية : 
طَفْلَهَ كالغزال ذات لال فتنة في النقاب والإسفار© . 
(۱) طفلة ( بفتح الطاء ) : لينة . النقاب : اللثام » غطاء الوجه . الأسفار : الكشف عن 
الوجه . 


۳۳۰ 


أتمنى وما بِكَفَيَ منها غير مُظل وغيرٌ سوء انتظار . 
ثم قالت:« جَهَرْتَ ِآسْمِيَ في الشعرءفهلا کیت في الأشعار » 
ُلتُ:« إن الهوى إذا كان بالص ب وَهَى قَلبّه عن الاسرار ۱۱ . 
أنا جارٌ لكم قريب. ولکن ليس يُغني لديك حى الجوار » 
وهناك قول النابغة الجَعْديّ : 
أكُني بغيرٍ آسمها . وقد عَلِمَ الل الهُ حَفيَاتٍ کل مُكْتَتم . 
ولقد اتخذ الشعراء للكناية ألفاظاً كثيرة کانث شائعة من 
العصر الجاهلي . من هذه الألفاظ : يا ابنَ عمي - يا أختَ لان - 
يا حياتي وسلي . . . . الخ . ولكن ِناخذ من آلفاظ الكناية لَفْظينٍ 
شاع استعمالهما وتنوع ما تلان عليه » وشما « سيّد » وه مولی » وما 
هاتانٍ الکلمتان لم نظهرا في هذا الاستعمال ال في العصر 
العباسيّ على ما رآیت أنا ۽ لقد قرأت لِعْمَرَ بن أبي ربيعة في بیت 
کل ومولاف بولك کات سم خر نم امت ايسا 
ومعها کلمةً سيد للدلالة على ما وضع له في اللغة . 
غير أن هاتين الکَلِمتیّن (سيّد ومولى ) لم يُخاطبٌ بهما 
المحبوبٌ الا في العصر العبّاسي ‏ فیما مر بي من النظر في عد من 
مصادر الأدب . وسأحاولٌ أن ابت هنا کر ما وقعت عليه في هذا 
الباب فترى في ذلك تطور هاتين الکلِمیین على لسانٍ الشعرای 
تذكيرا وتايناً وفْطاً منوا : ۱ 


. الاسرار : کتم الأحوال‎ )١( 


۲۳۳۱ 


وإني لمولاك الذي إن جَفُوه 
وإني لمَؤْلاكَ الضعیف فأغفني . 
لصب ( أيام المهدي ) : 

ألا ما لسيدتي ما لها 
له بيني وبين مولاتي ؛ 
يا تب سيدتي , أما لك دين ؟ 
( آبو العتاهية) : 

ولائم, لامني جَهلاً فقلت له : 
( أبو نواس ) : 

الله مولی ذنانیر ومولائي . 
يا أحمّدٌ المرتجي في كل نائبةٍ 
يا مجح آشکو خلوة 
فیها افتضحتٌء وحُبّها 
اینان جارية المهدٌ 
ما لي ولم أك باذلاً 


فإني لعفو منك آهل وموضم 


بل ناخمل ذلالب؟ 
آبدت لى الصدٌّ والملامات . 


إني .وعيشك. مشغوف بمولاتي 


كان لحني فراق مولاني0) 
۳( 
قُمْسَيديء نص جَار السموات 
العینین جائلة الوشاح) . 
في الناس يسعى في افتضاحي . 
ب بالفضائل والسّماح© , 
ود ولا فيكم سم احی(۱) 


(۱) تدل : تظهر الدلال » تتمنم من غير أن تقصد التمنم . 


(۲) لحيني ( الحين بالفتح : الموت ) 


(ت ۲۱۰ هب ) . 


: : سببا لموتي ( لشقائي ) . دنانیر : جارية مغنية 


(۳) وشاحها ( النسیج العریض التي تضعه المرأة على کتفیها حول صدرها وظهرها ) 
یجول ( يدور ر على وی ره وه 


)٤(‏ عنان رت 355 ) جارية شاعرة 
)2( السماح : الكرم . 


مستهترة أولع بها أبو نواس وغيره . 


(5) - ما لي ( أعدّب بهجرك ) ولم أكن بذلا ( مانحا ) ودّي ( لغيرك ) ولا فيكم ( بكم ) 
سماحي ( رضاي بان أنساك أو يحبّك غيري ) . 


تخل أنتِ. ولیس اه سك من فك بالشحاح . 
اني ومولاك الذي ماعنده لي من نجاح . 
لا تلمني أن آجزعا ‏ سيّدي قد تمئما . 

EE‏ رک مرب میتی 

یوسف ابن الصّيقل ( معاصر آبي نواس ) : 
بني لَمَمْ . کتمت الهوی ‏ فکیف بكتمان دنع سَرِبْ ۵ ؟ 
ولولا آتقاؤك. يا سيدي 
( عن لسان إحدى حظايا الرشيد إليه ) : 
وأَبَحْتني , يا سيّدي» قا با عن السْقَم ٠‏ 
قد بدا شِبْهك . يا مولاي. یَخدوه الظلام ٩‏ . 
( فضل الشاعرة - أيام المتوکل ) : 
ونخضعٌ دا ضوع العبيد لمولىّ عزیز إذا أعرضا. 
قد يَعْطِفُ المولى على من مَلَك . 
( لسعيد بن حميد في فضل الشاعرة ) : 
لا تشن فانه مول يعدب عَبْدَهُ. 
رآیت في النوم أن الصُّلحَ قد قَسَدَاء 

ون مولاي بَعْدَ القرب قد بدا . 
() المقطوعة تنتهي في الدیوان ( آصاف ۳۷۱) مع هذا البيت . المعنی غامض . 
(۲) سرب : سائل » جار ( يسيل ويجري بكثرة ) . ١‏ 
() أبحتني : سمحت لي ( فقط ) فيها تهكم . سقما ( من الحب ) يجل ( يعظم ) يزيد 

على كل مرض آخر . 

(4) قد بدا ( ظهر في السماء ) شبهك ( البدر ) يحدوه : يدفعه أمامه . 


YY 


نادمث کرد والظَلْماكُ عاكفة 

فکان . يا سيّدي . أحلى من السَّمْرَه) 
نها اكت اندي 

طاف بى منك طائف”“ 


مولاك > يا مولاي . صاحبٌ و 


رق له إِنْ کنت مَوْلاهُ . 
اي خصال حازها سَيِّدي لو لم يُكَدّرْ صَفُوَهُ مُطلهُ . 


( أبو تمام ) . 


(۱) السمر : حديث الليل . 
(۲) طائف : الحارس الذي يطوف في الليل ( منام » خيال » ذكرى ) . 
رم مولاك : عبدك . يا مولاي : يا سيّدي ( المولی من آسماء الاضداد : سیّد وعبد ) . 


لقف 


9 
التقلید في الغزل والنسیب* 

لو رجَعْنا إلى الشعر العباسي الذي نظم بین أوائل القرن 
الثاني للهجرة وأواخر القرن السادس لوجَذُناه ینقسم قسمین أولهما 
ينتهي في مُنتصّف القرن الرابع » هذا إذا لم نتعرض لأبي العلاء 
المعزي . هذا القسم الاول يَغْلِبُ فيه الفكرٌ . وأما القسمُ الثاني 
فيغلب فيه القَالَبُ اللفظيّ . وما دمنا ندرس الغزل فقط فإني اعتقدٌ 
أن لي مسوّغاً في ترك ابي العلاء : هو عدم اشتهاره بالغزل . 

يرى القاری؛ أنني آضفت كلمة النسيب إلى عُنوان المقالة 
الحاضرة مع أنني كنت من قبل قد اقتصرت على الغَزّل ( وصفٍ 
الأعضاء ) في البحث . إلا أنني وجدت الآنَ أن البحث في الغزل 
فقط . في هذا العصرء ينتهي بقولنا « لم یتفق في شعر هؤلاء 
الشعراء شي جديد » ثم نطلِعٌ على النماذجّ من شعرهم . أما الآن 
فأصبح بإمكاننا أن نری في النسيب صُوَراً جديدة لها بالغزل علاقة 
متينة تمکننا من استخراج دراسة ذات فائدة ملموحة . 

الغزل الخالص : 

يُمثل هذا العصرّ بضعة عَشَرَ شاعراً منهم من هو مشهور 
كالشريف الرضيّ والطتْراني ومنهم من هو أقلّ شهرة كمهيار 
الدَيْلمِيَ وسبّط ابن التعاويذيٌ . ومنهم من قل عن جميع هؤلاء 
شهرة » ولكن لم يقلَّ عنهم منزلة في الشعر آمثال صرَّدرٌ وعمارة 
اليمني ( وقدٍ اتفقنا على أن نترك أبا العلاء ) . 
(#) الأحرار (بيروت) ۳۰ / ۱ / ۱۹۳۲ . 


۳۳۹ 


ما هي الصفات الجديدة التي آدخلها هؤلاء على الغزل 
العربي ؟ سو ال لیس آقرب إلى حقيقة الجواب عليه من « لا شيء ار 
إننا ما برخْنا نری الصفات التي أحبّها آبو نواس, ومسلم بن الولید 
بو تمام والبحتري تتردّد بين أبيات التهامي ومهیار والطمّرائي 
e‏ وعمارة اليمني وأصحابهم , ل يزيدوا عليه واحدة ولم 
یفرطوا في واحدةٍ منها أيضاً فیهیلوها . غير أنهم أخذوا غير هذه 
الصفات وقلبوها ذات اليمين وذات الشمال ثم آعادوا الکرة علی 
أوجهها الباقية وجربوا أن یستنفدوا صورها أجممٌ » وقد وفقوا إلى 
حدٌ بعيد . وبعدئذ عكفوا على دراسة الشعر العباسي والشعر 
السابق للعصر العباسي فوجدوا فيه صفات ضئيلة أو شاردة أشار 
إليها الشاعر الأموي أو العباسي إشارة خفيفة فراحوا يولّدون منها 
معانی جديدة أو يفْصِلون منها صفات مستّحدئةٌ حتى لَيُخَيّلُ إليك 
آن هذه ام جدیده ون شعر هذا الدور . ولکنك لا تلك 
آنعمت النظر في شعر مَنْ سَبقهم - أن تجدّ إشارات لا تقبل التردُدٌ 
في آنها ما تلك الصفات . وقبل أن أتقدّم إلى سرد هذه النواحي 
الجديدة ة أورد عدداً من الأبيات في الغزل عامة حتی یعرف القاریء 
منحى هؤلاء الشعراء . 


الأبيات التالية لصردر : 
جُرْ باللّوی إن كنت تؤثرٌ أن ترى حَدَقَ المّها وسوالف الآرام ) 
وتأن في نظرٍ الخدود فبينها صور تبيح عبادة الأصنام . 
(۱) جاز : مر . اللوى : الرمل المستدير . 


۳۳۹ 


ناضلنا پنوافذ مسمومةٍ وَوَدِدثُ لو قبَلْتُ سهم الرامي«» 
وکتبنْ في الأيدي خضابا نامیا . . ونظیره في القلب حبٌ نام" . 
والأبیات التالية للأرّجانى : 
تيه بعر : كلّما هرم الصّبا تمایل مَيْلَ الغصن وهو رطيبٌ . 
وروضة ورد بينها أقحوانة بها يحسَنُ المرعى له ويطيبٌ . 
من الهيف أما فوق عَقَدٍ قبائه فخوط وأما تحته فکلیب( . 
يضيق مشق الجفن منه إذا رنا 2 ومعتتق العشاق منه رحیب) . 
أما البيتان التاليان فلابن عنین : 
واهیف عسال القوام کاأنه 
قضيبٌ على دعص من الرمل قد نما 
تحمّلَ فى أعلاه شمسا لها 
بليل وأبدى من ثناياه انچ“ . 
في جميع هذه الأبيات صورة أعتقد أنها صادقة في تمثيل 
الغزل في هذا الدور : فيها من الصفات شيء جديد ولکنْ فيها 
صناعة وتقليباً للمعانى التى أتى بها الشعراءُ فى الدور السابق وفى 
الدور الذي قبله 5 
)١(‏ ناضل فلان فلانا : ( رماه بالسهام ) . بنوافذ ( سهام ) تنفذ ( تؤثر فينا ) من عیونهن . 
(۲) كتبن خضابا : صبغن ( أيديهن ) بالحناء أو بغيرها ) . خضاب نام : شديد الحمرة أو 
السواد . حب نام ( شديد » يزداد یوما بعد يوم ) . 
(۳) الأهيف : الطويل النحيف . الخوط : الغصن الناعم . الكثيب : التلّة من الرمل . 
(4) رنا : تطلّع . معتنق العشّاق ( الصدر) . رحيب : واسع . 


(5) عسّال : ميّال » يتمايل . الدعص : قطعة من الرمل مستديرة . 
)١(‏ شمس ( كناية عن الوجه ) . ليل ( كناية عن الشعر ) . وأسنانه بيض كالنجوم . 


۳۳۷ 


قوالب جديدة لمعانٍ مسبوقة : 

يُعجبنا في هذا الدور أن نفراً من شعرائه أخذوا معان الاولین 
وصقلوها . فمنهم من أخرج طرائف . ومنهم من كبا فأسف . 

في العصر العباسي الأول کثرت الصورٌ الجديدة إلى حدّ 
قَصِيَّ فکنت تجدٌ أحياناً للشاعر معنىّ مبتكراً في کل بيت من أبيات 


قصيدةٍ له . وكان يَرُوعُكَ من ذلك في أكثر الأحيان جِدَّةٌ المعنى لا 
طريقة سبکه . وطالما راعك الائنتان . 


إن أبا نواس وأبا تمام والمتنبي ومعاصريهم امتلأت أيديهم 
بالمعاني الجديدة والصور المستحدثة فراحوا ینظمونها وقد 
يجعلونها ركاماً ( بعضه فوق بعض ) . حتى لصح لك أن تقول إن 
قصيدة واحدة لأبي تمام لا تفه حقٌ ن الفهم إلا إذا فسرت في 
. أما الآنَ فقد افتقر ا وقلت المعاني بين آیدیهم 
00 يَصْقُلون ما وَرثوه وینقونه ثم يجعلون منه صُوَراً جِذَابة 
تحملنا على وَضْعِها في مصاف ما أبدعه شعراءً هرون الرشيدٍ » 
فلنصغ_ قليلاً إلى سبط بن التعاويذي : 
قُلْ لمن اصلی هواها کپدي ناراً تلظى: 
يا قضيبَ البانٍ قدأ وغزالَ الرمل لحظا؛ 
أنت أحلى من لذيذٍ النوم في عيني وأحظى . 
آنت من أعذب خلتي اله أخلاقاً ولفظا. 
سحت اف ت فيك أو اتبل وعظا. 


قد بذلتٍ الوصل في اليف 
ما أرى لي 5 والمسودات 


۳۳/۸ 


فَلِم أعرضتٍ يقظى؟ 


لا يَضيرٌ هذه الابیات ان کل معانیها مسبوقة »> فان فیها طرباً 
مُرقصاً . ولکن يجب ألا ننسی أن سبطاً من أعلام هذا الدور وأن 
نفراً من الشعراء غيرّه قد مُسخوا معاني من تقذمهم مسخاً یج بأن 
المعنی في صورته الأولى كان في كثير من الأحيان آجمل منه في 
صورته التالية ۰ 

التشابيه البعيدة : 

استنفد الشعراء الصور القريبة لهذه المعاني ولم يُقَدِروا على 
ابتكارٍ معا جدیده ۰ ولکنهم أحبوا الابتکار أو ل 2 خطر علی 
بالهم فراحوا يوغلون في التشبیه حتی لَيَنْقَطِعٌ ما بین تشبیههم وبين 
المألوف أو يحمل القاریء على النفور ‏ فإذا الأرجاني یقول : 
غذوا دُرّراً أصدافْهُنَ هوادجْ  .‏ وليس لها الا السَرابَ بحاوا) . 

وقال الغزي : 
بدا صنماً وقال : هواك شرك ع وقتل المُشركين من الجهاد . 

ولابن الخياط : 
خليلي” » قد هبّ اشتياقي هبوبها ‏ حُسوماً فهل من ذروة تتلاقا۳) 
(۱) - یکون اللالیء في الأصداف في البحار . وهؤلاء النسوة الجمیلات مکنونات في 

الهوادج التي تسیر في السراب ( البوادي ) . 


(۲) منذ خمسین سنة قرأت هذا البیت ( مختارات البارودي 4 : ۳۵ ) وفیه « ی 
من ذروة تتلاقاه » . وفي عام ۱۹9۸ أصدر خلیل مردم رت ۹ ۵ ) - رئيس > 


۳۳۹ 


وقد تضيقٌ السبیل باخیهم ف فیعیذ في بیت ما قاله في بيت 
آخر ؛ یل على ذلك بأبيات للأرجاني ( الدیوان ۳۳۳ 
و"۳۳) : 


یشکو إلي من الهوی ما ناله > وأبى غريقٌ أَنْ پفیث بلیلا() . 
يشكو إلى من الصبابة صاحبي وأبى غریق أن يغيث بلیلا . 
* بين سواّها الابصال* فيه فحیث لَحَظْتَ مهب خالا" 
* ین خيالات أهدابها عذاراً على خدّه الناظرونا؟ 


ولم يقنع نفر من هؤلاء بتريد معانيهم » بل استعاروا من 
غيرهم أو أغاروا 5 فقال الأبيوردي 3 


المجمع العلمي العربي بدمشق - « ديوان ابن الخيّاط » . فظهر هذا البيت فيه ( ص 
۳ «.... من زورة تتلافاه » . وفي الدیوان « الحسوم : التتابع » . وفي 
القاموس (4 : 45) : الحسوم : الشوم والدؤ وب ( الاستمرار والتتابم أو 
المتابعة ) . ومع أني اردث ( وأريد الآن ) أن أقرأ « من ذروة نتلافاه » ( بالنون 
والفاء ) . فأنا لا أقصد أن أجادل في قراءات البيت المختلفة » ولكني أريد أن أشير 
إلى لجوء نفر من شعراء هذا الدور إلى الإيغال في التشابيه والاستعارات حتى 
تغمض أبياتهم ويصعب ضبطها من حيث اللغة على الأقلّ ( أنظر مثلاً : هبوبها . 
إلى أين برجم الضمير فيها ‏ ولیس قبل هذا ( في الديوان ) بيت يصبح رجوع هذا 
الضمير إليه ( يحسن أن نقرأ : هبوبه - أي هبوب « اشتياقي » ) . 

(۱) الغريق ( في البحر) لا يستطيع مساعدة الذي ابتلّت ثيابه بالماء ( صاحب المصيبة 
الكبيرة لا يستطيع نفع صاحب المصيبة الصغيرة ) . 

(۲) إذا نظرت العيون إلى ذلك الوجه انعكس على صفحته ( لصفاء ذلك الوجه ) بؤ بؤها 
( الأسود ) » فتظنَ أن هنالك خالا في کل بقعة من وجهه ( أو وجهها ) تقع عليها 

(۳) الأهداب : الشعر النابت على أطراف الأجفان . العذار : الشعر النابت على صفحتي 
الخد . في هذه الصورة مبالغة غير مستحبّة . ( أهدابه لكثافتها تلقي خيالاً على 
وجهه ) . 


۳۳۰ 


ونض ختام السر بيني وبینها ‏ کلام يؤذيه بان المْطرّف") . 
وللفرزدي من قبل : 
يْلَغنا عنها بغير کلامها ‏ إلينا من القَضْر البنانْ المطرّف . 
وقال الأرجاني من هذا الدور : - 
صلي واغنمي شكري فما وردة الربی 
تدومُ على حال ولا وردة الخد . 
وصلینا نصلك فى هذه الدذ 
يا نان المقام فيها قلیل . 
وللارجانی أيضاً ( الدیوان 5١‏ ) : 
ريك تا المهةً إذا ریت 
يليك ليها الا الذي يعطوت 
وقد قال البحتري «... يعطيك القضيبٌ قوامها ويريك 

عينيها الغزالُ » الأحورٌ . 

( البنان : أطراف الأصابع . المطرف : المصبوغ ( بلون آحمر ) . 

(۲) في الدیوان ( ص ۲۸۰ ) « ليثيها » ( بثاء منقوطة بثلاث نقط ) وبلا تشکیل . ومنذ 
خمسین سنة قرأتها « ليتيها » بالتاء المنقوطة بنقطتین من فوقها . واللیت ( بکسر 
اللام ) صفحة ( جانب ) العنق . - في ذلك الحین كان عندي ست وثلائون ساعة 
تدریس في الأسبوع . وکان بیتنا في المنارة ( أقصی الغرب من بیروت ) ومکان 


عملي في الحرج ( على نحو ستة کیلومترات من بيتنا). یعطو : یرفع رأسه فیظهر 
طول عنقه . 


تحرف 


وقال : 


وبمهجتي هيفاء یرفغ جیذها ‏ رشأ ويَخْفِض ناظِرَيْها جؤدُرٌ . 


وله « وللهوى . . . رسائل بلّغتها فاهُ » مأخوذةً من الشريف 
الرضي « عندي زسائل شوق ۰ لولا الرقیب إِذنْ بلختها فاك » . 
وهذا النوع من الاحتذاء كثيرٌ ظاهر بِيْنْ ولکن یحتاج إلى مساحة 
واسعة إذا نحن أحببنا أن نأتي بجمیم الشواهدٍ عليه . وکان هنالك 
مأخدٌ آخر في شعر هذا الدور : ES‏ 
أبي نواس وزملائه . 

العف في الحبّ : 


مال الشعراء في هذا الدور من العصر العبّاسيّ إلى شيء من 
الفسق والتهتك ( في الالفاظ ٠‏ على الاقل ) . ثم لما کثر الترف 
وظهرث انهه الدولة وفاضت الأموال قل التدين وظهر الفسادٌ في البر 
والبحر . ثم زالتِ العظمة السياسية وتحلحََتِ البيئةٌ الاجتماعية 
وتساهل الناس في جوانبٌ من الحياة . .في مثل هذه الحال یل 
على الناس طلست والزوال ف فتستشهر النفوسٌ شيئاً من الرَهْبة 
ول القلوبُ فرج الناس إلى التمسّك باهداب التقوی في ظاهر 
أعمالهم وأقوالهم - وفي قرارة نفوسهم ایشا ای الحقيقة 
00 كما فال احا حماسن هن اسلا امن 

قوانين الطبيعة وقواعدٍ الاجتماع ومناهج الأخلاق . 
والشعر مرآةٌ من مّرائي الحياة أو مُراياها , یت بمظاهر الحياة 


۳۳۲ 


بر عنها تعبيراً صادقاً حيناً وتعبيراً مُصْطَنْعاً في بعض الأحيان . 
ومع أن الشعراء قد أحبّوا أن یسلکوا طریق لعف الصحيحة > فان 
نفوشهم طلث تازغهم إلى التمتع بما يتمم به المُنفلتون من قیود 
المجتمع . فلو جَعَلّنا الشريف الرضيّ متلا في هذا المیدان » وهو 
من نَعْرِفُ حُلْقَهُ المتین الكريم وعفته الصحيحة القويمة » لرأيناه 
يزجي غَرَلَهُ هذا في آلفاظ جمهوريّةٍ وجب الشكُ والتّهمةَ . ولكنه 
يَحومٌ فيها على مدارك عفيفةٍ ومعانٍ كريمةٍ . ولا شك في أن غَزّلَ 
الشریفب الرضي كان غزلاً مُضطع لا يمهم إل إذا نحن حَمَلَناه على 
غير ظاهرو ولا عَجَبَ » فان غزله من عمل, خياله لا من واقع, 
حیاته . من ذلك مثلا قوله : 

بتنا ضجیعین في وبي هو وتقی "یلا الشوق‌من‌فرع الی‌فَدم() 
وبيننا عِفَة بایفتها بيدي على الوفاء بها والرعي للذمم 
واکتم الصبح عنها وهي غافلة حتى تكلّم عُصفورٌ على علّم ”© 
فقمت أنفض بزداً ما تعلقه غير العفاف وراء الغيب والکرم 
یی وت ار و من 


ناج مل ريخا دا ی 
الطعرائي خلو الكلام الذي كان للشريف الرضي - ولکن تقلید 
الطقرائي اللشريف الرضي في البحر والقافية وفي المعاني والألفاظ 
اوخت للظثرائي شيئاً من حلو اللفظ . قال الطغرائي 
(۱) الفرع : الشعر . ۲ 

(۲) علم : جبل ( مكان مرتفع ) تكلم عصفور على علم ‏ کناية عن طلوع النهار ) . 


۲۳۳ 


سِربٌ من الانس ركَبْنَ الفصون على 

حقفب النقا ورن الورة الثم . 
بخلن حتی بإهداء السلام لناء 

والبخل 1 محسوت من الکرم . 

7 مُئاني الجدل , للجم 0 
پتسا وبات الصَّبا وفناً يُغَازْلُنا 

وفرشنا الرَّمْل وشته ید الدیم © 
واللیل یکتم سسري 3 0 کلف 
ظنوا بنا السوء ا E‏ 

بَرْدُ المضاجع عمّا راب من نهم ۵ . 
أفدي غريماً طويل المُظل . نم 

وان لَوَى الدَّيْنَ ظلماً وت الذمم(*) 
(۱) الغصون ( كناية عن الأجسام فوق الخصر) . الحقف (بالكسر) : ما استطال 

واستدار من الرمل ( كناية عن الکفل - بفتح ففتح ) . النقا : الرمل الأبيض . سترن 


الورد بالعنم ( وضعن على خدودهن الحمراء كالورد عنما. أي لونا أحمر 
اصطناعيا ) . 

(۲) الركب : الذين يسافرون معا . الهجود : النيام . الجدل ( بضم فضم ) جمع جديل 
( الزمام 0 : اللجام ) ای - الصورة غير واضحة لي 1 

(۳) وهنا : بعد منتصف اللیل . شته : زخرفته . الديمة : المطرة الخفيفة . 

(5) نزهنا برد ا 

(ه) الغريم : الخصم . الدائن والمديون ( من الأضداد ) . المطل : تأخير وفاء الدين . 
لوی الدين : مطله زار وفاه » أو تعهّد بوفائه ولم يفعل) . 


Yt 


مازلت أرْقِيِه من فق وأسخره 

حتى تبسم عن خلو الجنى شم ؛ 
ورف لي قلبه القاسي . ونكتني 

مما ارت فلم آم ولم الم . 
وسائل عن ججوى قلبي فقلت له : 

ما أنت عندي على سر بمتهم ؛ 
طابَ الجوی في الهوى حتى یت به. 

فهو المرارة يحلو طعْمُها بفمي 29 . 


الم يفعلٍ ا هنا فين 5 من إذابة خالص 1 
0 ولكنّ الکلام ا الذي کان E‏ ال لم یتفن 
للطغرائی . 

وحاول الطغرائي مثل ذلك في الأبيات السينية التالية فكان 
أشدَّ بُعداً من حَلاوة الكلام في شعر الشريف الرضيّ وأقل وُضوحاً 
فى المعاني : 
خليلو هل من م مُسعِدٍ أو مُعالجٍ 

فؤاداً به دواءٌ من الحب ناكس . 
() حلو الجنى ( الثمر) شبم ( بارد ) كناية عن الفم . 
0 أثم : ارتكب ذنباً . ألام فلان : أتى ما يلام عليه . 
(۳) الجوى : عذاب الحب . 


(4) مسعد : مساعد » معين ( على حمل الحبّ ) . معالج : مداو . الناكس ( المرض ) 
الراجع ( ويكون أشد من المرض البادىء ) . 


Yo 


وم ماه 00 
وهل ترجوانٍ البرءَ مما اکنه ؟ 
فإني . وبيت الله منه لآيس(© . 
هوی لا یدیل القرب منه ولا النوى › 
ولا هو من طول التقادم داس . 
سرى حيث لا يدري الضميرٌ مکانه 
ولا تهتدي يوماً إليه الهواجس© . 
إذا قلت هذا یوم أسلو تسراجعت 
عقابيل من أسقامه ووساوس*) . 
فيا سرحت وادي العقيق سَقاكما 
- ولد لم نُظِلاني ‏ الغمامٌ الرواجس0» 
هذه الأبيات وما يمكن أن نستشهد به من مثلها تباین ما عهدنا 
عليه شعراء الدور الأول . فلم يكن لأبي نواس مثلاً وقت یب 
شوقه » هو لم يحتج إلى ذلك قط لأنه كان بإمكانه - وإمكان 
معاصريه أيضاً ‏ أن يَصِلَ إلى حبيبه بأدنى وسيلة إلا فيما شذ وندر . 
أما فى هذا الدور فشعر الشعراء يدل على أن منقّذَ العاطفة كان على 
غير ما عهدناه من قبل في أيام. المهدي والهادي والرشيد والأمين 
(۱) أكنه : أخفيه , أكتيه . بيت الله : الكعبة . 
(۲) الهوى الذي بي لا ينصف منه ( لا يشفيه ) القرب ( من المحبوب ) ولا النوى ( البعد 
عنه ) . ثم إذا طال عليه الزمن لا يدرس ( لا يمحى . لا ينسى ) . 
(۳) الهاجس : الخاطر ر الخيال) . 
(4) أسلو : أنسى . عقابیل جمع عقبول ( بضمٌ فسکون فضم ) : بقيّة العلّة . 
(۵) السرحة : الشجرة العظيمة الطويلة ( كناية عن المرأة ) . الراجس : الذي له صوت 
( رعد ) . وإذا کثر البرق والرعد في الغیم یکثر سقوط المطر منه . 


۳۳۹ 


والناس عامةٌ جریلین في القَنْك والمُجانة.ومع کل هذا التصنع فقد 
ظل في الشعر شيء كبير من الرّقة فالطرب . وعلی ذلك قول مهيار 
الدیلمی : 


أتراها . یوم صدّت أن أراها . عَلِمْت أنَيّ من قلي هواها؟ 
سنخت بين المصلی وینی متخ الظبة ت تستقري طلاها(۱) 
قال واشیها وقد راودتها رشفة برد قلبي من لماها۲ » 
لا تسنها قمها . إن الذي حرم الخمرة قد حرّم فاه . 
اعطیت من کل حُسْنٍ ما آشْمَهَتَ » فرآها کل طرّف فاشتهاها . 


إنني لا أدري إذا كان هذا الشعر يدل على عواطف قائليه أو 
أنه تصنع أو تقليد للشعراء العذريين في صدر بني أمية كجميل بثينة 
وكثير عزة . إنني أعتقد أن هنالك صلة بين هاتين الطائفتين ولكني 
لا أدري مبلغ الهوى في قلوب شعراء الدور الذي نبحث فيه الآن . 

الأماكن المقدسة : 

رأينا آنفاً أن الشاعرٌ في هذا الدور يتصنع في غَزْلدٍ ونسيبه وأنه 
يَعَفَ عما كان يفعله ژملاء أبي نواس وعمًا كانوا يقولونه أو يفكرون 
فيه . فمن الأدلة على ذلك أن الشعراء أصبحوا لا یذکرون 
المحبوب باسمه وصفاته الخاضة أو يُشيرون إلى مجالس لهو مُعيّنةٍ 


(۱) سنحت : لاحت . ظهرت . المصلّى ( قرب الكعبة ) . منى : منزلة شرق مكّة » 
وهما من مناسك الحج . تستقري : تطلب . تبحث عن ضائع . الطلا 
( بالفتح ) : الصغیر.من الناس ومن البهائم . - باضطراب ولهفة . 

(۲) من لماها - من شفتيها اللمياوين ( السمراوين ) . 

(۲) سامها : طلب ( أن يشتري شیناً) . الذي حرم الخمر ( الله ) . فوها = فمها . 


YY 


آو حوادث شخصية . بل اصبحوا مالين ینظرون في شعرهم الی 
مثل اعلی ورتبة أسمى فکنوا عمّا یجول في ضمائرهم بأسماء 
الأمكنة المقدسة . رد شيء جدید لم یظهر » حتی هذا الدورٍ » 
في هذا المعنى ٠‏ فکثر فکثر ذکر الخيف ومنی والبطحاء والعقيق فى 

الحجاز ثم كر كاظمة في العراق . وهذه کلها أماكنٌ مقدّسة عند 
المسلمین » فهي مناسك لهم أو مشاعرٌ. أي مشاهد لأدوارٍ من 
حياةٍ الأنبياء والأولياء . ومن الشعراء من توسّع في القیاس على ما 
مر » فذکر الشام وقراها كما ذَّكَرٌ غير الشام أيضاً . وليس لتعيين 
البلدٍ او المکان في ذلك البلد « خصوصية » تتعلق به ما دام كل 
اسم انا هو كناية عن مدرك من مدارك العاطفة الدينية . وعندي 
آن الشاعر العباسي المتاخر قد مال إلى ذکر آسماء الأماكن في 
أشعاره تقليداً لشعراء الجاهلية الذین کانوا يفون على الأطلال » 


كقول أمرىء القيس : 
قفا نك من ذکری حبيب و ببقط اللّوی بينَ الدّخول فحَوْمَلٍ 
إن « سقط اللوی » ( م: منحنی الرمل ) و« الول » و« حومل » 


آماکن ذکرها الجاهايٍ في شعره - بأسباب كثيرة - وكانتٌ تلك 
الأماكنٌ مشاه جاهليّةُ أو وثنيّةٌ » فتقل الشاعژ العبّاسي المتأخر 
آسماء الأماكن من الجاهلية إلى الإسلام ومن الوثنية إلى التوحيد . 
ومن ذلك مثلاً قول السري الرقاء : 

یت من طَلَل أجابٌ نوژه ‏ يوم العقيق وال دمع سائل 0 
(۱) الطلل : مكان الخيمة المهجورة » بقايا البناء . الدئور : الامحاء . في « سائل » 


تورية : اسم فاعل من سال يسيل ومن سأل يسأل . - ظهر الحزن عليه كما ظهر = 


۳۳۸ 


فی ول . وهو أعظم خرمة من أن یزار براکب أو ناعل ۰6۳ 

ما كان أعذب مُجتناه » وأهلّه ‏ بین الغذیب وبين بر عاقل 0 
وکذلك قال مهيار الديلمي : 

سافرات بمِنى لولا الثقى خَمْرَتْهُنَ فا بالقبْل" . 
وللشریف الرضيّ : 

يا نسیم الصبح من كاظمة » شد ما هِحْتَ الجوی والبّرّحا9) 


السلاح في أعضاء المحبوب 
لم كن ال والنسيبُ هادثيْنِ » بل أصبح المتغرلٍ يرى 
سم والمرزض والموت في أعضاء محبوبه خود تنظ فرص 
متاك به . تلك ظاهرةٌ تبدو غريبة جذأ ومع ذلك فقد أغرق فيها 
نفرٌ من الشعراء إغراقاً شديداً ( ولكن اقتصرت منذ العصر الجاهلى 
إلى مبدأ الدور الثاني من العصر العباسي على السهام في 
العيون ) . 
غير آننا إذا رَجَعْنَا إلى الشعر القديم » في الجاهلية مثلاً . 


= على الواقف به (؟) . 

)١(‏ نحفى : نخلع نعالنا وننزل إليه ( عن مطايانا ) حفاة » إذ لا يجوز ( لحرمته عندنا ) أن 
نسير فيه بنعالنا أو ونحن على الإبل والخيل . 

(۲) المجتنى : الثمر ( تقبيله ؟ ) . العذيب وبرقة عاقل مكانان . 

(۳) سافرات : كاشفات عن وجوههن . منى تقع شرق مكة » وهي من مناسك الحجٌ . 
خمرتهن : غطت وجوههن شفاه المحبّين عند تقبیلهن . 

(6) شد : ما أشدّ. الجوی : عذاب الحبٍ . البرح ( بفتح فسکون ) : الشدّةء 
العذاب ‏ وحرکها الشاعر للضرورة . 


۳۳۹ 


وَجَدْنَا فيه طرفاً من ذلك . واشهر ما يُمْكنَ أن پُشاز إليه قول آمرىء 
القیس » یخاطب عَنيرّة : 

34 o 0 2 ۶ تم‎ ۶ 

آغرك مني أن حبك قاتلي وأنك مَهُمَا تامري القلب یفعل . 
وما ذرّفت عَيْنَاكِ إلا لتضربي ‏ بِسَهْمَيِكِنِي آعشارقلب ممل © 

وقال المراز بن مُنْقَذٍ العَدَويّ : 

نرکتي لست بالخي ولا رمت لاقن وب 
يسأل الناس : أحمّی داؤه أ به کان سُلال مُسْتَسِرُْ ٩٩‏ 
هي دائي . وشفائي عِندَها مه فهو موی افا 


وقال بشر بن أبي خازم : 
ليالي لا طیش لها سِهامٌ ولا تَرْنُو لاسهم مَنْ رماهاك, 
وقبل أن يُوغْلَ العصرٌ العباسي كَثْرَ فيه الكلام على أنواع 
السلاح في أعضاءٍ المخبوب » فقد رأينا آبا تمام يقول : « امد 
عن المْهّجاتِ0؟ سيف الناظر « أو يقول : «في طرفه سيف 
حسام » . ثم يقول البحتري 
وب إِنَ السيوف لتنبو ‏ تارة » والعيونٌ باللَحظ تدمي؛ 


(۱) ذرفت عيناك ( بكيت ) . مقتل : مذللن ا ااي : جرحت 
قلبي كله بسهام عينيك أو سلبت قلبي كله ( استعارة من لعب المیسر . . 

(۲) السلال : مرض السل . مستسر : خفي . 

(۳) ملوي : ( دين ) ممطول ( تعدني ولا تفي بوعدها لي ) . 

(4) هي تصیب بسهام حبّها من ترید ثم لا تابه باسهم الحبّ من احد لا تتأثر باحد ) . 

(ه) المهجة : دم القلب . القلب . الحياة . 


۰ 


وکذلك قال آبن الرومی : 
يَغْدُو تُر باللحاظ جرانا في وجنتيه» وفي الفژاد جراخ 
ويبدو أن التعبيرٌ عن ذلك يطل غاما مه طریله > فقد قال 
المتنبي ( في الطور الأول من حياته ) : 
رامياتٍ بأسْهُم ریشها الهُدْ ب شق القلوب قبل الجلوی"؟ 
ويقول مهياز الدَيْلَمِيَ : 
فهل ظن ما قد حرم الله من دمي 
مباحا له أو نام قومي عن الوتر؟ 
خليلي هل من وقفة والتفاتةٍ 
إلى الق السوداء من جانب الحجر؟ © 
وهل من آرانا الحج بِالحَيِفٍ عائدٌ 
إلى يلها أمْ عدّها حِجَةَ العُمْر؟9) 
فلله ما أوفى الثلاث على منی 
ال الهوى لو لم تن ليله الفر؟ © 


(۱) السيوف التي هي من حديد لا تقطع ما يضرب بها في بعض الأحيان . أمّا عيونهن 
فتجرح دائما وتدمي أيضا ( تؤلم ) . 

2,2 نظرنا إليه يلامي خدوده ( تحمرٌ خدوده من الخجل ) أمّا عيونه فتجرح قلوبنا . 

(۳) القبّة : الخيمة من جلد ( وتكون للأمراء ). الحجر : اسم لأماكن كثيرة . ثم مكان 
قرب الكعبة من جهة الشمال ( ضد الجنوب ) . ولكن” في تعيينه خلافا . 

(4) أترانا نراه مود ثانية ام أن حجته تلك كانت حبّة العمر ( مرّة واحدة فى الحياة) . 

(ه) ما أكثر المبيت ثلاث ليال في منى ( مع المحبوب ) للمحبّ » لم لم تقترب ليلة النفر 
( تفرّق الحجاج ) - الصورة غير واضحة , لانْ النفر هو النزول من عرفة . والمبيت 
في منى يكون بعد النزول من عرفة . 


"ع١‎ 


أشتاق غُوطة داريا ویعجبني على افتقاري أن تَغْنى مُغانيها”". 
هفي على شَرْبةٍ من ماء جُوسِيّةٍ ونر یذ الجُولانَ رائيها » 
ونفحة من ربی لبنان خالصة تمیت عُلَهَ نفس أو تداویه: 
الا أن الذي بدأ بالتغزل فى الأماکن المقدسة والنسیب بها 
كان الشریف الرضي ؛ ونسج كل من جاء بعده على منواله»ومنهم 
ابن سنان الخفاجى» قال 
e‏ ۱۳۹ 5 ر PM‏ 
اتظن الوزق»في الاك تغني ey‏ 
لا أراك الله نجدا بعذها یا الحادي بها , إن لم تُجبني 
يا مان الحَيْفٍءهل من عَوْدٍةٍ ماح لامر يا ریت 
آرضینا يلكات اللّوى عن ررودآيا لها من صفقة غیّن! 
وقد كَثْرَ ذِكُرٌ الاماکن المقدّسة عند الكَثْرةٍ من شعراء هذا 
الدور . ما المرأة التى اتخذها هؤلاء الشعراء المثّلَ الاعلی ‏ وكنوا 
بها عن تلك الأماكن » فهي العامرية ( لَيْلى ) حبيبة قيس بن الملوح. 
( مجنونٍ ليلى ) . إن ليلى هذه قد أصبحت المثل الأعلى للجمال 
( الماتي والزوحي ) والهَدَفَ الاسمی لت سوق . فللشريف 
الرّضِيّ : 0 ألم تیال العامرية بعد ما تج وللهايي : 
اسفح بنجدٍ ماء عَيْنِكَ انما تاره کل نجد دار. 


(۱) أن تغنی ( يكثر سکانها وتزدهر ) المغنی : المکان العامر بالسکنی . غوطة داریا شرق 
دمش . 

(۲) الورقاء : الحمامة . . الأيك : مکان فيه شجر کثیف . ليست الحمامة التي تهدل 
( بفتح فسکون فکسر : تصوت ) حزينة مثلي «لان صوت الحمامة يشبه البكاء 
أحيانا ) . 


۳:۲ 


ولمهیار الديلمي : وفي الرکب سمراء من عامر » . وقال 
صردر : 
وما ذاك إلا أن غِرْلان عامر یقن بان الزائرين صُقورها 
ولابن حبّوس « واذكر بیضاء من عامر » وكم من بني عامر في 
اليمن » وللأرتجاني « واه لعصر العامرية بالجمى » وأمثال ذلك . 
ولم يبخلر الظمرائي علی العامري" « مجنون لیلی»فقال : 
على ما بهاء إن الحدیث طويل. 
وقل للأولى : حُلوا الجمى . سْقَي الجمى! 
عزاءٌ لكم . فالعامري قتيل. 
اا مك ال ی 
إشارة إلى هذا من قبل » وخصوصاً في د eT‏ 
نَشِعْ وتصبخ ميّزة ةَ ظاهرة الا في أيام الشریف الرضي وما بعذها . 
وکر قول المتنبي فى العيونٍ تب - ويبدو أن الأمرّ ظلّ 
اا ع المتنبي أيضا 
إن التي سَفَكَتْ دمي بجُفُونِها لم تذر أن دمي الذي تنفد“ 
ما التفصیل فبدأ في طور متأخر » حينما بدأ الشاعر يكثر من 
استعمال الألفاظ الدالة على السلاح ثم يخصٌ كل عضو من أعضاء 


(۱) ... لم تعلم أن احمرار خدودها من دمي الذي سفكته بسهام عيونها . 


Yt 


المحبوب بالة قاتلة أو جارحة . لقد قال الغزي : 

صدعُه نابل وحاجيّهُ قو س وآلحاظظه نصال الیبال ©. 

كيف يحظى بالبلم من کل شيء خسن . وضو آله للقتال؟ 
آما صرَدرّ فقال : 

في کل يوم للعيون وقائح ‏ إنسائها الطماح فيها یم" 

لو لم يكن جَرّحى غداة لقائهم ما كان يجري في ماقيها الدم“ 

لم در أن الحبّ حَوْمَة مزق تصلی ولا أن اللواحظ أسهم9» 


وللتهامي : 
إياك إياك تطريقاً بأعيّنها فهي الأسئة في العسّالة الدُيُل”» 
کل سهم يعد الناس سابغة ترده عنك الا هم المقل 0 
وللتهامي أيضاً : 


أَبْرَرْنَ من تلك العیون ات وهَرَرْنَ من تلك القدود رماحا. 
يا حبذا ذاك السلاحٌ وحبّذا وق یکون الحسنُ فيه سلاحا: 


)١(‏ الصدغ : جانب الوجه الأعلى . نابل : ( مقاتل ) يرمي النبال ( السهام ) . السهم 
يكون عادة من خشب . أمّا نصله ( رأسه ) فقط فيكون من حديد . 

(۳) لو لم يجرحن قلوب العشاق » لما كانت أطراف عيونهنَ حمرا . 

)٤(‏ الحومة : الموضع الذي يشتدّ فيه القتال . المأزق : الضيّق » الشديد . صَليّ فلان 
بالنار : تعرض لها فأحرقته . 

() تطريقا - كذا في الأصل ( وليس في القاموس معين يوافق قصد الشاعر ) . الملموح 
أن الشاعر يقصد « إدامة النظر» . السنان ( الحديدة في رأس الرمح ) العسّال 
( الرمح الصلب اللدن ( الذي ينتحني ) الذابل ( الرقيق ) . 

)3( السابغة : الدرع . 


۳: 


وله أيضاً « ارایت سَيْفاً غير لَحْظِكَ صارماً ؟ » . 

وأمثاله كثيرٌ في شعرٍ كل شاعر بعد المتنبي . 

0 
شعرازه في ای و ERE‏ 
ينيب إلى الورد » ۰ رأينا الطفْرائي يقول : « إن السيوف مثل 
الخدود والرماح مثل القدود“. ونحن نذكَرٌ أن أبا نواس كان قد 
قال : « ربٌ ليل كأنه فرع لیلی » . ولکن المبالعَةَ لم تصبخ ميزه إلا 
e‏ . لقد بکی آبو تمام وبکی البعبي ویکی أبو نواس 

. ولکن هل بکوا بمثل هذا ؟ 
قال الأرجاني : 


ولسبط ر بن التعاويذي : 
ونجلاء کالسیف آلحاظها ‏ إذا نظرت بل من السيف أمضى. 
ولعمارة اليمني : 


ظبيّ أعار اللیل طْرَة شعره وأمدٌ ضوء الصبح بالإشراق9©. 


(۱) ملأت حضني بدموعي ( من كثرة بكائي ) ۰ لعل خيالك یتفق له أن يتراءى في تلك 
الدموع فاراه أنا . 
(۲) الطرة من الشعر في مقدّم الرأس - سواد الليل من شعره » وبیاض الصبح من وجهه . 


۱:۵ 


واختم الاستشهاد بهذا البیت لابن باتة السَعْدي : 
إذا تفكرت فيه عند رُؤيته 
صَدّقت قول الخلولیین في الصوَر“ 
ولهم أمثال ذلك في النحول والضعف والحب . 
الاستكانة 
المحب فى هذا الدور المتأخر مستكين استکانةً لا شَرَفَ 
مان لمن ا الجاهلي جريئاً مجاهراً . والمحبٌ الأموي 
جريئاً مغامراً » والمحب العباسى جريئاً فاتكاً . اما ال فى هذا 
تون فان ی ما با دان ابن اثباتة. الستعني 0 
وبدر تسمام بت أ رح له 
۱ 0 عن أن بل دة 
تعشفت فيه كل شيء يحبه 
من الجور حتی صرت أعشق صده 
آما مهيار الديلمي فقال : 
نامضث حبّك . والنحولُ يخوئني, 
SS‏ 
وحملث حتى قبل مات إباۋه» 
وجزعث حتی قيل غيرٌ لییپ . 


(r) 


(۱) الحلولیون هم الذين یعتقدون أن الله یحل في البشر . . . ( لم تتضح لي الصورة الشعرية ). 
(۲) الجور : الظلم . 

(۲) نامض فلان فلانا : قاومه . 

(4) حملت : تحمّلت » صبرت . 


۳:۹ 


ولاین الخیاط 
عناني الغرامٌ بحب السقا م شوت إلى ذلك العائد۱). 
وقد کنث جَلْداً بي القيا د لو أن غير الهوى قائدي. 


2 


ففي هذا دلالة على ما نرمي إليه . 
التغزل بالعرب 
كان شعراءٌ الدور الأول من العهد العباسي قد انصرفوا عن 
و إلى التغزل بالروم والفرس . ویظهر أن هذا كان له 
9 فعلٍ ٠‏ رجح الشعراء إلى التغزل بالعرب وَالبَدُويّات أيضا 
وعلى ذلك قول المتنبي « هام الفو اد بأعرابية » . أو قوله : 
كم زورة لك في الأعراب خافيةر 
آدهی » وقد رقدوا » من زورة الذيب 
ما آوجه الخضر المستحسنات به 
كأوجه البدویات الرعصابیب : 
حُسْنُ الحضارة مجلوبٌ بتطریت. 
وفي البداوة حسنْ غير مجلوب”, 
ویرینا مهيار الديلمي شيئاً كثيراً » منه : 
تسب ...ون ناذاك غير سيب: 
)1١(‏ الغرام ( الحبّ ) عناني ( جعلني شديد الشوق ؟) إلى السقام ( المرض ) تشوقا إلى 
أن يعودني ( يزورني في مرضي ) محبوبي . 


(۲) حسن الحضارة ( في المدن ) . التطرية : معالجة الوجه والعيون الخ باستخدام 
المساحيق كالأبيض والأحمر والكحل الخ 5 


۳۷ 


لولاكِ لم آشم الخلاب ولا صیبت 
نفسي لأحلام الكرى المكذوك. 


ومال الشعراء . في هذا الدورٍ (وفي شعرهِمٌ. على 
الأقلّ) » إلى مخت العربيات ۰ والبدويات بنهن خاصفت فقال 
مهيار الديلمي : ويا ابنة الجمرة من ذي يرن »۰۲0 كما قال 
أيضاً : 
لولاك . والأيامُ وال مااستعبد الرس الأعاريبُ“ 

ثم إذا نحن اننا إلى النسیب رأيناه أيضا مملوءا بألوانٍ 
البادية من جمال, وقباب ووادج ثم ثم بصفات العرب في الجخاز 
ونج 3 مما يدل دَلَالة واضحةً على 7 0 هذا ال اغجبوا 
العصر الأموي 

خلاصة ما تقدّم : 

يبدو لنا ممّا تقدّمّ أن الشعر في الدور الثاني من العصر 
العبّاسي روما بعدَهُ قليلاً ) لم يختلف في اتجامه العام عمًا سبقه » 


(۱) شام : تطلّع إلى الأشياء . الخلاب ( الأشياء التي لا حقيقة لها ) . صبا : اشتاق . 
الكرى : النوم . ( ما كنت علّلت نفسي بأن أراك في نومي - وهذا شيء باطل ) . 
(۲) الجمرة : النار المتقدة ( القبيلة القويّة التي لا تنضم إلى أحدء ثقة بقوتها . أو 
الجماعة من ألف رجل . الخ ) . ذو يزن : من ملوك اليمن . 
(۳) الدوالة ( ليست في القاموس : مرة لهؤلاء ومرة لاولبك ) . ( بالضم : مرة لهؤلاء 
ومرة لأولئك ) . الأعاريب جمع الأعراب ( البدو) . 
(8) القبّة : الخيمة الكبيرة من جلد . الهودج بيت النساء المرفوع على الابل . 


> 


بل ظلَّ هو إياهُ » لولا تلك القوالبٌُ اللُغويةُ الجديدةٌ التي سك 
فیها + اقمن تل. القرالية ما حل الععانی العا رن تاک 
القوالب ما اسف بالمعاني السابقة . ثم فش" المُبالغات 
وكرت التشابيهٌ البعيدة ة عن المألوف والشافرة من الأسلوب 
المعقول . من هذه الوجهة فقط كان هذا العصرٌ في الغَرّل - وفي 
بقَيَة أبواب الشعر أيضاً - عصر تقلید . ۱ 

ثم يضح لنا أن فك ( الجُرأة على الغزل الصريح . قولاً 
وعماا » والمَجانة" أيضاً قد أدّئا رف في نفوس الشعراء 
العباسیین المتاغرین إلى الفزل, العفيف يَنْسجونّه على منوال. 
الشعراء لین في عصر بني اميه في تعابير عصر بني العبّاس . 
بعد ذلك راحوا يَكُنُونَ عن عواطف النسيب في نفوسهم بأسماء 
الأماكن المُقدِّسةٍ في الججاز خاصّةً » ممّا شت عن رجعة دِينيّة في 
نفوس هؤلاء فأرَوْنا في شعرهم المثاليّ جانياً من خصائص الشعر 
الصوفي . 

وهنالك تشبیه أعضاءٍ المحبوب بأنواع السلاح . ولقد كانوا 
قد شبقوا إلى ذلك منذ أيام الجاهلية - ولكن بما يتعلّقُ بالعُيون 
فقط . فتوسَع شعراءٌ العصر العبّاسيّ في ذلك توسعاً شديداً . ومع 
هذا که فقد ظلّ في شعرهم كثيرٌ من ارفص والمُطرب . 

ویلاحظ القارى؛ آنني لس الشعرٌ الصوفي لمساً خفيفاً » في 
( اسف : تدنى » انحط . 
0) فشا : انتشر 


۳( المجانة : قلّة الحیاء . 


۲:۹ 


جانب ضيق منه , لأ اتوس في الشعر الصوفي نقلي إلى جوانبَ 

من الغزل والنسیب لم تكن مقصودةً في بحثي السابق . 

الغزل بما هو غزل : 

حينما ندزس الفرّل في الأدب العربي » ا 
العربي » فان ی بالصفات التي أحبّها الرجل في المرأة . هذ 
اغات لم تخل (في ر الرجل ) . على تر الزمن ۲ اد 
كبيوا . الع روتكد ا ی لكو عاد 


الرجل ) بين عَضْرٍ وآخر » لانْ الانسان عادة یب عن أفكاره وآرائه 
بتعابيرٌ یلها المُعاصرونَ له . 


والکلام في المرأة - كالكلام. في کل موضوعٍ آخر - بحر لا 
ساحل له . ولقد کنت أخذت نفيبي باستعراض, مظاهرٍ الجمال, 
المادي ف فى المرأة فى الشعر العربي ومرزت في هذا الاستعراضص, 
من الجاهلية إلى لقن السابع للهجرة ( من القرن السادس إلى 
القرن الثالث عَشَرَ للميلاد ) : ولم يكن من المفاجىء لي ( كما 
أرى الآنّ» بعد خمسينَ سَنَةَ » آن الشاعر الإنسانَ كان پنظطر إلى 
المرأة من خلال. نفسِه ( من خلال حاجته إلى المرأة ) . وحجتي 
الیو أن الشاعرٌ الجاهلي والشاعر الامويٌ والشاعر العبّاسي - 
وبكلمة ثانية : الرجل في هذه الأعصّر الثلاثة - لم يجب المرأة لأنها 
آمرأة فَحَسْبُ » بل أحبٌ صِفاتٍ من خرص على أن يراها في 
المرأةٍ » كما يُحبٌ الرجل خصائص مه ريد أن تجتمغ في البیت 
الذي يبه ( آویسکنه ) وفي الثوب الذي يلبَسُهِ ( أو يُشتريه ثمّ لا 
يلبّسّه ) وفي الطعام الذي یله ( أو يَضَعُهِ على مائدته ) . أو كما 


۳0۰ 


فْضلْ قِطعةً العملة الجديدةٍ اللامعة الواضحة على غيرها . حینما 
يريد أن يُقبضها أو یخزنها أو ینفقها » على قطعة من فتتها أقل جده 
ولمعانا وؤضوحا » مَعْ أن قيمة القطعتین في جَيْبهِ أو في صندوقه أو 
في السوق واحدة . 


إن الإنسانَ العادّ ‏ من أجل ذلك يحب ما يُتراءى في 
خياله ولا ُب في العادة » ما یصره بعینه ولا ما یدرک بعقله . 
ولو كان للجمال, ٠‏ تلا عند جميع, الناسٍ ٠‏ معيارٌ واحدٌ ( في 
خیال, ج الناس ) لَتَعْشْقَ جع الرجال آمرأةً 00 
مت جميع النساء رجلا واحداً . ولكنّ الذي نراه في الواقع 
رجلا يجمَعُ عدداً كبيراً من صفات الال في الرجال بترو 7 
( أو يعشَّقُ امرأة ) لیس فيها من صفات الجمال شيء یر به الآخرونَ 
أن ذلك الرجل قد رای بعت هو آو بخاله خو آشياة فى هذه المرأة 
ربط بها ريطا كا . وان ادنا جت إذا عم أن ورد امن 
لك إنكلترة قد فصل أن يرك عرش بريطانية العُظمى بما يتَعُ 
بريطانية العظمى من مبراطورية واسعة في آنحاء العالم على أن يرك 
امرأة كان قد أخَبّها ( هي بَسّي سمبسون  )‏ وكان رَجُلانٍ من قبلهِ قد 
رزجاها فم طلقاها . ٠ ٠‏ 


ومع هذا كُلَهِ فإنني جاممٌ لك - فيما يلي - تلك الصفات التي 


آحبها الشاعر الجاهلي في المرأةٍ . غير أني أريدٌ أن أكون صادقاً 
مكلضا فيما أقوِل . إن هذو الصفات التالية هي التي أعلنَ الشاعرٌ 


الجاهلي أنه يُحِبّها في المرأةٍ : ولكنْ كم كان الشناعر التجاهال یمد 


0۹۱ 


على أسْتِيفاءِ تلك الصفات في المرأةٍ التي كان ياح له أن یجتمغ 
بها ؟ 

إن الانسان الجاهليّ قد أحبٌّ في المرأةٍ تلك الصفات التي 
لا ترال محبوبةً في كلّ زمانٍ ومكانٍ إلى يومنا هذا . مم اختلافٍ 
يسيرٍ فيما يتعلَقُ بضخامةٍ المرأة » وان كان نظر الرجل قد اختلف , 
بالاضافة إلى صخا جسم المرأة - «المقدان فقط . إن هنري 
الثامنَ مَلِكَ إنكلترة لَمّا جيء إليه بالمرأةٍ التي يجب عليه أن 
یتروجها » بِحَسْب القوانين المُتعلّقةِ بالفزش . الإتكليزي وبمصّالح. 
السشلكة یر رونم و 
قال : تلك بَقَرَةٌ هولندية . 

وإليك . الا » الصفات التالية : 


يحسّنٌ أن تکون المرأةً أقربُ إلى الطول - منها إلى القصر 
( على أن تكونّ دائماً أقصرٌ من الرجل ) ثم تکون ممتلئة الجسم 
( مفصّلَّة الأعضاءِ مجدولَة العضلات غير مسترخية ) مرتفعة الصدُر 
دقيقة الخضر عظيمة الكَفَلَيّن ( وتلك صورة كانت قريبة جِدَاً إلى ما 
أحبّه رجالٌ القرنٍ التاسغ عفر عندنا وفي أورويّة أيضاً) . نا 
الغريبٌ في ضخامة المرأةٍ ( في العصرٍ الجاهلي وفي العصر 
الامويّ أيضاً هي أنْ تکون ین اسمن بحيب تچ عن أن تقوم من 
فعودها وحدها) . 


ومع أن السمرة كانت لون العرب » فقد أحبٌ الشاعرٌ 
الجاهلي أن يكونّ الوجه آبیض مائلاً إلى الصّفرة ( كَلَوْنٍ الروم : 
اليونان ) أو إلى الحُمرة ( كلون لس ) . ثم أحبٌ الخد الأملس 


Yor 


المُستطيل ( ولم يُحِبّ الرأسٌ المكوّر ) . وأحبّ » العُنْقَ الطويلة . 
أمَا الشَعْرٌ فأحبّه أسوذ کثیفا اويلا مَعَ سَّعَةٍ في الجبين . وکا 
أحبٌ الحاجبین لقن ( كأنّما خطا بالقلم ) . وأمّا العینان فأحبٌ 
فيها آن تكونا كبيرتين واسعتين شديدتا بياض المقلتين وشديدتا 
سواد الدقتین وان تكو اهداب في الأجفان كيفةً مُتَزَاجِمَةٌ حتى 
دو ماب تلك الاهداب الیلوالر سوداً کا کجلث بالائمد 
( الكخل ) . 

ويحسّنٌ أن يكونّ الفم صغيراً وشفتاه رقیقتین سَمْراوَيْنِ ( أو 
شديدتي السّمرة) » كما يحسّنٌ أن تكون الله عجفاءَ (غيرٌ 
متضخمة ) حمراءً ( کالرمل الخالص ) أو مائلة أيضاً إلى السمرة » 
مُْتلَةَ غيرٌ جافةَ ولا كثيرة الب . وأحبّوا في الاسنان اعتدال حجیها 
ونقاءَ وها وتقها قليلاً وأن تکون مُوْشَرةَ ( حطوطها ظاهرة . كما 
تكونٌ أسنانُ الأطفال الصحيحة قبل أن يتراكم عليها ما یمن رية 
تلك الخطوط ) مع طيب رائحة الم موما وحلاوةٍ الريق . 

وحم عندَهُمُ الصدرٌ إذا كان رحيباً وكان انیا فيه لا 
یزالان ناهين مکور ين . وأمًا الذراعان والساعدان والساقان فقد 
أحبٌ الجاهلي فيها كلها أن تكون مُمْتَئُ ریا ( وناعمة عطي اليظام 
التابعة لها) بحیث يعض السٌّوارانِ على الیعصَمينِ ويعض 
الخلخالانٍ على مَوْضِعِهِما من أسفل الساق فرق القدم . 

فإذا نحن نظرنا إلى هذه الصفات مَفرقة (ما عدا البّدانة 
المُْرطة ) لم نك في أنها صفات مُحَْةُ إلى النفس في الأعصر 
كلها والأماکن كلها . ولكني لا آغرف إذا کانث کل هذه الصفات 


Yor 


یمکن ن تجتمعٌ في جسم آمرأةٍ واحدةٍ » ولا أستطيمٌ أن آقول ما 
ا الجَمالٌ هو التناسب بين الأعضاء » في الشکل والوضع واللون 
إن مْلّ هذا الجسم إذا اجتمعث فيه کل هذه الصفاتٍ على ما یل 
فيها یمکن أن يكونَ جميلاً . نحن نعلّمْ أنه كان لليونان مقاييس 
لجمال الأجسام » ولکن الموازنة بينَ المقاییس العربية الجاهلية 
والمقاییس اليونانية القديمة یحتاج إلى دراسة مستقلةٍ . 
ان العربيّ الجاهلي قد أحبٌ الصفاتِ التي كانت في المرأةٍ 
المعاصرة له في بيئته » كما يُحِبٌ الرجلٍ الجرماني في بیئته المرأة 
الجرمانية 3 ابح ردني المرأة ة الزنجية ¢ کما یحب الصيني 
المرأة الصينية صيني ة . أما إذا وجنا رجلا رسيا رب في آمرأةٍ رُنْجية أو 
رجلا م یه راو دنماركية » أو رجلا زَنجِياً تقتصر رغبته على 
امرأةٍ صينية . فذلك یکول في الأذوارٍ الشَادةٍ النادرة من حياة 
الفَرْدِ » حينما يكونُ ذلك الفردٌ لا یزال فَلِقاً . ان في الصلة بین 
الرجل والمرأةٍ عاملاً سانيا یال يى في كثير من الأحيان على 
العامل الماديّ الطبيعي . وهذا العامل النفساني متقلّبٌ جدّاً ثمّ هو 
مُختلفٌ بین الفرد اختلافاً كثيراً » كما یختلف فى الفرد الواحد 


>» 


با لام 
ورس 5 ند 


إذا كان من غير الممکن أن نَبِنِيَ دراساتنا في الأدب والفلسفة 
على سس المنطق وقواعد العلم بناءً تاماً » فإن من غير المعقول 
أن انت هذه الأسس والقواعدٌ في دراسة الأدب والفلسفة مان 


نامة . 

إن العربٌ لم يألفوا بعد في تاريخهم الحديث مُعاناة العلوم 
الرياضية والطبيعية . إننا لا نزال في واقعنا الحاضر أميل إلى 
الاتجاه الشخصي في معالجة الأمور ؛ ومن هذه الأمور أمورنا 
العلمية والأدبية والفكرية . وإذا كان الیوم في عددٍ من بقاع الوطن 
العربي نفرٌ من العلماء ومن الذاهبين في الأمور مذهبّ العلم» 
ومذهب العلم الرياضي والطبيعي . فإن مثل هذا المذهب لم 
يُصبح بعد ثقافة عامة لیجیلنا المُعاصر ولا هو الطابّمُ الغالبُ على 
الباحثين في الموضوعات الأدبية والفلسفية . 

إن هذا الانفصال الذي نراه بِينَ جانب العلم وجانب الأدب 


(#) هذا الفصل كان قد أعدّ (۲ / ۵ / 1957 م ) ليكون محاضرة . 


Yoo 


خاصّةً » في مُعظم الکتب التي تملا الأسواق والمكاتبٌ ثم تسیطر 
على توجیه الناشئين » راجمٌ إلى افتراض خاطىءٍ مبثوث هنا 
وهنالك هو أن الانسان یلد مُتجهاً نحو العلم أو نحو الأدب . من 
أجل ذلك نج بينَ المُشتغلين بالأدب نفرا كثيرين يعتقدون أن لا 
استعداد لهم للإنتاج الملمي ولا للاتجاه العلمي وا عقلیتهم 
أدبيةٌ مقطوعةٌ الصلة بالمناهج المنطقية مرتبطة بالؤجدان الخالص 
لوق الشخصيّ ۱ ويقتنع هؤلاء بما تجسّم في خيالهم فينطلقون 
يُجيلون وجدانهم وأذواقهم في تراثنا الفكري يختارون الروایات 
التي ثلائم أذواقهم تلك . ثم يُصدِرونٍ الأحكام التي تستهوي 
وجدانهم . ويتفقٌ أن يُرزَقٌ نفرٌ من هؤلاء اسلوباً برَاقاً شائقاً فيُضفي 
أسلوبهم هذا على تلك الاحکام لباساً من الصواب الظاهر . 

ویعظم هذا السوءٌ حينما يَصِلّ الناشئون إلى مرحلة التعليم 
العالي ويَقّفون . إذا قْض لهم أن يَمَفوا » على عَنْبة الجامعة . إن 
مُعظم هؤلاء الناشئين يختارون أن ينتسبوا إلى الكليات التي تعلّم 
الموضوعات الاجتماعية من الأدب والفلسفة والاجتماع والسياسة , 
لا لانهم دوو مواهب تلائِمُها الموضوعات الاجتماعيةٌ » بل هَرباً من 
قیود العلم ومناهج التنظیم الفكري من تلك التي تَفرضها الکلیات 
العلمية في الهندسة والطب والکیمیاء والطبیعیات والریاضیات 
الخالصة . 


ویتسم هذذا السوء أحياناً على آيدي الأساتذة آنفیهم . 
حينما يتقدّم طالب إلى دخول الجامعة ثم جد الأساتذة آن 
هذا الطالب ضعيفٌ الاستعدادٍ فإنهم ینصحونه بأن يتحول عن 


۳۹ 


دراسة العلم والطب والهندسة إلى دراسة الآداب . إن في مثل هذه 
النصيحة إساءةً إلى الطالب نفیه وإلى العلم معا . إذا كان الطالبُ 
ضعيف الاستعدادٍ فإنه سيكونٌ طالباً ضعيفاً أينما حل : في كليّة 
الهندسة أو في كليّة الآداب . ولنا في واقع الطلاب الذين هم من 
هذا الصنف من الناس له قاطعةٌ قبل تخرجهم في الجامعات وبعد 
أن يُعْطَوًا الشهادة . غيرَ أن الطالبَ الذي لا ینم في الكلَيّات 
النظرية یمکن أن ينج في ميادين الحياةٍ المختلفة : في التجارة 
وفي الصناعة اليذوية وفي الاشراف على الأعمال وفي دوائر الدولة 
في عدد من الأحيان . آغرف من حياتي المدرسية القديمة شاب كان 
قد رَجَع من الولایات المتحدةٍ يحمل شهادة الدكتوراه في التربية . 
وتقدّم هذا الشات في ذلك التاريخ السحيق إلى جمعية المقاصد 
الخيرية الإسلامية في بيروت فتعاقذت معّه الجمعيةٌ وقلبُها یط 
ور بأنها وقعت على كنز : على شاب يحمل شهادة الدكتوراه 
قوير انیت 

وعُهد إلى الأستاذٍ الجدید بان یلم في صف الفلسفة . ثم 
رأى المدیر أنه قد تسرّع قليلاً » فان هذا الأستاذً ليس له اختباز كثيرٌ 
خسن أن يُْهَدَ یه بلس الذي هو دون صف الفلسفة مباشرة . 
ثم تدرج بش المدیر بهذا الأستاذ الجدید في صفوف المدرسة 
هُبوطاً حتّی وصل به إلى صفوف الحديقة . وفي آخر السنة رأت 
جمعية المقاصد أن تففي هذا الأستاذ من التدريس في معاهدها . 
غير أن هذا لم یمنع هذا الأستاد اليم ار من آن یکون اليوم من 
أصحاب الأعمال الناجحين » ولا شك في أنه يَمْلِكُ ثروة لا باس 
بها . لقد أضاع هذا الرجل حمس سَنوات من حياته في تحصيل 


۳۷ 


شهادة الدكتوراه ذ في التربيه: ثم أضاع من حياته ومن حياة الطلاب في 
كلية المقاصد عاماً سادساً . إن التعلیم الجامعي ليس في الحقيقة 
حقاً لكلّ طالب » ولكنه امتیاژ للقادرين عليه . إن الطالب الذي لا 
یستطیع النجاح و في العلوم لا يستطيعٌ أن ینجح في میادین الآداب 
وإن كانت الجامعاتٌ تحظية شهادة في عدد من الأحيان . 

إن العلوم الرياضية والطبيعية تسب الذهن تنظيماً واقتداراً 
على معالجة الأمور . ونحن بحاجة إلى هذا التنظیم 0 
علینا أكُنا ندزس الهندسة أم الطب أم الأدبّ أمْ فنَّ الرسم . 
العقل واحدٌ » ولكن أوجة نشاطه مُختلفات . 

لعي امْلْتکم بهذه المُقدّمةٍ الطويلة العامّة » فأريدُ أن آنتقل 
الا إلى أربعة أمثلةِ من دراسة الأدب ودراسة الفلسفة » ما دام نفر 
کثیرون من الدارسین یعاملون الفلسفة مُعاملة الأدب . 

ومع أن الفلسفة ليست في ميزان العلم أعلى مقاماً من الأدب 
ولا هي في ميزان الاجتماع أدنى رب » فإن نطاق العلم والفلسفة 
من جانب ثم طاق الاجتماع والأدب من جانب آخر مختلفان . 

لنبدأ بالأدب من حيث يبدأ تاريخ الأدب : 
بمکان اسمه دمون فقال : ‌"» اليوم خمز وغداً آمز » ۳ وهذه رواية 
وت في عدد من كتب الأدب فأخذها معظم الدارسین المخدذئین 
وقبلوها في کتبهم ومحاضراتهم ۲ ومع أن هذه الرواية غير معقولة » 
فلم يكن بإمكان أحدٍ أن يردها » ذلك لأن تاريخ الأدب من العلوم 


۲۳۸ 


النقلية التي تعتمدٌ الرواية وحذها أو التعلیل إذا آمکن » ولکن 
بالاستناد إلى الرواية . 

وفي عام ألفٍ وتسعمائةٍ وثلانّة عَشَرَ صَدرٌ ديوالُ عَمِيدٍ بن 
الأبرص الاسدي . وهو شاعرٌ معاصرٌ لأمرىء القيس وأسنٌ منه . 
وكان عَبِيدٌ من رُعماء بني أسدٍ د الذين ثاروا على ججرٍ والد آمریء 
القيس وقاتلوه ولي . ويبدو أن ار القيس وإِحْوَةَ امرىء القيس 
کارا + فى المعركة م مع أبيهم يقاتلون بني أسد ٍ ويدافعون عن مُلكهم 
في . ولقد خاطبٍ عبیذ بن الأبرص ام القیس فقال له : 
ولقد آبخنا ما خميٍ ست» ولا می لما حمینا . 
هذاء. ولو قَدَرَتَ علي لك راخ قومي ما ۳ 
ثم إن عبيداً یر امرّأ القيس هَرَبَهُ من المعركة فقال له : 
ورکضك لولاهُ لَقِيتَ الذي لَقُوا ع فذاك الذي أنجاك مما مُنالکا ! 


فسقطت بذلك الروايةٌ التي تتعلّق دون ووَجَبٌ أن نجل 
لها هذه الرواية التي ییا مُعاصِرٌ لامرىء القيس . ومع ذلك 
فلا يزالٌ الدارسون ۰ بعد سبعين عاماً من صدور ديوانٍ بيد بن 
الأبرص يتعلّقون برواية دمون ۰ كأنهم لم يقرأوا دیوان عبید قط 


o 


ل تجو الم ا هذا الديوان . 

وفي دراسة حياة طرفة بن العبدٍ البكري يُجانبُ مُعْظَمْ 
الدارسين شيل العلم » فیذکرون أن عمرو بن هند ملك الحيرة 
غضب على طَرَّفَةَ وعلى خاله المُتَلَمّس وكتب لهما کتابیّن إلى 
المکثبر عامله على البَحُرين راهم أنه آمر لهما في دك 


۲0۹4 


الکتابین بجائزة يَقْبضانها من المُكعبر . وتزعم الروايةٌ أن المتلمُسَ 
شك في الكتاب الذي يحمله ففضه ثم دفعه إلى صَبِيَ من صِبيان 
الجيرة فإذا فى الكتاب مر للمکعبر بقتل المتلمّس . فقال المتلمس 
عند ذلك لابن أخته طَرَقَةَ +« ما في‌کتابك ال مت الذي في كتابي ». 
فلم يشا رة أن یصذق خاله . فمرّق المتلعسل کتابه ونجا بنفیه . 
ومضى طرَفة لِطِيّته حتى وَصَلَ إلى المکعبر ٠‏ فإذا في تابه أيضاً مر 
للمُكعبر بقتل طرفة . وآتز المكعبرٌ رف في ارب فلم يشا ره 
أن رب ور الموت على شريطة أن يَسْقِيَة المكعبرٌ خفراً ثم يَفْصِدُ 
أكْحَلَه حتّى يموت . 

وال جانب هذه الرواية التي تُجانبُ العقل كل المجانبة روايةٌ 
اي تذكرٌ أنَّ طَرَفَة كان صديقاً لعمرو بن مامة أخي عمرو بِنٍ هندٍ 
لأبيه > وأن طَرَفَةَ وعمرو بنَ مامة ذهبا إلى اليمن في تجارة للابل 
ما تجانبٍ العقل أحنٌّ بالاهتمام ما يناب العقل . لأن الأدبٌ ليس 
من العلوم التي تستندٌ إلى العقل في رأیهم 

وأغربُ من ذلك في شأنٍ طَرَفَةَ عنذهم أن طرفة عاش سِتاً 
وعشرينَ سنه . 

إنّ طرفة مات باكرا بلا ریپ » ویبدو لي أنه کان قد جاورٌ 
لثلاثينَ من حُمُرهٍ لا فل في غارة اليمن . غير أن كثيرينَ من 
الدارسين يُصِرّون على أن طرفة توي في السادسة والعشرين من عُمْره 
هما : 


۳۹۰ 


عَدَدْنا له سِنَاً وعشرین جج فلا توقاها اشتوی سَيّدا صخا . 
تُجعنا به لما رَجوّنا إيابّته على خير حال لا وليداً ولا فخا ! 

تمرف الان أذ الجن للخزنق ا وان ا خرن هته اهي ات 
طرفة » وآن هذين البيتين قد قيلا فرب البد البَكْرِي . ففي 
لبیت الاول تقول الشاعرة ان من تيه قد ساذ في قومه ذا يله 
السادسة والجشرین من العمر . ولیس في البيت ذکر للموت ‏ إلا إذا 
كان هؤلاء یظنون أن « توفاها » ( في البیت الاوّل ) معناها « مات » . 
إن كل ما في هذا البیت الأول أن ان به قد ساد قومّه لا أَنَمْ 
السادسة والعشرين من العُمر» وهذا مُعنى « توفاها » . 

أما في البيت الثاني ففيه أن الشخص المذكور قد مات في سَفْرة 
كان يرجى أن يود منها غاا . ثم أن في البيت الثاني دلیلا على أن 
الي لم يكن ولد » ولا كان أيضاً قا ؛ والَحم هو الكبيرٌ السنْ 
جِدَاً » كما في القاموس . 

ناور الان آرض الأدب إلى أرض الفلسفة ولنَسْتَرِحٌ قليلاً 
على تخوم الأرضَين . 

لأحدٍ شیوخ الأدب في العصر الحاضر قول هو أن الشعر له 
العاطفة وان النثر لعة العقل . ودلیله على ذلك أن الفلسفة اليونانية 


إن هذا القول خلينٌ أن بحل في كتاب . 


أنا لا أنكرٌ » ولا يجورٌ لغيري أن يُنْكرٌ » آننا إذا آرذنا أن نعیر 
عن عواطفنا فاننا نستعينْ على ذلك عادةً بالشعر ؛ وأما إذا أردنا أن 


۹1 


ُعالج موضوعاً فكرياً فا نلجأ في ذلك إلى ار . غير أن ذلك ليس 
قاعدة فاصلة . 

1 فرع اليونانيون لقدماء أنواع الشعر وجدوها أربعةٌ : الشعرٌ 

ئي والشعر لحي والشعر التمثيلي والشعر التغليمي . والشعر 
00 الذي عرفته الامم التحضرة كلها لا له له بالعاطفة . 
ومع م ذلك فاسمه شعر . وأي عاطفة في قولر ابن مالك في ألفيته 
الشهورة في تَعْدادٍ الأماکن التي نُكْسَرٌ فيها همزة « ان » : 
واکیرّ في الابتدا > وفي بذء صلف وحیث «إِن» ليمين مُكمِلَهُ 
وكسّروا من بعدٍ فل عُلّقا باللام کالم اه لذو قى ! 

ثم إن ان خلدونٍ » وهو من نعلم في تاريخ الفکر وفي اصابة 
الرأي, ٠‏ كان یز عن ديوانِ المتّي صِفة الشعر فیقول : « وکان من 
أقيته من شيوخنا لا يعُدّون التبي في الشعراء » ! إن شعر النبي عند 
ابن خَلْدونٍ » وعند شیوخ ابن خلدونٍ » كان تا من صروت 
الحكمة وباباً من أبواب العقل . وكذلك القول المشهور : « أبو تام 
والتتبي حكيمانٍ . والشاعرٌ البحتري » دليل آخَرٌ على أن الشعر لم 
يكن دائاً لد العاطفة بل كادفي كار من الاحیان مرغي تفر دن 
النقاد ء لغةَ العقل . وإذا كنّا نحن جميعاً نفضَّلٌ الشعر الذي هو منباب 
العاطفةٍ على الشعرٍ الذي هو من باب العقل » فإنه لا جوز في باب 
الا ا بالط وهای أو أن تحص ا 
بالشعر وحثه . 

وبعدُ » فَمَنِ الذي روی لنا أن الفلسفًاليننية تكن إلا في 
النثر . إن اليونانيين الأولينَ لم يفرّقوا عند تذوین الفلسفة به بين النش 


۳۹۲ 


والشعر . إن اکنوفانس موس الذهب الإيلي ثم بَرمینٍس زعیم 
ذلك الذهب ثم أبفلیس فیلسوف الطب والعلوم الطبيعية » وهُمْ 
من الشاهیر في تاريخ الفلسفة القدیِة»قد اختاروا أن يُدَونوا فلسفتهم 
شعراً . وکذلك کریتیاس السُمْسطائي ویامبلیخوس الذي كان من 
َنجز . في سهل البقاع » على نحو خسين كيلومتراً من مدينةٍ 
بیروت ۰ قد دوّنا فلسفتهی في الشعر أيضاً . 

إن الشعر ألصىٌ بالعاطفة . لا ریب في ذلك ؛ وان طبيعة 
النثر أقربُ إلى العقل . ما في ذلك شك ع ولکننا لا نستطيمٌ أن 
وان الذين پریدون أن يُقيموا نهنا ستاراً حديدياً . 

ونأتي الآن إلى النثر . 

لا صَدَع محمَدٌ یلو بالدعوة ورل عليه القرآن الکریم وَجَمَ 
العربُ الجاهليون ثم قالوا عن حم إنه شاعرٌ وعن القرآنٍ إنه شعر . 
وما كان العربٌ غافلين عن مواقع البلاغة ولا جاهلين أن هذا الذي 
يقرأونه في الْضْحفٍ أو يَسْمَعونه من الرسول, نفبه ومن القُرَاء كان 
ثرا لا صِلَةَ بینه وبين أوزائهمُ المألوفة . ومع ذلك فقد كان هذا الذي 
يُسمعونه من القرآن عندهم شِعْراً لا شك فيه البتَةَهوردّدوا قوهم هذا 
حتى دافمٌ الله تعالى عن رسوله الكريم فقال فيه : « وما علمناه 
الشِعْرٌ وما يَنْبّغي له ! » . 

ثم ما نقول نحن عن هذا الفيض الذي يزيد على افيض من 
النثر الخيالي ومِنَ القصص الغرامية التي تضيقٌ بها مكاتبنا وتضج ؛ 
هي من مَنْطتي العقل أم من عرائس الخيال ؟ آهي من الكلام المنثور 
أم من الكلام المنظوم ؟ 


Y۳ 


وبعدٌ أن آشترخنا قلیلا على تخوم الفلسفة نری أن وغل في 
آرضها قلیلا . 

يتكلم نفرٌ من الدارسین على الفلسفة الاسلامية ويجعلونها 
فلسفة توفيقية بين العقل والدین . 

إن التوفیق بين العقل والدین فكرة #عطيمة ا ولکن هل 
كانت الفلسفة الاسلامية التي نَعْرِفها فلسفة توفيقية بالعنی الذي 
يقصده هؤلاءٌ الدارسون ؟ لنستغرض آراء نفر من فلاسفة الإسلام 
في هذا الوضوع ۱ 

إن الفارابي يجعل السُكنى في مدينته ( دولته ) الفاضلة قاصرة 
على الذين يذهبون مذهبه في التفكير : وكان الغاراق من الذين 
يؤمنون بالفيضٍ » أي بان هذا العام فاض من الله ضرورة وبغير 
تراخ, في الزمن » وليس في وجود العالم إرادة قديةٌ أو جِيّرَةَ » ولا 
فارق" في الزمن بين وجود الله وفيض العالم منه . وکذلك یری 
الفارايي أن الخلودٌ رُوحيَ وأن الاجسامٌ لا تُبعث . ثم هو یری أن 
النبوة إنما هي للقوة الخياليّة . وإخوان الصفا یرون أن جميمٌ الأديان 
ناقصةً » وأنه لا بد من سد نقصها بالفلسفة . أما ابن سينا فيعتقدٌ أنه 
كلا حَدَتٌ في الأرض . جسدٌ صالخ للحياة حدنّتَ له نفس خاصة 
به . وهو لا يدري من ین ن جاءتٍ النفس ولا ما يحدتُ لها بعد 
مفارقتها للبدن . ثم أنه یری أيضاً أن احکیاء الإلهيين یرغبون في 
خلود غير الخلودٍ الذي جاءت به الأديان . وأما اغراي فجفل هر 
تهديمٌ الفلسفة ثم كمّر الفلاسفة والذين اتبعوهم . وسيب علماءً 
الكلام . إن الاشعرية من علاءٍ الكلام كانوا يقولون : إذا اختلف 


للف 


العقل والنقل نی النقلّ ؛ والتقل هو الذي جاء به الدين . وأما 
خصومهم المعتزلةٌ فکانوا یقولون : إذا اختلف العقل والنقل فاتبع, 
العقل . 

وتنتقل بنا الفلسفةٌ من المشرق إلى المغرب من غير أن تَمُرٌ 
بنا على فیلسوف حاول التوفیق بين الدين والفلسفة على النحو الذي 
أشارٌ إليه أنصار هذه الدعوى . إن ابنَ باجه يرى أن الوجود غير 
متناه » وأن البشر أَنفْسَهُم خالدون أزلاً وأبداً . أما ابن طفيل فبني 
کتابه الوحید : «قصة حي و یفظان » علی النشوة المرنجل للبشر 
من باطن الارض بقوانین طبيعية » ثم إنه عل الفرد الفائق الفطرة 
يلم نفسه ريسي بعقله عن النبوة . وأما اب رشد فیکفینا من 
آرائه في هذا الباب ری واحدٌ » هو أنه إذا طهر جلاف بين الفلسفة 
وظاهر الشرع فعلینا أن نفهم فة على ظاهرها وأن نتطلّبِ 
اهر الشرع تأویلا يقبَله العقل . 

فاين ند لهژلاء الفلاسفة قولاً في التوفیق بين الفلسفة 
والدين يُراد به أن تکون:غایة ین وكاب الفلميقة وا او ايكون 
طريقاهُما متوازیین ؟ بل كيف یمک أن يكونَ هؤلاء الفلاسفةٌ قد 
جعلوا الفلسفة موافقةٌ للدين واعتقدوا ذلك ونحن تنعل أن الفقهاء قد 
کفروا الفلاسفة أجمعينَ . حتی الغزالی حُجَةُ الإسلام فان کته قد 
حرف في المغرب لأن الفقهاء وجدوا فيها تفلْسُفاً ووجدوا أن هذا 
التفلسف لا يوافقٌ الدينَ بحال, . 

غير أن الذين تكلّموا : في التوفيق بين الدين والفلسفة عند 
الفلاسفة الاسلامیین وق عم یتعبیر كان يُوضَفٌ به نفرٌ من أولئك 


۲۳۹۹ 


الفلاسفة » هو : «وكان ابن طفیل, ۷ ۰ مثلا «یجمع بين 
الحكمة والشريعة » . 

ولكلمة « الجمع » في الفلسفة الإسلامية معانٍ مختلفة : 
فالجَمُمُ عند المُتصوّفين هو دبا شَخْصِيّة الانسان الفرد في العزة 
الإلهية حتی لا يبْقى في الوجود إلا اللَهُ . والجِمُْعٌ عند الفارابي 
قريبٌ من مَعْنَى التوفیق الذي قَصّده أولئك الدارسون . للفارابي 
رٍسالة اسْمُها « المع بين رأتي . الحكيمين أفلاطونَ الالهي وأرسطو 
طا ها إلى آن کف من آراء هذين الفیلسوفین یختلك 
التعبیر عنها عند أفلاطون وأرسطو. ولكنٌ المَقَصُودٌ منها عندهما 
واحدٌ . ولقدٍ استطرد أولئك الدارسون » بشيءٍ من التنجیم » 
أن الفارابي تكلم على التوفيق بين أفلاطون وأرسطو حتی يوفق بين 
الدين والفلسفة » زغما لعمرٌ أبيك لیس برعم » > كما يقول غنترة 
عن أولئك الذین يَرَوْنَ إن حب عنترة لِعيْلةَ كان عرضاً سَطجِيًاً لأنه كان 
یکره أهلها ویقاتلهم : 
لها عَرَضاً وأقتل اغلها ٠‏ زضماً لعَمْرٌ أبيك ليس برغم 

ونعود إلى الجمع بين الجكمة والشريعة . 

أما عند فلاسفة المغرب ابن باجّه وابنٍ طفيلٍ طش 00 1 
وعندٍ فيلسوفٍ المشرق ابن سينا أيضاً » فإن الجميع بين 
والشريعة نما هو السُلوكُ في الحياة مَسْلَكَيْنِ مُحْتَلَِيِ 0 
الناس ومسلكاًإذا كان الفیلسوف وحدها ومع آنداده وعُمدةٌ الجمع بین 
الجکمة والشريعة . أو بین الدين والفلسفة . أو بين المَعْقول 
والمنقول . أو بين العَقَل والتقل . هو أن یعتقَد الفیلسوف أن الدينَ 


۳۹۹ 


ضروري في الحياةٍ وأ الفلسفة أيضاً ضرورية في الحياة . غير أن 
للدين نطاقه الواسمٌ في المجتمع6إذ هو الوازع الاجتماعي الوحيدٌ 
والصحيحٌ ؛ ولا سبیل إلى أن يُحْمَلَ البشرٌ على عمل الخير في 
الدنيا » عند هؤلاءٍ الفلاسفة . الا بالدين . فعلى الفلاسفة أيضاً أن 
يتمسّكوا بظاهر الدين أيضاً » كما یفغل سائر الناس » حتی لا ید 
الوازع الاجتماعي بينَ البشر . وأما في نطاق الفكر وفي الحياة 
المعْلَقَة , بِينَ المفکرین من دوي القطرة الفائقة فالآراء الفلسفيةٌ هي 
المَعَمَدة وحذها . وهکذا یجمع الفيلسوفٌ بين الشريعة في حیاته 
مغ الناس إلى الجكمة إذا كان مع آنداده . فإذا كان هذا هکذا » 
فمن آین جاء التوفیق بين الدین والفلسفة بالمعنی الذي قصده النفر 
الذین عنیناهم ؟ وا فلاسفة الإسلام » ٠‏ کل فلاسفةٍ الإسلام > ذکر 
أن الدین والفلسفة شيءٌ 2 واحلٌ ؟ بل أي ما الاسلام رضي أن 
تضبخ الفلسفةٌ . كما يَفْهَمُها الفلاسفةً » على مستوی واحدٍ مَع 
الدين ؟ 


ولقد يعترض أحدٌ على هذا القول. فيقولٌ : « ولكنّ الشرع لا 
ی و 
العقلّ أبداً . إلا آن موافقة الشرع للعقل باب آخرٌ من آبواب 
البحث . ا أن الدينَ هو الفلسفة 
وأن الفلسفة هي الدينُ » وإلى أنه یمک أن نجل مَجِلَّهِ أو یجل 
مَجِلّها في التفكير والحياة . 

لست الا في مقام من يريد أن يَفْصِلَ القول بين الفقهاء 
والفلاسفة في صلة الدين بالفلسفة . ولكنني في مقام من یأخذ على 


YY 


نفرٍ من الدارسین المعاصرین مُعَالجَنَهُمُ للقضایا الفلسفية أحياناً 
مال هون غير ناظرین إلى مقاییس العلم ولا إلى المناهج 
المنطقية عند البحث . إن النزاع المریر بين الدين والفلسفة » أو 

و لال تال 9 بای عم تعلم قير ا كير برد 
لا لجر ثم استمز رونا كثيرة بعذ ذلك » وفع ذلك فإن نفرا 
من الدارسین المعاصرین لا یزالون یذکرون التوفیق بین الدین 
والفلسفة على معني لم یرد عند فلاسفتنا ثم یزغمون أنه لا یخالفها 
وأنها لا تخه . هذا مَعْ العلم اليقین بأنّ جميمٌ فلاسفتنا بلا 
استثناء اعتقّدوا الدينَ وأحلّوه مكاناً سامیاً, غير آنهم جعلوه شيا 
غير الفلسفة » حتى أن ابنَ رش جعلٌ الجکمة صاحبةً للشريعة ثم 
توا خا یی راك الم كيل أن حل لصا يحل 
الاخری ؛ ولا يجورٌ لنا نحن ذلك . 

إن الذي أرمي إليه من کل ما تقدم أن أقول : 

إذا نحنُ جنا إلى تأريخ الفلسفة فيجبٌ علينا أن نزوي عن 
الفلاسفة آراءهم على وَجُهها » لا أن ننسِبٌ إليهم آراءنا نحن 
نفراً كثيرين من الدارسين یسلکون مع الأسفٍ مذهبَاً مُجانِباً 
للصواب : یکتب قوم عن الفارايي أو عن المتنبي فلا تى في ما 
یکتبون ال آراءهم .+ ما راي الفارابي أو رائ المنبي: فيكون في 
غيابة من مَنازِعِهِمْ هم وفي خيال من هُواهُم هم . 

إن الدراسات الأدبية والفلسفية لا ترال في الشرق العربي 
مارا وعبات له تلا في الغرب الاوروي والايركي 
بعامِلْين آسایتین لا حيلةً لنا نحن اليوم فیهما 


1A 


ولا : إن الدراسة الأدبية والفلسفية في الغرب بدأت بعد أن 
خطا الغرب خط واسعةً في العلوم الرياضية والطبيعية والنفسية . 
فاستفاد الدارسون الغربيون عند معالجة الموضوعات الأدبية 
والفلسفية من الجهود التي كان علماؤهم قد بَذَلوها في میادین 
العلم الخالص . أما نحن فلم يسح لنا بعد مثل ذلك . من أجل 
ذلك ترانا نتکی ؛ في دراساتنا الأدبية والفلسفية على العُنصٌرِ 
الشخصي والأسلوب الإنشائي ال قليلاً ورا ما يشعْر الباحثون 
عندّنا بهذا النقص من آنفیهم فیعترون عنه بصُوَرٍ مختلفة لا تکون 
ُذْراً لهم بل حُجَجاً عليه . من خمسةٍ وثلائین عاماً أو تزيدٌ زار 
ابراهیم عبد القادر المازني مدينة تعزوت فذعته كلَيةٌ المقاصد 
واحَمّت به . واذکز أن الأستادً المازني لما نقض لِيُعبّرَ عن عاطفته 
نحو كلَيةِ المقاصد بدأ بالقول عن نفسه إنه حمارٌ في الریاضیات . 
لقد أرادٌ المازني أن يُجيءَ بنكتة لان أحدّ الطلاب المتكلمين كان 
قد عَرّجّ على الرياضيات في کلمته . غير أن تلك التُكتة المزعومة 
كانت مُوْلِمَةٌ جدَاً لأنها دلت على اتجاه عنيدٍ نحو الَطليق البات بين 
الادب والعلم . وکان أَشدٌ إيلاماً من النكتة رها في الناشئین على 
جانِبَيٌ طريق الأدب ؛ فلقد سمعث تلك الجَمْلة رد من على 
المنابر وفي الصّحف رذحا غیز قصیر من الزمن بعد ذلك . 

ثانياً : هنالك فضلٌ لمؤرّخي الادب والفلسفة في الغَرْب 
على مؤّرخي الادب والفلسفة عندنا لا نك فيه حيلةً أيضاً ود 
اقیم بناء ی الأدبية الفلسفية في الغرب بعد أن قام علما 
الغرب تشر المخطوطات نشراً علم وباعداد دراسات وافية 
وَمُفَهْرَسَةٍ لجميع مصادر الأدب والفلسفة وبتألیف قواميس فنيّة لكل 


۳۹۹ 


فن من فنونٍ المعرفة الإنسانية . من أجل ذلك نرى أن أحكام 
الدارسين في الغرب تأتي عادة آقرت إلى الشمول والصحة والدّقة 
حينما يريدُ الدارسون منهم ذلك . لأنها تكون مب في الأصل على 
مصادر مدروسة مُفْهْرَسةٍ . أما عندّنا فالأمرٌ مختلفٌ من ذلك جدّا . 
قد يضطرٌ أحدُنا إلى دراسة شاعر فلا یج لدیوانٍ ذلك الشاعر الا 
طبعةٌ رديئة أو لا يد له ديواناً الب . ولولا آن أوروبةً قد آضدرث 
دا من میات المصادر العربية ثم جاءت القاهرة تُحاولٌ تما 
تلك المَّهُمّة الشاقة . في طبّعات علمية كثيراً أو قلیلا » لما كان 
بامکان أحدنا الیوم أن ییِقَ من خکم یصلره على أديب أو 
فیلسوف . ومع هذا کله فن غدداً من الدراسات التي یقوم بها 
أدباؤ نا لا یزال يوحي أن هژلاء الأدباة لم یکلفوا آنفسهم عناء 
التقلیب لهذه المصادر التي جهدّت أوروبةٌ والقاهرة في إخراجها 
مخرجاً كريماً در الامکان » ذهاباً انفیهم عن معاناة شيءٍ من 
العلم الذي ظنوا آلا مذخل له في الامب . إن امرأ القيس لا یزال 
عند هؤلاءٍ مُقیماً في دَمُونَ یشرب الخمرٌ بینما كان أبوه وإخوثه 
يخوضون المَعْرَكة الفاصلة بينَ الحياة والموت في ثورة بني أسدٍ 
على حُكم كندة في نجد . ثم تمتلىء أعينٌ أولئك الدارسين وقلوبهم 
َرَحاً لا ذلك الفتى قد شد الرِحَالَ إلى قبائل العرب ثم إلى 
الفُسطنطينية مُحاولاً أن یسرد مك أسرته . ويُضْطَرٌ هؤلاء إلى أن 
لحموا بينَ صورة الفتى الخليع الذي يشرب الخمرٌ في دمُونَ في 
مساء الثلاثاء وعزيمة ذلك الفتی نفسه على الثار لمقتل َه ورد 
الملك إلى أسرته في صبيحة الأربعاء فيلجأون إلى عصا الأسلوب 
السحرية ويُقلِبون بها طبيعة امریء القیس بِينَ عَشِيَة وضحاها ثم 


۳۷۰ 


يُجدون مُتسعاً للقول, في هذه الجملة التي جاءت بها الرواية الجميلةٌ 
عن امرىءٍ القيس : اليوم خمرٌ وغدا أمرٌ ! 

ومع الإقرار بأ الدراسات الفلسفية قد خظت في البلاد 
العَرّبية خطوات واسعةٌ في عد من النواحي . في الجََمْع والتبسيط 
والتقد أيضاً . فوق ما اتفق للدراسات الأدبية » فإن الدراسات في 
الفلسفة الإسلامية نفسها لا يمكن أن تدلُو من الكمال إلا بعد أن 
تتحققّ لها الامور التالية : 

(أ) : التوسع في نشر الأصول. الفلسفية عند العرب مَمَّ 
القهرسة للألفاظٍ الفلسفية والآراءٍ الفلسفية . إن قِسْماً من 0 قد 
تحن فعلا » ولکن الاحکام التي ثبنی على أصل, ناقص تل 
ناقصة . 

(ب) : استيفاء عرض, الفلسفة الاسلامية عرضاً موضوعيا 
شاملا » وخصوصاً لأن فلاسفتنا قد جاءوا بارائهم المتالفة کلب 
متفرقة أحياناً وفي ماک متفرقة من الكتاب الواحد أحياناً آخری . 

(ج) : تمس الدارسين بجوانبٌ مختلفةٍ من العلم . إن 
الفلسفة تاریخ الفكر الإنساني . والفكرٌ يتناول العلومٌ الرياضية 
والطبيعية الاجتماعية والفنية . فإذا لم يكن دارس الفلسفة مُلِمَاً 
بعلدٍ من هذه العلوم إلماماً يسيراً على الأقلَّ > فان معالجته للفلسفة 
و “قاض على جانب واحدٍ . هو الجانبٌ الوجدانيّ أو 
الشخصي + وستكون جميعٌ دراساته من أجل ذلك ناقصةً, 
وخصوصاً في ما يتعلّقُ بفلسفة الأندلسيين . إن مقداراً مُعيّناً من 
الرياضياتٍ لا بِدَّ منه في تَفَهُم فلسفةٍ ابن باه » وإنّ الوصول 


لحف 


إلى فلسفة ابن طفيلٍ لا يسُر لا منم قنرٍ واف 
من العلوم الطبيعية المُختلفة وشيءٍ من الهندسة خاصةً . أما فلسفةٌ 

ابن خَلْدونٍ الاجتماعية فتحتاجٌ في فَهُمها وفي قَذْرِها حى قَدْرِها إلى 
معارف متعدّدةٍ من رياضية وطبيعية ونفسية واجتماعية وإنسانية . 

(د) : + اعتماد منهج عربي في دراسة الفلسفة العربية » ذلك 
لأن الفلسفة العربية م ع صلیها الوثيقة بالفلسفة اليونانية فانها قد 
جاءث لحل عدّداً من المشاكل التي تبّت للعقل العَرَبيَ في إطارٍ 
تلف من عوامل لم يكن بعضها في إطار البيئة اليونانية . ثم إن 
الفلسفة العربية قد حَرّصَتٌ على أن تنل عدداً من القضايا التي 
بت في الإسلام » وفي رَمَن لان 
عليه في أيام الإغريق . والدارسون العَرَبُ الذين يعتمدون الیوم 
مناهج للدراسة إِنْما یعتمدون مناهج أوروبية ؛ والمناهج الأوروبية 
قد بيت في الاصل على الاتجاه في نقد العَُدٍ القدیم أو على 
احوال, في العَرّب مُخالفة للأحوال التي عاش فيها فلاسفتنا . 
فاعتماذنا مناهج الغربيين وحدّها في دراسة فلسفینا لا یمکن أن يفي 
بالغرض المطلوب منا في دراسة فلسفینا . ومع الإيقانٍ بأن 
الاستفادة من المناهج المنطقية التي أقامَها الدارسون الغربیون 
واب لا شك فيه . فإنَ على العَرّب أن يستكيلوا العُدَةَ في هذه 
المناهج حتی تشم واف بدراسة فلسفینا ایض 

هذا شا الدراسة الفلسفية . أما الدراسةٌ الأدبية عند العرب 
فلا تزال أسواً حظاً : إن للفلسفة شيئاً من الهيبة في نفوس العُقلاء 
فلا يهجم عليها إلآ من آنْسَ من نفسه شَّيئاً مس الاستعداد . وأما 
دراسةٌ الأدب فمالٌ سائتٌ 


۳۷۲ 


ينهَضٌ بين الحين والحين طالبٌ يسألّي سُؤالاً يدور حول 
الوهم التالي : 

لماذا لا ند في الشعر العَرّبِي إلا المَدْحَ والرثاء والهجاء 
وهذا الل الا .ثم لاجد في را نان يصرّر خوالج الفس 
البشرية تصويراً واقعياً صحيحاً ؟ فأقولُ للطالب الساثل, و ا 
عرفت أن الامر كما تقول ؟ فیقول لي : عرفته من الشِعْرٍ الجاهلي 
والشعر الأمَويَ والشعر العباسي ! آلشن هذا ما ندرشه في منهاج 
البكالوريا ؟ 

وأجيبُ الطالت السائل بما برد الأمر إلى قريب من نصابه ؛ 
ثم ألتفتُ إلى نفيي فاری أن هذه المشكلة بعييها ليست مشكلة 
طلاب فَحَسْبُ » إنها أيضاً مشكلةٌ أساتذةٍ ومزلفین » وإلآ فمن أبن 
جاء ذلك الطالب بهذا الحکم الفطير ؟ 

إن كثيرين من الدارسین » وخصوصاً في هذا البَلّدِ » يتجنونَ 
على الأدب العربي مثل هذا الَجني . هم يقولون : ليس في الشعر 
العريي طابَعٌ انساني عام » ليس فيه فص وجداني » ليس فيه 
مَلْحَمَةٌ » ليس فيه نميل . إنه أدبُ فطري قاصر . إن الشعر العْرَبِي 
ریا » إنه تعابيرٌ متحبّرةٌ وألفاظ جُوفٌ ! 

لاحت آن ال هذه الحَمْلَةَ الكاسحة على الأدب العربي 
كيلا نصَرف إلى جدال, جانبي و 
أن يزيد الموضوع وضوحاً . غير أنني آرید أن اشير إلى أن التقصير 
واقعٌ في تأريخ الأدب العرّبي » حتی في کتب كثيرةٍ من تلك التي 
ألفها مُعْجَبون بالعرب ومُحبّونَ للأدب العرّبي . 


YY 


إن التاریخ یتناول في الأكثر عالِم الحضارة ويسيرٌ على 
الطريق السّلْطاني . وقلما یف یات الطريق . والمشاهیر فقط 
هم الذين يَجِدُونَ مكاناً في موكب التاريخ . وكلّما كان الرجل أبعدَ 
شهرة ة كان مکائه في مَرْكب التاریخ أقربٌ إلى الصدارة . وما كان 
تاريخ الأذب بذعاً في ذلك . 


لما بدأ الاهتمام بالأدب العربي وبتاریخه ونقَدِهِ » منذ العصر 
العباسلي » بدأ ذلك ا بالشعر وبأصحاب المعلقات من 
الشعراء لشهرتهم ولمکانة شعرهم في تاريخ اللغة وفي معرفة 
الأنساب ومفاخر القتال . وكان الشعراء قد أولعوا أيضاً بأصحاب 
المعلقات فقلدوهم + سن أجل ذلك أصبح مُعظم الشعر الامو 
يجري في عنان الشعر الجاهلي الذي یمثل المعلقَات » فکان عنذنا 
شعرٌ النقايض . ثم جاء العصرٌ العباسيّ واستمر الإعجابٌ بالقدماء 
فاستمر التقلیدٌ إشكل القصيدة الجاهلية 


ولقد مل هذاالشعز الذي جَرَى ذلك المَجرَى جانا مهما من 

الحياة العربية القديمة 5 واولع الناس بهذا النوع من الشعر القديم 
قِراءة ونَظمَاً لأنه كان یل الجانب القومي من حياتنا العربية. 5 لقد 
كان ذلك الشِعْرٌ خرّانة العبقرية العربية وكتات التاریخ وصورة ة البيئة 
وديوانَ اللغة وملاكٌ لعِرّة . غیر أنه كان إلى جانب هذا النوع العام 
من الشِعْر العام نوع خر حاص يدورٌ على العاطفة الانسانية والواقع 
البشري . ولكنْ شعراء هذا التوع | الثاني لم يستطيعوا أن ار 
شعراءً النوع الأول في الشهرة فشي تاریخ الأدب فسح المجال 
للأولين ويُضيّقه على الاخرین . 


۳۷ 


وبما أن التاریخْ لا يَحْفِلُ إلا بالمشاهير » كما رآینا قبل 
قليل » فقد غمِرَ شعراء النوع الثاني في غمار المشاهيرٍ من شعراء 
النوع الأول . ثم جاء الدارسون المعاصرون فساروا على الطریق 
لمعب ووسّعوا اهتمامَهُمُ بالمشاهير وحذهم فغابَ الشعراءٌ 
الشخصيّون في خضم المنازع القوميّة » وكان ذلك فخرا لنا 


وكان الدارسون المُعاصرون منا قد اطلعوا على شيء قلیل, أو 
کثیر من الأدب الغربي ونقده فوجدوا فيهما أشياة لم تکن موجودة 
عندنا فقفزوا إلى اجج بط للانسان عادة في مطلع حياته 
العملية » وهو أن کل ما زاد في شيءٍ كان نَقصاً في شيء خر . 
وبما أن في الشعر الغَرْبِي مَلاجِمّ فقد عابوا على الشعر العربي له 
من مَلاحم بالمعنى المألوف عند الإفرنج . وبما أن في الشعر 
الغَرْبِي مَسرحیات فقد نَعَوَا على الشِعْرٍ العربي فقره في هذا الباب . 
ثم انهم انطلقوٍ یُرژون ما نقص ف في الشعر العربي من خخصائص,ٍ 
الشعر الغربي وفننه حتی الكو تقصيرٌ الشعرٍ العربي 
عن الشعر الغربي جملة 


والواقع أن في الشعر العَرْبِي خصایص وفنوناً ليست في 
الشعر العربي » كما أن في شغرنا العربيّ خصایص وفنوناً أكثرٌ عدداً 
لم يَعْرِفُها الشعر الغَرْبِي ۴ قط ذلك لان کل شعر کان يُصورُ بيئة أله 
وثقافتهم . > فلم يكن من المُنتظر أن تکون خصائصٌ الأدب العربي 
شبيهة بخصائص الأدب الأوروبي ۰ کما أن خصائص الأدب 
الجرماني تختلف اختلافاً كبيراً من خصائص الأدب اللاتيني . هذا 


۳۷6۵ 


مع الیلم اليقينيَ بان الخصائص والقُنون في الشعر العبّاسي العَربيّ 
تختلف عنها كلها في الشعر الاو العْرّبي . وكذلك الخصائص 
في الأدب الانكليزي مثلا تختلف في العصر الفيكتوري منها في 
عصر هُتري الثامن وأليزابث الأولى . ومثل ذلك الأدب الفرنسي 3 
فان خصائص الرومانییّین وفنونهم فيه تختلف من خصائص 
ناسین وفنونهم . 
إن الاختلاف بين أمرين لا تخل أحدّهما أفضل من الآخر 
ضرورة » ولکن مثل هذا الاختلاف ضروري جدًاً وطبيعي أيضاً 
حتی یکون لدينامُسَوْعُ حینمانشیز إلى ین في فتینمحفتینآو 
إلى عصرین أدبيين في لغة واحدةٍ . وقد یجمع العصر الواحدٌ في 
اللغة الواحدة خصائص لم رد و الأحيان 
كالذي نراه مثلا في شِعْرٍ عفر بن أبي ربيعة وشعرٍ معاصره 
وت نثر عبدٍ الحميد ونثر تلميذِهِ عبد الله بن المُقفع . 


أن ی في هذا الموضوع يقتضي التية في فيافي 
المُقارنا وخضم م الاستشهادات ۰ فلترجغ إلى انتقادات شُبّاننا 
المتأذبين الذين یعون على الشعرٍ العربي » قبل آیابهم خاصّةً » 
له من العُنْضُرٍ الشخصي ار عن خلجات النفس وخواطر 
الخيال وعن الرّوْ ی الحمراءً المُجَنْحَةَ وحَبَّاتِ الرمل الظمأى إلى 
عمزات النجوم » وما إلى ذلك من آومام. العشرينَ وأوهام. ما دون 
العشرین . 
إنني في موقفي هذا أريد أيضاً آن و هو لاء بأ في 
الشعر العربي فنوناً أكثرٌ عدداً مما یتوهمون » ولیس للادب العربي 


۳۷۳۹ 


من دب إذا كان منهج البكالوريا لا يأتي بها مَْوضَةٌ على الطلاب 
الذين همهم أن يُهْرَعوا إلى تسوید الأوراق في شهر حزیران أو في 
دورة ثانية قي شهر تشرین ا دورات 0 5 
a‏ ا 
1 بی سُفيان . ومرض مالك هذا في مَرْوِ عاصمة خراسانَ مرضاً یقن 
معه بالموت فوصف عالا تلكا في قميدة ری جا فيها : 
تذکرت من يبكي علي فلم أجد 

سوى السا والرمح الرديني باكيا » 

إلى 1 يرك له الموت ساقي“ 
تریغ مان اندي اجان بتر 

يوون قري حيث حم قضائيا 
فيا صاحبّي رخلي . دنا الموت فآنزلا 

برابية كإني مُقيم لياليا. 
افیا علي اليوم أو بَعْضٍ ليله 

ول E‏ تین ما بيا! 

الیدد والأكفانَ ثم ايكيا لیا 
وخطا بأطراف الأة مضحعی 

ورّدًا عَلَى عيني فضل ردائیا 
(۱) الخنذیذ : الطویل الضخم من الخیل . آشقر : لونه مائل إلى الحمرة . 


۳۷۷ 


ولا تخشدانی . بارك الله فیکما» 
۱ من الأرض ذات العَرّْض أن توسعا ليا 
خذانى فخرّانی بردي كمد 
ققد کت قبل اليوم با تیاب 
یقولون: «لا تَبْعَدُ وم يذ فنونني ؛ 
وین مكانٌ اد ۷ مک‌انیا! 
ویقول نفرٌ من الدارسین : وما فعل مالك بن ایب ؟ لقد 
قال سقراط في ساعة موته أحسنَ من هذا الکلام. > وقبل مالك بن 
الريب أيضاً . 
هذا أيضاً تحامل ظاهر : إن مالك ب بنَ الريب مات في نحو 
الثلاثين من عمره » وقد كان في آول, آمره شاباً بعيد الهوی تبیا 
تفس ؛ وكان قبل ذلك وبعذه شاعراً . أما سُقراطٌ الحكيمٌ فكان 
كبيرٌ السنْ ناضجاً » ثم كان فيلسوفا . ولقد نْسِيَ المعغترضون ما هُو 
ا ا وه 
ساعةٍ الموت قد قاله - في الحقيقة - تلمیلُه أفلاطُونٌُ . و 
لا نعلم » ٠‏ على ات »ما ال رال ف ا 
موته . ولعلّ آفلاطون قد حَسّنَ آراء استاذه وزيّنها وزاد فيها 
جَرْياً على عادتِهِ في ما يبه إلى سُقراط » مما هو مَعْروفٌ في 
تاريخ الفلسفة اليونانية . أما الشعرٌ الذي مر بك فهو قول مالك بن 


1 


إن كثيرينَ من الدارسین یجانبون العلم في دراساتهم الأدبية 
والفلسفية لأنهم یعتقدون أن الأدب شيء والعلم شيء آخر . لا 


يكف 


ریب في أن الانتاج الادبي والانتاج الجلمي كار مختلفان » ولک 
دراسة الادب لا یجوز أن تکون مقطوعةً الصِلَةٍ بلاس التي تجري 

علیها دراسة العلم . إن الدراسة منهج والمنهج ابن المنولق 
وصِئو العلم . ل و 
كما لا ترضی للعالم أن يكون غافلا عن قیمة الآداب والفنون . 
ما نم ثرا رابب بش یرف 
والنظرٌ إلى الحقيقة کالْظر إلى الواقع کلامُما صحيحٌ في نطاقه , 
وکلاهما ضروري في الحَياةٍ وللحياة . 

ژغموا أن جمعية دولية اعلنت عن مباراة ۰ 
الجَمَلْ . فاشترك في تلك المباراة فرنسي وألماني وإنكليزيّ . 
الفرنسي مب إلى السوق واش شتری موون ة عام من الطعام 
ثم حَبْسَانفسَه في غرفته وجلس يكنب . وبعذ عام کان 
قد كتب في الجمل كتاباً جميلاً شائقاً . وأمًا الالماني 
فاته ذهب إلى المكتبة العامة واستعار منها كل 
كتاب يعلق بالابل, . وبعد عام انتهی من وضع کتاب جمع فيه کل 
شاردة وواردة ذَكَرَّها المؤلّفون القدامى والمُحدّثون والمعاصرون له 

عن الجمل . وأما الانكليزي فش الرحال إلى نجد د واشترى جملا 
ثم قضى عاماً یراقب الجمل في بيثته تون الملاحظات حتی 
استطاع آن یضع كتاباً آرضی به نفسه وعقله وأرضى الحقيقة 
والواقع 

لقد مر من حیاتنا ردخ طویل من الزمن كان فيه نفرٌ کثیرون منا 
یکتبون في الادب والفلسفة كما کت ذلك الفرنسی عن الجمل . 


۳۷۹ 


ثم مر وقت خر غیز قصيرٍ كان الدارسون منا في أثنائه یفغلون فِعْلَ 
الرجل الألماني . آما الآن فقد حان الوقت لان يشتري الدارس منا 
قبل أن يبدأ بدراسة موضوعه جملا . 

إذا كان من طبيعةٍ الفلسفة ومن طبيعة الادب خاصةً ألا 
يستطيعٌ الباحثٌ فيهما أن يحصْر جَمِيمٌ جُهوده في نطاقٍ العلم » فلا 
أقلّ من أن يستفيد من نتائج البحث العلمي حتى نستطیع أن نکب 
من جَماحٍ الخيال الذي استبدٌ عندّنا بدراسة الأدب ودراسة الفلسفة 
زمناً طويلاً . إن هذا وحده يستطيعٌ أن يَضْمَنَ لنا رقابةٌ فعّالة على 
مقاييس الدراسة وعلى مُستوى الاستعداد في الدارسين على 
مكايح العو اله . إننا نريد باحثين في الأدب والفلسفة لهم الة 
البحث العلمي وتنظيم العقل العلمي ومنهاج العمل العلمي . 
غيرٌ أن هذا لا یت إل إذا آغذذنا طلابنا على مثل ذلك . وأنا أرجو 
من أساتذة الجامعات إذا تدم ایهم طالب ثم وجدوا أنه لا يصلحُ 
لِكلية الهندسة أو كلية الطب أو كلّية الطبيعة والكيمياء ألا يقولوا 
له : 


۹۹1 عم ,مه ت ۴ 
« لا تیاس . يا بنی » ادخل إلى كلية الاداب » . 


۳۸۰ 


لالت (رضل زر 
TASER‏ 


الترجمة“ كلمة آعرابیة۱) وردت فى اللغة الأكدية وفی 


(*) راجم هذه الكلمة واشتقاقها ومعانیها والاستشهاد عليه في مسودة المعجم الکبیر 
( لمجمع اللغة العربية في القاهرة ) المبلغة إلى الاعضاء في ۱۹۷۹/۸/۱6 ( في 
النسخة الواصلة اي ) وذلك للمناقشة في الدورة الأربعين . راجع وت رج م» 
رص ٦١-٦٩9‏ ) . 

(۱) ان اللغة العربية وأخواتها البابلية والآرامية والكنعانية والعبرية والحبشية وغيرهن 
یرجعن إلى أم واحدة كان علماء اللغة الغربیون قد سوا تلك الأم اللغة السامية : 
یزمون بذلك أن أولاد نوح الثلاثة : ساماً وحامًا ويافث تکلموا ثلاث أسر مختلفة من 
اللغات : لغات الأسرة السامية ( في غربي آسية ) ولغات الاسرة الحامية ( في 
أفريقية ) ولغات الأسرة اليافثية ( في أوروبة ) . وقد اعتمد أولئك العلماء في ذلك ما 
ورد في التوراة الموجودة بأيدي الناس ( سفر التكوين ۱۱ : ١‏ وما بعد ) . إن الأخذ 
بهذه النظرية بعيد عن العلم وعن الواقع » فليس من المعقول في شيء أن يتكلم 
أبناء رجل واحد لغات ذات خصائص متباعدة . وكان صديقي الدكتور زكي النقاش 
( ولد في بيروت ۱۸۹١‏ م ) قد اقترح أن يقول « اللغات الأعرابية » مكان « اللغات 
السامية » » وهو على حق لأن أصل هذه اللغات من شبه جزيرة العرب . والأعراب أو 
أهل البادية هم أهل اللغة الفصحى الصحيحة . 

(۲) الأكدية ( ويقولون أيضا : الأكادية ) دولة أعرابية عادية ( قديمة جدا ) نشأت في 
جنوبي العراق . وربما لاح لي أن هذه الدولة يجب أن تسمى « العقدية بالعين 
والقاف » . لما في « الجذر » « عق د» من أسماء القبائل والأماكن والأراضي م 


۲۳۸۰ 


الارامية وفسیلتها السْریانی(۱) وفي العبرية والحبشیة) » ومعناها 
الاصلي : « تفسیر الکلام :۰69 وفي القاموس المحیط (4 : 
۳ ) وفي المعجم الوسيط ( ص ۸۳ آیضا) وفي تاج العروس 
۳٠١ : ۸(‏ ) ولسان العرب ( مادّة : رجم ) ترجم الکلام : فسره 
ووضحه . وللترجمة معنيان اخران : سيرة فرد من الناس أو تاريخ 


= الخصبة وبساتين النخيل مما يصلح أن يشتق منه اسم « بلد » أو دولة . ففي تاج 
العروس ( طبعة الكويت ) . فالعقد ( بفتح ففتح ) قبيلة من بجيلة أو اليمن خرج منها 
رجال مشاهير . وبنو عقيدة ( بالتصغير ) قريش . والعقديون ( بالضم ) جماعة من 
طيء مشهورين . وعقد : لجأ . 
والعقدة ( بالضم ) : الولاية على البلد . والمکان الكثير الشجر أو الكثير العشب » 
وهو الحائط ( البستان المسور ) الكثير النخيل أو القرية الكثيرة النخيل وكل أرض 
مخصبة . وعقدة : قرية قرب يزد في طرف المفازة ( البادية ) . والعقد ( بضم 
ففتح ) علم بين البصرة وضرية . وعقدة ( بالضم ) قرية في مصر . والأعقد البناء 
المعقود ( المبني بناء مصمتا بقناطر متينة مملوءة بالحجارة المثبتة » كما تبني 
القلاع) . وعکد بالکاف مثل عقد بالقاف ( لجأ) والمعکد ( بفتح ام گنیر 
الکاف ) : المجلس . (۸ : 46 - 505 ) . وأکد ( اسم الدولة ) مأخوذ من أجد 
( أو أجاد . (جادة ) بکاف بدوية : اسم عاصمة تلك الدولة بناها شروکین ( عند 
المحدئین من المژلفین : سرجون ) عاصمة لدولته . ولعل معناها المدينة 
« الجديدة » أو « المتينة » ( راجع جدة في الحجاز)  .‏ وهذا التردد بين أن تکون 
أكد بالهمزة أو بالعين راجع إلى أن هذه الكلمة الاعرابية كانت تكتب بالخط المسماري 
أو الإسفيني الذي كتبت به اللغة السوميرية ( السومرية أو الشومرية ) واللغة الأشورية » 
وقد غابت منهما العين » فهل كانت العين موجودة في الأكدية ولكن لم يكن لها حرف ؟ 
يحسن أن يتولى علماء الأعرابيات الجواب على هذا السؤال . 
(۱) راجع اللباب للقرداحي ( ۲ : ۱ ) وقد وردت صيغ كثيرة من جذر «ات رج م » 5 
(۲) راجع ( في باب رجم » وترجم ) 
Herbew and English Lexicon of the Old Testament, by Gesenius (Bos-‏ 
ton 1844) p.973 and 1128.‏ 
(*) القاموس المحيط ( في باب ترجم » ٤‏ : ۸۳ ) وتاج العروس (۸ : ۳۱۰) : وفي 
لسان العرب ( في باب رجم ) . 


YAY 


حياته ثم نقل الکلام من لغة إلى لغة . 

والشواهد على المعنى الأول ( التفسير للكلام والتوضيح ) 
نمر به كثيرا في تاريخ الفلسفة وتاريخ العلم » في ذلك الدور الذي 
نقل العرب فيه و n‏ من اللغات اللي 0 
في اللغات التي راسي حاقل فلم يكن تلهم کم 
أحيانا : 0( IS‏ 7 
المنقولة اصلحها فیما بعدُ نفرٌ آکثز علماً من نَقَلَتها الأولين . 

لنتأمل النص التالي : 

يقول ابن خلدون() : « والکتاب المترجم للیونانیین في هذه 
الصناعة ( صناعة الهندسة) هو 0 الأصول 4 الأرکان 
ر الإسلام ) لیم أبي دار الي . وه مختلفة تلف 
المترجمين » فمنها لحنین بن اسحاق ولثابتِ بن قُرّة ولیوسف بن 
الحجاج » 5 

وفي کتاب الفهرست") آن 8 بن يوسف بن مطر) 
نقل كتاب أصول ال لاقلیدس نقلين ( مرتين ) النقلّ الأول 
يعرف بالهاروني ( نسبة إلى هرون الرشید وفي أيامه ) ثم نقلا ثانيا 
(۱) مقدمة ابن خلدون « دار الکتاب اللبناني » بیروت ۱ ص ٩۰۲‏ . 


(۲) طبعة ليبسيك ۲۱۵ . 
(۳) الحجاج بن یوسف بن مطر ( المطران ) الحاسب الوراق من قدماء الناقلین . 


YAY 


یعرف بالمأموني ( نسبة إلى المأمون بن هرون الرشید وفي أيامه ) ۰ 
وکان العلماء يعولُون على النسخة المنقولة في أيام المأمون . 
وکذلك نقل اسحاق بن حنین(۲) هذا الکتاب كله ثم أصلح ثابت بن 
قرة(۲) نسخة اسحاق هله . 
فإذا نحن لم نرض أن تجزم بأن النقول المختلفة تقوم على 
أن ما تلا منها كان أقرب إلى الصحة مما سبق منها . لم يكن لنا 
مَعْدَى عن أن تجزم بأن النسخة التي عملها اسحاق بن حنين 
المتطبب ( والذي عاش في الحقيقة على شهرة أبيه حنين بن 
اسحاق ) كانت تنوء بأخطاءٍ كثيرة مما حمل ثابت بن قُرّةَ الرياضيئ 
البارع على إصلاحها“ . 
وأما الترجمة بمعنى « سيرة رجل أو تاريخ حياته » فهي مدرك 
مولّد متأخر النشأة ( راجع المعجم الوسيط ۸۳ ) » وهي لا تدخل 
في موضوع هذا المقال . 
وما « الترجمة » بمعنى نقل الكلام من لغة إلى لغة فهو 
مرت الاشارة إلى أن كلمة « ترجمة » أصيلة فى اللغات 
الأعرابية » فهي ( كما جاء في « مسودة المعجم الکبیر » المذکورة 
آنفا : ترجمانو ( بالجیم غير المعطشة كما في جمل » والواو علامة 
(۱) اسحاق بن حنين رت ۲۹۸ ه- ٩۱۰‏ م ) اقل . وکان مثل أبيه حنين بن اسحاق 
عارفا باليونانية والسريانية والعربية . ویبدو أنه نقل آشیاء كان آبوه قد نقلها » وکان 
طبيبا . 
(۲) ثابت بن قره الحراني ( ت ۲۸۸ ه 401 م ) ناقل بارع وعالم بالرياضيات والطب . 
(۳) راجع أيضا فيما تقدم مباشرة « تاريخ العلوم عند العرب » ل ( كاتب المقال) ۰ 
ص ۱۲۱ . 


۳۸۶ 


الرفع ) ؛ وتأتي التاء فيها بالفتح أو بالضم ) ؛ وكذلك تأتي الجیم 
فيها مفتوحة ومضمومة .. آما في الآرامية والسريانية ( اللهجة 
الغربية من الآرامية ) والآرامية اليهودية ( التى انحرف إليها لسان 
اليهود حينما كان اليهود في الأسر البابلي ) فهي ترجمانا ( بفتح التاء 
في السّريانيّة » وضمٌ التاء في الآرامية اليهودية ثمّ بإمالة الجيم 
فیهما ) . 

والراجح أن الكلمة انحدرت من الأكدية إلى عرب الجاهلية 
(أو أنها رحلت مع الأكديين). وأنا أميل إلى أن أسمیهم 
الغقدیین ۰0۱ من اليمن (جنوب بلاد العرب) إلى جَنوب 
العراق . إن « الترجمان » في العربية تأتي بفتح التاء وضمها وبضم 
الجيم . وتأتي أيضا بفتح التاء والجيم . ومن الأدلّة على أن كلمة 
« ترجمان » أصيلة في العربية أيضا أنَّ العرب سمُّوًا بها . ففي 
القاموس المحيط ( 4 : ۸۳) الترجمان ( بفتح التاء وضم الجيم ) 
ابن هريم ( بالتصغير ) بن أبي طخمة ( بالفتح ) م( أي معروف ) . 
وهنالك علاء الدين محمد بن محمود الترجماني المكي الخوارزمي 
رت ٥٤‏ ه- ٠۲١۷‏ م ) » له «يتيمة الدهر في فتاوى أهل 
العصر »° 

وكلمة « ترجمان » وردت في الشعر العربي مراراً » في الشعر 
القديم وفي الشعر لخد . قال الراجز نقادة الأسدي : 
6 راجع الحاشية الطويلة في مطلع هذا المقال . 
(۲) بروکلمان ۱ : 4۷6 الملحق ۱ : 1۵6 . 


2 راجع مسودة المعجم الكبير » ثم لسان العرب (مادة : رجم ) وتاج العروس 
( القاهرة ) ۸ : ۳۱۰ . 


۳۸۵ 


فهن يَلْفِطنَ به إلغاطا کالترجمان لَقِيّ الأباطا؛ 
وكذلك قال ابن الرومي يصف مغنية تَعْزِف على العود ( وهو 

سب العود بأنه طفل فى حضن أمه ) © : 

مه » دهرها , « تترجم » عله وهو بادي الغنى عن « الترجمان ». 

غيرٌ أن ليس ينطق الدهر إلا بالتزام من مه واحتضان . 

ووردت كلمة « ترجمان » مفردة ومجموعة عند المتنبي 29 
* ملاعب جِنَةِ لو سار فيها سَليمانُ لسار بِتَرجُمَانِ9). 
* تجمّع فيه کل لسن واه فمایفهم الحُدَاتَ إلا التراجم؟؟ 

والترجمة أو التقل من لغة إلى لغة ليست أمراً يسيرا : نها 
أصعب من التألیف ‏ ففي التألیف یستطیع المز لف أن بختار 
المعنی الذي يريده وأن يعبر عنه باللفظ الذي بختاره . آما في النقل 

فان الناقل مقید تقييداً شديداً بالنص الذي یکون آمامه . 

وللنقل من لغة إلى لغة أربعةٌ شروط متلازمة : 
- براعةٌ فى اللغة المنقول منها 

(۱) اللغط الاصوات المختلطة المبهمة التي لا تفهم . الأنباط والنبیط : أخلاط من الناس 
غير العرب ( الصورة اللغوية : ترجمان ینقل الکلام بين متخاطبین من غير العرب لا 
يفهم السامع العربي ما یقول الترجمان ولا ما یقول الفریقان ) . 

(۲) دیوان ابن الرومي ( اختيار کامل کيلاني - القاهرة ) ۸4 . 

(۳) دیوان المتنبي ( العرف الطیب لليازجي ) ۵٩۰‏ ثم 4۰4 . 

)٤(‏ الجنة : الجن . ملاعب جنة ( مناطق کثيرة یسکنها جماعات مختلفو اللغات کأنهم 
جن لا يفهم الانسان ما یقولون . يقال في سلیمان بن داوود إنه كان یعرف لغات كثيرة 
ویعرف لغة الطیور . 

(ه) اللسن ( بالكسر ) اللغة . الحذاث : المتحدئون ( ولا واحد له من لفظه ) . 


YA“ 


- براعةٌ في اللغة المنقول إليها . 

- معرفة بالموضوع المنقول » 

- ثقافة عامة في موضوعات مختلفة . 

آما الشرطان الأولان ( البراعة في اللغتین ) فأمرهما واضح لا 
یحتاج إلى تفصیل ولا إلى دفاع . وأما معرفة الموضوع فهو المحك 
الذي یظل النافل آمامه متهیبا . 

لما طلب مني نقل مذکرات أيوبٌ خان (رئیس باکستان 
سابقا) : «أصدقاء لا سادة » من الانكليزية إلى العربية 
واستعرضت تلك المذکرات داخلني شيء من الهيبة أن تلك 
المذکرات تنطوي على آمور سياسية واقتصادية وعسكرية وقضائية 
واجتماعية وکلها تتعلق بالهند وباکستان ( والمصطلحات في هذه 
كلها مختلفة عمّا قد ألِفناه نحن فى البلاد العربية ) . ولما حدث 
الاصرار علی آن آتولی آنا هنا النقل قبلت بعد التفاهم علی أن 
ارجح فیما لا آدریه إلى سفارة باکستان في بیروت . وکان رجوعي 
إلى السفارة من طريق التلفون أو مباشرة ) کثیرا . وكثيراً ما كنت 
أقف أمام فكرة أو أمام مصطلح لم يكن في السفارة من یعرفه فكانت 
السفارة تكتب إلى باكستان في استجلاء ذلك . وم هذا كله فقد 
استدرك علي الصديق اللواء الركن محمود شيث خطاب تعبيرا 
عسكريا لم آغرفه ( ولم یل لي في الأغلب ) هو « حظيرة » لعدد 
قليل من الجنود . 

ولما نقلت محاضرة جورج سارطون « الثقافة الغربية في 
رعاية الشرق الأوسط » ثم کتاب « الطریق إلى النجوم » ( في 


YAY 


الفلك ‏ كنت أحياناً آکتب إلى المولفیْن في استجلاء عدد من 
المشاكل في المعاني والمدارك وفي التعابير ۰ 


ومع هذا فان الناقل لا يسلم من المواقف الحرجة حينما يريد 
ألا يكتفي بنقل الألفاظ وحدّها . ولكن يريد أن ينقل شعور الم ف 
( في الآثار الأدبية خاصة ) إلى القارىء في اللغة الثانية . لما نقلت 
كتاب « الإسلام على مفترق الطرق » ( لمحمد أسد ) مر بي تعبير 
يمثل الخلاف بين أمرين كان المؤلّف قد ضرب لهما مثلا بحصان 
الرکوب وحصان الجر . إِنْ المثل المضروب بهذين النوعين من 
الخيل يفهمه القارىء الغربي ( بالغين المعجمة ) لأن هذين النوعين 
معروفان في أوروبة . أما نحن فنعلم الحصان للفروسية » ولا نألف 
الحصان الضخم الذي يستخدم في غربي أوروبة خاصة للجر 
وللحمل . من أجل ذلك ضربت أنا المثل بالنجيب ( الهجين من 
الإبل المعروف بسرعته ) ثم بالبعير ( الجمل المستخدم عندنا في 
الحمل . ثم وضعت حاشية أشرح فيها ما فعلت ) . 


وللنقل من لغة إلى لغة ‏ منذ كان طرائق عديدة أصلها 
طريقتان : 


- الطريقة اللفظية » وهي أن يجيء الناقل إلى كل جملة من 
النص الذي يريد نقله فيضع فوق كل كلمة في النص الأصلي ما 
يقابله في اللغة التي يريد أن ينقل ذلك النص إليها ( وكثيرا ما يلجأ 
هذا الناقل اللفظي إلى القاموس يستخرج منه معاني الكلمات 
المطلوبة . وربما اكتفى بالمعنى المألوف في بيئته . وكان يشترط 
في هذا النقل اللفظي أن يكون عدد الكلمات في النص الجديد من 


۳۸۸ 


اللغة الثانية مثل عدد الکلمات في النص الأول ) . وهذه الطريقة 
اللفظية يلجأ إليها واحد من ناقلين : ناقل غير ضلیع من إحدى 
اللغتین أو منهما کلیهما فلا يثق بنفسه بل يلقي تَبعَة ما یختار من 
الكلمات على القاموس . وأما ثاني ذينك الناقلین فهو الذي يغهد 
إليه بنقل أثرٍ سام كالكتب المقدسة والوثائق الرسمية . 

- الطريقة المعتوية : وهی آن یقرا التاقل التض کله قبل آن 
يبدأ النقل حتى يستطيع أن يارت قيش الو اك الأصلي واتجاه 
تفكيره ونوع ألفاظه وصورة تراكيبه . فإذا عاد الناقل ليبدأ عمله قرأ 
كل جملة تامة ثم أدارها في ذهنه حتى يوقن أنه قد فهم معناها 
ومرماها . بعدئذ يختار لها الألفاظ التي تعبر عن مقصد الكاتب لا 
عن تراكيبه فقط ويسوق الجملة في اللباس العربي الموافق » وليس 
عليه أن يكون عدد الكلمات في جملته مثل عددها في التمن. 
الأصلي أو أكثر أو أقل . 

لما وضعت كتابي « عبقرية العرب في العلم والفلسفة » قال 
لي بعضهم : إن الفصل المتعلق بعلم الأنساب ( المثلثات ) في 
كتابي خير من الفصل الموجود في كتاب قدري طوقان . فقلت له : 
إنني في فصل المثلثات الذي في كتابي قد اعتمدت على كتاب 
قدري طوقان . وأين أنا في الرياضيات من قدري طوقان . هو 
رياضي عبقري . وأنا عملي في التعليم كان قاصراً على الأدب 
والتاريخ والفلسفة . ولكني عملت جهدي في فهم الفصل الذي 
كان في كتاب قدري طوقان ثم عبرت عنه تعبيرا واضحا ( أقول : 
تعبيرا واضحا) . ولقد خبرت أشياءَ كثاراً من مثل ذلك حينما 
وضعت كتابي « تاريخ العلوم عند العرب » . لقد بدا لي أن العلماء 


۲۸۹ 


في معظمهم یعتقدون أن کل شيء یعرفونه هم يجب أن یعرفه کل 
أحد . فإذا عرض أحدهم لنظرية عرضها بأقل ما یمکن من الشرح » 
وإذ هو آراد بسط مسألة آدار حلها في أقل عدد من الخطوات 
الممکنة . وربما آشار أحدهم إلى الفکرة آو ای المعنی الغامض أو 
الواضح كما يشير أحدنا إلى الشيء المألوف عنده وعند الذي 
یحدثه . 
كنت إذا وقفت آمام شيء من مثل ذلك أفضت في الشرح 
بحسب الحاجة أو زدت في خطوات حلى المسائل بحسب الحاجة 
آیضا . 

وفي الترجمة أو نقل النصوص من لغة إلى ثانية طريقة أخرى 
فاسدة . 

قد يقرأ رجل کتابا بلغة أجنبية فیعجبه فیحب أن یکون هذا 
الکتاب في اللغة العربية مثلا ) فیکون له في ذلك مجریان : 

- يبدأ قراءة هذا الکتاب فيأخذ الجمل التي تعجبه ( أو التي 
يظن أنها أعجبته أو أنه فهمها ) فيضعها في لغة من عنده قد تكون 
معبرة عن النص الأصلي وربما لم تكن . وبعدئذ إما أن يذكر على 
غلاف الكتاب أنه قد نقله أو يهمل ذلك . وفي أكثر الأحيان يحذف 
ذلك الرجل الجمل التي تكون « صعبة » . 

حينما كنت تلميذا في الجامعة الأميركية ( في بيروت ) درسنا 
عددا من روايات شكسبير . وكانت رواية « مكبث » أصعب تلك 
الروايات فكنت أقف أمام جمل كثيرة فيها موقفا لا مخرج منه . 
فخطر لي أن أشتري نسخة فرنسية من « مكبث » فأفهم منها تلك 
الجمل التي لم أفهمها في ثوبها الانكليزي . ولكن المفاجأة كانت 


۳۹۰ 


أن جمیع الجمل التي غمض علي معناها أو مرماها في النسخة 
الانكليزية كانت غائبة من النسخة الفرنسية . 

- وأحيانا ينسى الناقل أ نه ینقل عن لغة أجنبية لها حضارتها 
وعادات أهلها وطبيعة أرضها ومنحى التفكير فيها وخصائص تركيبها 
فيلجأ إلى خياله هو فيخرج ما ادعی أنه منقول عن لغة أجنبية وكأنه 

قد كتب ابتداء بلغة الناقل نفسه . 

لما نشر مصطفى لطفى لطفي المنفلوطي رت 1975 م ) رواية 
السام اشير E‏ لك موی CS‏ ينذا فيا 
سيرانو وهو يعاتب حبيبته روكسان وكأنه عنترة يخاطب عبلة . ( ولقد 
كان عذر المنفلوطي أنه لم يعرف اللغة الفرنسية ولا لغة أخرى غير 
العربية . فكانت الروايات تسرد له سردا عاديا فيضعها هو في اللغة 

التى يراها مناسبة ) . 

ومن مثل هذا رواية « الام الشاب فرتر » ( للشاعر الألماني 
غوته ) » وهي تمتاز بأنها من النثر السهل ( وأذكر آنها أول ما طالعته 

من الكتب في الألمانية لسهولة تراكيبها وفصاحة ألفاظها ) . و 

نقل هذه الرواية إلى العربية أحمد حسن الزیات۱) بعنوان « الام 

فرتر » باسلوب متم تخم بالصناعة مثقل بالتعمّل ( وأظن أن عذره فى 

ی 

(۱) أحمد حسن الزیات ( ۱۸۸۵ - ۱۹٦۸‏ م ) آدیب مصري تلقی علومه في الأزهر وفي 
الجامعة المصرية ثم درس الحقوق وعرف اللغة الفرنسية . وهو صاحب مجلة الرسالة 
( ۱۹۳۲ - ۱۹۵۲ ؟ ) له : تاريخ الأدب العربي ( وهو کتاب مدرسي موجز ) - في 
أصول الأدب ( مقالات في موضوعات تتعلق بالأدب العربي خاصة ) - دفاع عن 
البلاغة . وقيمة أحمد حسن الزیات في مقالاته في « الرسالة » وفي الأثر الذي ترکته 
هذه المجلة في العالم العربي . 


۲۳۹۰۱ 


وفی الاثار المنقولة مشكلة واضحة : 

إذا وقع خطأ في نقل کتب العلم فإن اصلاح الأخطاء فیها 
یکون في العادة سهلا . آما إذا كان الخطأ في کتب التاریخ والدین 
والفلسفة فان إصلاح الخطأ الذي يقع فیها مستحیل . 

وأحب » فيما يلي . أن آتيّ بنماذجَ من النقل ‏ مما عانيته 
آنا - تفسيراً للملاحظات التى سبقت . 

: في رواية « هملت » لشکسییر هذه الجملة التالية‎ - ١ 

To be or not to be, that is the question. 

ونسّقها اللغوي : الكون أو لا الكون هذا هو السؤال . وربما 
تصرف بعضهم فيها فقال : « أن نكون أو أن لا نكون » هذا هو 
السؤال » . حتى لقد أصبح هذا التعبير الأعرج الغامض واحدا من 
الشعارات التي 'ينادى بها : نكون أو لا نكون » . 

وليس هذا ما قصده شكسبير . أما مقصد شكسبير فلا يُفهم 
لا إذا نحن عرفنا الموقف الذي اقتضى « الجهر » بهذه الجملة أو 
بهذا القول . 

كان هملت الكبير ملکاً على الدنمارك » وكان له ابن اسمه 
أيضاً هملت أرسله إلى إنكلترة ليتعلم فيها العلم أو عادات 
الملوك . فى هذه الفترة أحبت آمرأة الملك هملت أخا الملك 
هملت ثم قتلا الملك وجلس العشيق على العرش مكان الزوج . 
وأحبْ أنصارٌ الملك هملت أن ينتقموا من الخائئين فأرسلوا إلى 
هملت الصغير أن یرجم إلى الدنمارك ثم حبكوا مؤامرة لذلك . 


4۲ 


وكانت عادة أمّ هملت الصفیر وعشيقها ال في كل ليلة على سطح 
القصر فكانا يصعدان إليه من سل مین . ثم إذا انتهت نزهتهما الليلية 
نزلا من سلم. آخر معين . وكان ترتيب المؤامرة أن يقف هملت 
الصغیر عند اسلم الذي ينزل منه العاشقان بعد انتهاء النزهت وأن 
يتوزع المتامرون الباقون في الطرف الذي بصعد منه الملك الجدید 
وعشیقته أم هملت ( إذ کانت الغاية أن یکون لهملت الصغیر يد في 
التو امه لخ له ای في التدعادة غرشی اا ولکن في الليلة 
التي ینت لتنفيذ المزامرة غير العاشقان خطة سیرهما فصّهدا من 
اس الذي كانا ينزلان منه » حيث يقف هملت الصغير . 

أصبح هملت الصغیر الآن في موقف شدید الحرح : لا 
یستطیع أن یستنجد برفاقه المتآمرین ولا كان هو قادراً على مقاومة 
الملك الجدید والملكة إذا هما رأياه في موقفه هناك . 

حينئذ صرخ هملت الصغیر قائلا : 

To be or not to be, that is the question. 

« القضية قضية حياة أو موت » . 

ولا وجه للجملة الشوهاء : أكون أو لا أكون . هذا هو 
السؤال . 

۲ - في عام ۱٩۳۸‏ نقل فيليكس فارس(2 كتاباً للفيلسوف 
الألماني نيتشه وأرسل نسخة «للنقد والتقریظ » في مجلة 
(۱) فيلكس فارس ( ۱۸۸۲ ه - ۱۹۳۹ ) أديب وخطيب لبناني عاش في مصر . أكثر آثاره 


نقول وقصص . له رسالة المنبر إلى الشرق العربي ( محاضرات ) - اعترافات فتى 
العصر ( منقولة عن الفريد دي موسيه ) - هکذا تكلم زرادشت . 


۹۳ 


الأمالی۲۱ . قرأث الکتاب وعارضته بالأصل فوجدت عدداً من 
الأخطاء أولا في عنوان الکتاب . عنوان الکتاب في الألمانية : 
Also Sprach ۰‏ 
فجعل فيليكس فارس العنوان بالعربية : «هكذا تكلم 
زرادشت » . وبما أن الأخطاء كانت كثيرة » فقد كتبت النقد ثم 
المذكورة . وله أن يختار بعد ذلك نشر هذا « النقد » كما هو أو أن 
يطلب إغفال نشره . 
وكان فیلیکس فارساً نبيلاً فکتب إلي يقول : لقد عرض الأمر 
على صديق له فرنسي يعرف اللغة الألمانية » فتبين أن الأخطاء في 
النسخة العربية قد أتت من الترجمة الإفرنسية . ونشرت النقد 
تاما ° , 
آما العنوان فيجب أن يكون : « كذلك قال زرادشت » ( لا : 
هكذا تكلم زرادشت ) . ومن الأخطاء أن فیلیکس فارس استعاض 
عن الأسلوب السهل في كتاب نيتشه بأسيلوب منمق ( وقيمة نيتشه 
إنما هي في تفكيره البعيد في التعبير السهل . لا في التعبير الفخم 
ي كي 0 ٍِ 
عن الأفكار الغامضة ) . وثالثة أن نيتشه یعارض(۳) شخصية المسيح 
(۱) مجلة (1441-198ء بيروت ) كانت تبحث في الثقافة . أصدرتها بالتعاون مع 
نفر من الزملاء . 
(۲) الأمالي . السنة الأولى . العدد ۲۳ (۳ /۲ /۱۹۳۹ م ) ص ۲۹ . راجع أيضا نقدا 
لهذا الكتاب لخليل هنداوي رت ۱۹۷۸ م ؟ ) » في الأمالي » السنة الأولى . العدد 
٥‏ (۳۹/۷/۷) ص 1 . 
(۳) عارض الرجل الجبل : سار معه . جعل الشيء موازیا لشيء آخر ( أما المعارضة 
بمعنی المناقضة فتعبیر سياسي متأخر ) . 


4٤ 


في الانجیل بشخصية زرادشت إلا في واحدة هي أن زرادشت لا 
فكل الات ر خوت الس ا اا سره 
في النسخة العربية ( لأنه يعز على فيليكس فارس أن يقر بصواب 
رأي نيتشه في رفض العطف على الضعاف » وهو أساس من سس 
الدعوة النصرانية في الإنجيل - ولعل هذه الخاصة كانت مفقودة في 
النسخة الفرنسية ) . ثم رابعة هي أن اعتقاد نيتشه في سواد الشعب 
كاعتقاد المتنبي : « وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم » . يرى نيتشه 
قوما بلغ من جهلهم إلى أن يظنوا أنهم أسعد الناس لأنهم لم يعرفوا 
حالا خير من حالهم فتراه يعير هؤلاء بقوله إنهم في غبطة تستدر 
الرحمة . والنسخة العربية فيها «غرور يستحق الاشفاق » 
( ص ٦"‏ ) . 


كن كذ ف 


ونقل كتب العلم على العلماء هين لأن العالم ينقل كتبا يعرف 
موضوعاتها ومصطلحاتها ولا يتكلف في النقل : إنه يريد نقل 
المعاني في أبسط صورها . أما نقل الأدب فإنه صعب ‏ لأن الأدب 
الجيد يقوم على متانة التعبير وعلى الصور البلاغية من تشابيه 
واستعارات وكنايات . وهذه تختلف فى اللغات المختلفة اختلافا 
كبيرا . ۱ 

إن القمر عندنا أبيض جميل فرح » وفي الإنكليزية أصفر 
شاحبٌ . ثم هو مؤنث في الإنكليزية والفرنسية ومذكر في العربية 
والألمانية . والشمس بعكس ذلك مذكرة في الإنكليزية ارقن 
ومؤنثة في العربية والألمانية . فإجراء التشابيه والاستعارات في 


4٥ 


الشمس والقمر لا یمکن أن یکون واحدا في هذه اللغات . والحمار 
والكلب من صفات المدح في اليونانية والإنكليزية 3 والذم في 
الإنكليزية إنما هو في التشبيه بالكلبة وبالجحش ( ولد الحمار : 
الحمار الصغیر ) . ونحن نتشاءم بالبومة : والألمان يعدون البومة 
من علامات الفأل فیضع أحدهم عند بابه صورة بومة كما يضع قوم 
من الناس عندنا حدوة حصان فوق آبوابهم : 

فإذا قام أحد بنقل نصوص من الأدب من لغة إلى لغة فعلیه 
أن یتفطن لكل ذلك والاً فَمّدَ عمله التأثيرٌ المطلوبٌ من القاریء . 


وأكثر ما يتبذى هذا في أمثال الأمم : 
أدواته . - وشاعرنا يقول « إذا أساء صنیعاً عاتب القدرا » . 

* وهم يقولون : العامل في كل الصناعات لا يتقن صناعة ١‏ 
ونحن نقول : « كثير الكارات قليل البارات » . 

* هم يقولون : الشجرة تعرف من أثمارها . ونحن نقول : 
« يقرأ الكتاب من عنوانه » . 

۳ - وليس كل الشعر يُعير نفسّه للنقل . ذلك لأن لكل لغة 
عتقرية وموضيقق . فنقل الکلمات أحياناً لا يؤدي إلى نقل المعاني 
ولا إلى نقل الأثر النفسي من القائل إلى السامع . 

في الشاهنامه للفردوسي شاعر الفرس الأكبر بيت هو : 
زهر كونه أزمرغ وأز جارياي خرد كرد ويك يك بياور بجاي 


۳۹۹ 


وترجمته الحرفية : من كل نوع من الطيور ومن ذوات الأربع 
صنم أطعمة وكان يجلبها واحدا واحدا إلى الخوان . 
نحتاج إلى بيت ونصف بيت » مع شيء من التصرف أيضا . 
من کل طير وذوات الأربع 
طها طعاما وغدا يأتي به 
إلى الخوان واحداً وواحدا 
ولكن هذا الکلام منظوم على بحر الرجز »ولیس شعرا في 
اللغة العربية . إن هذا البيت من الشعر فى اللغة الفارسية لا يعير 
ومثل ذلك قول شکسییر : 
When icicles hang by the wall‏ 
And Dick the shepherd blows his nail,‏ 
And Tom bears logs into the hall,‏ 
And milk comes frozen home in pail;‏ 
حينما تتدلی المقرنصات بجانب الجدار 
و« دك » الراعي ینفخ ظفره 
و( توم « يحمل الخشب إلى القاعة 
ويصل اللبن الحليب جامدا في عَلبه . . . 
فإننا إذا سمعنا هذا الكلام ظناه رقي من السحر لا أشطراً من 


۳۹۷ 


الشعر ولا نكاد نعلم منه أن شکسبیر يريد أن يصف شدة البرد في 
بعض أيام الشتاء . 
وكذلك إذا سمعنا آلفرد دي موسیه يقول ( في الفرنسية ) 
Après avoir souffert, il faut souffrir encore‏ 
Il faut aimer sans cesse après avoir aimé.‏ 
وبعد أن تألمت يجب أن تتألم أيضا » 
يجب أن تحب بلا انقطاع بعد أن تكون قد أحببت 
أو يقول : 
souffert s'est enfui comme un rêve.‏ نق ز Le mal dont‏ 
Je n’en puis comparer de lointain souvenir‏ 
ces brouillards légers que aurore ۷‏ 010:8 


Et qu’avec la rosée on voit s’envanouir. 

إن الشر“ الذي تألمت منه قد هرب كأنه حلم . 

ولا أستطيع أن أشبه الذكرى البعيدة 

إلا بذلك الضباب الخفيف الذي يرفعه الفجر 

والاً بالندى ( حينما ) یری وهو يتلاشى . 

فإننا ندرك أن الشطرين الأولين يصعب نظمهما شعراً عربياً 
لخلائهما من صورة شعرية ثم لاقتصارهما على موسيقى لفظية اتفق 
(۱) إن كلمة ۵1" تعني في أكثر الأحيان : المرض والأذى أو الألم , ولا أعتقد أن الشاعر 


قد قصد هنا بهذه الكلمة معنى الشر » بدليل ما ورد في بقية القصيدة وعنوانها : ليلة 


عه 


تشرين . 


۳۹۸ 


هنا أنها من طبيعة اللغة الفرنسية ولیست في طبيعة اللغة العربية . 
أما الأشطر الأربعة التالية فإنها تعیر نفسها للشعر العربي لأن في كل 
شطر منها استعارة نستطيع أن نخرج منها صورة شعرية في اللغة 
العربية ( وفي غير اللغة العربية أيضاً ) |ذا اجتمعت فینا آلة النظم . 
وقد قال أبو العلاء المعري ( قبل ألفريد دي موسیه ) بنحو ألف 
عام : 
هرب النومٌ عن عيوني فيها هَرَبَ الأمن عن فؤاد الجبان, 

إن الكلمات . بلا ریب مختلفة . ولكن الصورة الشعرية 
والأثر النفسي هنا يشبهان ذينك هناك . 

وكذلك في أشعار الأمم كلها أبيات لا تعير نفسها للنظم 
الجميل فى لغات أخرى بعامل الموسيقى اللفظية التى تتألف من 
كلمات كل لغة . أما إذا ضمت الاشعار صُوّراً بلاغية واضحة فإنها 
حينئذ تدخل في الوزن في كل لغة من تلقاء نفسها وتتبڈى جميلة 
في كل لغة كما تبدو الفتاة الجميلة جميلة في كل ثوب . من هذا 
النوع الأخير مطلع قصيدة للشاعر الألماني فون أرنت : 

Der Gott der Eisen wachsen 155 


Der wollte keine Knechte. 
: اتفق یوما أن مررت به فتصور في ذهني سریعا‎ 
والذي أنبت الحديدٌ من الأز ض أبى أن يكونٌ في الأرض عبدٌ.‎ 
ثم اتفق أن قرأت في « لزوميات المُعْرَيٌ » بیّا رلم آکر* قد‎ 
: ) قرأته من قبل‎ 


۳۹۹ 


والله إذ خلق المادنٌ عالم" ‏ إن الجداة البيض منها نعل 
هنا أيضا تجد الصورة الشعرية التي تحمل منحی التفکیر في. 
الأبيات الثلائتر واحدة ولکن" الکلمات تختلف في الأبيات الثلاثة 
قليلًا أو كثيرا . إن الشعر ليس في اللفظ وحدّه ( كما يقول ابن 
خلدون ) ولا هو في المعنى وحده ( كما يقول ابن رشيق ) » ولكنه 
في الصورة البلاغية ( الشعرية ) كما يقول ضياء الدين بن الأثير . 
والشعر الجيد هو الذي يتعاون فيه اللفظ والمعنى على إبراز 
الصورة البلاغية برو واضحا . وعند نقل مثل هذا الشعر من لغة 
إلى لغة يجوز للشاعر الناقل أن يضع معنٌ جزئياً مكان معنی 
جزئي > ولفظة معينة مكان لفظةر معينة » ولكن الصورة المقصودة 
1 تبقى واحدة مع الهزة الشعرية التي يجيء بها الشعر 
الجيد . 
للشاعرة الإنكليزية أنا لائیتیشیا باربولد ( ١1/47‏ - 1878 م ) 
أبيات هي : 
Life! I know not what thou art,‏ 
But know that thou and I must part;‏ 
And when, or how, or where we met‏ 
I own to me’s a secret yet.‏ 
Life! we’ve been long together,‏ 
Through pleasant and through cloudy weather;‏ 
Tis hard to part when friends are dear-‏ 


Perhaps ‘twill cost a sigh a tear; 


۳۰۰ 


- Then steal away, give little warning, 
Choose thine own time; 
Say not good-night- but in some brithiter clime 
Bid me good- morning. 
نقلتها إلى العربية فجاءت كما يلي » ولكن بتصرف بل‎ 
عدداً من كلماتها » إذ عَدَلّتٌ في تلك الكلمات عن مودّاها‎ 
الاجتماعي في اللغة الانكليزية إلى مژذاها الاجتماعي في اللغة‎ 
العربية . من ذلك مثلا مطلع هذه الأبيات فقد قلت فيه : ديا‎ 
نفس » فى مكان «يا حياة » . لأن العرب لا ينادون الحياة فى‎ 
الالتفات والتجرید (مخاطة الانسان لذاته و لشخص مجرد من‎ 
: ذاته ) » بل یخاطبون النفس . لقد قلت‎ 
إيه يا نفسن » لست أعلم شيا‎ 
عنك الا بأننا لافتراق‎ 
أين كنا ؟ وأين كان التلاقي ؟‎ 
ذاك سر ما زال » بعد یا‎ 
) ودهورٌ ثر" الدهور تُوَالى‎ ( 
د لد‎ #% 
نحن كنا مغ الصبا أترابا‎ 
۳۱3 فى نعم بن‎ 
قد يَضيم الصدیق فَقَدُ الصديق‎ 
در الدمغ لَوْعَة واحتسابا‎ 
حینما تزمع النفوس ارتحالا‎ 
د. د نا‎ 


فانسلي خفية بلا إنذار 

حينما ترغبین » يا نف . هجرا 

أنتٍ . يا نفس » باختيارك آدری 

لا تبيني واللیل في آکنهر ار 

وذعيني إذا النهار تعالی 

وربما جاءت الأبيات طويلة فیتصرف الناقل في اختصار 
معانيها » ما دام المقصود من الشعر أن يُلِقَيَ أثرأ في النفس لا أن 
يحصيّ كلمات الأبيات : 

من ذلك مثلا هذه الأبیات لشکسییر : 

Come away, coma away, death, 


And in sad cypress let me be laid; 


Fly away, fly away breath; 

I am slain by a fair cruel maid. 

My shroud of white, stuck all with yew, 
O prepare it! 

My part of death, no one so true 


Did share it 


Not a flower, not a flower sweet 

On my black coffin let there be strown; 

Not a friend, not a friend greet 

My poor corpse, where my bones shall be thrown: 


A thousand thousand sighs to save, 


۳۰۳ 


Let me. oh, where 
Sad true lover never find my grave 


To weep there. 


إن المقطع الأول يستحيل نقله إلى العربية في شطره الثاني 
وشطره الخامس وهما عمدة الصورة الشعرية في هذا المقطع 
فجمعت المقطع كله في بيت واحد . 
آنا إن أخنت الجمام فؤادي وخلعت الحياةً عن منكبيا 
لا تدع زهرة على النعش ثلقى قد كساها الربيع رهُواً وريًا 
لا ولا صاحباً يُحّى رُفاتي حشبه ما بکی وقد كنت حيًا 
ألقني حيثٌ لا يراني ثحب عائك في الهوى فيبكي عليًا 

وحينما آقول إِنَّ الشعر لا يعير نفسه للنقل فأنا أعني شيئا 
واضحا معينا . حينما أنقل أنا قطعة من الشعر لشكسبير تبطل هذه 
القطعة في ثوبها العربي الجديد أن تكون لشکسبیر إن المعاني 
وحذها تبقى لشكسبير . ولكن الشعر ‏ اللباس اللفظي الذي يجعل 
من الكلام شعرا ‏ يكون دائما شعرٌ الناقل لا شعرٌ المنقول عنه . ان 
رباعيّاتٍ عَمْرَ الخيّام > مثلا قد نقلت إلى لغاتٍ كثيرةٍ نقولا 
مختلفة . ولهذه الرباعيات في اللغة العربية نقول لأحمد حامد 
الصراف ولأحمد الصافي النحّفي ولأحمد رامي ولوديع البستاني 
ولغيرهم . والفروق بين هذه النقول مختلفة باختلاف مقدرة 
أصحابها . ولذلك فهي تمثلهم هم ولا تمثل عمرٌ الخيام إلا بما 
بقي فيها من المعاني الخاصة بعمر الخيام . ولو كانت تلك النقول 
تمثل عمر الخيام لكانت كلها تعبيراً واحدا على مستوىٌ واحدٍ من 


۳.۳ 


الصحة والدقة والأثّر في النفس . ومع أن الصراف والصافي قد نقلا 
رباعیات الخیام عن الفارسية بینما ودیع البستاني قد نقلها عن 
الانكليزية بعد أن كان فیتزجیرالد قد نقلها عن الفارسية» فاننا نج 
هذا الفرق بين ترجمتي الصراف والصافي وترجمة البستاني . إن 
ترجمة الصافي والصراف أدق وأكثر صل بالأصل . ولكن القارىء 
العادي یج ترجمة البستاني أهون وأعذب في القراءة . ولعل هذا 
القاریء العادي يجس روح الخيام في عدد من الرباعيات من نقل 
البستاني أكثر مما بحش روح الخيام في عددر اخرّ من نقلي الصراف 
والصافي۱) . 

لتأخذ مثلا واحدا من رباعیات الخيام (والرباعية آربعة 
آشطر ) : 

لعمر الخیام رباعية نقلها أحمد الصافي النجفي نقلا حرفیا 
صحیحا كما یلی) : 

آتمنی دیوان شعر ونصفاً 

من رغیف وكورً صهباء حانٍ ` 

وجلوساً مغ الحبيب بقف 

ذاك خيرٌ من ملك ذي سلطانٍ 

ونقلها أحمد رامي فجاءتث عنده كما يلي : 
(۱) لأحمد حامد الصراف ترجمة لرباعيات الخيام ( ۱۹۳١‏ م ) ليس بين يدي نسخة منها 

الان . 
22( 3 لمكان الطبع ولا لتاريخه . ويبدو أن هذه الترجمة كانت قد انتهت في سنة 
۰ للهجرة ( 1478 م ) . راجع ص ۱۲۱ . 

(۳) الناشر مكتبة غريب ( القاهرة ) 1959 م . ص 94 . 


۳۰۶ 


زجاجة الخمر ونصف الرغیف ‏ وما حوی ديوانُ شعر طریف 
أحبّ لي إن كنت لي مؤنساً في بلق من كل مك مُنيف 

E‏ باعي ا 

E 

ما وديع البستاني فجعلها سباعيّة(“ . 

ومقامي غصر ظلیل بقفر 

ورغيفانٍ مغ زجاجة خمر 

كل زادي ؛ والأهل دیوان شعرٍ 

وحبيب یهواه قلبي المعنی 

بشجی يُذيبني يتغلى : 

هکذا سکن القفاز نعيماً . 

وأرى هذه القصور خرابا 

في الأصل الفارسي للرباعية المنقولة هنا ( نصف ناني, 
نصف رغيف ) » وقد نقلها أحمد الصافي النجفي وقال أيضا 
« نصف رغيف ) . ومثله فعل أحمد رامي . أما محمد السباعي 
فقال « ورغيف » . وأما بديع البستاني فقال : « ورغيفان » . وهذا 
كله يدل على ۵۵ ۵ ا e‏ 
یصنعه ‏ وإنما ر يصنع الشعر الضووة البلاغية 4 فأي هؤلاء النقلة 


(4) المكتبة التجارية الکبری ( مصر) . بلا تاريخ للطبع . ص 4١‏ . 
)٥(‏ دار المعارف بمصر ۱۹۲۹ م ص ۰۳ . 


۳.۵ 


الأربعة قد مثل الخیام ؟ آنا آری أن کل واحد من هژلاء قد مثل 
نفسه وأسلوب نفسه وخیال نفسه . ولکن فضلهم في آنهم نقلوا لنا 
« المعاني التي آراد الخيام أن یطرقها » . 

غير أن هذا لا یمنع من أن یکون نفر من هؤلاء قد اقترب بنا 
من روح الخيام مرة بعد مرة تقلیدا لا تمثیلا . والدلیل البات الجازم 
في ذلك أن الثابت للخيام نحو مئة زباعية . ثم جعل نفر من 
انجرف أحمدٌ الصافي النجفي في تيار هژلاء وطوی ترجمته على 
ثلاثمائة وواحدة وخمسین رباعية نسبها إلى عمر الخيام » فکیف 
یمکن أن نقول إن ترجمة أحمد الصافي النجفي لرباعية منسوبة إلى 
عمر الخيام یمکن أن تمثل عمر الخیام ؟ 

إن قراءة الادب لا تجوز الا في لغته الاصلية . ولا تحدث 
الهرّة في العاطفة إلا إذا قرأ الانسان النص الأدبي في لته . أما 
النقول فتنقل إلينا المعاني المفردة والاتجاه الفكري العام . وإذا لم 
يكن الإنسان عارفاً بلغة » فلا عليه أن يقرأ شيئا من أدب تلك اللغة 

في أيام دراستي في ألمانية زرت باريس زورتين طويلتين . 
وفي إحدى الزورتين ضمني مح نفر من الطلاب أمثالي مجلس . 
ولكن اثنين من الطلاب دخلا في جدال في أي الشاعرين أحسنٌ 
شعرا : فكتور هيغو ( شاعر فرنسة ) أو غوته ( شاعر ألمانية ) . ثم 
بدا لأحدهما أن يدخلني فيما كانا فيه فقال لي : « وما رأيك فى 
ذلك ؟ » فسألته : « هل تعرف الألمانية ؟ » فقال : ولا ». فقلت 
له حينئذ : « فيم تتجادلان . إذن؟» . 


۳۰۹ 


لاملا 
لات لنشن 


م = مکرر 
اح = في الحاشية 


ابن الأثر - ضیاء الدین ۳۰ 
ابن باجه 558 ۰ ۰۲۹۹ ۲۷۱ . 


ابن حزم ۱۳ . 

ابن حيوس ۲٤۳‏ . 

ابن خلدون ۰۱۹۲ ۲۰۲ م ۰ ۲۷۱ ۰ 
۳ م۰ ۳۰۰ . 

ابن الخيّاط ۰۲۲۹ ۲۳۰ م۰ ۲8۷ . 

ابن درید ۱۳ . 

ابن رشد ۰۱۹ ۰۲۹۵ ۰۲۱۰ 
۳3۸ 

ابن رشیق ۳۰۰ . 

ابن الرومي ۰۲۰۲ ۰۲۰۹ ۰۲۶۱ 
٩‏ م. 


ابن سنان الخفاجي 747 . 

ابن سينا 554 ۰ ۲۹۱ . 

ابن طفيل ۲۹۵ ۰ ۰۲۹5 ۲۷۱ . 
ابن عنين ۲۲۷ . 


ابن عيينة ۲۰ - ۲۰۵ . 

ابن قزمان الزجال ۱۱ م . 

ابن مارية ۲۱۹ . 

ابن مالك النحوي ۲۱۲ . 

ابن الدبر ۲۰۲ . 

ابن العتز ۱۳۹ وما بعد . 

ابن نباتة السعدي ۰۲4۲ ۲4۹ م . 

ابن هشام ( صاحب السيرة ) ۱۰۰ . 

ابن یامن ٩۳‏ . 

۰۱۰۰ ۹۵ ۹4 ۰۱۱ أبو تام‎ 
CYYE OT YF ۸ 
۲۰ ا‎ 
. ۲۱۲ 4° 

أبو جعفر الطرسوسي ۳۳ . 

آبو جعفر = قریع 

أبو جعفر التصور ۲۸۳ . 

آبو دهبل ۱۹5 . 


أبو العتاهية ۰۲۰۲ ۲۲۲ . 

أبو العلاء العزي ۲۵۵ م ۰ ۲۹۹- 
۳.۰ 

أبو حجن الثقفي ۰۹4 ۱۰۰ . 

أبو مسلم الخراساني ۲۱6 - ۲۱۵ . 

۰۲۰۳ ۰۱۸۲ ۰ ۱4۵ أبو نواس‎ 
C40 Ac Vc ۰° 
۰۲۲۳-۲۲۰۰ 11۸-68 
2-۵ ATT 
. م‎ ۲۵ ۷ 

الأبيوردي ۲۳۰ - ۲۳۲ . 

الأثري - محمد بهجة هه وی 
۰ 

أجد ۲۲۲ . 

أحمد بن الحسين = التبي . 

أحمد شوقي ۰۱۳ ۱4۱ م . 

الأخطل ۰۱۹۷ ۲۰۰ . 

الأخفش 1۱۲ . 

اخوان الصفا ۲۱۳ ۰ 554 . 

أدورد الثامن ۱ . 

الأرجاني ۰۲۲۰ ۰۲۲۷ ۰.۲۲٩‏ 
۷۱ ۰۲۳ ۲۵ م . 

أرسطو : آرسطوطالیس ۰۸ ۲۹۳ م . 

اسحاق بن حنين ۰۲۸۳ ۶ م . 

أسد ‏ محمد ۲۸۸ . 

اسماعیل بن يسار ۱۹۵ . 


الأعشى ‏ میمون بن قيس 95 م۰ 
۷۱ ۸۷ م . 

آعشی هدان ۲۱۵ . 

آغیسیلاوس ۲۱۳ م . 

آفلاطون ۲۱۳ م ۰ ۰۲۱۹ ۲۱۸ م . 

أقليدس ۲۸۳ م . 

أكسنوفانس ۲۱۳ . 

ألفونسو ( العاشر ) الحكيم ۱۵۹ م . 

ألیزابث الأول ۲۷۰ . 

أمّ البنین بنت عبد العزیز بن مروان 
٥‏ . 

أم عمرو ٩۷‏ . 

أم هملت . راجع ۲۹۲ - ۲۹۳ . 

أم يعلى = زينب 

امرؤ القيس 948 م. ۰۹5 ۰۱۰۰ 
۶ 2-۰ ۰۱۸۱۰۱۲ 
۱۸۲-۶ ۰۱۹۱۰۱۸۸۰ 
۰۲۳۹-۰۲ 


۸ - ۲۷۱۲۷۰۰۲۵۹ . 
أميمة ۹۷ . 


الأمين العباسي ۲۳۹ . 

أمية بن أبي الصلت 5١‏ م . 
أنبقليس ۲۰۱۳ . 

نف الناقة = جعفر بن قریع 
آنکلمن ۱۹۰ ح . 

أياس بن أوس بن عتيك ۱۳۲۸ . 
أيوب خان ۲۸۷ . 


۳۸ 


باربولد - لائیتشیا ۳۰۰ - ۳۰۲ ح . 

البارودي - مود سامي ۰۱۱ ۲۲۹ 

الببّغاء ‏ عبد الواحد بن نصر ۱۲ . 

۰۲۰۲ ۰۱۰۰ ۰۹۵ ۰٩۳ البحتری‎ 
2-۳ IA pF 
2-۵ ۳ 
۱۹۲ 

بدیع الزمان الهمذاني ۱۷ . 

برمینیذس ۲۱۳ . 

البستاني - ودیع ۳۰۳- ۳۰۵ . 

بشر بن أبي خازم ۰۸۱۰۰۰۹۹۰۷۹ 
۹۰ 

بشار بن برد ۲۰۳ . 

بكر بن خارجة ۲۰۷ . 

تأبط شرا ۰۱5 ۲۱۲ . 

الترجمان بن هریم ۲۸۵ . 

الترجماني ‏ محمد بن محمود ۲۸۵ . 

التهامي ۰۲۲۶ ۰۲8۲ ۲84 - 
. 

التويني - جبران ۱۱ ح . 

ثابت بن قرة ۲۸۳ ۰ ۲۸4 م . 

ثربانتس ۱۸۲ ح . 

الثریا بنت علي بن عبد الله ۱8۲ - 
۳ 

الثعالبي ( صاحب فقه اللغة) ۵۷ ۰ 
۸ . 


۳۹ 


الجاحظ ۳۳ ۰۵ ۰۲۱6 ۲۱۵ . 
جرداق - منصور ۱46 ح . 
جریر ۰۱۹۷ ۲۰۰ . 

جعفر بن فریع ۲ 6 
جميل بثينة ۱۹۹ ۰ ۲۳۷ . 
جولییت ۲۸ . 

الجوهري ( صاحب الصحاح )۱۱۲ م ۰ 
حاتم الطائي 49 . 

الحارث الأصغر ۲۱۲ . 

الحارث الأعرج ۲۱۲ . 

الحارث الأكبر ۲۱۲ . 

الحارث بن حلّزة ۱۱۷ . 

الحجاج بن يوسف الثقفي ۲۱۵ حم . 
الحجاج بن يوسف بن مطر ۲۸۳ م . 
حجر ( والد امرىء القيس ) ۲۵۹ . 
الحريري ( صاحب المقامات ) ۱۷ . 
حريث ( شاعر أموي ) 195 . 
حسان بن تبع ۱۳۹ م . 

حشان بن ثابت ۰۱۲۷ ۱۲۸ م . 
الحسين (والد المتنبي ) 14-1۲ . 


الحسين الضخاك الخليع ٩۲‏ . 
حسين ‏ محمد کامل 05 . 

الحسين بن مطير ۱۸۳ . 

الحطيئة 1۲ . 

الحكم بن يغوث المنقري ۱۳۷ م . 
حمزة الأصفهاني 5١4‏ م . 


هید بن ثور ۱۹٩ - ۱۹٤‏ 5 


حمييراء = عائشة بنت أي بکر ) 
الحوفي ‏ أحمد بن محمد ۱۳-۱۲ . 
حی بن يقظان ۲۱۵ . 

خالد بن عبد الله القسري ۲۱۵ م . 
الخرنق أخت طرفة ۰۱۰۰ ۲۹۰ - 


١ 
. ۲۸۷ خطاب - محمود شیث‎ 
الخليع = الحسين الضحخاك‎ 
. ۱۱۲ الخليل بن أحمد‎ 
. دك ۷ م‎ 
. ۲۲۲ دنائير‎ 
. دوزي ۰ جح‎ 
- ۲۹۸ ۰ دي موسيه  الفريد ۲۹۳ ح‎ 
2۹ 
. ۱۹۹ - ۱۹۸ ذو الرمة‎ 
. ذو یزن ۲4۸ م‎ 


رامي - هد ۳۰۳ ۳۰۵ . 

رسول الله = محمد رسول الله . 

رسول الله ( صالح ) في بني ثمود 
1¥ . 

رؤبة بن العجاج ۵۱ . 

روستان ‏ أدمون ۲۹۱ . 

روكسان ۲۹۱ . 

رومیو ۲۸ . 

ريتشولي ۸۳ . 

الزبير بن دهان 7١١‏ . 

زرادشت ۳ - ۲۹۵ . 


زرقاء اليمامة ۱۳۹-۱۳۵ . 


زهير بن أي سلمی ۰۹5 ۰۹۸ 
۰ 2-9 ۱۸۷ . 

الزوزني ۱۰۰ . 

الزّيات ‏ أحمد حسن ۲۹۱-۲۹۰ . 

زياد بن حمل ٩۸‏ ح . 

زينب أمْ يعلى ۲۱۰ م . 

سارطون - جورج ۲۸۷ . 

سام ( بن نوج ) ۸ح . 

السباعي - محمد ۳۰۵ . 

سبط 


بن التعاويذي ۶۵۶ ۲۲۸ - 
۹ ۲۵ . 
السري الرفاء ۲۱۹ - ۰۲۲۰ ۲۳۸ - 


۳۹ 
سعید بن حميد ۰۲۱۱ ۲۲-۲۲۳ . 


سعید بن عثمان بن عفان ۲۷۷ . 

سقراط ۲۷۸ م . 

سلیمان بن داوود ۲۸۲ حح. 

سمبسون بسي ۲۵۱ . 

سنان بن أبي حارثة ۹6 . 

سهيل بن عبد العزيز بن مروان ١45‏ - 
۱:۳ 

سويد بن أبي کاهل ۱۸۵ . 

سيبويه ۱۰۸ . 

سيرانودي برجراك ۲۹۱ . 

سيف الدولة ٩۳‏ . 

شتایغر ۰ ح م . 


۳۱۰ 


الشجري - هبة الله بن علي ۱۰۰ 5 


الشریف الرضي ۰۲۲۵ ۰۲۳۲ 
۳ م 2 
€۳ . 

شکسبر ۰۱۳۹ ۰۲۹۰ ۲۹۲- 
۳ ۰۲۹۸ ۳۰۲۷ - 
ال 

الشماخ ۹۸ . 

. ٩۷ الشنفری‎ 


شوقي = أحمد شوقي 

الصافي النجفي امد ۳۰۱-۳۰۳ . 

صبّاغة - سعيد ۱۱ ح . 

الصراف ‏ أحمد حامد ۳۰-۳۰۳ . 

صردر ۰۲۲۷-۲۲۵ ۲۳ ۰ ۲6 . 

الضحاك = الخليع 

الضحاك ‏ أحد بني الأشهل ) ۱۳۸ . 

الطبري ۹ 

طرفة بن العبد ۰۳۳ ۰۰۲ ۰٩۳‏ 
۰ ۲ ۰° 04 - 
للد 

۳۳۰۵ الطغرائي‎ 
. fo ۳ ۹ 

طفیل الغنوي ۰۹6 ۰۹5 ٠٠١‏ . 

طوقان - قدري ۲۸۹ م . 

عائشة 69 . 

العامري = مجنون ليل 

العامرية = ليل ( محبوبة مجنون ليلى ) 


- ۳ ۶۶ 


العباس بن الأحنف ۲۱۸ - ۲۱۹ . 
عبد الله بن رواحة ١91١‏ . 


عبد الله بن العبّاس بن الفضل بن 
الربيع ۲۰۸ . 
عبد الله بن القفع ۷ . 


عبد الحميد الکاتب ۲۷١‏ . 

عبد الرجن بن الأشعث ٥ح‏ . 

عبد الر هن بن حسان بن ثابت ۶۱۸۳ ۰ 

عبد الرحمن بن حمد بن مروان ۲۱۲ . 

عبد الملك بن مروان 54 م . 

عبد الواحد بن نصر < الببغاء . 

(عبدان السقّاء) ۰۳۱-۳۰ ٩۲‏ - 
1 

عبدو ۵ ۰ ۱۱۷ . 

عبلة ۰۲۹۲ ۲۹۱ . 

عبید بن الأبرص ۰۳۱ 95 ۰۱۰۰ 
2-۷ ۱۹۱۰۱۸۸ ۲۵۹۰ م . 


عتيك ( جد ایاس بن أوس ) ۱۲۸ . 
عروة بن الورد ۰۹٩‏ ۱۰۰ م . 
عریب ۲۰۹ . 

عطرد ۸۲ . 

عفارة 95 . 


العقاد - عباس مود ۵٩‏ . 

علام - مهدي ۵6 - ٩٩‏ . 

علقمة الفحل ۰ 

عمارة اليمني ° ۲۲ fo‏ . 
عمر 48 . 


۳11 


عمر بن الخطاب ۰۱۲۹ ۱۹4 م۰ 
1۹۸ 

عمر ایام ۳۳۰۹-۳۰۳ . 

عمر بن أبي ربيعة ۰۱۳ ۱4۲- 
۳ ۱( . 

. ۱۱۷ ۰۱۱۰ ۰۹٩ ۰ ٤٥ عمرو‎ 

عمرو بن الأهتم ۰۱٩‏ ۱۲۹ . 

عمرو بن درماء ۹۰ . 

عمرو - طرفة 

عمرو بن كلثوم ۰۱۸۳ ۲۰۲ . 

عمرو بن مامة ۲۱۵ . 

عمرو بن هند ۰۳۳ ۰۹۱ ۲۵۹ - 
۹۰ 

عنان - محمد عبد الله ۲۲۲ م . 

عنترة ۰۲5 ۰۳۱ ۰۳۵ 
۱ م ۱۸4۰ ۱۸۱۰ - 


۱۰۰ 


۸ كك 1 
عنيزة = فاطمة ( في شعر امرىء 
القيس ) 
عويف القوافي ۲۱۲ . 
الغرَا 554 » ۲۱۵ . 
الغرّی ۰۲۲۹ ۲٤٤‏ . 
غوته ۰۲۹۱ ۳۰۹ . 
غیبون - آدورد ۲۱۳ - ۲۱6 . 
غیسینیوس ۲۸۲ ح . 
الفارابي ۲۹۶ م 5755م ۲۹۸ م . 


فارس - فیلیکس ۲۹۳ - ۲۹6 . 
فاطمة ( عنيزة ) في شعر امریء القیس 
2-۱ ۰۱۲ ۲۰ . 

. ۲۹۷ - ۲۹5 الفردوسي‎ 
۰۱۹۱ -۱۹۰ ۰۱۳ الفرزدق‎ 
Ie YY ۷ 

۷۹ 
فروخ - عمر ۹ 
فضل الشاعرة ۲۲۳ م . 
فضلو ٤٥‏ . 
فون ارنت ۲۹۹ . 
فیتز جیرالد ۳۰6 . 
الفيروزابادي ۰۳۰ ۰6۷ 5# مء 

. ۱۱۳ ۸ ۲ 

القرداحي - جبرائیل ۲۸۲ ح . 
قریع (من بني سعد بن زید مناة) 
۲ 

قنعب بن أمْ صاحب التميمي ۱۰۸ م . 
قنعب بن مالك ۱۲۷ . 

قيس بن عاصم ۱۲۹ م . 

قيس بن الملوح = مجنون ليل 

كثير عرّة ۲۳۷ . 

کریتیاس ۲۰۱۳ . 

الكسائي ۱۱۲ . 

كسيب خلیل ۱۱ ح . 

كيلاني - کامل ۲۸۲ ح . 

لبيد ۰۳۳ ۰۹۵ ۹۸. 


۳ 


۳1۲ 


ليل ۲۵ . 

ليل العامرية ۲4۲ م . 

مارية بنت أرقم بن ظالم ۲۱5 . 

المازني ‏ ابراهيم عبد القادر ۲۹ . 

مالك بن الریب ۰۱۹۹ ۲۷۷ - 
۷/۸ 

الأمون 54 م » ۲۸6 م . 

التلمس ۳۲ ۰۳۳ ۲۵۹ ۔ ۲۹۸۰ . 

۰۲۰۱ المتنبي ۰۳۱-۳۰ ۱۳ م‎ 
cp YET TEN PY. A 
2 ۷ ۵ 
. ۲۹۵ م‎ 7 

التتخل ۱۹۱ . 

المتوكل العبّاسي ۰۲۰۲ ۲۲۳ . 

مجنون ليل ۰۲۸۲ ۲۳ . 


محمد رسول الله ۱۲۷- ۰۱۲۹ 
۲ ۲۱۳ م . 

محمد بن بشير الخارجي ۲۰۰-۱۹۹ . 

محمد بن محمود = الترجاني . 

الرار بن النقذ العدوي ۰۱۳ ۱۸۳ - 
Y€ ۰۷ ۶6‏ . 

الرتضی الزبيدي ۱۱۲ م . 

مردم - خلیل ۲۲۹ ح . 

الرقش الأصغر ۰٩۷‏ ۱۸۵ . 

الرقش الأكبر ۰۱۸۶ ۱۹۰ . 

مسکین الدارمي ۲۰۲ . 


۳۳ 


مسلم بن الوليد ۲۰۳ ۲۰6 


۳۹ 
مسهر بن النعمان ٩۵‏ . 
السیح ۰۱۳۳ ۲۹6 - ۲۹۵ . 
الطعم بن الحكم بن یغوث ۱۳۹ م . 
معاوية بن أبي سفیان ۲۷۷ . 
معاوية بن مالك 94 . 
العري = أبو العلاء 
معن بن أوس ۱۸۹ . 
المقنع الكندي ۱۱۳ - ۱۱۶ . 
الکعبر ۰۳۳ ۲۱۰۰-۲۵۹ . 
الكناسي - أحمد ۱( 
المنصور = أبو جعفر . 
التفلوطي - مصطفی لطفي ۱ م . 
الهدي العباسي ۰۲۲۲ ۲۳۹ . 
الهندس - زكي ۱۲۰ . 
مهيار الديلمي ۰۲۲۵ ۰۲۲۰ 
۷ 2-۳ 
۲۹۸-1 . 
مينندث بیدال ۱۳۱ ح ۰ ۱۷۵ ح م . 
النابغة احعدي ۲۲۱ . 
النابغة الذبياني 6 ۱۰۰۰۹۰۰۹ ۰۲۱۲ 
النبي = محمد رسول الله 
نصیب ۲۲۲ . 
نقادة الاسدي ۲۸۵ - ۲۸۰ . 
النقاش - زكي ۲۸۱ . 


نوفونن ۱۹۰ ح . 
نيتشه ۲۹۵-۲۹۶ . 
نیکل - ع . ر : ۱۲-۱۰ . 
اهتادي العباسي ۳ 
الهذلي ‏ جندب (؟ ) ۹5۰ . 
هرون الرشید ۲۰ ۰۲۰۵ ۰۲۲۳ 
۸ ۰۲۳۰ ۲۸۳ . 
هشام بن عبد اللك ۱۹۵ . 
هكسلي ‏ آلاوس (؟) ۱۳ . 
هملت الصغير ۲۹۲ - ۲۹۳ . 
هملت الكبير ۲۹۲ - ۲۹۳ . 
هند = عمرو بن هند 
هنداوي ‏ خليل ۲۹٤‏ م . 
هنري الثامن ۰۲۵۱ ۲۷١‏ . 


هوميروس ۰۸ ۱۳۹ . 
هيغو - فیکتور ۳۰ . 
والبة بن اباب ۲۰۲ . 
وضاح اليمن 195 . 
الوليد بن عبد اللك ۱۹۵ . 
اليازجي - ناصیف ( أو إبراهيم ) 
۸٦‏ جح 
يافث بن نوح ۸ ح . 
یامبلیخوس ۲۹۳ . 
يربوع بن مالك ۹ 
يزيد بن معاوية ۱۸۳ م . 
یود - یاقب ۱۱۱ ح . 
یوسف بن احجاج ۲۸۳ . 


یوسف الصیقل ۲۲۳ . 


۳۹